مهنة محفوفة بالمخاطر.. مصورة توثق نساءً داخل حقول إزالة الألغام في العراق
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إطلالة أنثوية بين حقول الألغام، هذا ما وثقته مصورة ليتوانية بصور لنساء بملابس تقليدية ساحرة وأقمشة خفيفة، وهن يعملن في واحدة من أكثر الوظائف خطورة في العالم، أي إزالة الألغام.
التقطت سين سيفين، هذه الصور خلال رحلة إلى العراق في عام 2024، بعد أن دعتها منظمة المجموعة الإستشارية للألغام (MAG) غير الربحية لتوثيق قصص وشجاعة هؤلاء النساء.
وتعمل حوالي 600 امرأة لدى هذه المنظمة المختصة لنزع الألغام في مناطق النزاعات، بما في ذلك 65 منهن في العراق.
ذكر الموقع الرسمي لـ"MAG" عبر الإنترنت أن العراق يُعد من أكثر بلدان العالم تضررًا بالألغام الأرضية.
ووفقًا للمنظمة، خلّفت الألغام الأرضية، والقنابل العنقودية، والذخائر غير المنفجرة الأخرى، إرثًا قاتلاً يمنع المجتمعات من إستخدام أراضيها، ويُوقف السكان النازحين عن العودة إلى ديارهم بأمان.
في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت سيفين التي قضت أسبوعين في العراق للعمل على هذا المشروع إنّ الرحلة "غيّرت وجهة نظري تجاه البلاد وهؤلاء النساء بشكلٍ كامل".
الأنوثة والقوة في آنٍ واحدوخلال الرحلة، تمكنت المصورة من لقاء 9 نساء في مجال إزالة الألغام، ثلاث أيزيديات، وأربع كرديات، بالإضافةً إلى امرأتين عربيتين.
لم تعلم المصورة الليتوانية عمّا كان يمكنها توقعه خلال الرحلة، ولكنها أرادت توثيق النساء بطريقة إيجابية، حيث يقمن بكسر الحواجز في مجال يهيمن عليه الذكور.
وقالت سيفين: "كانت حياتهن خارج نطاق العمل وبعيدًا عن الزي التقليدي مختلفة جدًا أيضًا، وفي منازلهن. وأثناء ارتدائهن للملابس الرياضية المريحة، كنّ تمامًا مثل الفتيات اللواتي أمُرّ بهن (عند تواجدي) في لندن".
وأضافت: "هذه الفكرة هي جوهر هذا المشروع أيضًا، أي أنّ المرأة التي تعمل في إزالة الألغام ليست مجرد شخص يحمل جهاز كشف المعادن. والمرأة التي ترتدي فستانًا جميلاً هي المرأة ذاتها التي تتخذ قرارات بجزء من الثانية في مواقف صعبة".
مهمة محفوفة بالمخاطرلا يُخفى أن إزالة الألغام مهنة محفوفة بالمخاطر، ويخضع من يعمل في هذا المجال لتدريبات مكثفة.
ويتم ضبط أجهزة الكشف لرصد أصغر الشظايا المعدنية، ويتم فحص كل منها بعناية وإزالتها بدقة تامة.
وأشارت المصورة الليتوانية إلى أنه يجب على الأشخاص الذين يعملون في مجال نزع الألغام الحفاظ على تركيزهم بنسبة 100% لأنّ "خطأً واحد قد يكلفهم حياتهم وحياة من حولهم".
أما واحد من أبرز الأمور الذي لاحظته سيفين، فيتمثل بتزين الخوذة بملصق مكتوب عليه فصيلة دم كل امرأة في الميدان، وهو "تذكير صارخ بالمخاطر التي تواجهها هؤلاء النساء".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: إزالة الألغام
إقرأ أيضاً:
تانيت إكس آر: منصة غير ربحية توثق التراث التونسي رقميا
أطلقت طالبة تونسية تدرس في الولايات المتحدة أول مبادرة رقمية متطورة تهدف إلى حفظ وإظهار القيمة التاريخية والحضارية للتراث التونسي العريق. وتحمل المبادرة، التي أنشأتها الطالبة إيناس سعيد، اسم "تانيت إكس آر" (Tanit XR)، وهي منصة رقمية جاءت بمثابة استجابة مبتكرة لخطر اندثار الآثار التي ميزت تونس عبر العصور، ولا تزال راسخة شاهدة على حقبات تاريخية طويلة.
وتهدف المبادرة إلى إنشاء مكتبة رقمية دقيقة وواقعية للمواقع والقطع الأثرية، باستخدام أحدث تقنيات التصوير والمسح ثلاثي الأبعاد مثل التصوير الفوتوغراميتري (Photogrammetry) وتقنية "غاوسيان سبلاتس" (Gaussian Splats). ومن خلال هذه الأدوات المتطورة.
وتسعى "تانيت إكس آر" إلى أن تكون مرجعا موثوقا ومتاحا للباحثين والطلبة والأكاديميين المتخصصين في التاريخ والحضارات، بالإضافة إلى إتاحتها لعموم المهتمين حول العالم، فضلا عن دورها المحتمل في الاستقطاب السياحي والتعريف بالكنوز الأثرية في تونس، لا سيما في منطقة قرطاج التي تحتضن آثارا تعود إلى قرون ما قبل الميلاد.
ولا تكتفي إيناس سعيد بالتوثيق الرقمي فحسب، بل تسعى إلى دمج هذه النماذج الأثرية في تجارب تعليمية وتفاعلية غامرة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
وتهدف من خلال ذلك إلى المساهمة في تعزيز الوعي بقيمة التراث الحضاري التونسي، وربط قيمته التاريخية في الماضي والحاضر بمكانته في المستقبل عبر أدوات تكنولوجية مبتكرة.
وقد أكدت إيناس سعيد أن مبادرة "تانيت إكس آر" هي مبادرة غير ربحية، وأن غايتها الأساسية تكمن في حفظ التراث الثقافي والتاريخي التونسي رقميا قبل أن يتلف بفعل الزمن أو العوامل الطبيعية أو الإهمال.
ولتحقيق هذا الهدف، ترتكز المبادرة على التصوير ثلاثي الأبعاد، والأرشفة الرقمية المفتوحة، وتجارب الواقع الأرضي، لتشمل مئات المكونات والقطع الأثرية، وتمكين الجمهور من الوصول الافتراضي إلى الفسيفساء والتماثيل والمواقع التاريخية بما لها من قيمة علمية وتاريخية لا تقدر بثمن.
إعلانوقد بدأت المبادرة عملها في المنطقة الأثرية الأكثر ثراء وعمقا في تونس، وهي منطقة قرطاج، على أن تتوسع لتشمل كامل المواقع التاريخية في البلاد.
وتؤكد صاحبة المشروع أن "التراث هو ملكٌ للجميع"، مضيفة أنه من خلال الجمع بين التكنولوجيا والتعليم والتعاون الدولي، فإن "تانيت إكس آر" لا تكتفي بتوثيق وحماية الآثار رقميا، بل تشاركها أيضا بطرق مبتكرة تثير الفضول والإعجاب. فكل عملية تصوير، وكل ورشة عمل، وكل جهد تطوعي يعزز أكثر حماية تاريخ تونس وتوظيفه للأجيال القادمة.