في ظل الأزمة السودانية الحالية، تبدو القوى المدنية أمام تحدٍ رئيسي يتعلق بعلاقتها بالإدارة الأمريكية، التي تملك العديد من الأدوات للتأثير على مجريات الصراع.
فبينما تُعتبر الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في المشهد الدولي، تظل التساؤلات قائمة حول جدوى وأفق تعامل القوى المدنية السودانية معها، ومدى قدرة هذه القوى على تشكيل حليف سياسي موثوق في ظل الحسابات الجيوسياسية التي تحكم السياسة الأمريكية في المنطقة.


أولًا: أدوات الإدارة الأمريكية في الضغط على المتحاربين
تمتلك الإدارة الأمريكية عدة أدوات تمكنها من فرض حلول أو التأثير على أطراف النزاع السوداني، أبرزها-

الضغوط الدبلوماسية: عبر وزارة الخارجية والتنسيق مع الحلفاء الإقليميين مثل السعودية والإمارات ومصر.
العقوبات الاقتصادية: تجميد الأصول، فرض قيود على التعاملات المالية، وحرمان السودان من الدعم الدولي.
الدور العسكري والاستخباراتي: دعم بعض القوى عسكريًا أو فرض حصار جوي أو مراقبة التحركات الميدانية عبر الأقمار الصناعية.
استخدام النفوذ الإنساني والإغاثي: ربط المساعدات بوقف الحرب أو الدخول في مفاوضات.

ثانيًا: هل السياسة الأمريكية ستستمر في استهداف الجماعات الإسلامية؟
منذ سنوات، تتبع الولايات المتحدة استراتيجية قائمة على محاربة الجماعات الإسلامية المسلحة، تماشيًا مع مصالحها الأمنية وتنسيقها مع إسرائيل في المنطقة. وهذا يطرح السؤال: هل ستمتد هذه السياسة إلى السودان لتصفية أي وجود للإسلاميين، أم أنها ستظل تُدير المشهد عبر تفاهمات مع القوى المسيطرة؟

إذا قررت واشنطن تبنّي نهج المواجهة الصريحة ضد القوى الإسلامية في السودان، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد جديد يفتح البلاد على احتمالات حرب أكثر تعقيدًا.
في المقابل، قد تفضل سياسة الاحتواء، بمعنى توظيف الإسلاميين كجزء من أي تسوية سياسية، كما فعلت مع بعض الأنظمة الأخرى في المنطقة.
موقف القوى المدنية السودانية من هذه الاستراتيجية سيحدد مدى قربها أو بعدها عن واشنطن، فهل ستنخرط القوى المدنية في أجندة أمريكية تستهدف تصفية الإسلاميين، أم ستبحث عن توازن استراتيجي أكثر استقلالية؟
ثالثًا: هل تستطيع القوى المدنية تشكيل تحالف موثوق مع واشنطن؟
حتى الآن، تواجه القوى المدنية السودانية تحديات داخلية كبيرة تعرقل قدرتها على تشكيل تحالف سياسي موثوق مع الإدارة الأمريكية، ومنها:

الانقسامات السياسية: تعدد الرؤى داخل القوى المدنية يجعل من الصعب تقديم موقف موحد.
افتقارها للنفوذ العسكري: على عكس الأطراف المتحاربة، لا تمتلك القوى المدنية أذرعًا مسلحة يمكن أن تجعلها لاعبًا رئيسيًا في المعادلة الأمنية.
مدى استجابتها للأجندة الأمريكية: هل ستقبل هذه القوى أن تكون مجرد منفّذ للسياسات الأمريكية أم ستفرض أجندتها الخاصة؟

إذا أرادت القوى المدنية أن تكون حليفًا موثوقًا لواشنطن، فعليها أن تثبت قدرتها على تحقيق الآتي:
تقديم رؤية سياسية واضحة تعكس مصالحها بوضوح دون الانجراف وراء أجندات خارجية.
الوحدة الداخلية، فالتشرذم الحالي يجعلها ضعيفة وغير مؤهلة لقيادة المرحلة القادمة.
بناء تحالفات إقليمية ودولية توازن علاقتها مع الولايات المتحدة دون الارتهان الكامل لها.

هل تملك القوى المدنية الإجابة؟
يبقى السؤال الأهم وهو هل لدى القوى المدنية رؤية استراتيجية للتعامل مع الولايات المتحدة؟ أم أنها ستظل رهينة ردود الأفعال والانقسامات، ما يجعلها لاعبًا ثانويًا في معادلة ترسمها قوى أخرى؟

إن مستقبل السودان يعتمد بدرجة كبيرة على قدرة القوى المدنية على إعادة ترتيب صفوفها، وتقديم نفسها كخيار جاد، سواء للداخل السوداني أو للمجتمع الدولي، فهل ستنجح في ذلك؟

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى المدنیة السودانیة الإدارة الأمریکیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

حريق جزئي بمركز كونترول “الشهادة السودانية”.. و”التربية” توضح

متابعات- تاق برس- قالت وزارة التربية والتعليم إن الحريق الجزئي الذي اندلع، صباح اليوم الثلاثاء، في جزء من مبنى مركز كونترول امتحانات الشهادة السودان السودانية بمدينة عطبرة لم يؤثر على أوراق إجابة الطلاب الممتحنين من دفعة 2024 المؤجلة.

وأضافت أن أوراق الطلاب في مأمن تام.

 

وأوضح وكيل وزارة الترببة والتعليم، د. أحمد خليفة عمر علي، في تصريح مصور أن الحريق وقع أثناء مخاطبته المعلمين ضمن مرحلة الكنترول (الكود).

وأبان أن مركز الكونترول لم يتضرر وسيواصل أعماله المعتادة.

 

وأشار إلى أن فرق الإطفاء التابعة لشرطة ولاية نهر النيل تمكنت من السيطرة على الحريق بشكل كامل، وطمأن أولياء الأمور أن جهود أبنائهم محفوظة وفي أيدٍ أمينة.

 

من جانبه، شدد مدير عام امتحانات السودان، الأستاذ معتصم علي الشيخ، على سلامة أوراق الامتحانات.

وأوضح أن الحريق شبّ في مساحة مخصصة لمخلفات الطباعة والظروف الفارغة.

وأفاد بأنّ أعمال الكونترول ستُستأنف بعد غد عقب استقرار التيار الكهربائي في غرفة الكونترول.

حريق جزئيعطبرةكونترول امتحانات الشهادة السودانية

مقالات مشابهة

  • خطوات تنظيم أمريكية للتعامل مع قضية الحرب في السودان
  • كرت تفاوض: حكومة المليشيا: مقاربات وخيارات
  • كامل إدريس يدعو الاتحاد الإفريقي للتعامل مع رفع تعليق عضوية السودان كحق مكتسب وبحيادية
  • عناوين الصحف السودانية اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025
  • أمواج تسونامي تبدأ بضرب سواحل الولايات المتحدة الأمريكية
  • الإدارة الأمريكية..المصداقية في مهب الريح
  • حريق جزئي بمركز كونترول “الشهادة السودانية”.. و”التربية” توضح
  • عناوين الصحف السودانية اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025
  • رئيس الجالية السودانية بمصر: نشكر أرض الكنانة على استضافتنا وتسهيل إجراءات عودتنا
  • السودان يهزم نيجيريا ويتأهل لدور الأربعة في الدورة المدرسية الإفريقية