صحيفة بريطانية تصف خطة ترامب لتهجير غزة بالسخافة والتهور
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
#سواليف
قالت افتتاحية صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب تجاوز نفسه بإعلان عن خطته الأكثر تهورًا حتى الآن بعد أن هدد بالاستيلاء على غرينلاند وقناة بنما، ثم وضعه #غزة الإقليم الفلسطيني المدمر بسبب #حرب_الإبادة الإسرائيلية، نصب عينيه.
وذكرت الصحيفة أن #اقتراح_ترامب بتهجير سكان غزة البالغ عددهم 2.
وبحسب الصحيفة سيكون من السهل رفض تعليقات ترامب باعتبارها مجرد تصريحات أدائية أخرى. إذ أن الخطة #سخيفة للغاية لدرجة أنها من غير المرجح أن ترى النور على الإطلاق.
مقالات ذات صلةلكنها اعتبرت أن مجرد قيام الرئيس الأمريكي بالكشف عنها أمام وسائل الإعلام العالمية، وبجانبه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يسلط الضوء على الطريقة غير المسؤولة التي يدير بها أقوى زعيم في العالم سياسته الخارجية.
رأت صحيفة فايننشال تايمز أن ترامب “التاجر” المزعوم ينظر إلى العالم على أنه سوق مفتوح يمكن فيه المتاجرة بكل شيء كأوراق مساومة، دون أي اعتبار للعواقب.
وقالت “هذا ليس لعبة يمكن لحلفاء الولايات المتحدة تحمل السماح له بلعبها. فهي تخلق حالة من الخوف وعدم اليقين، مما يضر بمكانة واشنطن العالمية ويضعف شبكتها من التحالفات”.
ونبهت الصحيفة إلى أن السيطرة الأمريكية على غزة ستنتهك جميع القواعد الدولية، وأي عمل عسكري أمريكي في القطاع، سيتناقض مع وعد ترامب نفسه بإبقاء القوات الأمريكية خارج مناطق القتال في الشرق الأوسط، وسيعيد إلى الأذهان الغزو الكارثي للعراق عام 2003، ويدمر أي آمال لدى ترامب في تحقيق صفقة كبرى تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين السعودية و”إسرائيل”.
كما أكدت أن الطرد الجماعي القسري لسكان غزة سيكون بمثابة تطهير عرقي وستحيي هذه الخطوة ذكريات عام 1948، عندما فر أو تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين خلال الحرب التي رافقت إعلان قيام دولة الاحتلال على أراضيهم المغتصبة.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب أظهر أنه يعتقد أنه يستطيع إلقاء الفلسطينيين على مصر والأردن، لكنهما مثل بقية الدول العربية، رفضتا الفكرة بشدة.
وقد تحدث ترامب عن تحويل غزة—التي دمرها أكثر من 15 شهرا من القصف الإسرائيلي المكثف —إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، حيث يمكن أن يعيش “ممثلون من جميع أنحاء العالم”.
وبدا أن وجود الفلسطينيين هناك مجرد فكرة ثانوية. كما كان الحال في ولايته الأولى، يبدو أن ترامب غير قادر على رؤية الفلسطينيين كبشر، بل فقط كأدوات في لعبة سياسية أوسع.
وتساءلت الصحيفة “إذا كان بإمكان ترامب اقتراح السيطرة على غزة، فما الذي قد يفعله بعد ذلك؟ يخشى الكثيرون أنه قد يعطي الضوء الأخضر لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لضم الضفة الغربية المحتلة”.
ففي ولايته الأولى، قلب عقودًا من السياسة الأمريكية من خلال الاعتراف بـ القدس التي لا يزال وضعها محل نزاع—كعاصمة لدولة الاحتلال، وكذلك الاعتراف بسيادة دولة الاحتلال على مرتفعات الجولان المحتلة.
