الذهب يحقق قفزة تاريخية جديدة مدفوعا بالتوترات الاقتصادية بين أمريكا والصين
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
حققت أسعار الذهب قمة تاريخية جديدة خلال الساعات الماضية بعد يوم من التقلبات مدفوعة بحالة التوتر الاقتصادي الدولي الناتج عن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض قيود صارمة على صادرات الدول والتكتلات التي تشكل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الأمريكي، وبدأ تنفيذ قرار فرض جمارك بنسبة 10%على البضائع المستوردة من الصين، الأمر الذي دفع الصين لاتخاذ رد فعل أكثر قوة وقامت بفرض تعريفات جمركية انتقامية على البضائع الأمريكية نسبة 15%، مما دفع الدولار إلى الصعود لفترة قبل أن يعود للانخفاض بفعل قرار ترامب لتأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر التي قدر نسبتها ب 25%، مما دفع المستثمرين للاتجاه نحو الملاذ الآمن والاستثمار في الذهب.
تأتي هذه الزيادة الناتجة عن قرارات فرض الرسوم الجمركية على البضائع لتدفع سعر الذهب العالمي نحو الارتفاع بعد حالة استقرار منذ بداية العام فوق مستوى 2800 دولار للأوقية.
وبالرغم من إنفراجة الهدنة وترقب المحللين لاستقرار سعر الذهب بقدر ما خلال الفترة الماضية، إلا أن استمرار التوترات السياسية والحرب الاقتصادية المشتعلة بين أمريكا والعديد من الدول المعنية بتصدير بضائعها لأراضي الأمريكية، بشكل أثر على تذبذب الدولار الأمريكي، ليصب الأمر في اتجاه ارتفاع أسعار الذهب.
وقد سجل سعر الذهب العالمي قمة جديدة مع الساعات الأولي لصباح يوم الأربعاء 5 فبراير حيث اقترب من حاجز 2850 دولار للأوقية، ليصل لقمة تاريخية لم تحقق من قبل، وبذلك يكون الذهب حقق ارتفاعا بمقدار 0.14%خلال 24 ساعة، وحقق ارتفاعا قدرة 7.82% خلال الشهر الماضي. ليثبت أحقيته بلقب الملاذ الآمن.
وبالرغم من ذلك لا يزال الحذر مسيطرا على قرارات المستثمرين مع هبوط الدولار أمام سلة العملات الرئيسية تاركا القمة للدولار الكندي ومن بعده اليورو والاسترليني، وتلويح الصين بفتح تحقيقات محلية مع شركة جوجل وبعض الشركات الأمريكية الكبرى. وتحقيق السندات الأمريكية لخسائر واضحة بانخفاض عوائدها بشكل ملحوظ.
كل هذه التقلبات الاقتصادية والسياسية دفعت الذهب نحو الصعود متخطية حاجز 2850 دولار، ليصل إلى 2860 ثم يتخطى الحاجز إلى 2870 دولارا للأوقية حتى كتابة البيان.
وقد انعكست هذه التقلبات وارتفاع السعر العالمي على السوق المصري الذي شهد ارتفاعا في أسعار الذهب مؤخرا بعد فترة من الهدوء كان سببها تراجع الطلب وزيادة المعروض بيعه خلال الشهر الماضي مع نقص السيولة الشديد والتي تم توجيهها لصالح قطاع البناء بعد فتح تصريحات البناء العقاري في المناطق منعت من التصريح بالبناء لمدة عدة سنوات.
وقد ارتفع سعر الذهب في السوق المصري ليصل لـ 4582.86 لعيار24، ويتخطى عيار 21 لأول مرة حاجز الـ 4000 جنيه ليحقق حاليا سعر 4010 جنيه للجرام في السوق المصري.
في حين سجل عيار 18 سعر 3437 جنيه، بينما وصل سعر الجنيه الذهب 32080 جنيه مصري قبل احتساب المصنعية والضريبة.
ويرى المهندس هاني ميلاد جيد رئيس مجلس إدارة الشعبة العامة للذهب والمجوهرات أن الظروف السياسية والاقتصادية العالمية ستنعكس حتما على سعر الذهب في مصر، خاصة وأن المؤشرات تشير إلى طول فترة التقلبات في انتظار نتائج تطبيق التعريفات الجمركية الأمريكية والصينية، وانتظار تطبيق التعريفات الجمركية القادمة على المكسيك وكندا الشهر القادم، مما يرجح استمرار أسعار الذهب عالميا في الصعود خلال الفترة القادمة، موضحا أن السوق المصري يمر بمرحلة هدوء واستقرار نسبي خلال الفترة الماضية أدى لانخفاض السعر نتيجة تراجع الطلب على شراء الذهب وزيادة المعروض وميل البعض لبيع المدخرات من الذهب لجني الأرباح. إلا أن ارتفاع الأسعار العالمية يدفع السعر المحلي للارتفاع برغم تراجع الطلب وقلة السيولة..
