يحيي سوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، الاثنين، الذكرى العاشرة للهجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية قرب دمشق، الذي اتهم النظام بتنفيده وأودى بحياة أكثر من 1400 شخص.

ونظّم أهالي الضحايا وناشطون ومسعفون تجمعات منذ مساء الأحد في مناطق عدة في شمال وشمال غرب سوريا، لإحياء ذكرى الهجوم الذي ينفي النظام السوري أي تورّط بشأنه.

وشارك عدد من الناجين ذكرياتهم الأليمة، في عفرين بشمال سوريا، بينما جسّدت مسرحية للأطفال المأساة التي طبعت ذلك اليوم.

وفي 21 أغسطس 2013، وقع هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام (الغوطة الغربية)، أبرز معاقل الفصائل المعارضة آنذاك قرب العاصمة، واتهمت المعارضة النظام السوري بتنفيذه.

وتمّ التداول على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام والأسابيع اللاحقة بعشرات مقاطع الفيديو لجثث أطفال ونساء ورجال صدمت العالم، وأكدّ ناشطون أن عائلات بكاملها قضت.

وفي نهاية أغسطس من ذلك العام، أعلنت الولايات المتحدة أنها على "قناعة قوية" بأن النظام مسؤول عن الهجوم الذي أوقع 1429 قتيلا، بينهم 426 طفلا.

وفي 16 سبتمبر، نشرت الأمم المتحدة تقريرا لخبرائها الذين حققوا في الهجوم، يتضمن "أدلة واضحة" على استخدام غاز السارين.

وكان الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، اعتبر في تصريحات في بداية الحرب السورية أن استخدام الأسلحة الكيماوية "خط أحمر"، وكان على وشك شنّ ضربات عقابية ضد دمشق، لكنه تراجع. وأبرمت بلاده في سبتمبر من العام ذاته، اتفاقاً مع روسيا بشأن تفكيك الترسانة الكيماوية السورية.

"يوم القيامة"

بعد مرور السنوات يستعيد المسعف محمّد سليمان، ابن بلدة زملكا في الغوطة، الذي فقد 5 من أفراد عائلته، تفاصيل يوم الهجوم.

وقال لفرانس برس "حوالى الساعة الثانية والنصف تقريبا، جاءتنا إشارة عبر الأجهزة اللاسلكية عن وقوع قصف كيماوي في مدينة زملكا، توجهت إلى المكان (..) وجدت عدداً كبيراً من المصابين والشهداء، كأنه يوم القيامة، مشهد لا يوصف".

ويضيف "شمّمت رائحة الموت، قمت بنقل الجثث (...) إلى مركز طبي قريب من منزلي"، مشيرا الى أنه كان يلفّ وجهه بوشاح لحماية نفسه من تنشّق الغاز.

ويروي أنه بعدما توجّه إلى منزل عائلته، لم يجد أحداً. في هذه الأثناء، طُلب من جميع السكان إخلاء المنطقة، ودخل المسعفون الذين يرتدون ألبسة وقائية فقط.

لكنه واصل مع شقيقه البحث عن عائلته، "في مركز طبي قريب من المنزل، وجدتُ أبي وسكانا من الحي وقد وضعت على جثثهم أرقام من دون اسماء، أذكر أن رقم أبي كان 95. وضعت الأسماء على الجثث التي تعرفّت عليها من سكان الحي".

وتبيّن لاحقا أن شقيقه وزوجة شقيقه الآخر مع اثنين من أولادها، قضوا في الهجوم.

وتابع "حفرنا مقبرة جماعية تتسّع لمئات الاشخاص، وقمنا بدفن الجثث قرب بعضها، يفصل بين الواحد والأخرى حوالى 5 سنتيمترات". 

وقال سليمان "نتمنى من دول العالم إنصافنا.. فهي تستطيع أن تحاسب" المسؤولين عن الهجوم، مضيفا "نرجو من الله أن يأخذ حقّ الناس الأبرياء".

ورغم تأكيد دمشق تسليمها مخزونها من الأسلحة الكيماوية، تكرّرت بعد ذلك الاتهامات الموجهة اليها بشنّ هجمات كيماوية.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين داخل البلاد وخارجها.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

مغردون: نصف ساعة من أهوال يوم القيامة في خان يونس

أثار القصف الإسرائيلي العنيف على مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، صدمة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد مرور نحو 19 شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد القطاع المحاصر.

وأفاد مراسل الجزيرة أن 6 فلسطينيين استُشهدوا، وأُصيب العشرات بجراح متفاوتة في سلسلة من أكثر من 30 غارة إسرائيلية استهدفت مناطق متعددة في خان يونس. كما أفاد موقع "والا" الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية خاصة في المدينة.

