تجنيد الأطفال في إفريقيا: مأساة إنسانية تهدد مستقبل الأجيال
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُعد ظاهرة تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة واحدة من أخطر الانتهاكات الإنسانية التي تواجه القارة الإفريقية، حيث يعيش آلاف الأطفال في ظروف قاسية تُجردهم من طفولتهم وحقوقهم الأساسية.
ورغم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء هذه الكارثة، لا تزال أرقام تجنيد الأطفال في تزايد، مع استغلالهم من قبل الجماعات المسلحة وحتى بعض الجيوش الحكومية.
في هذا التقرير نسلط الضوء على حجم الأزمة، تأثيرها المدمر على الأطفال والمجتمعات، والدعوات الملحة للعمل المشترك لإنهاء هذه المأساة الإنسانية.
يشهد العالم أزمة إنسانية متفاقمة في القارة الإفريقية، حيث تتزايد ظاهرة تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة بشكل يهدد حاضر ومستقبل الأجيال الشابة.
وتُجبر الآلاف من الأطفال على ترك طفولتهم خلفهم ليصبحوا جنودًا ومقاتلين، أو يتم استغلالهم في أدوار أخرى مثل الحراسة أو الطهي أو حتى الزواج القسري.
ومع تصاعد هذه الظاهرة في دول مثل الكونغو الديمقراطية، مالي، السودان، والصومال، باتت الحاجة ملحة لتحرك دولي عاجل لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية وحماية حقوق الأطفال الذين تُدمر حياتهم بسبب الحروب والصراعات.
الأمم المتحدة تُحذر
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن تجنيد الأطفال في إفريقيا، إذ
حذرت السيدة فيرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، من تفاقم ظاهرة تجنيد الأطفال من قبل الجيوش الحكومية والجماعات المسلحة غير الحكومية في العديد من الدول الإفريقية.
حيث دعت إلى تحرك عاجل لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية التي تُعد وصمة عار على الضمير الجمعي.
وأكدت غامبا أن أعداد الأطفال المجندين في النزاعات المسلحة بازدياد مستمر، مما يهدد جيلاً كاملاً من الأطفال بالحرمان من حقوقهم الأساسية والتعليم والمستقبل.
أرقام مفزعة لعام
أوضح التقرير السنوي الأخير للأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح، الصادر في يونيو 2024، حجم الكارثة الإنسانية.
فقد تحقق من تجنيد 8,655 طفلًا في النزاعات المسلحة خلال عام 2023، مع الإشارة إلى ارتفاع ملحوظ في تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة غير الحكومية.
أبرز الإحصائيات حسب الدول الإفريقية
جمهورية إفريقيا الوسطى: تم تجنيد 103 أطفال، منهم 23 طفلاً استُخدموا في مهام إسناد من قبل الحكومة والقوات الموالية لها.
جمهورية الكونغو الديمقراطية: أُجبر 1,861 طفلاً، من بينهم 326 فتاة، على الانضمام إلى الجماعات المسلحة غير الحكومية. بينما لم تسجل حالات تجنيد مؤكدة للأطفال من قبل القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.
مالي: بلغ عدد الأطفال المجندين 691 طفلاً، بينهم 79 طفلاً استُخدموا من قبل قوات الأمن في مهام إسناد، وهو ما أثار قلق الأمم المتحدة التي دعت السلطات إلى تجريم هذه الممارسات.
نيجيريا: اختطفت الجماعات الإرهابية، خاصة بوكو حرام، 680 طفلاً، بينهم 431 فتاة، لاستخدامهم في النزاعات.
الصومال: جندت الجماعات المسلحة، خاصة حركة الشباب، 658 طفلاً، منهم 559 طفلاً لحساب الحركة، بينما شاركت قوات الأمن الحكومية وقوات الحكومات الإقليمية في تجنيد العدد المتبقي.
جنوب السودان: تم تسجيل 152 طفلاً جندوا في النزاعات، منهم 65 طفلاً على يد قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان.
بوركينا فاسو: جندت الجماعات الإرهابية 169 فتىً في الغالب.
تداعيات إنسانية وتنموية خطيرة
في دراسة نشرت بتاريخ 7 يناير 2025، أشارت الدكتورة نعومي هوبت، عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة فري ستيت بجنوب إفريقيا، إلى أن الأطفال المجندين يتعرضون لانتهاكات جسيمة تشمل الخطف، الإكراه، والاستغلال الجنسي.
ولا ينضم الأطفال إلى الجماعات المسلحة إلا خطفاً أو كرهاً، فيصيرون مقاتلين أو حراساً أو جواسيس أو طهاة أو إماءً للجنس.
