بعد انتشاره في أمريكا.. ما هو الفيروس المخلوي التنفسي RSV وأعراضه المشابهة لـ كوفيد-19؟.. وكيف تنتقل العدوى؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حالة من القلق تنتاب الملايين من سكان الولايات المتحدة بعدما تناقلت تقارير إخبارية نشرتها شبكة "أيه بي سي" الأمريكية، تفيد بانتشار موجة جديدة من الفيروس المخلوي التنفسي والمعروف اختصارًا بـ (RSV)، مما تسبب إغلاق بعض المدارس في الولايات الأمريكية.
ماذا نعرف عن الفيروس المخلوي التنفسي RSV؟بالبحث عن أصل المرض رصدت العديد من مراكز الأبحاث الأمريكية أصل الفيروس المسبب لأعراض تنفسية خطيرة على الأطفال، حيث يعد الفيروس المخلوي التنفسي RSVمن الأمراض الموسمية في بعض بقاع العالم وعلى رأسها استراليا، حيث ينتشر فيها كل عام خلال أشهر أبريل ومايو، وفي السنوات الأخيرة وبالتحديد بداية من عام 2022 أصبح الفيروس من الأمراض المتوطنة في الولايات المتحدة وتسبب انتشاره لعدة مرات في إغلاق المدارس واتخاذ إجراءات احترازية مشابهة لتلك المفروضة أبان انتشار جائحة كورونا "كوفيد – 19".
ويسبب الفيروس المخلوي التنفسي التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي، وبخاصة للأطفال الصغار أو حديثي وتشير تقارير طبية صادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة العدوى والأمراض المزمنة "CDC" الى أن معظم الأطفال التي تصاب بالفيروس مرة واحدة على الأقل قبل بلوغهم العامين، كما يمكن أن يصيب الفيروس المخلوي التنفسي البالغين أيضًا، وبالنسبة للبالغين والأطفال الأصحاء الأكبر سنًا، فإن أعراض الفيروس المخلوي التنفسي تكون خفيفة، وعادة تشبه أعراض الزكام.
وبالنظر إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن يسبب عدوى شديدة لدى بعض الأشخاص، بما فيهم الأطفال بعمر 12 شهرًا فما دون "الرضّع"، خاصة من ولدوا قبل أوانهم، والبالغين الأكبر سنا، والأشخاص المصابين بمرض القلب والرئة، وأي شخص مصاب بضعف جهاز المناعة.
وتبدأ الأعراض في الظهور على الأشخاص المصابين بعد أربعة إلى ستة أيام من التعرض للفيروس، فبالنسبة للبالغين والأطفال الأكبر سنا، فإن الفيروس المخلوي التنفسي يسبب عادة علامات وأعراضًا خفيفة تشبه الزكام. وقد تتضمن ما يلي:
سيلان الأنف أو احتقانهالسعال الجافالحمى الخفيفةالتهاب الحلقالعُطاسالصداعوفي الحالات الشديدة يمكن أن تنتقل عدوى الفيروس المخلوي التنفسي إلى المجرى التنفسي السفلي، مسببةً التهاب الرئة أو القصبات، وهي الممرات الهوائية الصغيرة المؤدية إلى الرئة. قد تشمل العلامات والأعراض ما يلي:
الحُمّىالسعال الشديدالأزيز — وهو صوت حاد يُسمع عادةً خلال الزفيرالتنفس السريع أو صعوبة التنفس — وقد يفضل المريض القيام بدل الاستلقاءازرقاق الجلد بسبب نقص الأكسجين (الزُراق)الأطفال الرضع الأكثر عرضة لمخاطر RSVويعد الأطفال بشكل عام والأطفال في سن الرضاعة هم الأكثر عرضة لمخاطر عدوى الفيروس المخلوي التنفسي RSV إذ يعدالرُضّع هم أشد الفئات تأثرًا بالفيروس المخلوي التنفسي، وتشمل علامات وأعراض الإصابة الشديدة بالفيروس المخلوي التنفسي لدى الرُضّع ما يلي:
تنفس سريع وقصير الوتيرة وغير عميقالمجاهدة أثناء التنفس، حيث ينسحب الجلد والعضلات للداخل مع كل نفَسالسعالالتغذية السيئةتعب غير معتاد (خمول)الانفعاليتعافى معظم الأطفال والبالغين خلال أسبوع إلى أسبوعين، لكن قد تتكرر ظاهرة الأزيز لدى البعض. بعض أطفال الخداج أو الأطفال المصابين بمشاكل قلبية أو رئوية مزمنة قد يصابون بعَدوى حادة أو مهددة للحياة تستدعي البقاء في المستشفى.
