الوطن:
2025-05-16@19:53:00 GMT

شوقي علام: العلاقة بين القرآن وسنة النبي تكاملية

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

شوقي علام: العلاقة بين القرآن وسنة النبي تكاملية

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن التعريف الصحيح لأي مصطلح هو الأساس الذي يسير عليه الباحث العلمي، وأن العلماء دائما يسعون إلى تعريف جامع مانع، يحصر المعنى بشكل دقيق دون تشتت أو اختلاط.

وعن مفهوم «التراث» قال مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج «بيان للناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم: «التراث مجموع ما تركه الأجداد من ثقافة وفكر وممارسة، وهو يشمل النصوص الدينية من قرآن كريم وسنة نبوية، إضافة إلى اجتهادات العلماء وتطبيقاتهم في مختلف القضايا الحياتية».

وأكد مفتي الديار أن العلاقة بين القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، علاقة تكاملية، حيث لا يمكن الاستغناء عن أحدهما، فالرسالة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثم في المدينة طوال 23 عاما تضمنت إجابات شافية لجميع الأسئلة التي طرحها المسلمون وغيرهم، وكان الوحي هو المصدر الأساسي لهذه الإجابات وحتى في حالات غياب النص الواضح، كان هناك اجتهاد من الصحابة في تطبيق الشريعة، حيث كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريره هي المصدر الآخر لتوضيح وتطبيق هذه النصوص.

وتابع: «كان الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ليكون هداية للبشر، ولم يقتصر على النص القرآني فقط، بل تجلّى في ثلاث صور رئيسية: القول، والعمل، والتقرير، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يوضح الوحي بأقواله من خلال الأحاديث النبوية، ويطبّقه في أفعاله وسلوكياته اليومية، كما كان يقرّ أفعال الصحابة إذا كانت موافقة للحق، مما يؤكد صحتها، وبهذا كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم ترجمة عملية للوحي، حيث لم يكن ينطق عن الهوى، وإنما كان كل ما يقوله ويفعله بإلهام من الله سبحانه وتعالى، ليكون قدوة للأمة في فهم وتطبيق الرسالة الإلهية».

وأكمل: «إن فهم التراث يتطلب العودة إلى تلك النصوص بشكل صحيح ومتكامل، بعيدًا عن التفسيرات المغلوطة أو الانحرافات الفكرية التي قد تضر بالمسلمين ومجتمعاتهم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: النصوص الدينية شوقي علام النبی صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

الصلاة ودلائل القرب من الله

الصلاة هي العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء، وكان لها من شرف المكانة والرفعة أن استدعي النبي محمد صلى الله عليه وسلم أليها أثناء عروجه في السماء، وقد من الله علينا بأن فرض علينا 5 صلوات بثواب 50 صلاة، وقد خفف الله عن أمة محمد بأن جعلها 5 صلوات بأجر 50 صلاة، وذلك في القصة المشهورة في المعراج ولقاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأخيه سيدنا موسى عليه السلام.

فهي صلة مباشرة بين الانسان وربه، لا تحتاج إلى وسيط أو موعد، وهي اختبار يومي للخشوع والوعي بحظرة الخالق والوقوف بين يديه، والتذلل له، واستشعار القرب والمحبة منه، وحضور الجسم والقلب لفهم المعنى الحقيقي للعبادة والتي هي الغاية الكبرى من وجوده في هذه الحياة.

كما أن هذه الصلاة هي العهد التي تمثل الفيصل بين المسلمين وغيرهم، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" فهي التي من خلالها تفرق بين المسلم والكافر، ولجلالة هذه العبادة وعظم مكانتها فإنها أول ما يحاسب عنه الإنسان يوم القيامة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " أوَّلُ ما يحاسبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ، فإن صلُحَت صلُحَ سائرُ عملِهِ، وإن فسَدت فسدَ سائرُ عملِهِ" فلك أن تتخيل أنه بمجرد صلاح هذه العبادة فإنها حتما ستؤدي إلى صلاح باقي الأعمال، فما هو السر الموجود في هذه العبادة العظيمة، فأداؤها على أكمل وجه معيار لباقي العبادات والأعمال الصالحة، وسبب أساس لدخول الجنة، فكلما كان المؤمن حريصا على صلاته مؤديا لها على أكمل وجه كلما كان قريبا لله نائلا رضاه ورحمته، وسيجزيه الله الجنة، بل وأعجب من ذلك أنه كلما كان كثير الصلاة والسجود لله تعالى كلما كان في أعلى درجات الجنان مع الأنبياء والصديقين والشهداء.

ويؤكد ذلك ما رواه أحد الصحابة البدريين، الذي كان من أهل الصفة وهو ربيعة بن كعب الأسلمي الذي اغتنم فرصة نومه مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل الفجر في يوم شديد البرد أشعل حطبا ووضع فيه إبريق ماء حتى يكون الماء دافئا، ثم حمل الإبريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يتوضأ به، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجازيه على عمله النبيل، فقال له "سل" اي اطلب ما شئت، فانتهز هذا الصحابي الجليل الزاهد العابد الفرصة لعلمه أن الدنيا زائلة فقال: أسألك مرافقتك في الجنة" فسكت الرسول صلى الله عليه وسلم قليلا، لأنها مسألة عظيمة، فقال: " أوغير ذلك" فقال ربيعة "هو ذلك" أي أنني لا أريد غير ذلك، فبماذا أجابه الرسول صلى الله عليه وسلم، قال له: فأعني على نفسك بكثرة السجود" أي أكثر من الصلاة والسجود حتى تنال هذه المنزلة العظيمة، ولذلك امتثل هذا الصحابي الجليل بهذا الأمر وقضى بقية عمره في الركوع والسجود والجهاد في سبيل الله، فبهذه الصلاة الكثيرة سيكون رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة.

