استقبل الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- وفدًا إندونيسيًّا رفيع المستوى، برئاسة الأستاذ الدكتور نصر الدين عمر-رئيس جامعة علوم القرآن- لبحث أوجه تعزيز التعاون الإفتائي بين الجامعة ودار الإفتاء المصرية.

بحث تعزيز التعاون الإفتائي

واستعرض فضيلة المفتي خلال اللقاء تاريخ دار الإفتاء المصرية منذ إنشائها، والمهام التي تقوم بها إدارات دار الإفتاء المختلفة من أجل تطوير العمل الإفتائي وضبط الفتوى وتقديم صحيح الدين للناس، مشيرًا إلى توسُّع الدار في إنشاء الكثير من الإدارات المختصة بشئون الفتوى، والاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة بهدف إثراء العمل الإفتائي ومواكبة التطورات الحادثة على مستوى العالم.

وتطرَّق فضيلة المفتي، خلال اللقاء، إلى جهود دار الإفتاء المصرية في ملف تدريب المفتين والأئمة، مؤكدًا اهتمام الدار بإنشاء إدارة مخصصة لتدريب المفتين، يتوافد عليها عدد كبير من مختلف دول العالم للتدريب. 

واستعرض فضيلة المفتي عددًا من الآليات التي اعتمدتها دار الإفتاء المصرية للتعليم والتدريب، منها إدارة التدريب عن بُعد التي تضمُّ برامج تدريبية تصل إلى ثلاث سنوات، وكذلك "منصة هداية" التي تحتوي ما يزيد عن 120 تيرابايت من الشروح للكتب الشرعية والإفتائية، ومسجل بها ما يزيد عن 190 ألف متدرب، وتضم آلاف الساعات الصوتية والمرئية لشروحات جميع فروع العلوم الإسلامية والإفتائية.

وأوضح مفتي الجمهورية أن هذه المنصَّة تثقيفية تابعة للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، لافتًا النظر إلى أن دار الإفتاء المصرية تهدُف عبر هذه المنصة إلى المشاركة الفاعلة في تجديد الخطاب الديني؛ وذلك عبر تقديم نماذج واقعية في التجديد والتطوير وتأسيس المناهج والأفكار، مع تقديم البدائل العصرية لمشكلاتنا الدينية والثقافية، وكذلك بناء شراكات علمية لدعم المنهج الوسطي، باعتباره خطَّ الدفاع الأول عن الإسلام الصحيح.

وأبدى فضيلة المفتي استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي التدريبي للطلبة الإندونيسيين على مهارات الإفتاء من خلال برامج تدريبية تمتد إلى ثلاث سنوات.

من جانبه أكد الوفد الإندونيسي كامل تقديرهم للدَّور الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية بقيادة فضيلة المفتي في ضبط بوصلة الإفتاء وتدريب وتأهيل المفتين وتكوين الملكة العلمية لديهم.

وأبدى الوفد تطلعه لمزيد من التعاون مع دار الإفتاء المصرية، خاصة في مجال تدريب الطلبة الإندونيسيين على مهارات الإفتاء، ودعم طلبة الدراسات العليا من دارسي الماجستير والدكتوراه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام الإفتاء دار الإفتاء المصریة فضیلة المفتی

إقرأ أيضاً:

تسأل مين في أمور دينك؟.. 6 شروط يجب توافرها في المفتي

أكدت دار الإفتاء المصرية على أهمية منصب الفتوى، موضحة أنها ليست مجرد إجابة شرعية، بل مسؤولية كبرى تتعلق بتوجيه الأفراد والمجتمعات، لما لها من تأثير عميق على حياة الناس، واستقامة سلوكهم، وضبط معاملاتهم وعلاقاتهم.

وذكرت الدار أن الفتوى في حقيقتها هي: “تبيين الحكم الشرعي للسائل عنه”، كما عرّفها العلماء في كتب الفقه، ومنهم الإمام البهوتي في شرح منتهى الإرادات.

