حماس ستفرج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين في صفقة تبادل التهدئة المقبلة
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
القدس المحتلة - من المقرر أن تنفذ حركة حماس وإسرائيل عملية تبادل الأسرى الرابعة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يوم السبت 1فبراير2025، حيث ستفرج الحركة عن ثلاثة أسرى إسرائيليين مقابل 90 أسيراً في السجون الإسرائيلية.
بدأ المسلحون في غزة إطلاق سراح الرهائن بعد أن دخلت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار مع إسرائيل والتي استمرت 42 يوما حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني.
سلمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي حتى الآن 15 رهينة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
وقالت جماعة الحملة الإسرائيلية "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" إن الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم يوم السبت هم ياردن بيباس وكيث سيجل الذي يحمل أيضا الجنسية الأمريكية وعوفر كالديرون الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية.
وأكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه تلقى أسماء الأسرى الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم.
وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن 90 أسيراً، تسعة منهم يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، بحسب ما قاله نادي الأسير الفلسطيني.
خلال هجومهم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 والذي أدى إلى بدء حرب غزة، اختطف المسلحون سيجل من كيبوتس كفار عزة، وكالديرون وبيباس من كيبوتس نير عوز.
وقد احتجز المسلحون 251 شخصا رهائن في ذلك اليوم. ومن بين هؤلاء، لا يزال 79 شخصا في غزة، بما في ذلك 34 شخصا على الأقل تقول القوات العسكرية إنهم لقوا حتفهم.
ومن بين المعتقلين زوجة بيباس وطفليه، والذي أعلنت حماس بالفعل عن وفاته، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين لم يؤكدوا ذلك بعد.
لقد أصبح الطفلان بيباس - كفير، أصغر الرهائن، والذي بلغ عامين من العمر في الأسر في وقت سابق من هذا الشهر، وشقيقه البالغ من العمر أربع سنوات أرييل - رمزين لمعاناة الرهائن المحتجزين في غزة.
تم أخذ الأطفال مع والدتهم شيري.
وتقول حماس إن الأطفال وأمهم قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
- مشاهد فوضوية -
وكانت ترتيبات تسليم الرهائن في غزة فوضوية في بعض الأحيان، وخاصة في عملية التسليم الأخيرة في مدينة خان يونس الجنوبية، والتي أنتجت مشاهد أدانها رئيس الوزراء الإسرائيلي ووصفها بأنها "مروعة".
وأظهرت صور تلفزيونية الرهينة أربيل يهود وهي في حالة من الضيق الشديد بينما كان مسلح ملثم يحاول إفساح الطريق لها وسط حشود المتفرجين اليائسين لمشاهدة تسليمها.
وأرجأت إسرائيل لفترة وجيزة إطلاق سراح السجناء يوم الخميس احتجاجا على ذلك، وحثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف على تحسين الأمن.
وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش "يجب ضمان أمن هذه العمليات، ونحن نحث على إدخال تحسينات في المستقبل".
وفي وقت لاحق من يوم الخميس، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 110 سجناء من سجن عوفر، بما في ذلك القائد العسكري السابق البارز زكريا الزبيدي (49 عاما)، الذي حظي باستقبال الأبطال في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
- أين أبي؟ -
كما تم إطلاق سراح حسين ناصر، الذي لم يحظى باهتمام كبير من الحشود، لكنه كان في مركز عالم بناته.
"أين أبي؟" سألت رغدة ناصر والدموع تنهمر من عينيها أثناء مرورها بين الحشد، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
عانقت رغدة، 21 عامًا، والدها شخصيًا لأول مرة مساء الخميس. كانت والدتها حاملًا بها عندما سُجن قبل 22 عامًا.
"لقد زرته للتو من خلف الزجاج في السجون الإسرائيلية، لا أستطيع التعبير عن مشاعري"، قالت رغدة.
يتوقف وقف إطلاق النار الهش على إطلاق سراح 33 رهينة مقابل نحو 1900 شخص ـ معظمهم فلسطينيون ـ في السجون الإسرائيلية.
