استضافت القاعة الرئيسية بمحور شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان «ترجمة العلوم»، مهداة إلى روح الدكتور أحمد مستجير، حيث حاضر خلالها كل من الدكتور حسين ثابت، أستاذ علم الوراثة ووكيل كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور أحمد حمدي، مدرس التفكير العلمي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور فريد استينو، أستاذ تربية الدواجن بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وأدارت الندوة الإعلامية هبة حمزة.

بدأت الإعلامية هبة حمزة حديثها عن حياة الراحل الدكتور أحمد مستجير، حيث قالت: "ولد الدكتور أحمد مستجير في قرية الصالحات بالدقهلية، واهتم بمجال الأحياء بفضل معلمه الذي ألهمه وشجعه على دراسة هذا المجال. تخرج مستجير في كلية الزراعة، ثم عمل في مركز البحوث الزراعية، حيث حصل على درجة الماجستير، قبل أن يسافر إلى بريطانيا لاستكمال دراساته، وأصبح بعد ذلك عميدًا لكلية الزراعة وكان عضوًا في 11 هيئة علمية، من بينها مجمع اللغة العربية واتحاد الكتاب، لم يكن فقط عالمًا، بل كان موسوعي المعرفة ومحبًا للعلم".

وتابع الدكتور فريد استينو حديثه عن العلاقة الوثيقة التي جمعته مع دكتور أحمد مستجير، قائلاً: "أنا خريج كلية الزراعة جامعة القاهرة، وعندما عاد دكتور أحمد مستجير من بريطانيا، درس لي مادة وراثة العشائر في نصف العام الدراسي من البكالوريوس، كان أسلوبه في التدريس مليئًا بالمعادلات العلمية التي جعلتنا نحب هذه المادة.

كما أن دكتور أحمد مستجير كان متخصصًا في وراثة العشائر، ثم توسع في مجالات عديدة مثل البيوتكنولوجيا، كان أيضًا شاعرًا، وهذه كانت سمة نادرة أن تجمع بين العلم والشعر، ومن أهم إنجازاته كان عمله على مشروع تحسين إنتاج اللبن والدهن من خلال الجاموس المصري، وكان له بصمات كبيرة في كلية الزراعة وفي مصر.

وأضاف استينو: "كان مستجير يعشق الجاموس المصري ويؤمن أنه الأفضل من أي نوع آخر، وقد قام بعمل أول قطيع نواة للجاموس المصري لتحسين إنتاجه، كما كان يحلم بإنشاء مركز لتحسين الحصان العربي عن طريق الاستنساخ، لكن المشروع لم يكتمل بسبب وفاته، وكان أيضًا لديه رغبة كبيرة في زراعة الأرز والقمح في المياه المالحة عن طريق تحسين صفاته الوراثية باستخدام نبات البوص، إلا أنه رحل قبل استكمال هذا المشروع."

وتحدث استينو عن الجوانب الإنسانية لدكتور أحمد مستجير، قائلاً: "كان رجلًا بسيطًا يحب الفلاحين والفقراء، وكنا نحن كأعضاء هيئة تدريس بعد انتهاء المحاضرات نجلس معه ونتبادل الأحاديث، تزوج مستجير من سيدة نمساوية، وجاءت معه إلى مصر، وأنجب منها ابنتين وولدًا، كان يولي اهتمامًا كبيرًا بالعمليات الوراثية وكان يطمح لتحسين المحاصيل الزراعية. وكان مستجير شخصية محبوبة جدًا بين أساتذة كلية الزراعة، حيث تم انتخابه عميدًا للكلية ثلاث مرات، وهو أمر نادر جدًا."

من جانبه، تحدث الدكتور حسين ثابت عن تجربته الشخصية مع دكتور أحمد مستجير، قائلاً: "أعتقد أن هناك علاقة قوية تجمعني مع دكتور أحمد مستجير، فهو ترجم كتابًا بعنوان 'ما الحياة؟' عام 1948، وقد ترجمته أنا أيضًا عام 2012، وهذا كان تزامنًا غريبًا.