وتكمن خطورة الفتوى وعظمتها في أن الله سبحانه وتعالى نسبها إليه في القرآن الكريم، فقال في كتابه الكريم:﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾، وقوله أيضًا: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾، بل إن الوحي نسبها كذلك إلى الأنبياء، كما جاء في قصة يوسف عليه السلام:
﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا﴾.

 

مكانة جليلة ومسؤولية خطيرة

أوضحت دار الإفتاء أن من يتصدر للفتوى إنما ينوب عن الأنبياء في تبليغ أحكام الله، وهو منصب رفيع لكنه محفوف بالمخاطر، لأن المفتي يُحاسَب على قوله، وقد يترتب على فتواه تغيّر في حياة الناس ومعاملاتهم وديونهم وأعراضهم.

ونقلت الدار ما ذكره الإمام النووي في كتابه آداب الفتوى:“الإفتاء عظيم الخطر كبير الموقع كثير الفضل؛ لأن المفتي وارث الأنبياء… والمفتي موقِّعٌ عن الله تعالى”.

ولهذا شددت الدار على أن الفتوى ليست ميدانًا لغير المؤهلين، ولا مجالًا للاجتهادات الشخصية أو الآراء غير المنضبطة، لأنها تتصل بالدين والعقيدة والأحكام الشرعية التي لا تحتمل التلاعب أو الخطأ.

 

شروط المفتي.. من يتصدر لهذا المقام؟

بيّنت دار الإفتاء أن المفتي هو نائب عن النبي ﷺ في تبليغ الأحكام الشرعية، ولا يجوز أن يتصدر لهذا العمل إلا من تحققت فيه شروط دقيقة، من أهمها كما ورد في كتب العلماء مثل أدب المفتي والمستفتي لابن الصلاح:

أن يكون مسلمًا بالغًا عاقلًاثقة مأمونًا بعيدًا عن الفسق ومسقطات المروءةسليم الذهن قويّ التصورفقيه النفس قادرًا على الاستنباطراسخ العلم بكتاب الله وسنة نبيه ومذاهب الفقهاءحسن الفهم صحيح النظر، بعيدًا عن الهوى والجهل

 

دعوة للرجوع إلى المؤسسات المتخصصة

واختتمت دار الإفتاء بيانها بدعوة الجمهور إلى تحري الدقة في أخذ الفتاوى، وعدم الالتفات إلى غير المتخصصين أو مدّعي العلم عبر وسائل التواصل، لما قد يؤدي ذلك إلى بلبلة فكرية ودينية، مؤكدة أن أبوابها مفتوحة لاستقبال أسئلة الناس في كل ما يشغلهم من قضايا شرعية ومعاملات حياتية، التزامًا بدورها في نشر الوعي وتقديم الفتوى الصحيحة المبنية على العلم والانضباط الشرعي.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة مطروح يتابع أعمال التطوير بكلية علوم الرياضة.. ويؤكد: مستمرون في بناء بيئة تعليمية تليق بطلابنا
  • معهد علوم البحار يستقبل وفدًا دوليًا لتعزيز التعاون في الاقتصاد الأزرق
  • معهد علوم البحار والمصايد يستقبل وفدًا دوليًا لتعزيز التعاون في الاقتصاد الأزرق
  • "من أصحاب الفضل الذين تولوا منصب الإفتاء".. سيرة فضيلة الدكتور شوقي علام
  • رئيس جامعة عين شمس يهنئ أشرف صبحي برئاسة اللجنة الرياضية باليونسكو
  • ذكرى رحيل القارئ الرزيقي.. أحد أعلام التلاوة في العالم الإسلامي
  • لتعزيز الكوادر التربوية.. رئيس جامعة دمنهور يتفقد انتظام سير العملية التعليمية بكلية التربية
  • رئيس ديوان المحاسبة الأردني يستقبل نظيره السعودي لتعزيز التعاون في الرقابة المالية
  • تسأل مين في أمور دينك؟.. 6 شروط يجب توافرها في المفتي
  • عاجل- السيسي يستقبل المشير خليفة حفتر لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين مصر وليبيا