وأبرزت الصحيفة أن حلفاء أمريكا العرب والغربيون يأملون أن تكون تصريحات ترامب مجرد مناورة تفاوضية، تهدف إلى تأمين صفقات تطبيع في المنطقة، بينما يمارس الضغط على الدول الإقليمية لتحمل مسؤولية غزة لكنهم لا يستطيعون الاعتماد على هذا الافتراض.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف ترامب غزة حرب الإبادة اقتراح ترامب خطير سخيفة
إقرأ أيضاً:
الدكتور جهاد أبو لحية: مجلس الأمن عاجز و«الفيتو» الأمريكي شريك مباشر في جرائم غزة
تحترق غزة منذ أكثر من عشرين شهرا، لا بفعل قنابل الاحتلال وحدها، بل بصمت العالم وازدواجية المعايير التي تحولت إلى سياسة دولية ثابتة، إنها ليست مجرد حرب، بل عملية إبادة جماعية تنفذ على مرأى من الجميع.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، إن منذ أكثر من عشرين شهرا، وشعب غزة يواجه حرب إبادة جماعية ممنهجة، ترتكب فيها أفظع الجرائم بحق المدنيين من قتل وتجويع وتدمير وتهجير قسري، في ظل صمت دولي مخزٍ وتخاذل واضح من مؤسسات يفترض أنها وجدت لحماية السلم والعدالة.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مجلس الأمن الدولي، الذي يفترض أن يكون الحامي الأول للسلم والأمن الدوليين، وقف عاجزا عن إصدار حتى قرار واحد ملزم بوقف هذه المجازر، بسبب الفيتو الأمريكي المتكرر، الذي يُستخدم بشكل واضح لحماية إسرائيل من أي محاسبة دولية، وهذا الفيتو لم يعد مجرد أداة سياسية، بل أصبح شريكا مباشرا في استمرار الجرائم، ويقوض بشكل خطير شرعية المجلس ونزاهته.
وأشار أبو لحية، إلى أن الموقف الأمريكي لم يتغير منذ بدء الحرب؛ بل على العكس، الإدارة الأمريكية السابقة والحالية تواصل دعمها المفتوح لإسرائيل سياسيا وعسكريا، وتمنع أي مسار قانوني أو دولي لمحاسبة مرتكبي الجرائم، حتى في ظل التقارير الأممية التي تتحدث بوضوح عن جرائم ضد الإنسانية وربما جرائم إبادة جماعية.
وتابع: "الجلسة المقبلة لمجلس الأمن، للتصويت على مشروع قرار جديد بوقف الحرب، ينتظر أن تنتهي كسابقاتها: بفيتو أمريكي جديد يجهض أي محاولة جدية لوقف إطلاق النار، وهذا ليس مجرد توقع، بل استنتاج قائم على نمط واضح وثابت من الأداء الأمريكي في مجلس الأمن: واشنطن استخدمت الفيتو مرارا خلال الأشهر الماضية، حتى ضد قرارات إنسانية الطابع، وتصر على خطاب "حق إسرائيل" في الدفاع عن النفس، رغم أن العالم كله يشهد أن من يُباد هم الأطفال والنساء والمدنيون، وتتعامل بازدواجية مفضوحة بين ما يُقال في الإعلام، وبين ما يمارس داخل أروقة القرار الدولي".
وأردف: "إن هذا الفشل المتواصل، وهذا الدعم الأعمى من الولايات المتحدة، لا يؤدي فقط إلى إطالة أمد المجزرة، بل يُفقد النظام الدولي أي شرعية أو مصداقية، ويرسخ قناعة لدى الشعوب، وخاصة الشعب الفلسطيني، أن هذا العالم لا يتحرك إلا لمصالح الأقوياء، وأن الفلسطيني هو خارج معادلة العدالة الدولية".
واختتم: "حرب الإبادة في غزة ليست مجرد نزاع، بل جريمة تاريخية ترتكب على مرأى ومسمع العالم، وإذا لم يتم وقفها فورا، فإن هذا الصمت والتواطؤ الدولي سيكونان شريكين في الجريمة، وسيظلّان وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء".