بمجرّد التئام اجتماع ثلاثي في قصر بعبدا، جمع كلّاً من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام، ساد الانطباع بأنّ الحكومة "الموعودة" أصبحت جاهزة، بعد تجاوز معظم العقبات، خصوصًا مع المعلومات عن استدعاء الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، ما شكّل "تأكيدًا" لكثيرين بأنّ الأمور انتهت، وإنّ مراسيم التشكيلة الحكومية الجديدة "قيد الطباعة".


 
لكن، قبل أن يتصاعد الدخان الأبيض المُنتظَر، توالت "المفاجآت"، بدءًا من مغادرة رئيس مجلس النواب القصر الرئاسي من باب خلفيّ، وكأنّه تعمّد تجنّب "المرور" عبر الصحافيين، ليخرج من بعده رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، من دون أن يجيب على أسئلة الصحافيين الكثيرة، ليتبيّن أنّ الاجتماع الذي رفع موجة التفاؤل إلى الحدّ الأقصى، فشل في حلّ كلّ العُقَد، أو ربما أنّ عقدًا جديدة طرأت، وظهرت في اللحظة الأخيرة.
 
شيئًا فشيئًا، بدأت المعلومات تتوالى عن النقاط العالقة التي منعت ولادة الحكومة، وعلى رأسها ما سُمّيت بـ"عقدة الوزير الشيعي الخامس"، في ظلّ "كباش" بين الرئيسين بري وسلام على هويّته، من دون أن ينجح الرئيس عون في تقريب وجهات النظر بينهما، فهل تعود الأمور إلى "نقطة الصفر" بناءً على ما جرى، خصوصًا في ظلّ الحديث عن محاولة لإحراج "الثنائي"، وربما إخراجه، وهل يمكن أن يذهب سلام إلى حكومة "أمر واقع" في هذه الحالة؟
 
"عقدة الوزير الشيعي"
 
مع الإعلان عن الاجتماع الثلاثي في بعبدا، كان من الطبيعيّ أن يسود الاعتقاد بأنّ الأمور انتهت حكوميًا، خصوصًا أنّ هذا الاجتماع جاء بعد يوم على الحديث عن "حلحلة" على مستوى عقدة "القوات اللبنانية"، التي بدا لكثيرين في الأيام الأخيرة، أنها التي تحول دون ولادة الحكومة، ولا سيما أنّها أنهت حالة "الامتعاض" التي عبّر عنها قياديو ومسؤولو "القوات"، ملوّحين بحجب الثقة عن الحكومة، في حال عدم تصحيح رئيسها للمسار المتّبَع.
 
ولأنّ امتعاض "القوات" وغيرها، كان قائمًا في الأساس على رفض ما سُمّيت بـ"ازدواجية المعايير" التي يعتمدها الرئيس المكلّف، الذي اتُهِم بـ"الإفراط" في مسايرة "الثنائي الشيعي" تحديدًا، وتحقيق كلّ مطالبه، رغم أنّ الأخير لم يسمّه في استشارات بعبدا، لم يكن من المتوقع أن تكون "عقدة الوزير الشيعي الخامس" هي التي ستطيح بالحكومة عن بكرة أبيها، بعد كلّ ما أثيرت عن "تفاهمات مبرمة" بين الجانبين، على التفاصيل.
 
إلا أنّ ما جرى في اجتماع بعبدا، أكد وجود هذه العقدة، ما يعني أنّ ما أثير عن "تفاهمات" بين "الثنائي" والرئيس المكلف لم يكتمل عمليًا، ربما لأنّ كلّ طرف فهم فكرة "التفاهم على الوزير الخامس" على طريقته، فالرئيس المكلّف اعتبر أنّه من يختار هذا الوزير، تكريسًا لمبدأ عدم احتكار "الثنائي" للتمثيل الشيعي في الحكومة، في حين أنّ الأخير اعتبر أنّ المطلوب هو طرح أسماء تكون مقبولة من الطرفين، من دون أن تكون محسوبة عليه بالضرورة.
 
نحو حكومة "أمر واقع"؟
 
في كلّ الأحوال، شكّل ما جرى في بعبدا، ما وصفه كثيرون بـ"الانتكاسة"، خصوصًا أنّ كلّ شيء كان محضَّرًا لإعلان ولادة الحكومة، وهو ما أثار "نقزة" لدى كثيرين، وطرح تساؤلات عمّا إذا كانت "العقدة" على وزير من هنا أو هناك، تبرّر إسقاط الحكومة، ولا سيما بعدما أوحت الأجواء بأنّ الممتعضين الآخرين، لن يلجأوا إلى التصعيد، بما فيهم "التيار الوطني الحر" غير الممثَّل في الحكومة، وكذلك نواب كتلة "الاعتدال".
 
وفي حين سارع الرئيس المكلف إلى التسريب عبر الأوساط المقرّبة منه بأنّه ليس في وارد الاعتذار، وأنّه ماضٍ في مهمّته حتى تشكيل حكومة إصلاحية تنسجم مع المعايير التي طرحها منذ اليوم الأول، كان بعض المحسوبين على "الثنائي" يروّج لمعلوماتٍ مفادها أنّ الأمور تعقّدت، باعتبار أنّ "عقدة الوزير الخامس"، هي أبعد من قصّة اسم، بل تخفي بين طيّاتها نيّة مضمرة بإحراج "الثنائي"، وسط معلومات عن ضغوط دولية لإبعاد "حزب الله" عن الحكومة.
 
إزاء ذلك، بدأ الحديث في الأوساط السياسية عن السيناريوهات المحتملة للخروج من المأزق المستجدّ، ومن بينها احتمال أن يتمسّك الرئيس المكلّف بالتشكيلة الحكومية التي طرحها، على طريقة "الأمر الواقع"، ولو أدّى ذلك إلى اعتكاف "الثنائي" مثلاً، إلا أنّ مثل هذا الخيار يبقى مُستبعَدًا، أقلّه بانتظار اكتمال المشاورات التي بدأت، والتي يتوقّع أن يلعب رئيس الجمهورية دورًا محوريًا وجوهريًا على خطّها، وهو الذي يسعى لانطلاقة "قوية" للعهد.
 
صحيح أنّ الكثير من الداعمين للرئيس المكلّف يبدون من المؤيّدين لفكرة حكومة "الأمر الواقع"، من أجل عدم التنازل عمّا يعتبرونه "مكسبًا" تحقّقه بكسر "احتكار" الثنائي للحصّة الشيعية في الحكومة، إلا أنّ الأجواء لا توحي حتى الآن بأنّ الرجل مستعدّ لمثل هذا الخيار، أولاً لأنّ رئيس الجمهورية قد لا يوافق عليه، وثانيًا لأنّه أيضًا لا يريد أن تُحاصَر حكومته سريعًا بالخلافات والانقسامات، التي تُعَد وصفة مثالية لشلّها عن العمل..
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرئیس المکل المکل ف خصوص ا

إقرأ أيضاً:

الكوربيه: أزمة ثقة.. عقدة تعرقل انطلاق برنامج الطروحات بالبورصة

تناولت حلقة اليوم  المذاعة على قناة "الوفد" الكوربيه مع د. صلاح عبدالله العديد من الملفات الساخنة والاخبار الحصرية، والانفرادات.

تتناول الحلقة حوارا مطولا يتضمن كافة التفاصيل الخاصة بالاقتصاد والاستثمار وسوق المال، بصحبة ...: 

أحمد سيد العضو المنتدب لشركة فيصل لتداول الأوراق المالية:

:يتضمن الحوار التركيز على ... أزمة ثقة… عقدة تعرقل انطلاق برنامج الطروحات بالبورصة

 

تتناول الحلقة الحصريات من الأخبار : «نوسكو» تفتح الباب أمام قفزة أرباح «إيجيترانس» بالنصف الثاني لعام 2026...حيث أكد ماجد شوقي، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لخدمات النقل «إيجيترانس»، أن الكيان الموحد مع الشركة الوطنية لخدمات النقل وأعالي البحار «نوسكو» سيبدأ في جني ثماره فعليًا داخل القوائم المالية للشركة خلال النصف الثاني من عام 2026، مشيراً إلى أن الصفقة تمثل نقطة تحول محورية في مسار الشركة.

وأوضح "شوقي،"في تصريحاته الخاصة لـ"الوفد"، أن الاستحواذ على نوسكو يُعد إضافة نوعية، إذ يوفر منصة لوجستية متكاملة تدعم أنشطة النقل غير النمطي وخدمات لوجستيات شركات البترول، وهي مجالات تمثل ثقلاً كبيراً في عمليات الشركة.

وأشار إلى أن التوسعات الإقليمية لنوسكو — وبخاصة في المملكة العربية السعودية — ستعزز من القوة التنافسية لـ«إيجيترانس» داخل سوق تتجاوز قيمته 130 مليار جنيه سنوياً... ويأتي ذلك بعد الجمع بين خبرات نوسكو في النقل الثقيل والمشروعات، وبين القدرات المتنوعة لمجموعة «إيجيترانس» متعددة الخدمات، بما يرفع من الكفاءة التشغيلية ويعظم الاستفادة من الموارد، ويفتح الباب أمام اقتناص فرص النمو المتسارع، وتقديم قيمة مضافة للعملاء والمساهمين.

وشدد شوقي على أن إطلاق الكيان الموحد يمثل بداية مرحلة أكثر طموحاً للتوسع الإقليمي، وزيادة القدرات التشغيلية، وتقديم حلول لوجستية شاملة ومستدامة مدعومة بتقنيات حديثة تعزز الكفاءة البيئية وإدارة سلاسل الإمداد.

يذكر أن القيمة السوقية لشركة «إيجيترانس» بعد صفقة الاستحواذ على «نوسكو» تبلغ 1.4 مليار جنيه.

 

تناولت الحلقة أيضا .. زيادة الإنتاجية وانخفاض التكلفة المعادلة الذهبية لنمو إيرادات "نهر الخير  "....حيث امتدادا لدورها الريادي داخل القطاع الزراعي، تواصل شركة نهر الخير للتنمية والاستثمار الزراعي والخدمات البيئية تعزيز مكانتها وتحقيق نتائج قوية، مدفوعة باستراتيجية احترافية أثمرت عن سلسلة من النجاحات المتتابعة.

كشفت القوائم المالية للشركة عن الأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر 2025 تحقيق صافي أرباح بلغ 49,309,333 جنيه، مقارنة بـ 25,011,419 جنيه خلال الفترة نفسها من العام السابق، بنسبة نمو وصلت إلى 97%.

أرجع أحمد سيد، العضو المنتدب للشركة، هذه القفزة في الأرباح إلى الزيادة الكبيرة في الإيرادات التي تجاوزت 150 مليون جنيه، مدفوعة بارتفاع الإنتاجية في القطاع الزراعي، خاصة  في أشجار الزيتون والليمون، إلى جانب الانخفاض النسبي في تكاليف قطاع الأشجار الذي ترتفع إنتاجيته مع مرور الوقت.

وأوضح "سيد" في تصريحات خاصة لـ"الوفد" أن إجمالي حقوق الملكية — بما يشمل رأس المال المصدر، والاحتياطي القانوني، والأرباح المرحلة، إضافة إلى صافي الأرباح — ارتفع إلى 404,888,972 جنيه مقابل 326,271,113 جنيه بنسبة نمو بلغت 24%....وهو ما يعكس — بحسب قوله — قوة المركز المالي للشركة، وقدرتها على الحفاظ على حقوق المساهمين، بفضل الإدارة الاحترافية للعاملين، ثم مجلس الادارة التي تضع مصلحة المساهمين وحملة السهم في مقدمة أولوياتها.

كما أوضح أن سوق المال يشهد تطويرا في ظل إدارة الرقابة المالية والبورصة واللذان يسعيان إلى أدحال كل الأدوات المالية التي تسهم في تطوير سوق المال المصري، لاستقطاب المزيد من المستثمرين بكافة جنسياتهم وفئاتهم.

 

كما تتضمن الحلقة : لإثراء النقاش… ESTA تطلق النسخة الأولي لملتقي الخريجين «CETA Exchange»....حيث أنه في إطار سعيها المستمر لتعزيز التواصل مع خريجيها، وإثراء دوائر النقاش المهني .....تعلن الجمعية المصرية للمحللين الفنيين (ESTA) عن إطلاق الملتقى الأول "CETA Exchange" المخصص لخريجي الجمعية، وذلك يوم الخميس 11 ديسمبر 2025.

أكد شادي بهاء، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن هذا التجمع سيعقد بشكل دوري، ليكون منصة متخصصة تجمع حاملي شهادة CETA، والمحللين المعتمدين، وأعضاء اللجنة التعليمية، بهدف متابعة آخر المستجدات وتبادل الخبرات.

وأشار "بهاء" إلى أن الملتقى يستهدف استعراض أحدث تطورات عمل اللجنة التعليمية، و تقديم محاضرات متقدمة، وتنظيم جلسات تطبيقية على الأسواق، بالإضافة إلى توصيات علمية تشمل كتباً أو مقابلات مهنية مصحوبة بعرض مبسط.

يُعقد الملتقى بحضور صالح ناصر (رئيس اللجنة التعليمية بالجمعية)، ومحمد أشرف (عضو اللجنة التعليمية)، اللذين سيتوليان إدارة النقاش.

وأضاف أن عدد المشاركين يبلغ نحو 55 عضواً من أعضاء اللجنة التعليمية وخريجي الجمعية الحاصلين على شهادة CETA والشهادات المعتمدة الأخرى.

يتضمن برنامج الملتقى محاضرتين رئيسيتين...د. محمد السعيد: محاضرة بعنوان "مؤشر VBE: دمج قوة الدورات الزمنية مع بصمات التذبذب لتحقيق تداول ناجح"، سيد عويضي: محاضرة تطبيقية بعنوان "قراءة السوق المصري عبر موجات إليوت: تحليل متقدم لمؤشر EGX30".

الملتقى يَعِد بأن يكون منصة معرفية مؤثرة… تجمع الخبرة الأكاديمية مع التطبيق العملي في قراءة الأسواق.

 

كما رصدت الحلقة...... " تجديد اعتذار الانضمام لمجلس  اتحاد الأوراق المالية، حيث جدد عوني عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة شركة وديان للسمسرة في الأوراق المالية، اعتذاره عن الانضمام لعضوية مجلس إدارة الاتحاد المصري للأوراق المالية، بعدما أخطر الاتحاد "عبدالعزيز" بأحقيته بالانضمام للمجلس بدورته الحالية، باعتباره أعلى الأصوات في انتخابات المجلس الأخيرة.

يأتي ذلك بعد استقالة معتز عشماوي، من الاتحاد، الذي انتفت صفته عقب مغادرته لمنصبه في شركة عربية أون لاين....كان "عبدالعزيز" قد حصد أعلى الأصوات بين المرشحين في انتخابات الاتحاد الأخيرة، إلا أن اعتذاره أعاد ترتيب المشهد من جديد، حيث تشير التوقعات إلى أن أحمد سيد، العضو المنتدب لشركة فيصل لتداول الأوراق المالية، سيستكمل عضوية المجلس باعتباره الحاصل على ثاني أعلى عدد من الأصوات بعد "عبدالعزيز".

 أعلن الاتحاد مؤخراعن استكمال تشكيل مجلس إدارته بانضمام نخبة جديدة في قطاع سوق المال المصري، تضم 4 أعضاء بخلاف المقعد المعتذر عنه ......حيث تم تصعيد جيهان يعقوب عن فئة السمسرة ،  وأيمن الصاوي عن فئة الشركات القابضة المالية ونشاط ترويج وتغطية الاكتتاب في الأوراق المالية ..كما تم إعادة تعيين راندا حامد، و تعيين خليل البواب – رئيس مجلس اداره شركة بلتون لإدارة صناديق الاستثمار، فئة إدارة الصناديق والمحافظ والاستثمار المباشر ورأس المال المخاطر وباقي الأنشطة الأخرى

 تناول الحلقة أيضا " .. رؤية السوق حيث تتوقع الدكتورة نجلاء فراج، خبيرة أسواق المال، أن تستمر موجة الصعود خلال تعاملات الأسبوع الجاري، مستندة إلى حالة التفاؤل السائدة بين أوساط المستثمرين.

 وترى أن مؤشر إيجي إكس 30 قد يستهدف مستوى 42,500 نقطة، بشرط نجاحه في تجاوز مناطق المقاومة المتوقعة عند 42,000 نقطة.

كما تشير إلى أن منطقة 40,500 نقطة قد تشكل مستوى دعم قوي يمكن عنده أن يتوقف الهبوط، ليبدأ السوق بعدها انطلاقة جديدة نحو مستويات أعلى.

مقالات مشابهة

  • الدبيبة يستقبل السفير الفرنسي لبحث تعزيز التعاون الثنائي
  • الأولمبي اليمني يتقدّم ثم يتراجع أمام الإمارات.. والحسم ينتقل لليوم الأخير
  • حزب طالباني يرجح تشكيل حكومة الإقليم بعد تشكيل الحكومة الاتحادية
  • أحمد سيد  : أزمة ثقة.. عقدة تعرقل انطلاق برنامج الطروحات بالبورصة
  • سياسي مغربي: الدعم اليمني لغزة أجبر الاحتلال على وقف العدوان
  • الكوربيه: أزمة ثقة.. عقدة تعرقل انطلاق برنامج الطروحات بالبورصة
  • الوزير الأول يشرف على افتتاح الطبعة الـ4 للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة
  • 4 انتصارات وهزيمة واحدة.. منتخب مصر عقدة بلجيكا قبل مونديال 2026
  • وزير الخارجية ومدير وكالة الطاقة الذرية يبحثان هاتفيا التعاون الثنائي في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية
  • مرحلة بالغة الخطورة والثنائي الشيعي متمسك بثلاثة شروط