أكثر الفئات المعرضة لمخاطر RSVالرضّع، خصوصًا أطفال الخداج بعمر 6 شهور أو أقلالأطفال المصابون بمرض قلبي منذ الولادة (المرض القلبي الخلقي) أو أمراض القلب المزمنةالأطفال أو البالغون المصابون بضعف جهاز المناعة بسبب أمراض كالسرطان أو بسبب علاجات معينة كالعلاج الكيميائيالأطفال المصابون بالاضطرابات العصبية العضلية، مثل الحثل العضليالبالغون المصابون بمرض القلب أو الرئةالبالغون الأكبر سنًا، خاصة من هم بعمر 65 سنة فأكثرالفرق بين الفيروس المخلوي التنفسي وكوفيد 19
ويتشابه الفيروس المخلوي التنفسي RSV مع أعراض فيروس كورونا "كوفيد – 19" نظرًا لأن الفيروس المخلوي التنفسي ومرض فيروس كورونا 2019 من الفيروسات التنفسية، فإن بعض أعراضهما يمكن أن تتشابه. بالنسبة للأطفال، يسبب مرض فيروس كورونا 2019 عادة أعراضًا طفيفة مثل الحمى وسيلان الأنف والسعال. بالنسبة للبالغين المصابين مرض فيروس كورونا 2019، فإن الأعراض قد تكون أشد، وقد تتضمن صعوبة التنفس.
قد تؤدي الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي إلى إضعاف المناعة وزيادة احتمال الإصابة مرض فيروس كورونا 2019 بالنسبة للأطفال والبالغين. وقد يحدث هذان النوعان من العدوى معًا، مما قد يؤدي إلى زيادة شدة مرض مرض فيروس كورونا 2019.
كيف تأتي الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي RSV؟يصاب الأشخاص بالفيروس المخلوي التنفسي عند ملامشة الأشياء أو المرضى المثابين بالفيروس، حيث يدخل الفيروس إلى الجسم من خلال العينين أو الأنف أو الفم، وينتشر بسهولة عبر الهواء من خلال الرذاذ التنفسي الموبوء، كما يمكن أن تنتقل العدوى عندما يعطس شخص مصاب بالفيروس المخلوي التنفسي أو يسعل بالقرب من الآخرين، كما يمكن أن ينتقل الفيروس للآخرين عبر الاتصال المباشر، مثل المصافحة والتلامس المباشر أو التقبيل.
وتكمن خطورة الفيروس المخلوي التنفسي RSV، أنه يمكن أن يعيش لعدة ساعات فوق الأشياء الصلبة مثل أسطح الطاولات والألعاب وقضبان سرير الطفل، وإذا لمست فمك أو أنفك أو عينيك بعد لمس جسم ملوث، فمن المحتمل أن تصاب الفيروس.
كيف تنتقل العدوى؟يكون الشخص المصاب ناقلًا للعدوى بأقصى حد خلال الأسبوع الأول تقريبا بعد بدء الإصابة، لكن بالنسبة للرضّع والأشخاص المصابين بضعف جهاز المناعة، فقد يستمرون بنشر الفيروس حتى بعد زوال الأعراض، وذلك لمدة تصل إلى أربعة أسابيع.
مضاعفات خطيرة للفيروس المخلوي التنفسيالالتهاب الرئوي:
الفيروس المخلوي التنفسي من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الرئة والتهاب القصبات لدى الرضّع. ويمكن أن تحدث هذه المضاعفات عندما ينتقل الفيروس إلى الجزء السفلي من المجرى التنفسي. ويمكن أن يكون التهاب الرئة خطيرًا على الرضّع والأطفال الصغار والبالغين الأكبر سنًا والأشخاص المصابين بضعف المناعة أو المصابين بمرض قلبي أو رئوي مزمن.
التهاب الأذن الوسطى:
إذا دخلت الجراثيم إلى المساحة الواقعة خلف طبلة الأذن، فقد يصاب الشخص بالتهاب الأذن الوسطى. وتحدث معظم هذه الحالات للرضّع والأطفال الصغار.
الربو:
قد يكون هناك ارتباط بين العدوى الحادة بالفيروس المخلوي التنفسي لدى الأطفال واحتمال الإصابة بالربو في المستقبل.
الالتهابات المتكررة:
يمكن أن تتكرر العدوى بالفيروس المخلوي التنفسي. حتى أنه من الممكن أن تتكرر عدوى الفيروس المخلوي التنفسي خلال نفس الموسم. لكن الأعراض لا تكون بنفس الشدة عادة، وتكون شبيهة بالزكام. لكن يمكن أن تكون الأعراض خطيرة لدى البالغين الأكبر سنًا أو الأشخاص المصابين بمرض القلب أو الرئة المزمن.
يمكن للفيروس المخلوي التنفسي (RSV) إصابة أي شخص، ولكن الأطفال الخُدَّج والأطفال الرُضَّع، فضلاً عن البالغين الأكبر عمرًا، المصابين بمرض في القلب أو الرئتين أو يعانون من نظام مناعي ضعيف، أكثر عرضة لخطر حدوث عدوى شديدة، حيث يعاني البالغون الأكبر عمرًا من أنظمة مناعية ضعيفة، وخاصةً هؤلاء الذين يعانون من حالات مرضية مستمرة، مثل مرض في القلب أو الرئتين. وللمساعدة في تجنب حدوث عدوى الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، قامت إدارة الغذاء والدواء (FDA) باعتماد لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) للبالغين بعمر 60 عامًا وأكبر.
يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن يتحدث البالغون بعمر 60 عامًا وأكبر مع مختص الرعاية الصحية المتابع لحالتهم بشأن الحصول على لقاح الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وخاصةً إذا كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي (RSV) الحاد، فهناك لقاحان متوفران لهذه الفئة العمرية: أبريسفو وأريكسفي. لا يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالحصول على أحدهما دونًا عن الآخر. وكل واحد منهما عبارة عن حقنة مكونة من جرعة واحدة.
وللمساعدة في منع انتشار العدوى يجب اتباع العادات الصحية التالية:غسل اليدين باستمرار: يجب تعليم الأطفال أهمية غسل اليدين.تجنُّب التعرُّض للعدوى: يجب تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، كما يجب الحد من مخالطة الطفل للأشخاص المصابين بالحُمّى أو الزكام.الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة والمقتنيات: من المهم الحفاظ على نظافة المطبخ والحمام وأسطح الطاولات ومقابض الأبواب وغيرها من الأسطح التي تُلمَس باستمرار. ويجب إلقاء المناديل المستعمَلة فورًا في سلة المهملات.عدم مشاركة أكواب الشرب مع الآخرين: يجب استخدم كوب شرب خاص لكل شخص أو أكواب أحادية الاستخدام في حال مرض أي شخص. ويُنصح بوضع ملصق على كل كوب لتحديد صاحبه.تجنُّب التدخين: الأطفال الذين يتعرضون لدخان التبغ أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي وللإصابة بأعراض أشد، وبالنسبة للأهل المدخنين، يجب الامتناع مطلقًا عن التدخين داخل المنزل أو السيارة.غسل الألعاب بانتظام: من الضروري فعل ذلك في حال إصابة الطفل أو رِفاقه بالمرض.المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فيروس الولايات المتحدة الفيروس المخلوي التنفسي كوفيد 19 أستراليا الفيروس المخلوي التنفسي RSV بالفیروس المخلوی التنفسی الأشخاص المصابین المصابین بمرض الأکبر سن ا التنفسی ا أکثر عرضة القلب أو یمکن أن أعراض ا مرض فی
إقرأ أيضاً:
أعمدة الاقتصاد الإسرائيلي السبعة وكيف تضررت من الحرب
منذ وعد بلفور عام 1917، بدأ المشروع الصهيوني يأخذ شكله السياسي والاقتصادي، مدعوما من قوى الغرب الكبرى التي رأت في قيام دولة لليهود على أرض فلسطين حلا "للمشكلة اليهودية" في أوروبا من خلال تهجير يهود العالم إلى فلسطين بعد طرد أهلها منها.
