شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، العرض العالمي المميز «نيران الأناضول» على خشبة المسرح الروماني في مدينة شرم الشيخ، بحضور المخرج شاكر عبد اللطيف، والفنان أحمد شاكر عبد اللطيف، وعدد كبير من السائحين وأهالي شرم الشيخ.

وأعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن سعادته لمتابعة هذا العرض العالمي، مؤكدًا أن هذه الفعالية تعزز مكانة مدينة شرم الشيخ كوجهة ثقافية وسياحية متميزة.

وأضاف الوزير أن تنظيم واستضافة مثل هذه العروض الدولية يعكس التزام مصر بدعم الفنون والثقافة ويسهم في تعزيز الجذب السياحي للمدينة، مع فتح آفاق جديدة للسياحة الثقافية. كما أشار إلى أن الوزارة مستمرة في دعم وتنظيم الفعاليات التي تثري المشهد الفني في مصر.

عرض نيران الأناضول على المسرح الروماني

وأكد استمرار وزارة الثقافة في دعم وتنظيم الفعاليات الثقافية الكبرى التي تثري المشهد الفني في مصر وتفتح آفاقًا جديدة للسياحة الثقافية، إيمانًا بدور الثقافة والفنون في التنمية المستدامة.

ووجه وزير الثقافة الشكر لمحافظ جنوب سيناء على كافة أشكال الدعم التي يقدمها للأنشطة الثقافية والفنية التي تنظمها الوزارة على أرض المحافظة، كما وجه الشكر للمخرج شاكر عبد اللطيف ونجله الفنان أحمد شاكر على استضافة العرض بالمسرح الروماني في شرم الشيخ.

عرض نيران الأناضول على المسرح الروماني

من جهته، أكد اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، أن مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حريصة على تعزيز العلاقات الثقافية والفنية مع مختلف دول العالم، مشيرًا إلى أن شرم الشيخ تعد اليوم من أبرز الوجهات السياحية العالمية بفضل جمالها الطبيعي ومكانتها كمركز ثقافي يستقطب أهم الفرق الفنية العالمية. وأشاد بتعاون محافظة جنوب سيناء مع دار الأوبرا المصرية في تنظيم عروض فنية وثقافية تسهم في تطوير المدينة كمركز للإبداع الفني.

كما أشار المحافظ إلى أن المسرح الروماني في شرم الشيخ، الذي تم تجهيزه بأحدث التقنيات الصوتية والإضاءة، يمثل منصة فنية متطورة لاستضافة مثل هذه العروض الكبرى. وأوضح أن التفاعل الكبير من السائحين مع العرض يؤكد قدرة شرم الشيخ على استضافة فعاليات عالمية.

اقرأ أيضاًمعرض الكتاب يناقش «مستقبل الثقافة الرقمية في مصر»

«التحول الرقمي وأثره على الأداء المالي».. رسالة دكتوراة في مجمع الفنون والثقافة بجامعة حلوان

معرض الكتاب 2025.. قصور الثقافة تصدر 4 أعمال جديدة ضمن سلسلة «العبور»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الثقافة وزارة الثقافة وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة ومحافظ جنوب سيناء المسرح الرومانی نیران الأناضول وزیر الثقافة جنوب سیناء شرم الشیخ

إقرأ أيضاً:

لماذا الحديث عن أمن الهوية الثقافية؟

في نشاطه الجاد والمستمر، خصص النادي الثقافي إحدى جلساته في الأيام الماضية لمناقشة موضوع: «الأمن الثقافي ودوره في الحفاظ على الهوية الوطنية»، واستضافت عددًا من المتحدثين والنشطين ثقافيًا وأكاديميًا في الدراسات الثقافية والحضارية، وصناعة المحتوى الثقافي. قيمة هذه الجلسة في طرحها للأسئلة أكثر من تأطيرها للإجابات القاطعة؛ ولا يستغرب متابع إن خرج منها دون إحاطة دقيقة بتعريف المفاهيم الرئيسة التي تناولتها بما في ذلك مفهومها الأساس «الأمن الثقافي»، ورغم تحفظنا على دقة المفهوم باعتبار أن المكون الثقافي مكون واسع، وفيه من المضمون المادي والمعنوي متباينات شتى، وإحاطته بمفهوم الأمن قد يتناقض مع بعض مكوناته الأساسية، ونرى أن مصطلح «أمن الهوية الثقافية» هو المصطلح الأقرب للدقة – في تقديرنا – باعتبار سعي المجتمع ومكونات النظام السياسي والثقافي للحفاظ على المكونات الفريدة والمميزة التي تسم ثقافة ما ومحاولة استدامتها عبر الأجيال، والحفاظ عليها من تأثير عوامل الخارج في أن تفككها أو تغير مضامينها الرئيسة أو تبدل معانيها الاجتماعية. وقد شدني في الجلسة مداخلتين مهمتين طرحتا من قبل الحضور؛ الأولى أكدت على أهمية تحديد عوامل الخطر التي تواجه هويتنا الثقافية حقًا، والنقاش حولها بطريقة محددة وتشخيصها بشكل منهجي. أما الثانية فكانت تتعلق بضرورة تحديد المفاهيم – وهو ما أخذ حيزًا واسعًا من التداخلات – ولكن السائل كان ينبه حول ضرورة استنبات مفاهيم من الداخل ذات خصوصية اجتماعية وتتسق مع طبيعة السياق الثقافي للمجتمع في عُمان، يمكن أن ننطلق منها ونحدد حولها هواجسنا واستفهاماتنا الرئيسة.

