غزة بين الدمار والصمود: تحديات الحاضر ورهانات المستقبل
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
لا شك أن غزة تحتل موقعًا محوريًا في المشهد السياسي والإنساني، وسط تحديات معيشية غير مسبوقة يواجهها سكانها بعد الحرب. فالسؤال الأهم اليوم: كيف سيتكيف الغزيون مع واقعهم الجديد بعد الدمار الواسع الذي طال مقومات الحياة الأساسية؟
الآن.. بين الضرورات المادية والضغوط النفسية، يبرز التحدي الأكبر في تحقيق التوازن بين الصمود والتكيف، إذ لا يمكن لأي تضامن جماعي أو عزيمة فردية أن تلغي الحاجة الأساسية للغذاء، والماء، والعلاج، والمأوى.
الصمود في غزة لا يقتصر فقط على تجاوز آثار الحرب، بل يتطلب قدرة على التكيف مع الأوضاع المعيشية القاسية. فالتحدي الأول يتمثل في التحمل الذاتي، حيث يضطر السكان إلى تقليل توقعاتهم حول مستوى الحياة، بينما يعتمد التحدي الثاني على التضامن الجماعي، عبر خلق آليات تعويضية للتكيف والتعاون. تاريخيًا، أثبت أهل غزة قدرتهم على تجاوز الأزمات من خلال مهارات العيش المشترك والتكيف مع الواقع الصعب.
لكن في المقابل، تبقى العوامل الخارجية مثل إعادة الإعمار، ورفع الحصار، وسرعة وصول المساعدات، عوامل حاسمة قد تُستخدم أحيانًا كأدوات ضغط سياسي، خاصة في ظل سياسات الحكومة الإسرائيلية المتشددة، ومحاولات فرض حلول تتجاوز إرادة السكان، مثل مقترحات التهجير.
المستقبل السياسي لغزة وأثره على القضية الفلسطينيةما يحدث في غزة اليوم لن يؤثر فقط على سكانها، بل سيمتد تأثيره إلى القضية الفلسطينية ككل. فبقاء السكان وصمودهم قد يشكل مصدر إلهام للفلسطينيين في الضفة الغربية، في حين أن أي موجة هجرة واسعة قد تستخدم كذريعة لاستنساخ النموذج في مناطق أخرى. وبينما رسخت غزة نموذجًا للمقاومة والصمود، فإن الوضع في الضفة الغربية مختلف، حيث تركز السلطة الفلسطينية على إدارة الحياة اليومية أكثر من بناء نهج مقاوم طويل الأمد. ورغم ذلك، فإن الفلسطينيين في الضفة لا يزالون يواجهون سياسات تضييق مستمرة قد تدفعهم إلى إعادة النظر في خياراتهم.
جهود عربية وأممية سعت للوساطةكثيرًا ما كررت الأمم المتحدة دعوتها إلى وقف فوري للقتال لأغراض إنسانية، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين في القطاع. كذلك مع الجهود المصرية والعربية المستمرة لتثبيت وقف إطلاق النار والسعي لحل سياسي شامل، يبقى السؤال الأكبر: هل تستطيع غزة تجاوز محنتها والتحول من ساحة حرب إلى موطن يعكس صلابة إرادة سكانه؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة الصمود الدمار إعادة الإعمار التحديات المعيشية التضامن الجماعي الحصار التهجير المقاومة الضفة الغربية القضية الفلسطينية المساعدات الانسانية التكيف الإرادة الاحتلال الحل السياسي وقف اطلاق النار اعادة البناء المعاناة الصبر الاستقرار الأمن الدعم الدولي مصر الأمم المتحدة المفاوضات المأوى الغذاء المياه العلاج
إقرأ أيضاً:
مهرجان سباق دلما التاريخي.. رحلة الماضي بـ«أشرعة الحاضر»
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة
برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، تنطلق يوم غد فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان سباق دلما التاريخي بتنظيم هيئة أبوظبي للتراث، ونادي أبوظبي للرياضات البحرية، ومجلس أبوظبي الرياضي، وتختتم في الأول من يونيو المقبل بجزيرة دلما في منطقة الظفرة بأبوظبي.
وأكد الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس اتحاد الرياضات البحرية، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات البحرية، أن انطلاق النسخة الثامنة من مهرجان سباق دلما التاريخي يعكس المكانة الراسخة لهذا الحدث كأحد أعمدة الفعاليات التراثية والرياضية في الإمارات والمنطقة.
وقال: «نفخر بانطلاقة سباق دلما الذي بات يشكل ملحمة بحرية تنبض بروح التراث الإماراتي الأصيل، وتعيد إلى الواجهة قصص المجد التي عاشها الأجداد على سواحل البحر، مستلهمين منها قيماً راسخة في الصبر والعزيمة والانتماء»، وأضاف: «المهرجان يأتي في حلة متجددة في كل عام، حيث ينطلق السباق من جزيرة دلما التاريخية إلى المغيرة، في مسار يعكس طموحنا نحو التطوير المستمر، ويحمل في طياته رسائل غنية عن روح التحدي والتلاحم المجتمعي».