ومن جانبه يؤكد المهندس لطفي منيب نائب رئيس الشعبة أهمية التفكير الجيد عند شراء الذهب ليكون الشراء بهدف حفظ قيمة المدخرات وليس للمضاربة. وينصح المستهلك بالتحوط في التعامل مع الذهب باعتباره وعاء ادخاري لمدى زمني طويل وليس للشراء وإعادة البيع السريع لتحقيق أرباح وقتية.
وأكد المهندس أسامة الجلا سكرتير عام الشعبة العامة للذهب والمجوهرات علي سرعة استجابة الأسعار بالسوق المحلي للأسعار العالمية المرتفعة بالرغم من زيادة الكميات المعروضة من الذهب للبيع عن طلبات الشراء كنتيجة طبيعية لنقص السيولة بالسوق المصري.
في حين يرى الأستاذ عمرو المغربي عضو غرفة التجارة بالقاهرة أن الإقبال على شراء الذهب سيظل منخفضا إلا في حالة انخفاض الفائدة على عائدات الشهادات والودائع البنكية واتجاه المستهلكين للملاذ الآمن.
اقرأ أيضاًسعر النصف جنيه الذهب اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025
تحديث مباشر لـ سعر الذهب اليوم في مصر.. عيار 21 يسجل هذا الرقم
سعر الدولار مقابل الجنيه المصري بمنتصف تعاملات اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدولار الأمريكي سعر الذهب الذهب أسعار الذهب أسعار الذهب عالميا الشعبة العامة للذهب سعر الذهب العالمي الشعبة العامة للذهب والمجوهرات أسعار الذهب سعر الذهب
إقرأ أيضاً:
قصة تاريخية وجغرافية مدهشة.. لماذا اختيرت ألاسكا موقعاً لقمة بوتين وترامب؟
اختيرت ألاسكا موقعاً للقمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يحمل دلالات تاريخية وجغرافية وثقافية عميقة تربط بين البلدين.
وتقع شبه جزيرة ألاسكا في أقصى شمال غرب أمريكا الشمالية، بطول نحو 700 كيلومتر وعرض يتراوح بين 10 و170 كيلومتراً، وهي أرض السكان الأصليين من الهنود والإسكيمو والأليوت الذين هاجر أسلافهم من آسيا قبل حوالي 14 ألف عام، واعتمدوا على صيد الأسماك وحيوانات الرنة. أما اسم “ألاسكا” فيعني “الأرض الكبيرة” أو “وفرة الحيتان” حسب الروايات الأليوتية.
وتقع جزيرتا ديوميد الكبيرة والصغيرة على بعد أقل من 4 كيلومترات من بعضهما، تفصل بينهما خط التاريخ الدولي حيث يكون “اليوم” في إحدى الجزيرتين و”الغد” في الأخرى، وتفصل ألاسكا عن موسكو 11 ساعة زمنية، ما يعكس بُعدها الجغرافي الاستراتيجي.
وتاريخياً، بدأ الاستكشاف الروسي لألاسكا عام 1648 عبر بعثة سيميون ديجنيف، ثم توالت البعثات مثل تلك التي قادها فيتوس بيرينغ وأليكسي تشيريكوف عام 1741 التي استكشفت جزر ألوتيان وسواحل ألاسكا، كانت ألاسكا جزءاً من “أمريكا الروسية” إلى جانب أرخبيل ألكساندر ومستوطنات أخرى.
وبسبب ضعف الموارد الاقتصادية والعسكرية الروسية، طرح الحاكم العام لشرق سيبيريا نيكولاي مورافيوف-أمورسكي في 1853 فكرة بيع ألاسكا للولايات المتحدة، وهو ما تم فعلياً في 1867 مقابل 7.2 مليون دولار ذهبي، في صفقة عُرفت بـ”شراء ألاسكا”.
واليوم، تمثل ألاسكا رمزاً لإرث مشترك بين البلدين، حيث لا تزال آثار الثقافة الروسية حاضرة في اللغة وأسماء الأماكن، ويُحتفل سنوياً بـ”ألاسكا داي”، توجد هناك كاتدرائيتان أرثوذكسيتان قيد الاستخدام وترميم كنيسة أخرى، مع جهود مستمرة لتوثيق مفردات اللهجة الروسية الألاسكية.
ويرى محللون أن ألاسكا تجسد مرحلة من التعاون بين روسيا والولايات المتحدة، خاصة في القرن التاسع عشر وفترة الحرب العالمية الثانية، ما يجعل اختيارها موقعاً لقمة بوتين وترامب يحمل رمزية قوية تجمع بين التاريخ والسياسة المعاصرة.
ومن المنتظر أن تدخل زيارة بوتين التاريخ باعتبارها الأولى لزعيم روسي في هذه الولاية الأميركية، ما يفتح فصلاً جديداً في العلاقات الروسية الأميركية.