ومع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 على الأرض الفلسطينية المغتصبة، بدأ الاقتصاد الإسرائيلي يتشكل وفق استراتيجية مدروسة تمزج بين الدعم الغربي، والعسكرة، والتكنولوجيا، والزراعة الحديثة، والصناعة، والهجرة، والقطاع المالي.
وقد نجحت إسرائيل في بناء اقتصاد متماسك يدعم سردية "التفوق اليهودي"، إلا أن الحرب المستمرة التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وضعت هذا النموذج الاقتصادي أمام اختبارات قاسية زاد منها الدخول في حرب مع إيران.
سنتعرف في هذا التقرير على الأعمدة السبعة التي تشكل الاقتصاد الإسرائيلي، ومدى تأثرها بالحرب المستمرة منذ نحو عامين.
أولا: التكنولوجيا الفائقة
يمثل قطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي، ويُعد المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في البلاد، إذ يُسهم بما يقارب 53% من إجمالي الصادرات، وفقا لوكالة رويترز.
كما يُشكل هذا القطاع حوالي ربع إيرادات الدولة من ضرائب الدخل، سواء من الموظفين أو الشركات، ويستوعب 11.4% من إجمالي القوى العاملة، بحسب تقرير هيئة الابتكار الإسرائيلية حول توظيف التكنولوجيا الفائقة لعام 2025، كما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وتم إنشاء حوالي 600 شركة ناشئة جديدة في عام 2023، بينما جمعت شركات التكنولوجيا 8 مليارات دولار في عام 2023، بانخفاض 55% عن عام 2022. وفي المجموع، يوجد في إسرائيل حوالي 9200 شركة تكنولوجيا بقوة عاملة تبلغ 400 ألف شخص، وفقا لرويترز.
أثر الحرب على القطاع
تأثر قطاع التكنولوحيا في إسرائيل بشكل كبير بالحرب المستمرة منذ نحو عامين، ومن أبرز الآثار السلبية ما يلي:
هجرة الكفاءات في قطاع التكنولوجيا:خلال الأشهر التسعة التي أعقبت العدوان الإسرائيلي على غزة، غادر البلادَ نحو 8300 موظف في مجال التكنولوجيا، بحسب تقرير صادر عن هيئة الابتكار الإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تضاعف عدد المغادرين شهريا، ليصل إلى ذروته عند 1207 أفراد في أحد الأشهر، في حين يُغادر أكثر من 800 موظف شهريا بشكل مستمر، ما يشير إلى نزيف متصاعد في الكفاءات كما ذكرت منصة "تي أر تي غلوبال" نقلا عن التقرير.
إعلانوهناك مصدر آخر لنزيف القوى العاملة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، فقد التحق نحو 7% من العاملين في هذا القطاع بقوات الاحتياط بعد أحداث أكتوبر، ما انعكس سلبا على إنتاجية القطاع، بحسب المركز العربي في واشنطن.
سوء السمعة وتأثيره على قطاع التكنولوجياتراجعت مكانة وسمعة الشركات الإسرائيلية بسبب الجرائم المروعة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وكشف استطلاع أجرته شركة صناعات التكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية حول تأثير الحرب الإسرائيلية على غزة على القطاع، أن 65% من صناديق رأس المال الاستثماري تواجه صعوبات تشغيلية بسبب ارتباطها بهوية إسرائيلية في ظل تصاعد الانتقادات والمواقف السلبية عالميا.
كما أفادت أكثر من 30% من الشركات والشركات الناشئة الإسرائيلية أنها نقلت جزءا كبيرا من أنشطتها إلى الخارج، وسط مخاوف من تفاقم هذا الاتجاه خلال العام المقبل، وفقا لرويترز.
