6 شركات ذكاء اصطناعي صينية تهدد عرش الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
أحدثت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" ضجة كبيرة بعد أن طرحت نموذجها الجديد "آر1" (R1) والذي يعمل بمستوى مماثل لنموذج "أو1" (o1) من شركة "أوبن إيه آي" الأميركية رغم أنه يعتمد على شرائح من إنفيديا أقل تقدما.
وقد صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص ضجة "ديب سيك" قائلا "دق ناقوس الخطر". وبالمقابل أُشيد بمؤسس "ديب سيك" ليانغ ونفينغ على أنه بطل قومي، ودُعي لحضور ندوة يرأسها رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، حيث تتسارع وتيرة انخراط الصين في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وقد أثار ذلك مخاوف كبيرة من أن الصين قد تتجاوز الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي رغم القيود المفروضة عليها والتي تمنع وصول الشرائح المتقدمة إليها، ولكن ما يثير القلق فعلا أن "ديب سيك" هي فقط واحدة من مجموعة شركات صينية تعمل على الذكاء الاصطناعي وتهدف لجعل الصين رائدة بهذا المجال بحلول عام 2030 والتفوق على الولايات المتحدة في معركة الهيمنة التكنولوجية.
وذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" أن الصين تعمل على إنشاء صندوق استثمار بقيمة 60 مليار يوان أي ما يعادل 8.21 مليارات دولار بهدف التسريع في ابتكار الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد أيام من فرض الولايات المتحدة قيودا جديدة على تصدير الشرائح.
ومن جهة أخرى، استثمرت بكين بشكل كبير في صناعة أشباه الموصلات لبناء قدراتها على تصنيع شرائح حاسوب متقدمة، كما تعمل على تجاوز القيود المفروضة على وصولها إلى قادة الصناعة.
يُذكر أن "ديب سيك" ليست الشركة الصينية الوحيدة التي ابتكرت في مجال الذكاء الاصطناعي حتى الآن رغم الحظر المفروض عليها، إذ قال مات شيهان وهو زميل بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي وخبير في الذكاء الاصطناعي الصيني "إذا كانت الحكومة الأميركية تعتقد أن كل ما نحتاجه هو سحق (ديب سيك) حتى نكون بخير، فيجب أن نحضر أنفسنا للمزيد من المفاجآت غير السارة".
إعلانوفي الأسابيع الأخيرة، سارعت شركات صينية أخرى لنشر أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والتي تدعي أنها توازي قدرة تلك التي طورتها "ديب سيك" و"أوبن إيه آي" وسنذكر أبرز هذه الشركات:
علي بابا كلاودفي 29 يناير/كانون الثاني الفائت وهو أول أيام عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، أصدرت "علي بابا كلاود" (Alibaba Cloud) -وهي شركة تكنولوجيا رائدة بالصين تابعة لشركة "علي بابا"- نسخة من نموذج ذكاء اصطناعي متقدم وأطلقت عليه اسم "كوين 2.5-ماكس" (Qwen 2.5-Max).
وادّعت هذه الشركة أن نموذجها يتفوق على نموذج "ديب سيك" ونموذج ميتا "لاما 3.1" (Llama 3.1) عبر 11 معيارا، وتضع الشركة ثقتها الكاملة في النسخة التالية من "كوين 2.5-ماكس".
وقال محللون إن "علي بابا كلاود" أعلنت عن نموذجها في وقت أغلقت فيه الشركات بالصين أبوابها لعطلة رأس السنة الجديدة مما يعكس الضغوطات التي فرضتها "ديب سيك" على السوق المحلية، ولكن شيهان قال إن ذلك قد يكون محاولة للاستفادة من موجة دعاية حركتها "ديب سيك" بعد إطلاقها نموذجها.
تُعرف "زيبو" بأنها ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي ومقرها بكين، وهي مدعومة من شركة "علي بابا" وتُعد واحدة من أقوى شركات الذكاء الاصطناعي بالصين، وكانت متصدرة المشهد مؤخرا ليس بسبب إنجازاتها في الذكاء الاصطناعي ولكن لأن الحكومة الأميركية أدرجتها على قائمة المحظورين.
وفي 15 يناير/كانون الثاني الفائت، كانت "زيبو" إحدى أبرز الشركات الصينية التي أُضيفت إلى قائمة حظر التجارة الأميركية، ولكنها أُضيفت بشكل خاص بسبب مزاعم تفيد بأنها ساعدت التقدم العسكري للصين من خلال تطويرها للذكاء الاصطناعي، ومن جهتها أدانت "زيبو" هذا القرار وقالت إنه يفتقر إلى الواقع.
