عربي21:
2025-07-03@17:20:52 GMT

مؤامرة ترامب على غزة

تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT

لا فرق بين أن نسميه وعد ترامب لإسرائيل، أو مؤامرة ترامب على الشعب الفلسطيني، النتيجة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يدّعي أنه رجل سلام وسيعمل على إنهاء الأزمات في العالم، يتوجه لصناعة أزمة جديدة، بل وإغراق المنطقة بأزمات قد لا تخرج منها لسنوات.

منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، لم يترك ترامب وسيلة لإرضاء الصهاينة، وكأنه يستدرك ما فاته في ولايته السابقة، حيث نقل السفارة الأمريكية للقدس واعترف بسيادة إسرائيل على الجولان، وأرغى وأزبد وهدّد بالويل والثبور ما لم يتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.

وهذا أمر خطير في السياسة الدولية، ذلك أن الدولة إذا هدّدت ولم تنفذ سيؤثر كثيرا على هيبتها، لكن السؤال ماذا كان سيفعل ترامب لغزة بعد أن أحرقت إسرائيل الأخضر واليابس، إلا إذا كان ترامب يريد إعادة إعمار جباليا ثم تدميرها عله يجد مساحة تستوعب تهديداته؟

كان مستفزا للقيم والأخلاق والمنطق تعبيره عن الشعور بالفرح للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، فيما مقتل عشرات الآلاف لم يعنِ له أي شيء، وفيما التنكيل لأكثر من خمسة عشر شهرا بملايين الفلسطينيين لم يحرك لديه أي مشاعر إنسانية، بل أكثر من ذلك، وبدل أن يدعو إلى لملمة جراح الناس في غزة والمساعدة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب، حتى يتسنى للبشر الباقين في غزة ممارسة حياتهم كآدميين خلقهم الله، ترامب، رجل الصفقات الشاطر، لم يخطر بباله أخذ جزء من الإسرائيليين إلى الديار الأمريكية، لحل مشكلة الازدحام في فلسطين، بل يطلب من مصر والأردن حل هذه الإشكالية وعلى حساب الفلسطينيين، ودون اعتبار لانعكاسات مثل هذا الأمر على الاستقرار السياسي والاجتماعي في هذين البلدين، ولا أي اعتبار للموازين الديموغرافية، ولا سيما في الأردنيجترح ترامب مشروعا لإعادة تشريدهم بعيدا عن أرضهم، حتى يرضى الإسرائيلي ويهنأ باله، وكأن التشرّد الذي عاشه أهل غزة على مدار الخمس عشرة شهرا لم يكن سوى بروفة للتشرّد الموعود؟

ترامب، رجل الصفقات الشاطر، لم يخطر بباله أخذ جزء من الإسرائيليين إلى الديار الأمريكية، لحل مشكلة الازدحام في فلسطين، بل يطلب من مصر والأردن حل هذه الإشكالية وعلى حساب الفلسطينيين، ودون اعتبار لانعكاسات مثل هذا الأمر على الاستقرار السياسي والاجتماعي في هذين البلدين، ولا أي اعتبار للموازين الديموغرافية، ولا سيما في الأردن.

المشكلة في هذا الطرح، إن جرى تنفيذه، سيكون بروفة لطرحة بعد سنة أو عدة سنوات لحل أزمة إسرائيل في الضفة الغربية، وربما يشمل عرب ما وراء الخط الأخضر، الأمر الذي يطرح السؤال عما إذا كان هذا الطرح مصمم بالفعل لإخلاء فلسطين من الفلسطينيين على مراحل ضمن استراتيجية تهدف الى سيطرة الصهاينة على كامل فلسطين خلال سنوات قليلة، ما دام قد أصبح هناك إطار عام لفعل ذلك، حيث يجري استخدام الحروب على الفلسطينيين ثم تدمير حواضرهم، وبعد ذلك التذرع بأن الإشكالية تتمثل بعدم قدرة الجغرافيا الفلسطينية على استيعاب السكان، وربما النقص في الموارد كالمياه أو محدودية الأراضي القابلة للزراعة، والحل الأمثل، وللحصول على حياة وفرص أفضل للجميع، تهجير الفلسطينيين على دفعات الى الجوار العربي حيث المساحات الفارغة من الصحارى، وحيث يمكنهم هناك صناعة أحلام جديدة بسلام وأمان.

