افتتح معرض القاهرة الدولى للكتاب أبوابه للجمهور أمس، فى ثامن أيام فعالياته، حيث شهد توافداً كثيفاً من الزوار للاستمتاع بالأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، إلى جانب اقتناء الكتب من مختلف دور النشر المشاركة فى هذه الدورة وحرص الآلاف من الزوار على أداء صلاة الجمعة فى المعرض أمام الصالات.

وسجل المعرض حضوراً جماهيرياً كبيراً، يوم الخميس الماضى، بلغ 497.

255 زائراً، ليصل إجمالى عدد الزوار ‏حتى مساء الخميس 2.768.780 زائراً، منذ فتح أبواب معرض القاهرة للزيارة.

من جانبه، أبدى الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة؛ سعادته بما يشهده معرض الكتاب من زخم من حيث الحضور الجماهيرى الملحوظ؛ والمحتوى المتنوع لفعالياته؛ فضلاً عن حالة التفاعل بين جمهور المعرض من كافة الجنسيات، وتابع: «معرض الكتاب قد أضحى بوتقة حضارية تنصهر خلالها ثقافات العالم؛ وهو ما يأتى تفعيلاً لمنهجية الدولة؛ ورسالتها الرامية دائماً لاستثمار الثقافة فى التقريب بين الشعوب».

«هنو»: 7000 رحلة من المحافظات ضمت 350 ألف زائر.. وهدفنا تقديم خدمة متميزة للجمهور والتقريب بين الشعوب

ووجَّه الوزير الشكر للقائمين على تنظيم المعرض والإعداد لفعالياته، وحثهم على الاستمرار فى تقديم خدمة ثقافية متميزة للجمهور المصرى، خلال أيام المعرض القادمة. واستقبل المعرض منذ انطلاقه مجموعة كبيرة من الرحلات للمؤسسات والهيئات والجامعات والمدارس من كافة المحافظات وبلغ عدد الرحلات الجماعية التى زارت المعرض 7000 رحلة، بمشاركة 350 ألف زائر وهو ما يعكس مكانة المعرض كإحدى أهم الفعاليات الثقافية فى مصر والوطن العربى.

وتحرص الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين، الجهة المنظمة للمعرض، على توفير كافة الخدمات والتسهيلات للزائرين، وتذليل كافة العقبات التى تواجه الرحلات الجماعية لزيارة المعرض، والمشاركة فى فعالياته المقدمة فى كافة فروع المعرفة، واقتناء المؤلفات المتنوعة من دور النشر المشاركة.

ويواصل المعرض تقديم أنشطة ثقافية وتفاعلية متنوعة تستهدف جميع الفئات العمرية، بجانب العروض والتخفيضات التى تتيحها الهيئة المصرية العامة للكتاب على إصداراتها، ما يسهم فى تعزيز الاهتمام بالقراءة ونشر الثقافة بين مختلف شرائح المجتمع.

وقال الدكتور شريف صالح، الناقد الفنى، إن معرض الكتاب ليس فقط كتباً وندوات، وإنما تعبير ولسان حال الدولة بكل مؤسساتها ومبدعيها عن نفسها وحالها ورؤاها لهويتها، ومناقشة قضايا الساعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحتى الأنشطة الفنية والشعبية الموازية أرى أنه يقع ضمن تعبير الدولة عن ذاتها، والإصدارات الحديثة المطروحة الكثير منها مهووس بسؤال الهوية. وأضاف لـ«الوطن»: «رؤيتى للمعرض هذا العام فيها درجة كبيرة من التفاؤل، بمعنى أن مصر بكل ما تمر به من التحديات، تستطيع إقامة معرض الكتاب وتنفق عليه وتبذل أقصى ما فى وسعها، ما يدفع الزائرين بهذه الأعداد الضخمة لزيارة المعرض، فهذا شىء رائع جداً، ويبعث على التفاؤل مشيداً بالمشروعات الإبداعية للشباب الجديد، الذين لم يعيشوا فى جلباب الآباء.

فى نفس السياق، تحدث عدد من الناشرين المصريين المشاركين فى الدورة الحالية عن مستوى الإقبال على معرض القاهرة الدولى للكتاب ومعدلات الشراء، وأعربت الدكتورة فاطمة البودى، صاحبة دار العين للنشر والتوزيع عن سعادتها بالدورة الـ56 من معرض الكتاب التى تضم عدداً كبيراً من الضيوف المثقفين من الدول العربية والأجنبية.

وقالت إن هذه الدورة تأتى بالتزامن مع عودة أهل غزة لديارهم، وثمَّنت موقف مصر ودورها فى هذه العودة وفى دعم القضية الفلسطينية، لكيلا تطمس القضية، مشيرة إلى أن مصر السبب الرئيسى والمباشر لهذه العودة، وهو ما يعد مصدر فخر للمصريين بموقف القيادة السياسية والرئيس عبدالفتاح السيسى الرافض للتهجير، وأبدت أسفها لغياب أغلب الناشرين السوريين واليمنيين والسودانيين بسبب الأحداث الأخيرة فى هذه البلاد.