سمحت اتفاقية الهدنة بتدفق المساعدات إلى غزة، حيث أدت الحرب إلى أزمة إنسانية مستمرة منذ فترة طويلة.
ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق يوم الاثنين، وفقا لجدول زمني قدمه مسؤول إسرائيلي. وستشمل هذه المرحلة إطلاق سراح الأسرى المتبقين.
خلال المرحلة الحالية، عاد أكثر من 462 ألف فلسطيني من النازحين بسبب الحرب إلى شمال غزة منذ أن أعادت إسرائيل فتح المعابر يوم الاثنين، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة. وقد عاد العديد منهم إلى منازلهم التي دمرت بالكامل.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
كيف شكّل عنصر المفاجأة في الحروب الإسرائيلية مصدرا للانتكاسات؟
نشر موقع "ويللا" العبري، مقالا، للصحفية الاقتصادية، ليئات رون، جاء فيه أنّه: "مع اندلاع المواجهة الايرانية الاسرائيلية، يستحضر الاسرائيليون استعادة ما حلّ بهم في السابع من أكتوبر 2023، حين باغتتهم حماس عندما لم يكونوا مستعدين، وقبضت عليهم في وضع حرج".
وأضافت رون، في مقال ترجمته "عربي21" أنّه: "في الساعات الأولى من الهجوم، ظهرت الدولة بأسرها في حالة من الارتباك، والمجتمع منقطعاً، مشلولا، ومتلعثماً، وبعد مرور أيام فقط بدأت تستعيد وعيها، وأدركت أنها ليست أمام مجرّد "حادث أمني"، بل تنفيذا لخطة طويلة الأمد، خطّطت لها حماس على مدى سنوات، حسبت لها، وخططت لها، ونفذتها".
وتابعت بأنّ: "هجوم الطوفان كشف حماس أمامنا بعظمتها القاسية، وتلقينا ضربات موجهة: عسكرية واستخباراتية وأيديولوجية، ومنذ ذلك الحين ونحن نحاول أن نفهم كيف حدث ذلك، ولا يزال الأسرى الـ53 الذين ما زالوا هناك يشكلون تذكيرا حياً بهذا العار، وهذه هي النقطة بالضبط".
"حماس نفّذت استراتيجية طويلة الأمد ومدروسة وعقلية، وهنا، من الجدير بالاعتراف، أنها هزمت دولة تعمل بشكل مثالي عند اندلاع حريق، لكنها لا تعرف كيفية بناء صنبور إطفاء الحرائق مسبقًا، ولا تعرف التخطيط للمستقبل" بحسب المقال نفسه.
وأكّدت: "لقد ضحكت علينا حماس، لأنها كشفتنا على حقيقتنا بأننا نُدار مثل شركة ناشئة دون وجود إدارة للتخطيط، فقط أفكار ارتجالية"، مشيرة إلى أنّ: "حماس أو غيرها، درسونا جيدا، وانتظروا، وخطّطوا، ثم هاجموا، وحتى الآن، وبعد قرابة عامين، لا تتوقف عن اللعب بعقولنا، إنها تفهم شيئًا نسيناه نحن، وهي أن الحروب تُربح قبل المعركة الأولى، وليس بعدها، بدليل أن كل مقطع فيديو لأسير من غزة يتوسل من أجل حياته لا يزال يمزقنا من جديد".
وفي سياق متصل، استرسلت الكاتبة بالقول إنّه قبل سنوات طويلة، من الضربة الإسرائيلية على إيران، "جاءت حرب يوم الغفران 1973، حين تلقينا صفعة على الوجه، ولم نكن مستعدين، ولم نفهم، وكدنا نسقط، ونجونا بصعوبة، ودفعنا ثمنًا باهظًا".
وأبرزت: "مرّت خمسون عامًا منذ ذلك الحين، عشنا فيها على شعور التفوق، وقمع إشارات التحذير، حتى قلّلنا من شأن حماس، التي عرفت كيف تستغل ذلك".