نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسل الشؤون القانونية هارون صديقي قال فيه إن السفارة الإسرائيلية في لندن حاولت التأثير على قضايا في المحاكم البريطانية.

وتكشف وثائق أن المسؤولين في السفارة، على ما يبدو ضغطوا على النائب العام فيما يتعلق بمتظاهرين تابعين لـ"بالستاين أكشن".

وفي التقرير الحصري قالت الصحيفة إن الوثائق التي حصلت عليها بناء على قانون حرية المعلومات طلبتها "بالستاين أكشن" تكشف أن مسؤولي السفارة ضغطوا على مكتب النائب العام دوغلاس ويلسون للتدخل في حالات تتعلق بمتظاهرين على التراب البريطاني.



ومع أن الوثائق المفرج عنها مظللة بشكل كبير بالأحمر، إلا أنها تكشف عن المطالب المحددة التي طلبها المسؤولون الإسرائيليون، ورسالة أرسلها ويلسون لممثلي السفارة بعد لقاء جاء فيها: "كما لاحظنا فإن سي بي أس (دائرة النيابة العامة/الملكية) تتخذ قرارات الادعاء وتدير حالاتها بشكل مستقل. ولا يستطيع رجال القانون التدخل في حالة فردية أو التعليق على قضايا لإجراءات تحت النظر".


ويشير محضر اللقاء إلى ويلسون الذي "أشار إلى الاستقلالية في عمل دائرة النيابة الملكية وحساسيات التعامل معها بناء على حالات فردية".

وأخبرت رسالة ويلسون في أيار/ مايو العام الماضي المسؤولين حول الموافقة الملكية على القانون المثير للجدل للشرطة والجريمة والمحاكم والأحكام الصادرة والذي فرض قيودا مرهقة على الاحتجاجات، وإحالة النائب العام قضية تمثال كولستون لمحكمة الاستئناف.

وأدت الإحالة بالقضاة لتقرير أن المحتجين المتهمين بضرر جنائي "كبير" لا يمكنهم الاعتماد في دفاعهم على حقوق الإنسان أمام المحكمة بشكل يقيد حقهم بالاحتجاج. وفي رد على طلب قانون حرية المعلومات برر مكتب النائب العام التظليل بأن الكشف عن المعلومات قد "يعرض العلاقات البريطانية للخطر".

و"بالستاين أكشن" هي مجموعة فعل ونشاط تستهدف المصانع البريطانية التي تصنع منظومات "إلبيت" العسكرية الإسرائيلية. وبعد قرار محكمة الاستئناف بقضية تمثال كولستون، أدين ناشطو "بالستاين أكشن"، مثل المدافعين عن البيئة، في حالات مشابهة لتلك التي برئوا منها في الماضي بناء على دفاع حقوق الإنسان.

وقالت محامية "بالستاين أكشن"، مديرة شركة كيلي للمحامين: "يثير الكشف عددا من الأسئلة، ليس أقلها، وهو إن كان هذا اللقاء عن بالستاين أكشن، ومن الواضح أن هناك حاجة لمزيد من التحقيقات لمعرفة مدى محاولات ممثلي السفارة الإسرائيلية التأثير على حالات متعلقة بالناشطين". وهناك مراسلات بين السفارة وويلسون في شباط/ فبراير العام الحالي دارت حول اعتقالات الأشخاص في بريطانيا بتهم جرائم حرب.


ومرة أخرى تم تظليل المطالب الإسرائيلية، لكن المحاكم البريطانية أصدرت قرارات باعتقال مسؤولين بارزين بمن فيهم تيسفي ليفني والتي صدر بحقها بلاغ عام 2009. ومرة أخرى شرح ويلسون الإجراءات التي يقوم من خلالها مواطن بطلب أمر اعتقال من المحكمة وأنه تم تشديد الإجراءات، حيث يتطلب الحصول على أمر موافقة مدير النيابة العامة. ونصح كذلك بتقديم طلب إلى وزارة الخارجية والكومنولث للحصول على "حصانة خاصة للبعثة الدبلوماسية" وهو وضع من النادر استخدامه وحصلت عليه ليفني، ويعطي الحصانة من المحاكمة لـ "بعثة دبلوماسية مؤقتة، يمثل دولة".

وقالت سفارة الاحتلال الإسرائيلي في بيان إنها تحترم النظام القضائي البريطاني و"لا تتدخل تحت أي ظرف في الإجراءات القانونية البريطانية" وأضافت: "كجزء من العمل المتواصل تقوم بالتوعية بشأن الهجمات الخطيرة ضد كيانات مرتبطة بإسرائيل" و"أكثر من هذا، فمن واجب سفارات إسرائيل حول العالم، بما فيها سفارة بريطانيا العناية وتقديم المساعدة للإسرائيليين أينما كانوا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة بريطانيا الاحتلال بريطانيا الاحتلال قضاء صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النائب العام

إقرأ أيضاً:

رائد سعد.. واضع خطة سور أريحا التي هزمت فرقة غزة الإسرائيلية

أحد أبرز القادة التاريخيين في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومن الشخصيات التي كانت لها أدوار محورية في البنية العسكرية للحركة. تقلد أثناء مسيرته العسكرية مناصب قيادية متعددة، أبرزها قائد لواء مدينة غزة، قبل أن يتولى قيادة التصنيع العسكري. 