والفتيات هن الأكثر عرضة للخطر، حيث يُجبرن على التجسس والطهي والقتال، بل والزواج من العناصر .
الأعباء الاقتصادية والتنموية
أشارت الدراسة إلى أن الدول التي تعاني من تجنيد الأطفال تواجه أعباء اقتصادية هائلة، حيث يؤدي غياب الأطفال عن المدارس إلى فقدان رأس المال البشري وانخفاض الإنتاجية على المدى الطويل.
ومن بين الآثار السلبية الآخرى ، الركود الاقتصادي طويل الأجل، نتيجة انخفاض مشاركة القوى العاملة وارتفاع معدلات الفقر.
وكذلك ارتفاع تكاليف الخدمات الاجتماعية، مثل الرعاية الصحية وإعادة تأهيل الأطفال الذين كانوا جنوداً.
وايضًا عدم الاستقرار الاجتماعي، بسبب التحديات المرتبطة بإعادة إدماج الأطفال في المجتمع.
اتفاقيات دولية وتحديات الالتزام
رغم تصديق 196 دولة على اتفاقية حقوق الطفل، التي تحظر تجنيد الأطفال، لا تزال بعض الدول الإفريقية متأخرة في الالتزام.
لم توقع جزر القمر، وغينيا الاستوائية، وساو تومي وبرينسيبي على الاتفاقية.
وقعت ليبيريا، والصومال، وزامبيا على الاتفاقية، لكنها لم تصادق عليها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأطفال أفريقيا أزمة تجنيد الارهاب الجماعات الإرهابية فی النزاعات المسلحة الجماعات المسلحة تجنید الأطفال فی التی ت من قبل
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد: ربط الأجيال بماضيها وتعزيز الروابط الأسرية والصحراء المدرسة الأولى لأجدادنا
دبي (الاتحاد)
بتوجيهات ورعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، تنطلق فعاليات «مخيم غمران» الشتوي في صحراء دبي، في 12 ديسمبر الحالي، في تجربة مجتمعية فريدة تهدف إلى تعزيز الروابط الأسرية، وغرس المهارات التراثية الأصيلة في نفوس الأجيال الجديدة.
المدرسة الأولى
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن مخيم غمران يترجم رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في ربط الأجيال بماضيها، وتعزيز الروابط الأسرية عبر التجربة المباشرة والمعايشة الواقعية للهوية الإماراتية في تفاصيلها الأصيلة، مشيراً إلى أن الحفاظ على هويتنا الثقافية وتراثنا المجتمعي هو ركيزة أساسية في دعم مسيرة التنمية المستدامة.
وقال سموه: «الصحراء المدرسة الأولى لأجدادنا، ومنها تعلّموا قيم الصبر والعزيمة والاعتماد على النفس، واليوم نعيد لهذا الدور الحضاري مكانته بطريقة معاصرة تُناسب أطفالنا، عبر مبادرات تُجسّد رؤية دبي في الاستثمار بالأسرة والمجتمع كمنظومة متكاملة».
وأضاف سموه: «أبناؤنا أمانة نحملها اليوم، ومن واجبنا أن نرعاهم، ونوجّههم، ونغرس فيهم القيم التي نشأنا عليها ليحملوا بدورهم راية المستقبل. فتعزيز وعيهم بهويتهم، وتزويدهم بالمعرفة المتجذّرة في ثقافتنا، هو استثمار في الغد، وضمان لاستدامة القيم التي تأسست عليها دولة الإمارات».
وتابع سموه: «هدفنا أن نبني جيلاً واعياً بتاريخه.. فخوراً بتراثه.. متمسكاً بقيمه، يملك من المعرفة ما يؤهله لصون هويته ومن الثقة ما يُمكّنه من التعبير عنها بكل فخر واعتزاز. فالهوية ليست ماضياً نحتفظ به، بل قيماً نعيشها، وحاضراً نُجسّده، ومستقبلاً نبنيه على أسس راسخة من المبادئ النبيلة والقيم الأصيلة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا».
ودعا سموه آباء وأبناء إمارة دبي إلى المشاركة في فعاليات المخيم والاستفادة من التجارب الواقعية التي يوفرها.
الفئة المستهدفة
يتضمن برنامج «مخيم غمران» الذي يقام بتنظيم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية الداعمة، سلسلة من الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تستهدف الأطفال من الفئة العمرية من 6 إلى 12 عاماً، على أن تضم كل مشاركة ثنائياً عائلياً من إمارة دبي (أب وابن أو جد وحفيد)، في تجربة متكاملة تجمع بين التعلم والمعايشة، وتُعزز القيم التراثية، وتوثّق الروابط الأسرية بين الأجيال.