إعلانوبعيدا عن الاتهامات المتعلقة بالشؤون العسكرية، فقد أصدرت "زيبو" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تطبيق "أوتو جي إل إم" (AutoGLM) وهو مدعوم بالذكاء الاصطناعي يساعد المستخدمين على تشغيل هواتفهم الذكية باستخدام أوامر صوتية معقدة.
"مونشوت إيه آي" (Moonshot AI)بالتزامن مع إصدار "ديب سيك" نموذج "آر1" في 20 يناير/كانون الثاني الفائت، أصدرت شركة "مونشوت إيه آي" الصينية نموذج لغة كبيرة، حيث ادّعت أنه قادر على منافسة نموذج "أو1" من "أوبن إيه آي" في الرياضيات والمنطق.
وتُعد "مونشوت إيه آي" شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تأسست عام 2023 ومدعومة من "علي بابا"، إذ تقدر قيمتها بنحو 3.3 مليارات دولار.
وكان أحدث منتجاتها "كيمي كي 1.5" (Kimi K1.5) والذي جذب الانتباه لكونه أول مساعد ذكاء اصطناعي قادر على معالجة 200 ألف حرف صيني دفعة واحدة، وقالت شركة "مونشوت إيه آي" إن نموذجها حصل على ترقية مؤخرا مما يجعله قادرا على التعامل مع مليوني حرف صيني.
وقال شيهان "إن (مونشوت إيه آي) على رأس الشركات الناشئة الصينية، ولن يفاجئني على الإطلاق إذا كان لديها أو لدى شركة (زيبو) نماذج تعادل أو تقترب من (ديب سيك) في الأداء خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة."
بايت دانس (ByteDance)أصدرت الشركة الأم لتطبيق "تيك توك" (بايت دانس) إصدارا جديدا بمناسبة العام القمري الجديد، حيث كشفت عن نموذج "دوباو 1.5 برو" (Doubao-1.5-pro) في 29 يناير/كانون الثاني الفائت، والذي قالت إنه قد يتفوق على نموذج "أو1" في اختبارات معينة.
وتتحدى "بايت دانس" الشركات المنافسة من حيث السعر، إذ يبلغ سعر أحدث نموذج من "دوباو" 9 يوانات (1.25 دولار) لكل مليون توكن (Token) وهو ما يقارب نصف سعر "ديب سيك" وأرخص بكثير من "أوبن إيه آي" التي تطلب 60 دولارا لنفس الاستخدام.
تشتهر شركة "تينسنت" بشكل أساسي في الألعاب بالإضافة إلى تطبيق "وي شات" (WeChat) الشهير وهو مخصص للمراسلة في الصين، ورغم كل هذه الأعمال لم تتوقف "تينسنت" عند هذا الحد بل كان لها دور بارز في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال نموذجها الرائد "هونيون" (Hunyuan) وهو أداة لتحويل النص إلى فيديو، والذي ادعت الشركة أنه يعمل بنفس كفاءة نموذج "لاما 3.1" من ميتا، وتشير بعض التقديرات إلى أن "هونيون" يحتاج إلى حوالي عُشر قوة الحوسبة التي استخدمتها ميتا لتدريب لاما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی مجال الذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة أوبن إیه آی بایت دانس دیب سیک
إقرأ أيضاً:
لا للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأحكام الشرعية بماليزيا
كوالالمبور- تتضاعف الاستفسارات عن الأحكام الشرعية مع كل موسم ديني، ويلجأ كثيرون إلى تصفح مواقع البحث على شبكة الإنترنت للحصول على إجابات سريعة وإرشادات لأداء عباداتهم بالوجه الصحيح.
ومع اقتراب موسم الحج لهذا العام، أضافت إدارة الحج الماليزية تطبيقا جديدا للاستشارات الدينية، أطلقت عليه "إي طيب" (e-Taib) وقالت إنه يوفر الإجابة على الاستفسارات والإشكاليات المتعلقة بأداء رحلة العمُر للديار المقدسة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بالصور.. أجواء وفرحة عيد الأضحى في دول العالمlist 2 of 2تركيا.. هل أثر الوضع الاقتصادي على أداء المواطنين لفريضة الحج؟end of listونقلت وكالة الأنباء الماليزية "برنامجا" عن سلمى شيخ حسن، مسؤولة إدارة الحج في صندوق الحج، دعوتها الحجاج إلى عدم الاعتماد على برامج البحث العامة أو برامج الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" وغوغل لتلقي المعلومات الخاصة بالعبادات لا سيما الحج.
