يواجه اليمن تحديات اقتصادية كبيرة في ظل الظروف الحالية، ويأتي برنامج حكومة البناء والتغيير كأداة رئيسية لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة ومستدامة. يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز القطاعات الإنتاجية الأساسية مثل الزراعة والصناعة والثروة السمكية، ويسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتقليل من الاعتماد على الاستيراد.
إن هذا البرنامج يعتمد على فكرة أساسية مفادها أن قوة الاقتصاد تأتي من تطوير الإنتاج المحلي. ولهذا، يركز البرنامج على دعم المشروعات الصناعية والزراعية والسمكية الاستراتيجية. كما يسعى إلى توفير الفرص التمويلية لهذه المشاريع من خلال الاكتتاب والمساهمات العامة، مما يتيح للمواطنين المشاركة الفعالة في بناء الاقتصاد الوطني.
أحد المحاور الرئيسة لهذا البرنامج هو تحسين القدرة الإنتاجية الزراعية في اليمن. يهدف إلى زيادة الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية والسمكية، مما يساهم في تقليل فاتورة الاستيراد. من خلال دعم المزارعين والصيادين وتحسين تقنيات الزراعة والصيد، يسعى البرنامج إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق استدامة اقتصادية.
تولي الحكومة اهتمامًا خاصًا بقطاع الثروة السمكية، الذي يعد من أهم الموارد الاقتصادية في اليمن. يتم دعم أنشطة الصيد التقليدي والساحلي، وإعادة تأهيل البنية التحتية الخاصة بالصيد، بالإضافة إلى تسويق المنتجات السمكية محليًا ودوليًا. كما يتم تعزيز البحث العلمي في هذا القطاع لزيادة الإنتاجية وجودة المنتج.
ومن خلال برامج تمويلية مثل صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي وصندوق تنمية الصناعات الصغيرة، يسعى البرنامج إلى تحفيز الابتكار المحلي ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. هذا التوجه يساهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام ويعزز من قدرة اليمن على الاعتماد على موارده المحلية.
لا تقتصر جهود الحكومة على الدعم الفني والتمويلي، بل تسعى أيضًا إلى تحسين البنية التحتية عبر استخدام تقنيات مثل الري الحديث والطاقة المتجددة، مما يقلل من تكاليف التشغيل ويعزز من الاستدامة البيئية. هذه الإجراءات تساهم في تعزيز قدرة القطاعات الإنتاجية على مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.
خطابات السيد عبدالملك الحوثي في هذا السياق كانت واضحة وحاسمة في التأكيد على أهمية الشراكة الوطنية بين الحكومة والشعب لبناء اقتصاد قوي ومستدام. فقد أكد السيد عبدالملك الحوثي في العديد من خطاباته أن اليمن لا يمكنه تجاوز تحدياته الاقتصادية إلا من خلال تكاتف الجميع، وأن المسؤولية في بناء الوطن لا تقتصر على الحكومة وحدها بل هي مسؤولية جماعية يتحملها كل فرد في المجتمع. في إحدى خطاباته قال: “إن القوة الاقتصادية لليمن لن تتحقق إلا إذا عمل الجميع معًا، الحكومة والشعب، بروح من التعاون والجدية في تنفيذ المشاريع الوطنية. نحن بحاجة إلى إرادة وطنية موحدة، ويجب أن يتحمل كل فرد مسؤوليته في هذا المسار”.
وأكد أيضًا في خطاب آخر: “إن اليمن لا يواجه تحديات اقتصادية فحسب، بل تحديات تتطلب إصرارًا وشجاعة من الشعب بكامل مكوناته. إن الشعب اليمني هو الأساس في بناء المستقبل، ونحن بحاجة إلى تكاتف وتعاون الجميع لتحقيق التنمية الاقتصادية التي تضمن السيادة والكرامة الوطنية”. كانت هذه الخطابات دعوة قوية لجميع اليمنيين للانخراط في بناء اقتصادهم الوطني والعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة لتحقيق الأهداف الطموحة التي تهدف إلى نهضة شاملة.
في الختام، إن نجاح برنامج حكومة البناء والتغيير مرهون بشراكة حقيقية بين الحكومة والشعب. فالتحديات الاقتصادية التي يواجهها اليمن تتطلب تكاتف الجميع دون استثناء، فالكل معني ببناء مستقبل الوطن. يجب على الشعب أن يشارك بفاعلية في تنفيذ المشاريع الاقتصادية، والعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة لتحقيق الأهداف الوطنية. من خلال هذا التعاون، يمكن لليمن أن يعيد بناء اقتصاده، ويحقق الاكتفاء الذاتي، ويستعيد مكانته الريادية في المنطقة. معًا، يمكننا التغلب على الصعاب، وتحقيق التنمية المستدامة، وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي للاتصالات.. تعاون رقمي لتحقيق التنمية المستدامة
يحل اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات في 17 مايو كل عام، الذي يصادف الذكرى السنوية لتوقيع الاتفاقية الدولية الأولى للبرق في عام 1865، وتأسيس الاتحاد الدولي للاتصالات، وبدأ الاحتفال بهذا اليوم في عام 1969؛ بهدف زيادة الوعي بأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبناء مجتمع معلوماتي شامل.