قد نكون على أعتاب مؤامرة كبيرة يحيكها ترامب ضد الفلسطينيين، لا تختلف عن تلك التي صاغتها بريطانيا قبل قرن ونيّف عبر وعد بلفور، حينها كان العرب إما محكومين من قبل الاستعمار، أو أن دولهم كانت ناشئة وفقيرة، أما اليوم فلا عذر لهم، ما دام ترامب نفسه يتودّد لهم لينقذوا الاقتصاد الأعظم في العالم
ترامب، رجل الصفقات الشاطر، يبحث عن أمجاد على حساب من يعتبرهم ضعفاء في هذا الكون، فهو يستأسد على المهاجرين واللاجئين من دول أمريكا اللاتينية، وعلى جارتيه المكسيك وكندا، وهي دول ضعيفة التسليح، وفي السياق، يجد في طريقه أهل غزة، ليخلّده التاريخ بطلا ويقيم له المستوطنين المزيد من المستوطنات المسماة "ترامب"، وربما أسماء شوارع ومشاف في حيفا وتل أبيب.

نفسه ترامب، يصبح حكيما ومتوازنا وعاقلا، حينما يتوقع حصول خسائر في أرواح جنوده في مواجهات مع أطراف تملك قوة ردع، مثل كوريا الشمالية وروسيا وإيران، هنا يفعّل خطوط التواصل الدبلوماسي وتشتغل دائرته الاستشارية في البحث عن طرق وأساليب وسياسات للتوصل إلى مقاربات جديدة تقنع قادة هذه الدول في التوصل إلى حلول غير صدامية، حتى لو كانت على حساب شعوب أخرى يعتقد أنها ضعيفة أيضا. والمثال الروسي بليغ هنا، حيث يريد ترامب إيجاد حل للحرب الأوكرانية يراعي موازين القوى القائمة بما يسمح لروسيا الاحتفاظ بسيطرتها على ربع أوكرانيا.

والمفارقة، ان ترامب يطالب الدول العربية بالاستثمار بأقصى طاقاتها في بلاده، حتى لو كان على حساب مشاريعها الوطنية، ثم يقف ويتبجح ملمحا بأنه أجبر الدول العربية، التي يبدو أنه يستكثر أن يكون لديها أموال، على الاستثمار في أمريكا بالقوّة، ليدعم نظريته التي تقول أن أمريكا لا تمنح الخدمات مجانا للآخرين، مع أن بضاعة أمريكا لم تعد ذات قيمة بعد أن تغيرت البيئة الاستراتيجية في المنطقة وتراجعت تهديدات إيران، ووجود بدائل دولية ومصادر سلاح يمكن للدول العربية التعامل معها بعيدا عن ابتزاز ترامب وتفاهته.

قد نكون على أعتاب مؤامرة كبيرة يحيكها ترامب ضد الفلسطينيين، لا تختلف عن تلك التي صاغتها بريطانيا قبل قرن ونيّف عبر وعد بلفور، حينها كان العرب إما محكومين من قبل الاستعمار، أو أن دولهم كانت ناشئة وفقيرة، أما اليوم فلا عذر لهم، ما دام ترامب نفسه يتودّد لهم لينقذوا الاقتصاد الأعظم في العالم.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الفلسطيني إسرائيل غزة تهجير إسرائيل فلسطين غزة تهجير ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على حساب

إقرأ أيضاً:

معاريف: سموتريتش يحاول أن يظهر أكثر تشددا من بن غفير على حساب الأسرى

في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، اتهمت الكاتبة الإسرائيلية صوفي رون موريا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالمسؤولية عن إطالة أمد الحرب في غزة وعرقلة التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.

وترى الكاتبة أن مواقف سموتريتش لا تنبع من أيديولوجيا راسخة أو حكمة سياسية بقدر ما تعكس صراعا سياسيا داخليا ورغبة بين المتشددين للتفوق في منافسة "التشدد" على حساب حياة الجنود والأسرى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: ترامب تجاوز الخط الأحمر بتدخله في محاكمة نتنياهوlist 2 of 2موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس الرقمية الكبرى؟end of list تناقض الحكومة

وقالت الكاتبة إن إسرائيل استفاقت في اليوم التالي لإعلان وقف إطلاق النار مع إيران على خبر محزن بإعلان مقتل 7 جنود، فضلا عن سقوط أربعة آخرين خلال أيام المواجهة مع طهران.

وأضافت أن هذه الخسائر البشرية الكبيرة تأتي نتيجة مواجهة مع "تنظيم صغير" مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين أن إسرائيل لم تدفع مثل هذا الثمن في مواجهاتها مع قوى إقليمية كبرى كإيران أو حزب الله، ومن هنا تتساءل عن السبب الحقيقي لهذا الاستنزاف، وتوجّه أصابع الاتهام مباشرة إلى سموتريتش.

وتعتبر الكاتبة أن سلوك الحكومة الإسرائيلية يتسم بالتناقض، حيث تم التوصل إلى تفاهمات ووقف لإطلاق النار مع إيران وحزب الله، بينما يتم رفض أي خطوة مماثلة في غزة، رغم التقدم الملحوظ في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى.

كذبة المتطرفين

وترى موريا أن هذا الرفض يأتي بإيعاز من أقطاب اليمين المتطرف، وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير، اللذان روّجا منذ بداية الحرب لـ"كذبة التعارض" بين صفقة تبادل الأسرى وتضحيات الجنود.

وتشرح الكاتبة هذه "الكذبة"، قائلة إنها تزعم أن الإفراج عن الأسرى يهدر تضحيات الجنود، وهي -حسب رأيها- أكذوبة خطيرة تُستخدم لتبرير استمرار الحرب، في حين أن الحقيقة هي أن استمرار القتال العبثي في غزة يعرّض المزيد من الجنود للخطر، دون أن يحقق إنجازا عسكريا حاسما.

وأكدت أن استمرار القتال يزج بالجيش في حرب عصابات دامية، يتحمّل مسؤوليتها بالأساس وزراء اليمين الديني المتطرف.

إعلان

وتضيف الكاتبة أن ذريعة "تدمير حماس" ليست سوى غطاء واهٍ لإطالة أمد الحرب، مشيرة إلى أن إسرائيل لم تدمر حزب الله، ولا النظام الإيراني، ورغم ذلك لم يُطرح استمرار القتال معهما باعتباره "ضرورة وجودية".

وأوضحت أن سموتريتش وبن غفير لم يهددا بالانسحاب عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما يكشف انتقائية مواقفهما واستخدام حرب غزة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.

وحسب رأيها، فإن الهدف غير المعلن من استمرار الحرب هو عرقلة صفقة الأسرى، إذ لا يمكن تحريرهم إلا عبر اتفاق، وهو الأمر الذي تعارضه الأحزاب المتطرفة خوفا من منح "انتصار رمزي" لحماس.

الأشد تطرفا

وتتابع الكاتبة قائلة إنها لا تتفق مع الرواية المتداولة بأن سموتريتش يسعى جاهدا لتنفيذ مشروعه الاستعماري في غزة، إذ إنه ليس ساذجا ويُدرك تماما استحالة احتلال غزة.

والسبب في إصراره على عرقلة أي اتفاق لإطلاق سراح الأسرى ومحاولة الظهور بأكبر قدر من القسوة والتشدد، تماما مثل وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، هو التنافس بين أحزاب أقصى اليمين.

هنا يمكن حلّ اللغز حسب تعبيرها، حيث إن هذا التنافس يؤدي إلى تصلب المواقف إلى حدّ العبث، وهو ما يفعله سموتريتش منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، حين تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي بسبب دعمه لاتفاقية تبادل الاسرى الأولى التي عارضها بن غفير، وهو يبذل قصارى جهده منذ ذلك الحين لإثبات أنه أكثر تطرفا وصلابة من وزير الأمن.

وذهبت الكاتبة إلى أن هذه المعركة خاسرة، لكن سموتريتش مصمم على مواصلتها مخالفا كل منطق سياسي، ناهيك عن القيم الدينية و"التقاليد الإسرائيلية في الالتزام بالعهود والاتفاقات".

وختمت بأنه حتى بعد توقيع الاتفاق الجديد بناء على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيسعى سموتريتش جاهدا لتقسيمه إلى عدة مراحل على أمل إعادة الجنود إلى أنقاض غزة.

مقالات مشابهة

  • هل السائق الخاص يؤثر على حساب المواطن؟.. البرنامج يوضح
  • هل يجب حذف حساب المواطن للمتوفى لتسجيل الأرملة والتابعين؟.. البرنامج يوضح
  • الهيئة الوطنية تعلن فتح باب الترشح في انتخابات مجلس الشيوخ
  • وزير الأمن القومي يطالب الجيش بالحسم في غزة دون وضع اعتبار للأسرى
  • حساب الهلال يحيي ماركوس ليوناردو لإحرازه لقب رجل المباراة أمام مانشيستر
  • حساب المواطن يوضح.. هل تؤثر القروض على دعم المستفيدين؟
  • إنزاغي عقب إقصاء السيتي: هذا هو مكاننا الطبيعي
  • حساب الهلال يحتفي بفوزه التاريخي على مانشستر سيتي: أرسل زعيمًا ولا توصّه
  • هل تؤثر القروض على استحقاق حساب المواطن؟.. البرنامج يرد
  • معاريف: سموتريتش يحاول أن يظهر أكثر تشددا من بن غفير على حساب الأسرى