ماذا نريد للهوية الثقافية في عُمان؟ - حسب تقديرنا – فإن السياسات التعليمية والثقافية والإعلامية – باعتبارها أكثر السياسات تأثيرًا وصنعًا لمسارات الهوية الثقافية – ينبغي أن تكون أكثر تناغمًا انطلاقًا من الهواجس الرئيسة حول الهوية الثقافية، وفي كل الأحوال فإن المجتمع المراد هو المجتمع الذي ينظر إلى الحداثة بمفهومها وتطبيقاتها الواسعة بطريقة ناقدة، ويتفاوض بشكل مستمر حول تأثيرها، ويشكل فيه التعليم والانتماء وسيلتان لحماية أفراده وخاصة في الأعمار المبكرة من التقليد والانسياق الأعمى، وتمكن فيه المؤسسات التعليمية الأفراد من امتلاك الحدس النقدي تجاه التيارات الثقافية الصاعدة والمتواترة، دون انقطاع عن حركة الثقافة العالمية. وهو في الآن ذاته مجتمع لا ينظر إلى الاستثمار في الثقافة بوصفها عبء اقتصادي أو مكون جمالي من مكونات الدولة، بل هي امتداد للمعنى المراد ترسيخه، وللقيم المراد تأصيلها، وللموروثات المراد نقلها عبر الأجيال، فتكون في هذه الحالة مؤسساته الثقافية متفاعلة مع حركة المجتمع، جاذبة لكل فئاته وأطيافه، وموجهة أطروحاتها ومنتجاتها بما يتسق مع حفظ النسق الثقافي من ناحية، وإكساب الأفراد روح الثقافة من ناحية أخرى.

وما نريده أيضًا للهوية الثقافية في عُمان هو احتفاؤنا بالتنوع الذي أوجدته عوامل التاريخ والجغرافيا، وهذا الاحتفاء ينطلق من تعزيز المحتوى المبتكر حولها على منصات الإعلام التقليدية والحديثة وفي وسائط التعلم والفضاء العام، واعتبار ذلك التنوع واحترامه قيمة مركزية في بقاء وديمومة المجتمع. وأن تكون القيم والممارسات الأصيلة للهوية الثقافية حاضرة ومجسدة في تجديدنا الحضري، احتفالاتنا ومهرجاناتنا، وأن نخصص الأيام والمناسبات الرسمية للاحتفاء بعناصر ثقافية معينة، وأن نوجد التشريعات والنظم الضامنة لاندماج العناصر الثقافية في حياة الأفراد بشكل مستمر، ففي علم الاجتماع تؤكد نظرية التفاعل الرمزية أن الهوية الثقافية ترتبط بشكل رئيسي بكيفية أداء الأفراد لها والتعامل معها في الحياة اليومية. «ويعتمد ضمان الهوية الثقافية على إدراك الرموز الثقافية (مثل: اللباس، واللغة، والطقوس) وإثبات صحة أداء الهوية في التفاعلات الاجتماعية». وهو ما يؤكد ضرورة نقلها بشكل سليم عبر الأجيال، وتعليمها وتعميق مفاهيمها لديهم بشكل جيد.

