الثورة /متابعة/محمد الجبري

 

يبدو أن الاحتلال الصهيوني يراوغ في تعامله مع ملف غزة خصوصا في الجانب الإنساني بدعم أمريكي مفضوح، والذي وصل إلى تبني الحلم الصهيوني في تهجير الفلسطينيين وإعادة توطينهم في دول أخرى رغم أنها لاقت رفضاً وغضباً شبه كلي من معظم دول العالم ومنظمات ومؤسسات دولية.

أصدرت إدارة الرئيس دونالد ترامب تعليمات للجيش الأمريكي برفع الحظر الذي فرضته إدارة الرئيس السابق جو بايدن على توريد قنابل تزن 2000 رطل للاحتلال، وهو الإجراء الذي كان متوقعاً على نطاق واسع.

.

إلى ذلك أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الجمعة، أن جيش العدو الصهيوني يتنصل من التزاماته بوقف إطلاق النار، خصوصاً ما يتعلق بالشق الإنساني.

وقال المكتب في مؤتمر صحفي، حول خروقات العدو الصهيوني لبنود البروتوكول الإنساني والتلكؤ في إدخال الاحتياجات الإنسانية لقطاع غزة: «إن العدو يتلاعب بأولويات واحتياجات الإغاثة والإيواء».. مضيفاً: «لم يدخل من الاحتياجات الإنسانية للقطاع إلا نحو عشرة في المائة مما نص عليه الاتفاق».

وشدد على أن أهالي القطاع يواجهون ظروفًا جوية قاسية ويبيتون في العراء.. مشيراً إلى أن 15 شاحنة وقود فقط تدخل القطاع يومياً تقتصر على السولار وكميات محدودة من الغاز.

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي، الوسطاء بالضغط على كيان الاحتلال وإلزامه بتنفيذ ما ورد في البروتوكول الإنساني، وبعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة والشروع في توفير الاحتياجات الإنسانية لإفشال مخططات التهجير.

ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وعدم الاكتفاء بدور المتفرج على المأساة الإنسانية في القطاع.. محذراً من مغبة تقويض عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» لتداعيات ذلك على الواقع الإنساني.

كما أكد أن العدو يتلكأ في إدخال المساعدات والوفود الطبية ولم يلتزم بإخراج عدد الجرحى والمرضى الذي ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.

إلى ذلك  كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن العدو الصهيوني يفرض ظروفاً معيشية كارثية على الفلسطينيين في قطاع غزة، ويحرمهم من المقومات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة للاستمرار بجريمة الإبادة.

وأضاف الأورومتوسطي في بيان له أمس الجمعة، أن العدو الصهيوني لم يكتفِ بالقتل الواسع والدمار الهائل في غزة على مدار أكثر من 15 شهرًا، بل يستمر في استخدام سياسات تفضي إلى هلاك المدنيين على نحو فعلي عبر الاستمرار في سياسة القتل التدريجي والبطيء.

ووثق المرصد استشهاد 110 فلسطينيين على الأقل منذ وقف إطلاق النار المعلن في غزة بمعدل نحو 6 مواطنين يوميًا، فيما أصيب خلال هذه المدة 901 فلسطيني بمعدل 47 إصابة يومياً»، وانتشال 571 شهيداً من تحت الأنقاض في قطاع غزة بواقع 30 يوميًّا حتى الآن، في حين تؤكد المعلومات وجود آلاف المفقودين يتعذر انتشالهم نتيجة مماطلة العدو الصهيوني في إدخال المعدات اللازمة.

وأوضح أن آلاف المرضى والمصابين في قطاع غزة مهددون بالموت بسبب استمرار حرمانهم من السفر لتلقي العلاج، حيث لم يُسمح سوى لأعداد قليلة منهم منذ وقف إطلاق النار، كما يستمر العدو الصهيوني في منع إعادة تأهيل المستشفيات التي دمرها، ويحظر إدخال احتياجات المستشفيات الأساسية من أجهزة طبية وأدوية ومستهلكات طبية ومولدات الكهرباء والوقود ومحطات الأكسجين.

وتفرض سلطات الاحتلال قيودًا صارمة على دخول ما يلزم للإنتاج الغذائي، ما يهدد بوقوع مجاعة واسعة في القطاع خصوصًا مع نفاد المخزون الغذائي، وعدم قدرة السكان على زراعة أو صيد الأسماك أو تأمين الغذاء لأنفسهم وأسرهم، مؤكدة أن السياسة الصهيونية ما هي إلا تكريس لجريمة الإبادة الجماعية ما يستدعى ضرورة التحرك الدولي العاجل لإنقاذ الفلسطينيين من مخططات القتل البطيء والتهجير القسري.

وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد اللطيف القانوع، أمس الجمعة، التزام المقاومة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وقال القانوع في تصريح صحفي «إن الاحتلال لا يزال يماطل في تنفيذ البروتوكول الإنساني المتعلق بالإغاثة والإعمار»، مضيفًا  إن عدم التزام العدو الصهيوني بالبروتوكول الإنساني قد يؤثر سلباً على مرونتنا بشأن إتمام الصفقة، وأن على المعنيين الضغط على الاحتلال لتنفيذه  قبل تسليم قائمة الأسرى.

وأشار القانوع إلى أن حماس تُقدر مواقف كل الدول التي رفضت تصريحات ومخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير أبناء الشعب الفلسطيني في غز، داعية إلى ترجمتها بخطوات لإفشال ذلك.