وفي مرحلة لاحقة شغل سعد منصب قائد ركن العمليات بالمجلس العسكري العام، قبل أن تسند هذه المهام لاحقا إلى محمد السنوار، فيما ظل سعد أحد أهم القادة العسكريين داخل البنية العسكرية والتنظيمية للحركة.

المولد والنشأة

ولد رائد سعد يوم 15 أغسطس/آب 1972، وهو من سكان مدينة غزة.

الدراسة والتكوين العلمي

حصل سعد على درجة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية أثناء وجوده في السجن عام 1993، وكان حينها نشطا في الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، ونال شهادة الماجستير في الشريعة من الجامعة نفسها عام 2008.

المسار العسكري

بدأ سعد نشاطه مبكرا ضمن صفوف الجناح العسكري لحركة حماس، ولاحقه الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 1987، واعتُقل مرات عدة.

وعمل مع قدامى المطاردين من كتائب القسام أمثال سعد العرابيد، وهو من أواخر جيل المطاردين في مرحلة انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000.

وتولى سعد منصب لواء غزة الشمالي في كتائب القسام عام 2007، وكان ممن أشرفوا على تأسيس وتأهيل القوة البحرية للكتائب في غزة.

وفي 2015 ترأس ركن العمليات، وكان عضوا ضمن مجلس عسكري مصغر مكون من قيادة كتائب القسام في قطاع غزة، إلى جانب القياديين محمد الضيف ومروان عيسى، وذلك في الفترة بين 2012 و2021.

تقول إسرائيل إنه كان مسؤولا عن الخطط العملياتية للحرب، وأشرف على خطوتين إستراتيجيتين شكّلتا أساس الاستعداد التنفيذي لعملية طوفان الأقصى، الأولى إنشاء كتائب النخبة، والثانية إعداد خطة "سور أريحا"، الهادفة إلى حسم المعركة ضد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.

وبعد توقف الحرب الإسرائيلية على القطاع في 2025، شغل سعد عضوية المجلس العسكري الجديد ضمن مساعي القسام لإعادة تنظيم صفوفها، كما شغل إدارة العمليات العسكرية، ووصف بأنه الرجل الثاني في القيادة بعد عز الدين الحداد.

الاعتقال ومحاولات الاغتيال

وكانت إسرائيل قد زعمت اعتقال سعد أثناء اقتحامها مجمع الشفاء الطبي في مارس/آذار 2024، ونشرت صورته حينها ضمن مجموعة من المعتقلين، قبل أن تعترف أنها وردت بالخطأ.

إعلان

وتعرض سعد أيضا أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (2023-2025) لمحاولات اغتيال عدة، كان أبرزها في مايو/أيار 2024، بقصف منطقة سكنية بمخيم الشاطئ.

كما عرض الجيش الإسرائيلي مكافأة مالية بقيمة 800 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للوصول إليه بعد فشل اغتياله.

ونقلت إذاعة الجيش أن إسرائيل بحثت عن رائد سعد فترة طويلة جدا، وسعت إلى اغتياله مرتين حتى بعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول 2025.

إعلان جديد بالاغتيال

في 13 ديسمبر/كانون الأول 2025، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، هجوما استهدف قياديا بارزا في حركة حماس داخل مدينة غزة.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المستهدف هو رائد سعد، الذي يُنسب إليه المشاركة في وضع خطة هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وإلحاق الهزيمة بفرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، على حدّ تعبيرها. كما وصفته بأنه الرجل الثاني في الحركة، مؤكدةً نجاح العملية.

غير أن حركة حماس وكتائب القسام لم تؤكدا عملية الاغتيال ولم تصدرا أي بيان أو تصريح بشأنها.

مقالات مشابهة

  • رائد سعد.. واضع خطة سور أريحا التي هزمت فرقة غزة الإسرائيلية
  • أكبر إضراب عن الطعام في بريطانيا منذ 1981.. نقل متظاهري بالستاين أكشن إلى المستشفيات
  • وثائق إبستين تكشف مراسلات واسعة مع محامية عملت في البيت الأبيض
  • سفارة مصر بالكويت تدعو أبناء الجالية للمشاركة في انتخابات مجلس النواب يومي 15 و16 ديسمبر
  • يدني سويني تكشف تفاصيل عن موجات الكراهية التي طالتها على السوشيال ميديا
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • سفارة مصر بروما تعلن إغلاق القسم القنصلي مؤقتًا لارتباطه بمهام انتخابية
  • جمعية نهوض وتنمية المرأة بالشراكة مع السفارة البريطانية تختتم فعاليات المشروع التنموي «لها ومعها»
  • معتقلو فلسطين أكشن يواصلون إضرابهم عن الطعام في السجون البريطانية
  • مؤسسة حضرموت تكشف تفاصيل إحتفالية "115 عامًا من التأثير" للأديب الراحل علي أحمد