نقص التمويل وانهيار الشركات الناشئةشهدت الشركات الناشئة في إسرائيل أزمة غير مسبوقة، نتيجة لتداعيات الحرب في غزة وتراجع بيئة الاستثمار العالمي. فقد انهارت تدفقات رؤوس الأموال تقريبا، مما أدى إلى انهيار سريع لعدد كبير من الشركات التي كانت تعتبر من نجوم قطاع التكنولوجيا الإسرائيلية، خاصة تلك التي كانت تعتمد على جولات تمويل جديدة بعد استهلاك الاستثمارات السابقة، وفقا لصحيفة "هآرتس الإسرائيلية".
ثانيا: الصادرات العسكريةتُعد الصناعة العسكرية الإسرائيلية جزءا رئيسيا من الاقتصاد الإسرائيلي، وتعتبر إسرائيل من اللاعبين الرئيسيين في سوق الأسلحة العالمية، وتتمتع بسمعة قوية في مجالي الابتكار والجودة التقنية.
ووصلت مبيعات الأسلحة الإسرائيلية السنوية إلى رقم قياسي في عام 2024، للعام الرابع على التوالي، حيث بلغ ضعف قيمة الصادرات قبل 5 سنوات، وفقا لأرقام وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وذكرت الوزارة أن إجمالي صادرات الدفاع بلغ نحو 14.8 مليار دولار العام الماضي، بزيادة عن 13 مليارا في عام 2023. وبين عامي 2018 و2020، تراوح هذا الرقم بين 7.5 و8.5 مليارات دولار، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وشكلت أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ والقذائف الجزء الأكبر من الصادرات بنسبة 48% ارتفاعا من 36% في عام 2023، وفقا لأرقام الوزارة.
أثر الحربيُعتبر قطاع الصناعات العسكرية الإسرائيلي تقريبا القطاع الوحيد الذي استفاد إيجابيا من الحرب، إذ أسهمت الظروف الأمنية في تعزيز الطلب على الأنظمة الدفاعية محليا ودوليا، مما عزز موقع إسرائيل كمُصدر رئيسي للأسلحة.
ومع ذلك بدأ القطاع في التأثر بفعل المجازر الإسرائيلية في غزة، وأعرب مسؤولون في إسرائيل عن قلقهم المتزايد من أن بعض الحكومات، وخاصة في أوروبا الغربية، تلغي صفقات أسلحة مع إسرائيل، أو تفرض عقوبات على شركات دفاعية إسرائيلية بسبب الحرب في قطاع غزة، ومؤخرا ألغت إسبانيا صفقة شراء أنظمة صواريخ مضادة للدبابات بقيمة 285 مليون يورو من شركة تابعة لشركة رافائيل الدفاعية الإسرائيلية، وفقا للمصدر السابق.
ثالثا: الصناعةإلى جانب التكنولوجيا المتقدمة والصناعات العسكرية، تتميز إسرائيل بقطاع صناعي نشط، خاصة في مجالي صناعة المجوهرات والأدوية، وفقا لمنصة "شركة ريسيلينك".
إعلان صناعة المجوهرات (الألماس)تُعد إسرائيل لاعبا عالميا في سوق الألماس، حيث جاوزت صادراتها 9 مليارات دولار، مقابل واردات بقيمة 6.73 مليارا. وتأتي الهند على رأس الموردين للألماس الخام بقيمة 1.2 مليار دولار سنويا، بينما تُشكل الولايات المتحدة السوق الأكبر، إذ يتم استيراد حوالي 50% من الألماس بالدولار من إسرائيل. وتُعد بورصة الألماس الإسرائيلية مركزا عالميا تمر عبره ثلث تجارة الألماس الخام سنويا، وتشتهر البلاد بتطوير تقنيات متقدمة في صقل الألماس.
صناعة الأدوية والأجهزة الطبية:تحتضن إسرائيل نحو 700 شركة للأجهزة الطبية، تنتج معدات متنوعة تشمل أجهزة الموجات فوق الصوتية والتحفيز العصبي لعلاج الزهايمر. وتضم أبرز شركات الأدوية: تيفاع، تارو، أوركام، يوروجين فارما، كامادا، وميدي ووند، وفقا لشركة ريسيلينك.