ونوه الشيخ محمد بن سلطان بأن تنظيم المهرجان يتم بتعاون وثيق بين نادي أبوظبي للرياضات البحرية، وهيئة أبوظبي للتراث، ومجلس أبوظبي الرياضي، مؤكداً أن هذا التنسيق يعكس نموذجاً ناجحاً في توحيد الجهود لإخراج الفعالية بأعلى المعايير التنظيمية والفنية، وبما يليق بمكانة الحدث على المستويين المحلي والدولي.
كما أكد أن الرياضات البحرية التراثية والحديثة، تعزز مبادرات «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، من خلال التأكيد على أهمية العمل الجماعي والتنافس الإيجابي، والمساهمة في تحقيق التقدم المجتمعي، ودعم التنوع الثقافي للمجتمع الإماراتي، بما يتماشى مع الهوية الوطنية والتاريخ البحري العريق.
من جهته، ثمن معالي فارس خلف المزروعي، رئيس هيئة أبوظبي للتراث، رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، لمهرجان سباق دلما التاريخي، ومتابعته الدائمة له وتوجيهاته بتطوير مسابقاته وأنشطته، ودعمه المستمر لفعالياته من أجل تحقيق استدامة التراث البحري، ودعم الرياضات البحرية التراثية والحديثة في دولة الإمارات، وهي المتابعة التي أكد أنها تشكل حافزاً لجميع المشاركين والداعمين من أجل تحقيق الإنجازات والنجاحات.
وقال معاليه إن المهرجان منذ انطلاقته ظل يؤدي دوراً مهماً في صون التراث الإماراتي والحفاظ عليه بما يضم من أنشطة رياضية وحرف تراثية بحرية وسباقات تعرّف الأجيال الجديدة بماضي الأجداد، وتسلط الضوء على طبيعة حياتهم، ما يسهم في ترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم، مؤكداً ثقته في تحقيق المهرجان بدورته الثامنة الأهداف المرسومة له، مشيراً إلى أن المهرجان يمثل علامة مميزة تبين جهود إمارة أبوظبي في التعريف بالإرث الحضاري العريق لدولة الإمارات، لاسيما تراث البحر وتقاليده الراسخة التي حافظ عليها الإماراتيون على مر الأجيال.
وتوجّه عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى القيادة الرشيدة على دعمها المتواصل لإحياء الرياضات التراثية، مثمناً رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، واهتمامه الكبير بتنظيم النسخة الثامنة من مهرجان سباق دلما التاريخي، الذي يواصل تألقه بعد النجاحات التي حققتها النسخ السابقة.
وقال العواني: «انطلاقاً من توجيهات سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، ورؤية وأهداف المجلس، نواصل تسخير جميع الإمكانات والجهود لضمان نجاح هذا الحدث التراثي المميز، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، بما يعكس التزامنا بالحفاظ على الموروث الثقافي والهوية الوطنية، وإحياء الرياضات التراثية وصونها».
واختتم العواني، قائلاً: «يشكل هذا الحدث منصة مثالية لتعزيز الترابط بين أفراد المجتمع، من خلال فعاليات تراثية ورياضية تحتفي بتاريخ الآباء والأجداد، ويأتي تنظيمه انسجاماً مع مبادرة عام المجتمع، التي تسعى إلى تعزيز التلاحم المجتمعي، وترسيخ الهوية الوطنية، وتشجيع المشاركة الفاعلة بين مختلف فئات المجتمع».
ويبلغ مجموع جوائز المهرجان أكثر من 33 مليون درهم مخصصة لـ 49 مسابقة، يأتي على رأسها سباق دلما التاريخي للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً الذي يعد السباق الأطول في فئته، ويجري لمسافة 68 ميلاً بحرياً، بما يعادل 125 كيلومتراً، وتبلغ جوائزه نحو 30 مليون درهم.
كما ينظم المهرجان سباق دلما لقوارب التجديف التراثية فئة 40 قدماً، وسباق التجديف الواقف على اللوح، وسباق الدراجات الهوائية، ومسابقات الدومينو والكيرم للرجال والسيدات، وسباق الجري، والألعاب الشعبية، وغيرها من الأنشطة الترفيهية والتعليمية المتنوعة.
ويستقبل المهرجان الزوار يومياً، من الساعة الرابعة عصراً إلى العاشرة مساء، ويحتضن العديد من الفعاليات التراثية والمسابقات البحرية والشاطئية التراثية والحديثة، بالإضافة إلى سوق شعبي مصاحب يضم عدداً من محال المنتجات التراثية والصناعات التقليدية والمأكولات لشعبية الإماراتية، مع تخصيص مساحات للأطفال، وتنظيم فعاليات مسرحية ومسابقات وجوائز يومية، بالإضافة إلى إبراز الحِرَف اليدوية التقليدية التي تعكس تراث الأجداد.