تحوّل إلكتروني
وأضافت سلمى شيخ حسن أن التطبيق يتضمن نافذة للاستفتاء تمكّن الحاج من إرسال سؤاله للعالم المختص بأمور الحج وانتظار الرد خلال بضع دقائق، وأن المعدل اليومي للاستفسارات عبر النافذة تجاوز الألف قبل 4 أسابيع من يوم عرفة، وتوقعت أن يتضاعف العدد إلى 4 آلاف في العشر الأوائل من ذي الحجة.
وكانت ماليزيا قد بدأت التحول الإلكتروني لإجراءات الحج في عام 2000، من خلال تطبيق على غرار تطبيقات المعاملات البنكية، حسب ما أكده للجزيرة نت محمد أمين عبد الوهاب، مدير العمليات في صندوق الحج الماليزي، ويقول إن الأمر لا يتعلق بالتكنولوجيا بحد ذاتها، فهي موجودة، وإنما بسهولة الوصول إليها واستعمالها.
إعلانومن التحديات التي واجهها صندوق الحج في هذا التحول هو بناء ثقافة إلكترونية، تبدأ بتدريب موظفي الصندوق أنفسهم على استعمال التطبيقات الخاصة بالحج، ثم ثقافة شعبية للتعامل مع المواقع الإلكترونية والتطبيقات الخاصة.
ويضيف مدير العمليات في الصندوق أن جميع إجراءات الحج تُنجز عبر تطبيق "تهجاري" الذي أنشئ عام 2020، ويجري التطوير عليه باستمرار، وبذلك فإن الحاج لن يحتاج للوصول إلى مكاتب وإدارات الحج إلا مرة واحدة هي يوم تسليم جواز سفره.
يجري الدخول على هذا التطبيق عبر تقنية التعرف على الوجه، ومن خلاله يبدأ التسجيل للحج ودفع الرسوم على أقساط ميسّرة، ثم الاستمرار بمتابعة كل المستجدات. ويقوم الحاج والمختصون بإدخال جميع بيانته المطلوبة بما فيها وضعه الصحي.
دأبت ماليزيا على تنظيم دورات لتدريب الحجاج قبل حلول موسم الحج، وبعد تطوير شركات متخصصة في تكنولوجيا المعلومات برامج تدريب إلكتروني، تحول كثير من الحجاج إلى التدريب عن بعد.
ويقول عبد الرحيم بن عبد الله، مدير شركة الطريق إلى الحرمين، للجزيرة نت، إن التدريب الإلكتروني أكثر دقة من العملي التقليدي، وتكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعمق تقدم صورة أقرب للواقع، خلافا للأبعاد والمسافات في التدريب على مجسمات للكعبة المشرفة والحرم المكي التي لا يمكن أن تكون واقعية، وهو ما يسبب للحاج مشكلة بين ما في مخيلته وما يراه على أرض الواقع عندما يصل الحرم المكي.
ويضيف بن عبد الله أن تدريب الحج التقليدي يستغرق نحو 17 دورة، ويتطلب وجود جمهور مناسب لإقامته، وساحة تدريب ومجسمات مناسبة، ومهما بُذل من جهد فإنه لا يمكن -برأيه- أن يكون مطابقا للواقع في أداء المناسك، بينما التدريب عبر الواقع الافتراضي يقدم تفصيلا دقيقا للمسافات والأحجام، ويستطيع الحاج من خلاله قياس قدراته الصحية في أداء المنسك، وتفادي الزحام.
إعلانوبغرض التدريب، يفضّل مدير العمليات في صندوق الحج محمد أمين عبد الوهاب استعمال جهاز الكمبيوتر أو حاسوبا محمولا على تطبيقات الهاتف النقال، نظرا لسعة الشاشة ووضوح الصورة وتمييز المسافات.
أما غرفة التحكم المركزية التابعة للصندوق في ماليزيا فتعمل على متابعة أوضاع الحجاج، بداية من تسجيل الحاج عبر تطبيق "تهجاري" وانتهاء بعودته إلى بلاده. ويقول المسؤولون عن الغرفة إن هناك خططا وأفكارا لتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في متابعة أمور الحجاج، مثل تعقب الحاج في حال فقدان أثره، أو متابعة حالته الصحية خاصة الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة أو خطرة.
ويرى الخبراء في هذه الغرفة أن الإنسان في سباق دائم مع التكنولوجيا، ودائما تتقدم التكنولوجيا على الإنسان، وهو في بحث دائم عن وسيلة سهلة وغير معقدة للوصول للمعلومات.