إذن ما هي الهواجس الرئيسة التي تواجه أمن هويتنا الثقافية؟ وهنا لابد من التأكيد منهجيًا على ضرورة التفريق بين الهواجس المتخيلة/ المتصورة وبين الهواجس الحقيقية، فالطبيعي أن كل مجتمع لديه متخيلات من المهددات التي تواجه ثقافته دون أصل لها في الواقع، وهذه المتخيلات تنشأ نتيجة التفسير غير الدقيق للتحول الاجتماعي أو نشوء بعض المشكلات الاجتماعية. لكن ما يعنينا هنا هي الهواجس الحقيقية التي تقترن بوجود دلائل تأثيرها على الهوية الثقافية، وهي خمسة حسب تقديرنا: أولها ضمور التواصل بين الأجيال واختلاف اللغة الاجتماعية بين جيلين (المفاهيم/ المعتقدات/ التصورات/ رؤية الحياة..)، وثانيها كفاءة النظام التعليمي في تعزيز ملكة النقد تجاه أدوات الحداثة، وثالثها ضعف التفاعل بين منتج المؤسسات الثقافية وبين حركة المجتمع، ورابعها سهولة التعرض للمحتوى الثقافي المعولم مع ضعف وجود المحتوى الثقافي المحلي (المبتكر / المتنوع)، فهل وصلنا فعليًا لمنصات إعلامية جاذبة في محتواها ترتكز على الثقافة العُمانية في إنتاج المحتوى وقادرة على خلق ميزة تفضيلية لدى المتلقي؟، وهل طورنا صناعة الألعاب الإلكترونية بناء على المعطى الثقافي المحلي مثلًا؟، وهل لدينا صفحات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة قادرة على تغذية الملتقي ثقافيًا ومعرفيًا بشكل مبتكر؟ هذه أمثلة على الطريقة التي يمكن أن يتفاعل فيها المحتوى مع تحولات ذائقة المجتمع وفي نفس الوقت يؤدي دوره في الحفاظ على الثقافة. أما خامس الهواجس فهو في رؤية الهوية الثقافية كـ(مهدد) وليس كـ(فرصة)، وذلك يرتبط بقدرتنا على توسيع نطاق الصناعات الثقافية الإبداعية واعتبارها استثمارًا اقتصاديًا من ناحية، وحافظة ثقافية من ناحية أخرى، ويمكن المؤسسات والدولة والأفراد على حد سواء من تداول العناصر الثقافية رمزيًا وضمنيًا وظاهريًا عبر أدوات الإنتاج وتقنياته الحديثة.

إشارة أخيرة أود أن أقف عليها، وقد أخذت حيزًا واسعًا في نقاشات الجلسة التي أشرت لها، وهي القول بأهمية وجود مراكز وطنية للدراسات الثقافية والحضارية، ورغم عدم اختلافنا على أهمية ذلك في رصد الحركة الثقافية، وإجراء الدراسات والبحوث الدقيقة على تحولات الثقافة وعلى موقفنا الحضاري، إلا أنه لا ينبغي أن يكون الحل السهل والمباشر لكل تحدياتنا ومشكلاتنا هو التوصية بإيجاد مراكز للبحوث والدراسات، قبل أن نسائل الجامعات والكليات القائمة بتنوعها واختلافها عن دورها المركزي في تفعيل هذا الشق المهم، وفي إنجاز برامج بحثية واستراتيجية تعنى بالقضية المطروحة، وفي تتبعها بشكل مستمر، فالمُكن البشرية والمادية واللوجستية تكاد تكون متوفرة، واستدامة المؤسسة في ذاتها تتيح لها أداء هذا الدور، وهو ما سيؤسس لاحقًا في تقديرنا لاستقلالية هذه المراكز بخبراتها ونتاجاتها وكفاءاتها.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان

مقالات مشابهة

  • محافظ أسيوط وأمين حزب مستقبل وطن يشهدان احتفالية مسابقة أسرة قرآنية
  • الجبهة الوطنية بشرم الشيخ يطلق مبادرة للنظافة
  • إلى وزير الثقافة المصري.. نحو حياة ثقافية حقيقية
  • أحمد هنو: قصر ثقافة سوهاج يعد منارة ثقافية مهمة في جنوب الصعيد
  • وزير الثقافة ومحافظ سوهاج يفتتحان بيت ثقافة أخميم بعد التطوير | صور
  • وزير الثقافة ومحافظ سوهاج يفتتحان بيت ثقافة أخميم بعد تطويره ورفع كفاءته
  • حزب الجبهة الوطنية يطلق مبادرة كنوز البادية من الرويسات بشرم الشيخ
  • وزير الثقافة ومحافظ سوهاج يفتتحان بيت ثقافة أخميم بعد تطويره
  • صدور العدد 104 من «الشارقة الثقافية»
  • لماذا الحديث عن أمن الهوية الثقافية؟