وشدد القانوع على أن الموقف الفلسطيني موحد ضد مشروع ترامب ونتنياهو بتهجير شعبنا ويلزمه إسناد عربي وإسلامي.

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار العدو الصهیونی فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

سلطات حفتر تؤكد التزامها الإنساني تجاه قافلة الصمود وتتمسك بشرط مصر

أعلنت حكومة الشرق الليبي، المكلّفة من مجلس النواب، التزامها بتقديم دعم إنساني وطبي للمشاركين في قافلة الصمود، لكنها جدّدت تمسكها بضرورة تقديم طلبات رسمية عبر القنوات المصرية، ما يعكس استمرار حالة الجمود السياسي حول القافلة المتجهة إلى معبر رفح.

جاء ذلك خلال اجتماع موسّع عُقد في سرت أمس الجمعة، حضره وزراء من حكومة أسامة حماد، ومسؤولون أمنيون وإغاثيون، بالإضافة إلى القنصل الفلسطيني في بنغازي عماد العتيلي، وممثلين عن تنسيقية القافلة.

وأكد وزير الخارجية الليبي، في حكومة حماد، عبدالهادي الحويج، على أن "فلسطين قضية وطنية تخص جميع الليبيين"، مشيرًا إلى موقف ليبيا المناهض للتطبيع وقرار معاملة الفلسطينيين كالمواطنين الليبيين، لكنه شدد على وجوب الالتزام بما نص عليه بيان وزارة الخارجية المصرية بخصوص الإجراءات التنظيمية.



وعود بالدعم.. وميدان بلا تغيير

وأعلنت الحكومة إنشاء "نقطة تواصل دائمة" لتنسيق الجهود، وتوفير التسهيلات اللازمة للقافلة خلال وجودها داخل المناطق الشرقية، إلا أن الوقائع الميدانية تناقض تلك الوعود، حسبما صرحت به تنسيقية القافلة في بيان منفصل، اتهمت فيه السلطات بمواصلة التضييق ومنع وصول الإمدادات، وصولاً إلى ما وصفته بـ"الحصار التجويعي".

وأشار بيان القافلة إلى أن الاجتماع مع مسؤولي الحكومة لم يخلُ من التشنج ونبرة التهديد، وأن الوضع الإنساني للمشاركين تدهور بعد الاجتماع، في إشارة إلى غياب أية تحركات عملية على الأرض رغم التصريحات الرسمية.

كما نددت القافلة بمواصلة منع دخول "قافلة الفزعة" الليبية التي حاولت مد يد العون، ووصفت ذلك بأنه "محاولة ممنهجة لليّ ذراع القافلة وتركيعها سياسيًا".

دعم شعبي.. وانقسام رسمي

في المقابل، أثنت حكومة حماد على المبادرات الشعبية الليبية، داعية إلى تنظيم مسيرة جماهيرية يوم الأحد 15 يونيو دعمًا لفلسطين، في مؤشر على محاولة استثمار الزخم الشعبي دون ترجمة ذلك إلى تسهيلات فعلية على الأرض.

وأشاد القنصل الفلسطيني عماد العتيلي بـ"موقف حكومة حماد المشرف"، معتبرًا أن ليبيا كانت دومًا سندًا لقضية فلسطين، في حين لم يُخفِ منظمو القافلة استياءهم من عدم صدور ردّ صريح يسمح لهم بالتحرك نحو معبر السلوم.

وفي الوقت الذي تُظهر فيه بيانات الحكومة الليبية ترحيبًا بالقافلة واعترافًا بأهميتها، فإن التمسك بالاشتراطات المصرية يفرغ هذه المواقف من مضمونها العملي، ويضع المشاركين في مواجهة مع واقع سياسي وأمني معقد، تحت شمس حارقة وظروف معيشية متدهورة.

بين الحدود والمعابر.. صمود مستمر

رغم كل ذلك، شددت تنسقية العمل المشترك من أجل فلسطين، إلى جانب قافلة الصمود، على استمرارها في مهمتها الإنسانية الهادفة إلى كسر الحصار عن غزة، مؤكدة أنها "لن تنثني أو تتراجع" رغم كل المعوقات.

وتواجه القافلة، التي تضم نشطاء وممثلين من دول مغاربية وعربية، تحديات متزايدة في ظل غياب موقف عربي موحد يُسهّل الوصول إلى المعابر المصرية، في وقت تُحاصر فيه غزة تحت وابل القصف والحرمان.


مقالات مشابهة

  • الصحة بغزة تعلن الحصيلة الاولية لمجازر العدو الصهيوني عند مراكز المساعدات
  • 52 شهيدا في غزة منذ فجر الأحد منهم 17 من منتظري المساعدات
  • غزة تودّع 300 من شهداء المساعدات منذ بدء الخطة الأميركية
  • اليونيسيف تحذر من مجاعة كارثية: القنابل تتدفق في غزة أكثر من الغذاء
  • استشهاد 12 فلسطينيا برصاص العدو الصهيوني في غزة “محدث”
  • سلطات حفتر تؤكد التزامها الإنساني تجاه قافلة الصمود وتتمسك بشرط مصر
  • أوضاع إنسانية كارثية يعيشها سكان القرى الواقعة شمال مدينة الخُوي بولاية غرب كردفان
  • جيش الاحتلال: إسرائيل بأكملها تحت النار
  • اليمن يعرب عن تطلعه للسلام الحقيقي والمستدام القائم على المرجعيات المتفق عليها
  • 6 دول أوروبية تدعو لوقف النار بغزة وإدخال المساعدات