عون يريد الحكومة سريعا لانطلاقة عهده.. رئيس وزراء قطر في بيروت ويلتقي الرؤساء
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تتسارع الاتصالات لإنجاز التشكيلة الحكومية التي يعمل على تأليفها رئيس الوزراء المكلف نواف سلام، بالتشاور مع رئيس الجمهورية جوزيف عون. وتدور المباحثات حول تذليل العقد المتبقية أمام إبصار الحكومة النور، وخصوصاً تمثيل حزبي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، بعد أيام على حل عقدة تمثيل "الثنائي الشيعي".
وقالت مصادر مطلعة على أجواء التأليف انّ مراسيم الحكومة متوقع صدورها في أي وقت فور تذليل العِقَد التي تعترضها، وهي عقد ليست من النوع المستعصي على الحل إذا توافرت النية والرغبة والتنازل لمصلحة تمكين البلاد من الانطلاق إلى آفاق الانفراج وتغليب المصلحة الوطنية على مصالح ومكاسب آنية.
في المقابل، تفيد المعطيات، ان في محيط الرئيس المكلف ثمة مَن يضغط باتجاه نسف التفاهم مع حزب الله وحركة "امل"، باعتباره "اللغم" الذي يهدد تشكيل الحكومة، بحجة "اعتراض الآخرين على اختلال المعايير".
ونقل زوار الرئيس عون عنه "عدم رضاه عن آلية عمل الرئيس المكلّف، ولديه ملاحظات على بعض من يرشّحهم سلام لتولي حقائب أساسية في الحكومة، ولكنه ليس في وارد الدخول في مشلكة تؤخّر تأليف الحكومة وقتاً أطول".
وقال عون لزواره: "أريد الحكومة اليوم وليس غداً، ولديّ مواعيد في الخارج تنتظر تشكيلها، ووعود بدعم كبير للبنان من دول عربية وغربية، لكنني لن أسافر إلا برفقة وفد وزاري لتحقيق نتائج سريعة لمساعدة لبنان على مواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية".
وقال سلام إن "تشكيل الحكومة يتقدم إيجاباً وفق الاتجاه الإصلاحي الإنقاذي"، الذي تعهد به من قبل و"وفق المعايير" التي سبق أن أعلنها، مشدداً على أنه هو من يختار الأسماء، بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة التي يسعى إليها.ولفت إلى أن التواصل الإيجابي قائم مع الجميع.
ويعلن رئيس "التيار الحر" النائب جبران باسيل موقفه من الحكومة المرتقبة في مؤتمر صحافي اليوم، فيما قالت مصادر "القوات" إنه "لا يمكن أن تُترك ألغام تعطيل من خلال الثنائي بداخلها".
في المقابل، يصل رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إلى لبنان اليوم لتهنئة الرئيس جوزيف عون بانتخابه رئيساً، كما سيزور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام.كما سيستقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء في دارته في بيروت ويولم تكريما له.
كذلك ستصل الموفدة الأميركيّة مورغان اورتاغوس التي خلفت الموفد الأميركي السابق الى لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين الخميس إلى لبنان في أول زيارة لها وستعقد خلالها مجموعة لقاءات مع المسؤولين الكبار.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس الاستخبارات التركي في طرابلس ويلتقي قيادات عسكرية.. ما علاقته بتحشيد حفتر؟
أثارت زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم قالن إلى العاصمة الليبية طرابلس في هذا التوقيت الكثير من التساؤلات عن أهدافها في ظل حالة التحشيد العسكري شرقا وغربا، وما إذا كانت أنقرة على علم باشتباكات وشيكة في الغرب الليبي وأرادت أن تمنعها.
ووصل قالن إلى طرابلس الثلاثاء لبحث آخر التطورات خلال عدة اجتماعات عقدها بشكل مغلق مع قيادات عسكرية ومسؤولين حكوميين.
نفوذ لمنع الاقتتال
وجاءت زيارة قالن بعد أيام قليلة من زيارة نائب رئيس جهاز المخابرات التركية، جمال الدين تشاليك إلى طرابلس بعد وقوع اشتباكات مسلحة في العاصمة انتهت بمقتل القيادي العسكري "غنيوة الككلي".
كما جاءت الزيارة بعد تصريحات من قبل وزير الخارجية التركي خلال لقاء نظيره الروسي بأن أنقرة وموسكو سيمارسان ضغوطا ونفوذا على حلفائهم في الداخل الليبي لمنع عودة الاقتتال والتصعيدات العسكرية.