وأضافت لـ«الوطن» أن دار العين تشارك هذا العام فى المعرض بـ60 عنواناً جديداً بين مترجم وروايات وكتب تحقيق تراث، وكتب فكرية، لافتة إلى أن للقضية الفلسطينية والإبداع الفلسطينى نصيباً كبيراً فى إنتاج الكتب بالدار، حيث تم إصدار 3 كتب عن فلسطين وتعاونت مع العديد من الكاتبات الفلسطينيات.

وقال الناشر حسن غراب، صاحب دار غراب للطباعة والنشر، إن الإقبال الجماهيرى والإقبال على شراء الكتب جيد، رغم ارتفاع أسعار بعض الكتب بسبب ارتفاع تكلفة وأسعار خامات النشر.

وأشار «غراب» إلى أن الدار تشارك فى المعرض منذ 2014، مشيداً بالتنظيم هذا العام للمعرض، وبخاصة تجهيز الأجنحة والصالات بالكراسى والطاولات، قبل الافتتاح بفترة مناسبة، بخلاف الدورة الماضية، وهو ما يسهل تقديم الخدمات بشكل أفضل لجمهور المعرض.

وأكمل «غراب»: نشارك بـ700 عنوان، منها 45 عنواناً جديداً، ونتعاون مع عدد كبير من الكُتاب من أجيال ومشارب مختلفة ونقدم تخفيضات 20٪، وأغلب الإصدارات فى مجال الرواية لأنها تلاقى إقبالاً كبيراً من القراء فى فئات متنوعة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب معرض الکتاب وهو ما

إقرأ أيضاً:

بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قصة الأناقة بالخيط والإبرة

بين أعمدة اللوفر الرخامية وعلى مقربة من جناح الموناليزا، التي حيّرت ابتسامتها المؤرخين، يستضيف متحف اللوفر في باريس معرض "كوتور" للأزياء الراقية، في حوار غير مسبوق بين الموضة والفن، يضم قطعا بارزة من تاريخ الأزياء المعاصرة تمتد من ستينيات القرن الماضي وحتى عام 2025، من كريستوبال بالنسياغا إلى إيريس فان هيربن.

المعرض يضم قطعًا بارزة من تاريخ الأزياء من ستينيات القرن الماضي حتى 2025، من بالنسياغا إلى إيريس فان هيربن (الجزيرة)

وبفضل هذا المعرض، لم يعد اللوفر حكرا على الفنون التشكيلية والكلاسيكية، بل كسر القاعدة ليقدّم سردية متكاملة عن الجمال والهوية، ويعيد حياكة تاريخ دور الأزياء الفرنسية بخيط وإبرة.

وبينما يتنقّل الزائر بين قاعات المعرض، تتردد في ذهنه أسئلة جوهرية: "هل الأزياء محض استهلاك، أم لغة تعبّر عن الروح وتغذّي الإحساس؟" ويأتي جواب اللوفر واضحا: كل قطعة هنا تحكي قصة، تتمحور حول الأنوثة والفخامة والفن.

المعرض يكسر الصورة النمطية عن اللوفر كمتحف للفنون الكلاسيكية فقط (الجزيرة)سابقة فنية

منذ افتتاحه عام 1793، لم يشهد متحف اللوفر تنظيم أي معرض مخصص بالكامل لعالم الأزياء، رغم موقعه الفريد في قلب باريس، بالقرب من أشهر دور الأزياء الراقية (الهوت كوتور).

وفي هذا السياق، أوضح أوليفييه غابيه، مدير قسم الفنون الزخرفية بالمتحف، أن هذه هي المرة الأولى التي يُقام فيها معرض داخل اللوفر يُعنى بالموضة، من حيث التصميم والتقديم، ضمن مجموعاته الفنية.

متحف اللوفر في باريس يستضيف معرض "كوتور" للأزياء الراقية في حوار غير مسبوق بين الموضة والفن (الجزيرة)

وأشار غابيه، في حديثه لموقع الجزيرة نت، إلى أن المتحف كان قد استضاف عام 2022 فعالية صغيرة بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس دار "إيف سان لوران"، وذلك بناءً على اقتراح من المؤسسة نفسها.

إعلان

وعند سؤاله عن إمكانية تنظيم معارض مماثلة في المستقبل، قال: "اللوفر لا يملك مجموعة أزياء خاصة به، لذا فهو غير ملزم بتقديم معارض للموضة بشكل دوري. لكن من حسن حظنا أن اللوفر، بطبيعته، هو متحف يتقاطع مع عالم الموضة، الذي يتميز بدورات قصيرة وتجدد مستمر. وأعتقد أن الوقت المناسب لمعرض جديد سيأتي، عاجلا أم آجلا".

