"خدعة" الـ 6 ملايين دولار.. تقرير يكشف التكلفة الحقيقة لـ"ديب سيك"
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
سلطت شركة SemiAnalysis المستقلة للأبحاث الضوء على شركة DeepSeek، التي تُعد لاعباً صاعداً في مجال الذكاء الاصطناعي، أحدثت جدلاً واسعاً مؤخراً بفضل نموذجها الجديد.
ويتحدى تقرير شركة "SemiAnalysis" بعض الروايات السائدة حول تكاليف DeepSeek، ويقارنها بالتقنيات المنافسة في السوق، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وأبرز المزاعم المتداولة هو أن تكلفة تدريب نموذج DeepSeek V3 تبلغ حوالي 6 ملايين دولار، وهو ما شكل صدمة، كون روبوتات الدردشة الأمريكية كلفت مبالغ ضخمة، إلا أن تقرير شركة "SemiAnalysis" فند هذا الرقم، مشيراً إلى أنه لم يأخذ في الاعتبار العديد من العوامل الحاسمة.
خرافة الـ 6 ملايين دولار لـ DeepSeek
يأخذ تقدير 6 ملايين دولار في الاعتبار في المقام الأول نفقات التدريب المسبق لوحدة معالجة الرسومات، متجاهلاً الاستثمارات الكبيرة في البحث والتطوير والبنية التحتية، والتكاليف التشغيلية الأخرى.
ويكشف التقرير أن إجمالي الإنفاق الرأسمالي (CapEx) على الخوادم لدى DeepSeek يصل إلى 1.3 مليار دولار، حيث يتم تخصيص جزء كبير من هذا المبلغ لتشغيل وصيانة مجموعات GPU الضخمة التي تشكل العمود الفقري لقدراتها الحسابية.
وفقاً للتقرير، تمتلك DeepSeek ما يقرب من 50.000 معالج رسومي من نوع Hopper، مما أدى إلى بعض المفاهيم الخاطئة في الصناعة.
لكن SemiAnalysis توضح أن هذا لا يعني امتلاك 50.000 معالج H100، كما كان يُعتقد سابقاً، بل يتكون المخزون من مزيج من الطرازات، بما في ذلك H800، وH100، وH20، وهو طراز مخصص تم تطويره بواسطة NVIDIA استجابةً لقيود التصدير الأمريكية.
يشير التقرير إلى هيكل DeepSeek التنظيمي، إذ تعمل شركة ديب سيك بشكل مختلف عن بعض مختبرات الذكاء الاصطناعي الكبرى، فتدير مراكز البيانات الخاصة بها باستخدام نموذج مبسط يمنحها مرونة وكفاءة عالية، وهو عامل حاسم في ظل التنافس المتزايد في قطاع الذكاء الاصطناعي.
الرائدةويشير التحليل إلى أن نموذج R1 من DeepSeek يُظهِر قدرات استدلال مماثلة لنموذج o1 من OpenAI. ومع ذلك، ومع ذلك، فإنه لا يصل إلى حد وصف ديب سيك باعتبارها الشركة الرائدة بلا منازع في كل مقياس للأداء.
التحدي بين الأداء والتكلفة
رغم أن استراتيجية التسعير الخاصة بـ "ديب سيك" حظيت باهتمام واسع وثناء كبير، إلا أن هناك نقطة مهمة يجب مراعاتها، وهي أن:
ويضع هذا التحدي ديب سيك أمام مفترق طرق حيث يصبح تحقيق التوازن بين الأداء والتكلفة مفتاحاً لنجاحها المستقبلي.
تكنولوجيا (MLA) وتخفيض هائل في التكاليفسلّط التقرير الضوء على تقنية Multi-Head Latent Attention (MLA) باعتبارها ابتكارًا ثوريًا.
إذ تتيح هذه المقاربة المتطورة خفض تكاليف الاستدلال بنسبة 93.3٪ عبر تقليل استخدام التخزين المؤقت لمفاتيح القيم (KV Caching)، مما يمثل قفزة نوعية نحو حلول ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة من حيث التكلفة.
تأثير عالمي وتوقعات مستقبلية
يتوقع الخبراء أن المختبرات الغربية للذكاء الاصطناعي ستسارع إلى تبني ابتكارات DeepSeek للحفاظ على قدرتها التنافسية.
ورغم التفاؤل بشأن التحسينات والكفاءة المستقبلية، يحذر تقرير SemiAnalysis من التحديات الخارجية.
كما يتوقع التقرير أن تنخفض التكاليف التشغيلية بمعدل 5 أضعاف بحلول نهاية العام، بفضل قدرة DeepSeek على التكيف بسرعة مقارنة بمنافسيها الأكبر والأكثر بيروقراطية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا ملایین دولار دیب سیک
إقرأ أيضاً:
لماذا تهاجم إيران إسرائيل ليلاً فقط؟.. تقرير عبري يكشف السبب
مع تكرار صفارات الإنذار ليلاً في عدد من المدن الإسرائيلية، واعتراض الدفاعات الجوية للتهديدات قادمة من الشرق، رصدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ، نمطا لافتا في السلوك العسكري الإيراني وهو إطلاق الصواريخ خلال الليل فقط.
قد يبدو هذا التوقيت للوهلة الأولى خيارا تكتيكيا بسيطا، إلا أنه بحسب الصحيفة يعكس عقيدة عسكرية متكاملة تقوم على مزيج من الحسابات التقنية والعملياتية، بالإضافة إلى أهداف مرتبطة بالحرب النفسية.
الليل حليف مثالي للصواريخ
ترى “جيروزاليم بوست”، أن الليل يوفر بطبيعته غطاءً مظلمًا يعوق وسائل الرصد مثل الأقمار الصناعية والطائرات دون طيار وأنظمة المراقبة الجوية.
وبالنسبة لإيران، يُعد استغلال هذا الغطاء الليلي أمرًا حيويًا لتقليل فرص اكتشاف أو استهداف منصات الإطلاق.
ولا تقتصر أهمية الليل على التمويه، بل تمتد إلى تأمين عمليات التزود بالوقود التي تُعد طويلة ومعقدة وخطرة، خاصة في الصواريخ التي تستخدم الوقود السائل.
الاعتبارات التقنية
بحسب الصحيفة، تنقسم الترسانة الصاروخية الإيرانية إلى نوعين رئيسيين:
صواريخ الوقود السائل (مثل صواريخ "شهاب")، التي تتميز بمدى بعيد وقوة تدميرية كبيرة، لكنها تعتمد على مرحلة تزود بالوقود تُعد نقطة ضعف واضحة، وهذه المرحلة تتطلب وقتًا وبنية تحتية ثابتة، ما يجعلها هدفًا سهلاً للضربات الاستباقية. وهنا، يُشكّل التوقيت الليلي وسيلة لتقليل خطر الرصد أثناء هذه المرحلة الحرجة.
صواريخ الوقود الصلب (مثل "فاتح-110" و"ذو الفقار")، تكون جاهزة للإطلاق الفوري دون الحاجة لتزويد ميداني بالوقود، نظرًا لتخزين الوقود والمؤكسد مسبقًا داخل جسم الصاروخ. هذا النوع يُتيح تنفيذ ضربات سريعة ومباغتة من منصات متحركة أو مخفية، رغم محدودية التحكم به بعد الإشعال.
لماذا تحمل الصواريخ الأكسجين؟
توضح الصحيفة أن الصواريخ، بخلاف الطائرات النفاثة، لا يمكنها الاعتماد على الهواء الجوي في تشغيل محركاتها، لا سيما في الطبقات العليا من الغلاف الجوي حيث ينعدم الأوكسجين. لهذا السبب، تحمل الصواريخ مكونات الاحتراق كاملة – الوقود والمؤكسد منذ لحظة الإطلاق.
هذا المطلب الفيزيائي يُضفي مزيدًا من التعقيد على عمليات التخزين والإطلاق، ويُؤثر مباشرة على تصميم الصواريخ، خاصة بعيدة المدى منها.
الحرب النفسية
من منظور “جيروزاليم بوست”، تمتد أهمية الضربات الليلية إلى البُعد النفسي، فحين تُطلق الصواريخ في ساعات نوم المدنيين، يكون تأثيرها أعمق وأكثر إرباكًا، سواء على السكان في إسرائيل أو على الرأي العام الدولي.
الانفجارات وسط الظلام، والمفاجأة، والخوف من المجهول، كلها أدوات فعّالة لزعزعة الثقة في كفاءة الدفاعات الجوية، وإضعاف المعنويات في بيئة مشحونة بالقلق الأمني.
التوقيت كسلاح استراتيجي
تختم الصحيفة تقريرها ، بالتأكيد على أن التوقيت لا يقل أهمية عن نوع السلاح. فإيران، من خلال نمط الضربات الليلية المتكرر، لا تستخدم ترسانتها الصاروخية فحسب، بل تعتمد على عنصر الوقت كسلاح استراتيجي بحد ذاته.
وبحسب التقرير فإن هذا الاستخدام الذكي للزمن يعقد مهمة الدفاع الإسرائيلي، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على الاستجابة السريعة والرصد الفوري.. وبالتالي، يصبح الليل عاملًا مضاعفًا لتأثير الضربة، من الناحية العسكرية والنفسية معًا.