سودانايل:
2025-05-31@04:48:52 GMT

الحرية و التغيير الديمقراطي و رؤية للحوار

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

توصلت القوى السياسية المنضوية في تحالف "الحرية و التغيير الكتلة الديمقراطية، إلي رؤية جديدة للحل السياسي معروضة للحوار الوطني، و قد أطلقت عليها "رؤية سياسية شاملة لتحقيق السلام و التحول الديمقراطي" تحت شعار " نحو سودان يسع الجميع" في البدء الورقة تعتبر نقلة سياسية جيدة، من مرحلة الحرب و المناكفات السياسية إلي تقديم أراء تتعلق بقضيايا "التعمير و المصالحات الوطنية و السلام و تهيئة البيئة للحوار السوداني ال فيهسوداني لا يقصي أحدا" و أيضا الرؤية تضمنت العديد من عناوين العمل وفقا لتراتيب مراحلية.

.
تقول الرؤية في ديباجتها (في ظل الأزمات المتلاحقة التي تواجه السودان تبرز الحاجة إلي رؤية وطنية شاملة تسعى لمعالجة جذور الأزمة و فتح أفاق جديدة نحو بناء سودان موحد، مستقر، و مزدهر).. في هذا السياق أن التحالف قدم هذه الرؤية.. و تضيف أن هذه الرؤية تعتبر ( مشروع وطني يمهد لاصطفاف وطني جديد يعلي قيم التسامح و يقوم على مباديء الشمول و التوافق، بعيدا عن االإقصاء و التهميش، مع تعزيز قيم الوحدة الوطنية و السيادة و الاستقلال) أن الديباجة مقبولة و لكن كما يقال أن الشيطان يكمن في التفاصيل..
الرؤية تضمنت عدة عناوين: و كل عنوان عليه حمولات كبيرة تحتاج لوحدها حوارات متأنية دون فرض أي امتياز لكتل على الآخرين، خاصة أن الحرب جعلت السودان كله يعاني من التهميش. و كل ولايات السودان تحتاج إلي إعادة تعمير، و الحرب قد فرضت واقعا جديدا، و بالضرورة سوف تفرض معادلات سياسية جديدة، و أيضا رموز سياسية جديدة، تتجاوز تلك الرموز التي قد فشلت في مرحلة ما بعد ثورة ديسمبر حتى إندلاع الحرب، التي سوف تخرج الساحة السياسية، أولها الميليشيا و كل الذين كانوا وراء إشعال الحرب و الذين كانوا مشاركين في المؤامرة.. صحيح أنها إشكالية سوف ينظر فيها القضاء لكن لابد أن توضع في الأجندة... القضية المهمة أيضا أن الرؤية بنت مشروعها على فئة ضيقة جدا هي القوى السياسية إذا كانت في تحالف الكتلة الديمقراطية أو خارجها، و استبعدت القطاع الجماهيري العريض الذي شكل أكبر سندا للقوات المسلحة و القوى العسكرية المساندة لها في حرب الكرامة.. أن أية معادلة سياسية تحاول أن تخرج القطاع الجماهير العريض من المعادلة السياسية محكوم عليها بالفشل، لأنها تؤسس على مصالح فئة ضيقة، هي نفسها التي أفشلت الفترة الانتقالية السابقة. و هي فئة لا تنظر للعملية السياسية إلا من خلال حظوظها في التعينات الدستورية..
أن الأبواب العناوين التي حملتها الرؤية تتمحور في " المباديء العامة فيها ثمانية بنود .. و الأهداف أربعة بنود منها إنهاء الحرب و الاتفاق على الفترة الانتقالية و ضمان تحقيق الأمن و الاستقرار – و هناك المرتكزات و تتضمن التوافق الوطني و الحوار السوداني السوداني و تكوين الفترة الانتقالية – و تتضمن محاور الأزمة إنهاء الحرب و النظر في المحور السياسي " ثم تتحدث الورقة عن القضايا التي يشملها الحوار الوطني و هي 25 قضية.. ثم تنتقل الرؤية إلي نظام الحكم خلال الفترة الانتقالية.. و قسمتها إلي فترتين الأولى للتأسيس و الثانية للإنتقال.. و هي تذكرني بمصطلح " تصفير العداد " الذي كان الهدف منه محاولة تمديد الفترة الانتقالية دون أن تكون محددة بزمن معروف، بل كانت تريدها القوى التي كانت تحكم في الفترة الانتقالية مفتوحة.. الآن ابتكروا عنوانا بديلا لمصطلح " تصفير العدد" أن تكون الفترة الانتقالية فترتين الأولى للتأسيس و الثانية للانتقال.. و من هي القوى التي يقع عليها عبء تشكيل الحكومة؟ هي القوى السياسية التي كانت مشاركة في الفترة الانتقالية السابقة، و القوى مناط بها تحديد زمن الفترتين " التأسيس و الانتقال" هي نفس القوى السياسية المشار إليها وهي أيضا التي يجب أن تختار المجلس التشريعي .. كل ذلك دون أية انتخابات تشارك فيها الجماهير.. الغريب في الأمر أن القيادات السياسية لا تريد أن تتعلم من التجارب السابقة رغم قساوة الحرب و ما لحق بالمواطنين فيها لا تنظر للمشهد إلا من خلال مصالح ضيقة جدا..
احتفظت الورقة بذات التقسيمات السابقة لأجهزة الحكم " المجلس السيادي و مجلس الوزراء و المجلس التشريعي الذي لم يرى النور و السلطة القضائية السياسية.. ثم تحدثت الورق على المهام التي يجب أن تنجز و هي السياسة الخارجية و العدالة الانتقالية و الإصلاح القانوني و الاقصاد و التعليم و الإعلام و غيرها من العناوين التي ليس عليها خلاف.. و يصبح الخلاف من هي الجهة النوط بها أنجاز كل هذه الأشياء و متى تشير الورقة أن تنجز في "الفترة الانتقالية" رغم أن سياسة الدولة تحتاج أن يبت فيها من قبل قوى شرعية تم اختيارها من قبل الشعب و وثق فيها..
المسألة المهمة: و التي يجب أن نتحدث فيها بالصراح و الوضوح؛ أن قيادات الحركات ما تزال متأثرة بالسياسة التي كانت تتبعها الإنقاذ، أن تفاوض الحركة و تقدم لقيادتها وظائف ثم تنشق فئة و تأتي لكي تتفاوض مرة أخرى لكي تنمح أيضا وظائف أخرى عن طريق استخدام البندقية.. هذا السلوك أصبح معيب جدا لأنه يقدم عناصر لا تملك الكفاءة المطلوبة.. فقط أنها حاملة للسلاح.. فهي يجب أن تفكر بعقلانية و تخاذ القضية بعيدا عن هذه السياسة.. ملاحظة في مؤتمر جوبا أن الحركات قد رفضت تماما مشاركة الأحزاب و تفاوضت مع قيادات من مجلس السيادة تابعة لذات الإقليم.. يجب الآن الخروج من هذه العباءة و نلبس جميعا العباءة الوطنية دون أمتيازات مسبقة.. مادام الوطن كله في حاجة إلي إعادة التعمير.. و يجب علينا أن ننطلق من الشرعية الدستورية التي تشارك فيها الجماهير و ليست فئة ضيقة هي التي تحدد لنا المسار السياسي.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفترة الانتقالیة القوى السیاسیة یجب أن