كما أن مستجير تخرج في كلية الزراعة جامعة القاهرة، وأنا أيضًا تخرجت فيها، لذا أعتبر نفسي امتدادًا لهذا الكيان وأتمنى أن أكون امتدادًا جيدًا له."

وتحدث ثابت عن مشروع الترجمة العلمي الذي بدأه دكتور أحمد مستجير منذ بداية الستينات، قائلاً: "مستجير كان له مشروع قومي للترجمة، وقد ترجم أكثر من 80 كتابًا علميًا، للأسف، ما زالت الترجمة العلمية في مصر قليلة جدًا مقارنة بالترجمة الأدبية. نحن بحاجة إلى زيادة اهتمامنا بالترجمة العلمية، خاصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الوراثية، في مصر، نترجم 5 كتب لكل مواطن، بينما في المجر يترجمون 520 كتابًا لكل مواطن. لدينا أيضًا مشروع باسم 'تجارب الأمم'، يهدف إلى ترجمة تجارب الأمم الناجحة في مجالات مثل الصناعة والتكنولوجيا."

أما الدكتور أحمد حمدي، فقد تحدث عن أهمية الترجمة العلمية وأسلوب دكتور أحمد مستجير في هذا المجال، قائلاً: "الترجمة العلمية تتطلب أمانة ودقة، وعندما ننظر إلى ترجمات دكتور مستجير، نلاحظ أن لديه رؤية واضحة ومشروعًا متكاملًا.

على سبيل المثال، ترجم مستجير كتاب 'التطور الحضاري للإنسان'، وفي هذا الكتاب استوقفني محوره حول فكرة أنه لا يمكن إدراك قيمة علمية إلا من خلال إدراك السياق، هذا المبدأ كان دائمًا حاضرًا في أعماله، وكان دائمًا يسعى لوضعنا في سياق علمي سليم."

وختم حمدي حديثه بالقول: "دكتور أحمد مستجير كان مبدعًا في تبسيط العلوم، وقدّم ترجمات علمية أمينة ساعدت في نشر الثقافة العلمية بين العرب، كان له دور كبير في تعزيز الفهم العلمي في العالم العربي."

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور أحمد مستجير ترجمة العلوم المزيد الترجمة العلمیة کلیة الزراعة الدکتور أحمد کتاب ا

إقرأ أيضاً:

طريقة السمالوسي .. حيلة جديدة لزراعة الخضروات تحقق ملايين المشاهدات

يبحث العديد من المواطنين حاليا عن طرق الزراعة في المنزل، وذلك بعد انتشار عدد من التريندات الخاصة بالزراعة المنزلية خلال الفترة الماضية وعلى رأسها زراعة الكركم والكزبرة.

وفي هذا السياق، تداول ملايين المتابعين فيديو خاص بزراعة الكزبرة بطريقة بسيطة والذي قدمه أحد صناع المحتوى ويدعى أحمد السمالوسي، حيث حقق الفيديو ملايين المشاهدات عبر اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

الزراعة: تنمية قطاعي المصايد الطبيعية والاستزراع السمكي بما يحقق الأمن الغذائيالمتحدث باسم الكرملين يرد على ترامب حول قدرة بوتين على إنهاء الصراع بالشرق الأوسط4 سيناريوهات تحدد مستقبل الصراع الإيراني الإسرائيلي | بين التهدئة والانفجار النووي .. خبير يوضحإزالة 15 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية في الأقصرفيديو زراعة الكزبرة في المنزل

على الرغم من أن الفيديو قديم إلا أنه حقق أكثر من 100 مليون مشاهدة على موقع الفيديوهات يوتيوب، كما حقق ملايين المشاهدات على الفيسبوك وانستجرام، وذلك بعد تريند الزراعة المنزلية.

وفي الفيديو المتداول، يقدّم أحمد السمالوسي، صانع المحتوى الزراعي الشهير، تجربة مبتكرة لزراعة الكزبرة في الماء باستخدام مصفاة بلاستيكية، دون الحاجة إلي معدات معقدة، حيث استعان بأدوات بسيطة متوفرة في كل منزل. 