أثر الحرب على القطاع
صناعة الألماس: انخفضت تجارة الألماس في إسرائيل بشكل حاد في عام 2024، وفقا لتقرير أصدرته وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية، وبلغت صادرات إسرائيل من الألماس الخام نحو 635 مليون دولار في العام الماضي، بانخفاض 24.1% عن العام 2023، في حين انخفضت صادرات الألماس المصقول بنسبة 35.7% إلى 1.87 مليار دولار، كما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية. صناعة الأدوية: تأثر القطاع بشكل ملحوظ جراء الحرب المستمرة منذ قرابة عامين، حيث شهدت سلاسل التوريد اضطرابات كبيرة، خاصة مع توقف العديد من شركات الطيران العالمية عن تسيير رحلاتها إلى إسرائيل. كما ساهم استدعاء أعداد كبيرة من العاملين في قطاع الأدوية والمعدات الطبية إلى الخدمة العسكرية في تقليص الطاقة الإنتاجية.ومؤخرا، أعلنت شركة "تيفا" الإسرائيلية (شركة صناعات أدوية إسرائيلية عالمية مسجلة في بورصة نيويورك)، بشكل مفاجئ عن خطط لتسريح نحو 8% من قوتها العاملة بحلول عام 2027، بهدف خفض التكاليف بمقدار 700 مليون دولار. ومنذ بداية عام 2025، تراجع سعر سهم "تيفا" بنسبة 23%، لتستقر قيمتها السوقية عند 19 مليار دولار، بحسب ما أوردته منصة "غلوبس" (Globes).
يتألف قطاع الطاقة الإسرائيلي من مزيج من المصادر التقليدية والمتجددة، حيث يلعب الغاز الطبيعي دورا رئيسيا في توليد الكهرباء، بينما تشهد الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، نموا ملحوظا. ويبلغ إجمالي القدرة الكهربائية المُركبة في البلاد 23.9 غيغاوات، حيث يمتلك منتجو الطاقة من القطاع الخاص حصة سوقية تبلغ 53.3%.
أثر الحرب
قالت مجموعة بازان الإسرائيلية -ومقرها حيفا– إن جميع منشآت التكرير أغلقت بعد تعرض المصفاة لأضرار بالغة في هجوم شنته إيران، مضيفة أن الهجوم الإيراني أسفر عن مقتل 3 من موظفي الشركة، وفقا لرويترز.
كما أوقفت إسرائيل الإنتاج في حقل تامار وحقل ليفياثان البحري، والأخير أكبر حقولها للغاز الطبيعي الذي تديره شركة شيفرون؛ لأسباب أمنية، وفقا لبيان صادر عن وزارة الطاقة الإسرائيلية، كما ذكرت وكالة بلومبرغ.
خامسا: الزراعة
يُعد القطاع الزراعي في إسرائيل متطورا للغاية ومتقدما تكنولوجيًّا، ويلعب دورا محوريا في إنتاج الغذاء. وتُعد إسرائيل من المُصدرين الرئيسيين للمنتجات الطازجة، بما فيها الفواكه والخضروات، وتتميز عالميا بتقنياتها الزراعية المبتكرة.
ورغم أنها لا تحقق اكتفاءً ذاتيا كاملا في إنتاج الغذاء، فإنها تنتج جزءا كبيرا من احتياجاتها المحلية، حيث تنتج ما يقارب 70% من احتياجاتها الغذائية، وفقا لمعهد غوته في فرانكفورت، وتُصدر أيضا كميات كبيرة من المنتجات الزراعية إلى الأسواق الدولية.
أثر الحرب
تسببت الحرب في ضربة قاسية للقطاع الزراعي الإسرائيلي، إذ تُركت المحاصيل بلا جني أو حصاد، لتتعفن في الحقول وتذبل على الأشجار. ووصف المدير العام لوزارة الزراعة والتنمية الريفية الإسرائيلية، أورين لافي، الوضع بأنه "أكبر أزمة تواجه الزراعة في دولة إسرائيل منذ إنشائها عام 1948″، وفقا لصحيفة "إلباييس" الإسبانية (EL Pais).
إعلانكما غادر البلاد آلاف العمال الأجانب، ومعظمهم من تايلند ونيبال وتنزانيا. أما العمال الفلسطينيون اليوميون، الذين يُشكلون القوة العاملة الرئيسية الأخرى، فقد تم إلغاء تصاريح دخول سكان غزة، وتعليق تصاريح عمال الضفة الغربية.