إقرأ أيضاً:

الدبيبة يدعو إلى إجراء انتخابات مباشرة.. رفض تمديد المرحلة الانتقالية

أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء، أن رؤية حكومته تقوم على إنهاء المراحل الانتقالية عبر التوجه المباشر نحو الانتخابات، رافضًا أي محاولة لخلق فترات انتقالية جديدة.

وأوضح الدبيبة، خلال لقائه في طرابلس عددًا من أعضاء المجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري)، أن "التمديد (لمؤسسات قائمة) من خلال خلق مراحل انتقالية جديدة لا شرعية له ولا يمثل إرادة الليبيين"، مشددًا على أن "استفتاء الشعب الليبي على المسار المطلوب هو أداة مهمة لتجاوز حالة التقاعس من قبل رئاسة مجلس النواب، وما ترتب عليها من تعطيل متعمد لمسار الانتخابات".

ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات، التي طال انتظارها، إلى إنهاء الصراعات السياسية والمسلحة المتواصلة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي (1969–2011).

أمنيًا، تطرق اللقاء بين الدبيبة وأعضاء المجلس الأعلى للدولة إلى مستجدات الوضع الأمني ومسار توحيد المؤسسات، حيث شدد رئيس الحكومة على "استمرار جهود الدولة في إنهاء مظاهر التسلح خارج إطارها، وتعزيز دور مؤسسات الجيش والشرطة في حفظ الأمن والاستقرار".

كما أكد أهمية تنسيق الجهود بين المؤسسات السياسية والأمنية لدعم هذا المسار، بما يرسخ سلطة الدولة ويحقق تطلعات المواطنين في الاستقرار والعدالة.

وفي السياق ذاته، عقد مجلس النواب، الثلاثاء، جلسة في مدينة بنغازي (شرق) برئاسة عقيلة صالح، خُصصت للاستماع إلى برامج عدد من المترشحين لرئاسة الحكومة، على أن تُستكمل الجلسة الأربعاء، وفق بيان للمجلس.

وسبق أن أعلن المجلس، في 18 أيار/ مايو الجاري، مباشرة لجنة مكلفة من مجلسي النواب والدولة عملها في فرز ملفات المترشحين لتولي رئاسة حكومة جديدة، ستكون مهمتها الإشراف على إجراء الانتخابات.

لكن حكومة الوحدة تعتبر أن هذه التحركات تهدف إلى فرض فترات انتقالية جديدة، وتمديد سلطتي مجلسي النواب والدولة، مؤكدة أنها لن تسلم السلطة إلا لحكومة تُكلف من برلمان جديد منتخب.

ويأتي ذلك وسط انقسام مستمر بين حكومتين، الأولى معترف بها دوليًا وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، ومقرها طرابلس وتدير مناطق الغرب، والثانية مكلفة من مجلس النواب منذ مطلع 2022، ويرأسها أسامة حماد، وتتخذ من بنغازي مقرًا وتدير مناطق الشرق ومعظم الجنوب.

وكانت العاصمة طرابلس قد شهدت، قبل أكثر من أسبوع، اشتباكات بين قوات تابعة لحكومة الوحدة وتشكيلات مسلحة، إضافة إلى خروج مظاهرات متباينة بين مؤيدة ومناهضة للحكومة.

مقالات مشابهة

  • اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: نجاح مفاوضات السلام مرهونة بتنازلات متبادلة وحسن نوايا
  • فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بدءًا من يوليو
  • برلماني: التنسيقية تسعى لتعزيز التكامل بين القوى السياسية والأحزاب
  • خطوات تهيئة الحوار والاتفاق السُوداني لوقف الحرب لصالِح السُودان والسُودانيين «1»
  • مكتبة الإسكندرية تُنظِّم ندوة بعنوان «رؤية القيادة السياسية لإدارة و حماية مواقع التراث العالمي»
  • الديمقراطي الكوردستاني يندد بقرار المالية بايقاف تمويل رواتب موظفي الاقليم
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • الدبيبة يدعو إلى إجراء انتخابات مباشرة.. رفض تمديد المرحلة الانتقالية