وعلى الإنسان أن يكون بصيرا بنفسه يتلمس أثر الصلاة فيه، وينتبه لصلاته وهل هي صالحة يؤديها على ما يحب الله ويرضى، أم أنها مجرد عادة مربوطة بوقت ويتم تأديتها من غير روح، فالصلاة انقطاع لله عما سواه، وحضور كامل للعقل والقلب والجسد، واستحضار لعظمة الموقف، فهو لقاء مع من خلقك وجعل لك السمع والبصر والقلب، فاجعل هذه الأعضاء تناجي خالقها وتتصل به وتتوسل إليه، وتدعوه وتسبحه وتحمده وتقدسه، وتطلب الهداية منه، وتتلو كلامه، وتنحني إليه وتتتذلل في انقياد تسليم مطلق، وتلصق جبهتك وهي أعلى وجهك بالأرض في أخفض مكان تستطيع أن تنزل فيه رأسك، ويغيب العالم من حولك لتكون صلتك به خالصة في خشوع يغلفه الخوف ويزينه الرجاء، ليكون لهذه الصلاة أثر تجده في ذاتك، وفي صفاء روحك، وفي انقياد نفسك، وفي تحبيب الإيمان إلى قلبك، وفي نفورك من الذنوب والمعاصي، فهذا الأثر الذي ستجده إذا جاهدت في استحضار كل ذلك أثناء الصلاة.

فمن استحضر كل هذه المعاني أثناء تأديته للصلاة وداوم عليها فإنه سيجد أثر ذلك في نفسه، فالله عز وجل يقول في سورة العنكبوت: " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" فمن ابتلي بمعصية أو عادة سيئة فإن صلاح صلاته كفيلة بأن تنهاه عن الفحشاء والمنكر، وهذا مقياس وضعه الله عز وجل، لمعرفة قبول الصلاة وعدم قبولها، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " من لن تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"، فعلى الإنسان أن يراقب نفسه ويراقب عبادته وأثره عليها ليكون على بينة أمام نفسه قبل أن يقف أمام الله ويسأل عن صلاته هل هي فاسدة وبالتالي فإن عبادته كلها مرودة، أم هي صالحة ولذلك فإن عبادته وأعماله كلها مقبولة.

والصلاة إلى كونها عبادة فإنها أيضا أداة لضبط وقت المسلم، فهي أول عمل يؤديه بعد استيقاضه من النوم، بل هي التي توقضه، فمن اعتاد على صلاة الفجر فإنه سوف يصحو قبل الأذان حتى ولو لم يضع منبها يوقضه من نومه، وهذا أثر دارج في الثقافة المحلية، فالناس يقولون "الصلاة توقض صاحبها" فكل جارحة إذا عودها الإنسان على الاتصال بالله عز وجل، فإنها تشتاق إلى ذلك الاتصال، وتجد فيه لذة عجيبة، ولذلك فإنها تجعله يشعر بموعد الصلاة من غير منبه خارجي، وهذا ما يذكره كبار السن ومن ابتلاهم الله بالعمى، فإنه يعرفون وقت الأذان بدقة عجيبة تجار منها العقول.

وهذه أحد الدلائل على قبول الله لأعمالهم، وقد ورد في كتب الوعض والرقائق قصة جارية رومية عند عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب فيحكي عن نفسه فيقول: كانت لي جارية رومية وضيئة، وكنت بها معجباً، فكانت في بعض الليالي نائمة إلى جنبي، فانتبهت فالتمستها فلم أجدها، فقمت أطلبها فإذا هي ساجدة، وهي تقول: بحبك لي إلا ما غفرت لي ذنوبي، فقلت لها: لا تقولي: بحبك لي، ولكن قولي: بحبي لك، فقالت: لا يا مولاي، بحبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام، وبحبه لي أيقظ عيني وكثير من خلقه نيام، فدليل محبة الله لك أن يقيمك في مواطن الطاعة، فإذا رأيت من نفسك إقبال على العبادة ونفورا من المعاصي فهذا دليل قبول الله لأعمالك.

مقالات مشابهة

  • «مش بغير عليه.. وارتباط اسمي بمحمد فراج ظلمني».. أبرز تصريحات بسنت شوقي في أسرار النجوم
  • دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات قالها النبي للوقاية من جهنم
  • هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات وتشفي الأمراض؟
  • علي جمعة عن توثيق السنة: الصحابة كانوا يحرصون على الكتابة فى عهد النبي
  • علي جمعة يفجّر مفاجآت عن توثيق السنة: الصحابة كانوا يحرصون على الكتابة فى عهد النبي
  • الصلاة ودلائل القرب من الله
  • 3 صيغ مجربة لـ الصلاة على النبي لفك الكرب.. احرص عليها بعد صلاة الفجر
  • دعاء الزلزال كما ورد عن النبي .. ردده وطمئن قلبك
  • المغنيسيوم.. كيف يقاوم الالتهابات؟ وما أشهر الأطعمة التي تحتوي عليه؟
  • هل الصلاة على النبي تغفر جميع الذنوب؟ اعرف فضلها