وأظهرت مقاطع الفيديو، التي انتشرت كالنار في الهشيم، مشاهد مروعة لغارات جوية كثيفة، وأحزمة نارية اجتاحت المدينة، تخللتها أصوات رصاص كثيف وصراخ الأهالي.

كما أظهرت المقاطع وصول عدد كبير من الشهداء والجرحى إلى مجمع ناصر الطبي، وسط عجز تام لسيارات الإسعاف عن التحرك لانتشال الشهداء.

لحظة تنفيذ طيران الاحتلال غارات عنيفة على مناطق متفرقة في خانيونس. pic.twitter.com/Novt7LFCoj

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 19, 2025

وأوضح الناشط تامر عبر صفحته على منصة "إكس" أن خان يونس تحترق، وأن عددا كبيرا من الشهداء قد ارتقوا نتيجة غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت المدينة، مؤكدا أن سيارات الإسعاف لا تستطيع حتى هذه اللحظة انتشال المصابين والشهداء أو ممارسة عملها.

خان يونس تحترق، وعدد كبير من الشهداء ارتقوا نتيجة غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت المدينة، ولا تستطيع سيارات الإسعاف حتى هذه اللحظة انتشال المصابين والشهداء أو ممارسة عملها.

لحظات خطيرة جداً في خانيونس. pic.twitter.com/HNeUwcBJWL

— Tamer | تامر (@tamerqdh) May 19, 2025

إعلان

وقال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا "القصف في كل مكان، الطائرات بالعشرات ومن كافة الأنواع تضرب بلا توقف.. هكذا كان صباح خان يونس، الشهداء والجرحى يتوافدون إلى المستشفيات، الحادثة تشبه ما عشناه في عام 2018، ورفح 2024".

قصف في كل مكان طائرات بالعشرات من كافة الانواع تضرب في كل مكان، هكذا كان صباح خانيونس.
شهداء وجرى يصلون المستشفيات.
الحادثة تشبه ما عشناه عام 2018 ورفح 2024 .
يبدو ان حدث كبير وقع وسط خانيونس لم تتضح معالمه حتى الان.

— د.إياد ابراهيم القرا (@iyad_alqarra) May 19, 2025

وكتب أحد النشطاء قائلا "حرفيا، عشنا أكثر من نصف ساعة من أهوال يوم القيامة في خان يونس، كل أنواع الطيران والقصف كانت موجودة".

وأضاف آخر "عشنا صباحا صعبا في خان يونس، كل أنواع الطائرات في سماء المدينة كانت تضربنا بقوة".

عشنا صباح صعب في خانيونس، كل انواع الطائرات في سماء المدينة كانت تضربنا بقوة .

— Ramadan???????? (@Ramadan_Hamed7) May 19, 2025

وأشار ناشطون إلى أنه لا يوجد مكان نجا من القصف، من الخيام إلى المستشفيات والمنازل، مؤكدين: "نُباد حرفيا! أجواء خان يونس كأنها اليوم الأول من الحرب".

اجواء خانيونس، كأن الحرب في يومها الاول.

يارب سلم ❤️‍????

— ابو الحسن ???????? (@_G4Z4_) May 19, 2025

كما ذكر مدوّنون أن أكثر من 30 غارة إسرائيلية استهدفت خان يونس، دون تمييز بين طفل أو امرأة أو شيخ كبير، أو بين مدني ومقاوم؛ غارات تحرق الأخضر واليابس.

وفور انتهاء العملية، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إيفي ديفرين في بيان مقتضب "قواتنا في ذروة عملية عربات جدعون ونعمل في جميع أنحاء قطاع غزة".

مقالات مشابهة

  • ما الذي تعنيه عودة نظام سويفت للاقتصاد السوري؟
  • الأمن العام يضبط عامل لقيامه بسرقة 73 تليفون فى الشرقية
  • من الذي التهم صنم العجوة ؟
  • هدوء بلجان شهادات القراءات بمنطقة الشرقية الأزهرية
  • جندي إسرائيلي يطلق النار على عائلته
  • الأوقاف تعقد 27 ندوة علمية كبرى بموسم الحج
  • صحة حمص توفر لقاحات مجانية للحجاج
  • الأوقاف تعقد 27 ندوة علمية كبرى بمناسبة موسم الحج
  • مغردون: نصف ساعة من أهوال يوم القيامة في خان يونس
  • أبرز مشروعات وزارة قطاع الأعمال العام لتطوير الصناعات الكيماوية