شوارع غزة تنفض عن نفسها رماد الإبادة وتهتف للمقاومة
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
الثورة /وكالات
عند الساعة الثامنة والنصف صباح يوم التاسع عشر من يناير 2025، كان المشهد في قطاع غزة مغايراً، حيث عمت الاحتفالات والابتهاجات الشوارع ومخيمات النزوح مع دخول وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة حيز التنفيذ.
لكن هذه الاحتفالات عكرتها خروقات الاحتلال الإسرائيلي حتى بعد دخول وقت التهدئة سويعات في مناطق متفرقة من القطاع، أفضت إلى استشهاد 23 مواطناً وإصابة العشرات ممن كانوا يعدون الثواني للحظة انقشاع شبح الإبادة.
وتم رصد انطلاق العديد من المركبات في شوارع مدن قطاع غزة، مطلقين العنان لأبواقها احتفاء بوقف الإبادة، فيما علت تكبيرات مآذن المساجد بما في ذلك تلك المدمرة.
وشهدت غزة حالة ابتهاجات عارمة بصمود الشعب ومقاومته، في وجه أعتى حرب يشهدها العصر الحديث من قوة احتلال التف العالم حولها من أجل إبادة مليوني إنسان في جيب ساحلي ضيق. وخرجت مسيرات عفوية وسط هتافات داعمة للمقاومة، وإطلاق التحيات لكتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وأعاد الغزيون ترداد الشعار الذين لطالما تغنوا به في مواجهات سابقة مع الاحتلال، معلنين التفافهم حول الرجل الذي أعلن معركة طوفان الأقصى، “حط السيف قبال السيف كلنا رجال محمد ضيف”، ليقولوا بذلك عن وعي مطلق أنهم مع خيار المقاومة وإن عظمت التضحيات، وتكاثرت الجراح في جسد غزة المنهكة من الخذلان إلا من مقاومة في كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة الأخرى التي هتف المبتهجون باسمهم “تحيا كتائب عز الدين”.
كما شهدت شوارع القطاع المثقلة بالصواريخ الارتجاجية بحثا عن المقاومة أنفقاها، انتشار الآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية في قطاع غزة لضبط الحالة الأمنية في القطاع، بعد أشهر من الإبادة التي كان عناصر الأمن على رأس المستهدفين، بحثا عن حكم عشائري يدين بالولاء للاحتلال، غير أن تلك العشائر لم تعط الدنية في فلسطين ومقاومتها وأفشلت خطة الاحتلال تلك ودفعت ثمنها من دم مخاتيرها.
وفي مشهد يبدو معتادا لأهل غزة، غدا كل مواجهة مع الاحتلال، لم يلبث عناصر المقاومة طويلاً حتى خرجوا ممتشقين أسلحتهم يجوبون محمولين على المركبات شوارع المدن، وسط حالة من الالتحام الشعبي. كما أطلق مواطنون الرصاص والألعاب النارية بكثافة، ابتهاجاً بوقف حرب الإبادة، واحتفاء بنصر المقاومة وفشل إسرائيل بتحقيق أي من أهدافها المعلنة، وعلى رأسها القضاء على المقاومة.
وفي أزقة مخيمات النزوح المنتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة، شرع مواطنون بتوزيع الحلوى على الأطفال الذين أنهتكم الحرب نفسياً وأذاب الجوع شحوم أجسادهم الصغيرة، وكانوا أكثر من دفع ثمن الإبادة من دمائهم وأطرافهم، ليعلنوا بكل صراحة أن اليوم يوم عيد ولهم الحق في الاحتفال بكل الطرق رغم بشاعة وهول ما تعرضوا له.
وفي مشهد آخر، بدأ مواطنون بتفكيك خيامهم والتحرك إلى أماكن سكنهم، رافعين إشارات النصر وأعلام فلسطين فوق أنقاض الأحياء السكنية المدمرة، كما علت الأغاني الثورية من قلب مخيمات النزوح تعبيراً عن حالة الابتهاج والفرح، والتحدي، في مشهد ينبض عزة وفخارا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال وارتفاع عدد الشهداء إلى 70
أعلنت مؤسستان فلسطينيتان، اليوم الخميس، عن مقتل أسير فلسطيني من قطاع غزة المحاصر، في معسكر سديه تيمان التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يرفع عدد الأسرى الشهداء إلى 70 شخصا، وذلك منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، قبل عشرين شهرا.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير (حكومية) ونادي الأسير (أهلي)، في بيان مشترك، بتلقيهما ردا من سلطات دولة الاحتلال الإسرائيلي يفيد بـ"استشهاد أسير من قطاع غزة".
وفي السياق نفسه، قالت المؤسستان: "عمرو حاتم عودة (33 عاما) من غزة قد استُشهد في 13 ديسمبر/ كانون الأول 2023 بمعسكر سديه تيمان" وهو الذي يُعرف بصفة "سيء السمعة".
وأضافتا بأنّ: "حاتم عودة، تعرض إلى الاعتقال وأفراد عائلته من منزلهم (خلال) الاجتياح البري لغزة في ديسمبر 2023".
إلى ذلك، يرتفع عدد الأسرى الشهداء، في سجون دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، عقب استشهاد حاتم عودة، إلى 70 شخصا على الأقل، بينهم 44 معتقلا من غزة، فيما أشار البيان إلى أنّ العدد الموثّق يتعلّق فقط بمن تُعرف هوياتهم".
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، عن استشهاد 107 فلسطينيا، و247 إصابة وصلوا للمستشفيات، وذلك فقط خلال الساعات الـ24 الماضية، إثر توالي غارات الاحتلال الإسرائيلي، التي استهدفت عدّة مناطق في القطاع المُحاصر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المدير العام لوزارة الصحة بغزة، منير البرش: "استشهد خلال 24 ساعة الماضية نحو 98 فلسطينيا، إثر قصف متفرق على مناطق مختلفة بالقطاع".
تجدر الإشارة إلى أنه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية علي كامل قطاع غزة المحاصر، حيث تشمل القتل والتجويع والتدمير فضلا عن التهجير القسري وما يليه من وجع إنساني وظروف جد قاسية، متجاهلة كافة النداءات الدولية وكذا أوامر محكمة العدل الدولية التي دعت إلى وقفها.
وخلّفت حرب الإبادة الجماعية، بدعم أمريكي، أكثر من 175 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، ناهيك عن ما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت الكثيرين أيضا، بينهم أطفال.