وتزامنت الزيارة مع تحشيدات لقوات القيادة العامة بشرق ليبيا التابعة لحفتر وتحريك قوات من الشرق إلى الوسط والجنوب الليبي، وفي المقابل تحشيدات من قبل كتائب مدينة مصراتة غربا للتمركز في جنوب طرابلس.
والسؤال: هل منعت زيارة "قالن" وقوع اشتباكات بين الأطراف الليبية؟ وما علاقتها بالتحشيدات من قبل حفتر؟
صراع عنوانه النفط
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة عن بنغازي، عاطف جطلاوي إن "أصل الصراع والحروب في ليبيا على الريع (إيرادات النفط والغاز) والذي يحكم طرابلس يتحكم في الريع نتيجة منظومة القذافي التي صممت لكي لا تعمل، ولن تتوقف الصراعات والحروب في ليبيا ما لم يتم التوافق على آلية لتوزيع هذا الريع والتي يحتاج لنظام حكم محلي رشيد".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "هذا الحكم المحلي الرشيد بموجب محافظات مدسترة موجودة بدستور الاستقلال المعدل مع منظومة دستورية رشيدة، لذلك ندعو إلى تفعيل دستور الاستقلال لمعالجة جل المشاكل التي تمر بها ليبيا، كما أسس دستور الاستقلال لبناء الدولة الليبية عام ١٩٥١"، وفق طرحه.
وتعليقا على زيارة قالن، قال المسؤول الليبي: "التدخلات الأجنبية السلبية لن تدعم استقرار ليبيا وكذلك تحرك أي قوات ستقابلها قوات أخرى ولن تحل المشكلة الليبية، ولا نتوقع نجاح بتكرار تجارب فاشلة، كما يقال لن ينصلح حال ليبيا إلا بما انصلح عليه أولها"، حسب رأيه.
إنقاذ الدبيبة ومنع الفوضى
في حين رأى الصحفي الليبي، موسى تيهو ساي أن "زيارة قالن هدفها التأكد من أن حكومة الدبيبة تعمل بشكل فعلي حتى الاتفاق على حكومة جديدة من قبل جميع الأطراف الليبية كون تركيا تخشى من فراغ وفوضى واسعة النطاق إذا سقطت حكومة الدبيبة دون وجود بديل واضح بما في ذلك فقدان الاعتراف الدولي"
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "الأتراك يرون أن التغيير يجب أن يكون على شكل حزمة واحدة تشمل تغيير شامل بما في ذلك انتخابات تشريعية ورئاسية بدعم الأمم المتحدة وقد تتوسط تركيا لترميم حكومة الدبيبة بوزراء من الشرق والغرب من أطراف معارضة للدبيبة كحل مؤقت إلى حين اعتماد أحد خيارات اللجنة الاستشارية للمضي في إجراء الانتخابات"، بحسب تقديره.
توازن وقلق تركي
الأكاديمي من الشرق الليبي، عاطف الأطرش رأى من جانبه أن "زيارة قالن إلى طرابلس ليست عابرة، بل تعكس قلقا تركيا من انفجار الوضع الأمني في العاصمة، سواء نتيجة اشتباكات داخلية أو تهديد خارجي من قوات حفتر".
وأضاف: "لذا فإن أنقرة تسعى عبر هذه الزيارة لضبط الوضع وتأكيد أنها لا تزال الضامن الأساسي لتوازن القوى في المنطقة الغربية، ولن تتردد في التدخل عند الضرورة للحفاظ على هذا الدور"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
ضغط لمنع الحروب
بدوره، قال المحلل السياسي من الجنوب الليبي، وسام عبد الكبير إن "قدوم قالن في هذا التوقيت هي محاولة للضغط على الاطراف المتصارعة في العاصمة لتجنب الصدام والعودة لمربع الصفر وذلك مع وجود مؤشرات حقيقية تؤكد استمرار التحشيدات العسكرية ما يعني عدم صمود الهدنة الهشة واحتمالية اندلاع الحرب من جديد وهذا الأمر مقلق بالنسبة لتركيا والتي تحاول من خلال مبعوثيها الدفع باتجاه استقرار العاصمة".
وتابع لـ"عربي21": "أما حدوث حرب بين الشرق والغرب فهو مستبعد في ظل التفاهمات الدولية والاقليمية، كما أن الدور التركي أصبح يتمتع بهامش كبير ويتواصل مع كافة القيادات في ليبيا شرقا وغربا، والتخوف التركي هو من حرب محدودة في العاصمة تهدد استقرار المنطقة الغربية وقد تعمل أطراف محلية واقليمية على استغلالها وبالتالي تتوسع دائرة الصراع وتتشكل حسابات مختلفة".