تعتمد الفكرة على استخدام مصفاة بلاستيكية صغيرة توضع فوق إناء مملوء بالماء، حيث يتم توزيع بذور الكزبرة فوق طبقة خفيفة من التربة العضوية كحامل للبذور، ثم يتم تغطيتها بطبقة خفيفة جدا من التربة.

وبحسب السمالوسي، فإن هذه الطريقة لا توفر فقط حلاً عمليًا لأصحاب الشقق أو البيوت الصغيرة، بل تُعد نموذجًا لتشجيع الزراعة المائية النظيفة، وتُقلل من هدر المياه، وتسمح بإنتاج نباتات صحية خالية من المبيدات.

ويأتي هذا الفيديو ضمن سلسلة من المبادرات التي يطلقها أحمد السمالوسي من أجل دعم الاكتفاء الذاتي داخل المنازل، وتعزيز ثقافة الزراعة في البلكونة، والأسطح، وحتى داخل المطبخ، باستخدام أدوات منزلية، وذلك لنشر ثقافة الزراعة النظيفة وتبسيط المفاهيم البيئية للمواطنين.

من هو أحمد السمالوسي؟

أحمد السمالوسي خبير زراعي وصانع محتوى زراعي شهير يحظى بمتابعة واسعة على منصات التواصل، حيث تجاوز عدد متابعيه على “تيك توك” و”فيسبوك” و”إنستجرام” حاجز الـ 4 ملايين، بفضل أفكاره المبتكرة عن الزراعة، وحرصه على تقديم محتوى تعليمي بسيط عن الزراعة المنزلية وتربية الحيوانات.

تصدر وسم السمالوسي -28 عاما- مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية وحققت فيديوهاته ملايين المشاهدات، خاصة بعد نجاح طريقته في زراعة الخضراوات في المنزل وعدم الحاجة إلى شرائها أو زراعتها بتكلفة مادية مرتفعة.

يقوم البلوجر الأخضر كما يطلقون عليه بتصوير فيديوهات الزراعة الخاصة به في مسقط رأسه في النوبارية بمحافظة البحيرة، حيث قام بتأسيس مشروع الزراعة من البلكونة، والذي ألهم ملايين المتابعين للبدء في الزراعة المنزلية.

هذا بالإضافة إلى نشر فيديوهات عن تربية الطيور والحيوانات، صناعة الأعلاف الطبيعية، طرق إنتاج الغذاء الصحي في البيت، والحفاظ على البيئة من خلال الزراعة.

طباعة شارك الزراعة زراعة الكزبرة فيديو زراعة الكزبرة أحمد السمالوسي الزراعة المنزلية

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ترجمة على شريط النفس)
  • "مثلي الأعلي الدكتور مجدي يعقوب".. أول الشهادة الاعدادية بالبحيرة: بذاكر 8ساعات وأنوى علاج المرضي بالمجان (فيديو)
  • الدورة العلمية في الشارقة تناقش نشر الثقافة الإسلامية بالمجتمع
  • نداء أهل القبلة.. في ندوة لـ حكماء المسلمين بمعرض الكتاب الإسلامي بجاكرتا
  • طلاب كلية الزراعة بجامعة الحديدة يتعرفون على نوعية إنتاج المشاتل بالزيدية والمنيرة
  • الناجح يرفع إيده.. «محمد أحمد» الأول على إعدادية الشرقية: سر نجاحى دعوة والدى وحلمى كلية الطب
  • الزراعة السورية تصدر إرشادات لطلبة الشهادات الثانوية المهنية
  • بعد نجاح فيلم الدشاش وتصدره التريند.. محمد سعد يستعد لـ «دكتور عدوة»
  • طريقة السمالوسي .. حيلة جديدة لزراعة الخضروات تحقق ملايين المشاهدات
  • تفاصيل لقاء محافظ أسيوط مع طلاب كلية التربية النوعية بالجامعة