ويأتي هذا اليوم لإبراز التطورات التقنية، والمعايير المتصلة بالبيانات الضخمة ومصادر استخداماتها، وتأثير الاتصالات وتقنية المعلومات على المجتمعات واقتصادها، في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، حيث عمدت المملكة تحقيقًا لمستهدفات رؤيتها المستقبلية 2030 على “التقنية الرقمية” وإدارة مختلف التعاملات ضمن منظومة تكاملية تقدم مختلف الخدمات للمستهلك والموظف والمستفيد، محققة مراكز متقدمة بين دول العالم في نسبة الانتشار لخدمات الاتصالات المتنقلة، فيما يعد سوق الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي الأكبر بمنطقة الشرق الأوسط.
ويتبع الاتحاد الدولي للاتصالات إلى منظمة الأمم المتحدة، ويبلغ عدد الدول الأعضاء فيه 193 دولة، إلى جانب ما يقرب من 900 منظمة وشركة وجامعة دولية وإقليمية، وتتمثل مهام الاتحاد في تنظيم كل ما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عبر وضع المعايير التقنية، والسماح لجميع المجتمعات المحلية بالوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فضلًا عن وظائف الاتحاد في التقنيات اللاسلكية وشبكات الجيل التالي، الأمر الذي يستفيد منه العالم أجمع في إجراء مكالمات هاتفية عبر الهواتف المحمولة، واستخدام الإنترنت، والبريد الإلكتروني.
أخبار قد تهمك مكتبة جامعة نجران.. خدمات معرفية ورقمية متكاملة 17 مايو 2025 - 1:57 مساءً اللجنة السياحية تعقد اجتماعها الرابع بجازان وتستعرض مبادرات التطوير 17 مايو 2025 - 1:34 مساءً
من جهتها تقود هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية مسيرة التحول الابتكاري للاقتصاد الرقمي بالمملكة بخطى طموحة تتماشى مع رؤية المملكة 2030، ساعيةً إلى تعزيز مكانة المملكة دوليًا ورفع مؤشراتها عالميًا، عبر ترسيخ بيئة جاذبة للاستثمارات الريادية، وتحفيز الابتكار في قطاعاتها التنظيمية، لتبرز ما تتمتع به المملكة من بنية تحتية ذكية متطورة ترسخ مكانتها كمركز تقني رائد، وتقديم خدمات متميزة تحمي حقوق المستخدمين، وتعزز تنافسية القطاع، مُساهمةً بذلك في نمو الناتج المحلي وبناء اقتصاد رقمي مزدهر ومستدام.
وتسعى الهيئة إلى تعزيز دورها الفعّال في تمكين برامج الرؤية وجودة الحياة من خلال تبني التقنيات المبتكرة، ساعية بذلك إلى تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة نحو مستقبل واعد لمجتمع رقمي متقدم، وذلك وفق رسالها المتمثلة في حماية المستخدمين ونشجع الاستثمار ونعزز المنافسة لضمان توفير خدمات متميزة وتقنيات رقمية مبتكرة، مع التركيز على تنظيم وتمكين قطاعات الاتصالات والفضاء والتقنية من خلال إصدار التراخيص اللازمة وفقًا للنظام ولائحته التنفيذية، والتحقق من تطبيق الشروط الواردة في الرخص الممنوحة، وتنفيذ السياسات والخطط والبرامج المعتمدة لتطوير القطاعات المذكورة، واستحداث التنظيمات والتراخيص والتنسيق والتعاون مع المنظمين المحليين والدوليين، وتوفير الخبرات والقدرات التنظيمية الوطنية في القطاع.
يُذكر أن الهيئة حققت مؤخرًا إنجازات تمثلت في حصولها على المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2023 بنسبة بلغت 93.25%، إضافة إلى حصولها على المركز الأول على مستوى مجموعة التقنية والنقل والإعلام، ورئاسة وفد المملكة في المشاركة في أعمال المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة “MWC25” الذي عُقد في مدينة برشلونة بإسبانيا خلال الفترة من 3- 6 مارس 2025م، حيث تم مناقشة الاتجاهات والابتكارات في المجال، والاطلاع على التقنيات الحديثة ومواكبتها، ورئاسة وفد المملكة في منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات “WSIS+20” المنعقد بمدينة جنيف في سويسرا، حرصًا من المملكة على تعزيز التعاون وبناء الجسور الممكّنة لتنفيذ مخرجات القمة العالمية لمجتمع المعلومات، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.