المعرض يسلط الضوء على الأزياء كخطاب اجتماعي بصيغة أنثوية يعيد تشكيل ثقة المرأة بنفسها (الجزيرة)توقيع على جسد الذاكرة

في الوقت الذي كانت تُنظر فيه إلى الأزياء الراقية على أنها حكر على الملكات وزوجات القادة ونجمات السينما، كان مصمموها يرون فيها خطابا اجتماعيا بصيغة أنثوية. فالثوب والخيوط الذهبية، من وجهة نظرهم، لا تُصمَّم فقط لتلائم الجسد، بل لتعيد تشكيل ثقة المرأة بنفسها وتعزز حضورها، بعيدا عن القيود والتصورات النمطية.

المعرض يصوغ حوارا بين الأزياء والفنون (الجزيرة)

اليوم، وعلى مساحة تُقارب 9 آلاف متر مربع، يعرض متحف اللوفر 65 تصميما معاصرا، إلى جانب نحو 30 إكسسوارا، في حوار بصري وشاعري يمتد من بيزنطة إلى الإمبراطورية الثانية.

وقد سلط أوليفييه غابيه، مدير قسم الفنون الزخرفية في المتحف، الضوء على مجموعة المصممة ماري لويز كارفن، مؤسسة دار كارفن بعد الحرب، والتي تبرعت بأكثر من 300 عمل لقسم الفنون الزخرفية في اللوفر، قائلا: "كان الهدف هو خلق حوار ناجح يضع الموضة في قلب صالات العرض".

وأضاف غابيه: "أردنا أن نظهر كيف شكّلت بيزنطة، والعصور الوسطى، وعصر النهضة، والقرن الـ17 مع شخصية لويس الرابع عشر وفرساي، مصادر إلهام أساسية للعديد من المبدعين".

وأشاد غابيه ببعض القطع البارزة في المعرض، من بينها فستان جون غاليانو المصنوع من الأورجانزا الحريرية والمرفق بغطاء رأس، وفستان صممه كارل أغرافيل عام 2019 مستوحى من خزانة أدراج الكونتيسة دي مايي المعروضة في اللوفر، بالإضافة إلى فستان من تصميم عز الدين علية مستلهم من الفن المصري القديم.

على مساحة تُقارب 9 آلاف متر مربع، يعرض متحف اللوفر 65 تصميما معاصرا، إلى جانب نحو 30 إكسسوارا (الجزيرة)بين الإبرة والريشة

وبمجرد الدخول إلى إحدى القاعات، ستُغرم بالتقاطع الفريد بين فستان أسود من دار ديور يعود لمنتصف القرن الـ20 وُضع بمحاذاة منحوتة لرأس إمبراطور روماني، وفستان ذهبي من جيفنشي يقف تحت لوحة "أفروديت" الإغريقية، بالإضافة إلى التقاء خيوط شانيل بخيوط الذاكرة.

ومن المصمم الشهير جاك دوسيه إلى مدام كارفن، أعارت 45 دار أزياء راقية مجموعات استثنائية تتناغم بشكل رائع مع اللوحات المعلقة على جدران قسم الفنون الزخرفية باللوفر.

مشاركة 45 دار أزياء راقية بمجموعة قطع تتناغم مع لوحات وتحف اللوفر (الجزيرة)

وعندما يتعلق الأمر بالتاريخ والموضة، فإن الروابط لا تُحصى، وغالبا ما تتجسد من خلال المعرفة والتقنيات اللامتناهية والثقافة البصرية، فضلا عن التفاعل الدقيق بين معنى اللوحة أو القطعة الأثرية وكتالوج المصمم. ليبدو الفستان كأنه درع يحمل في طياته شهادة ميلاد الزمن.

ولعل أهم ما يميز معرض "كوتور" هو أنه لا يقدم عرضا للأزياء بقدر ما يُصوغ حوارا بين القرون، وكأن فستان هذا العصر يلقي التحية على تمثال فرعوني، وثنيات قماش مطرز يقلد انسياب الرداء الروماني.

القطع المعروضة تدمج بين الإبرة والريشة، وتُخفي الحدود بين الموضة والفن (الجزيرة)

كما تمكنت كل القطع المعروضة في صالات العرض، التي تعرف جيدا لوحات وتحف القرون الماضية، من إخفاء الفوارق بين الفن والموضة، وبين الإبرة والريشة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • معرض المدينة للكتاب .. حراك ثقافي يوسّع أُفق المعرفة
  • من وزير الثقافة السوري.. رسالة إلى فيروز هذا ما جاء فيها
  • بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قصة الأناقة بالخيط والإبرة
  • معرض تشكيلي لأعمال عالمية بمتحف الفنون الجميلة
  • افتتاحُ معرض الكتب المستعملة بولاية سناو
  • الأعلى للآثار يتعاون مع مؤسسة إيطالية لتنظيم معرض كنوز الفراعنة
  • الواصل: معرض المدينة للكتاب منصة حضارية تُجسّد تطلعات المملكة الثقافية
  • مكتبة مصر العامة تنظم معرضًا لبيع الكتب بأسعار رمزية
  • أسعار تبدأ من 5 جنيهات.. 75 دار نشر تُشارك في الدورة العاشرة من معرض الإسكندرية للكتاب
  • الأسعار تبدأ من 5 جنيهات.. تفاصيل افتتاح الدورة العاشرة لمعرض الإسكندرية للكتاب