كما تم إجلاء العديد من المزارعين الإسرائيليين إلى مناطق أكثر أمنا داخل البلاد، أو استدعاؤهم للخدمة في قوات الاحتياط. ونتيجة لذلك، أصبحت الأراضي الزراعية مهجورة، والجرارات متوقفة، يسودها صمت ثقيل لا يقطعه سوى دوي القصف القريب.
كانت السياحة الوافدة أحد الأعمدة الحيوية للاقتصاد الإسرائيلي، إذ احتلت المرتبة الخامسة بين أكبر القطاعات التصديرية، وحققت إيرادات تُقدر بنحو 40 مليار شيكل (10.7 مليارات دولار)، مُشكلة بذلك 7% من إجمالي الصادرات الوطنية.
وبلغ القطاع ذروته في عام 2019، حين استقبلت إسرائيل 4.9 ملايين سائح دولي، وهو أعلى رقم في تاريخها السياحي، مما ساهم بشكل مباشر في دعم قطاعي الخدمات والوظائف المرتبطة بالضيافة والنقل والتجزئة، وفقا لمنصة "واي نت نيوز" العبرية.
أثر الحرب
أعلنت إسرائيل عن "انخفاض غير مسبوق" في عائدات السياحة مع خسائر بلغت 3.4 مليارات دولار منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأظهرت الأرقام التي أصدرتها وزارة السياحة الإسرائيلية أن أعداد السياح الوافدين تراجعت بنسبة تزيد عن 90% منذ بداية الحرب.
وقالت جمعية الفنادق الإسرائيلية إن معدلات إشغال الفنادق انخفضت إلى 10% في بعض المناطق، معتبرة أن مستوى هذا الانخفاض "تاريخي"، مقارنة بنحو 80% في السنوات السابقة.
سابعا: الخدمات الماليةيهيمن على النظام المصرفي في إسرائيل البنوك المحلية، وهو نظام شديد التركيز، ويلعب دورا هاما في القطاع المالي وأسواق الائتمان. وتتولى البنوك في إسرائيل مسؤولية حوالي 50% من ائتمان الشركات و70% من ائتمان الأسر.
وشهد النظام المالي في إسرائيل تحولات جوهرية خلال العقدين الماضيين، من أبرزها انخفاض حصة البنوك في الإقراض للشركات من 70% عام 2004 إلى 50% حاليا، إلى جانب تراجع حصتها من الإقراض للأفراد من 80% إلى 70% خلال السنوات 5 الأخيرة، رغم استمرارها في السيطرة شبه الكاملة على سوق الرهون العقارية.
ويُشير تقرير شامل نشره بنك التسويات الدولية إلى أن نسبة الدين الخاص إلى الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل تُعد من بين الأدنى مقارنة بالدول المتقدمة، الأمر الذي يمنح صناع القرار هامشا من المرونة في دعم النمو الاقتصادي دون تعريض الاستقرار المالي للخطر.
أثر الحرب
كبدت الحرب الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة نتيجة انخفاض الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ووفقا لمركز الأبحاث الإسرائيلي (IVC)، انخفض عدد المعاملات بين الشركات الإسرائيلية والمستثمرين الأجانب بنسبة 42% في عام 2024 مقارنة بعام 2023.
وانخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في إسرائيل بنسبة 29% في عام 2023، مع انخفاض ملكية الصناديق العالمية للأسهم الإسرائيلية إلى أدنى مستوى لها منذ عقد. وخفضت شركات التصنيف الائتماني الثلاث الكبرى؛ التصنيف الائتماني طويل الأجل لإسرائيل، والذي تستخدمه البنوك والمؤسسات المالية والمستثمرون لتقييم مخاطر الاستثمار في الشركات، وفقا لمنصة "ذا ووركر" (The Worker).
كما أن عائدات السندات الإسرائيلية هي الأعلى منذ 13 عاما، حيث ترتفع عائدات السندات عندما يرى المستثمرون أن الاستثمار أكثر خطورة، وبالتالي يسعون إلى عوائد أعلى، ويحدد المساهمون عائدات سندات مرتفعة عندما يكونون في حاجة ماسة إلى مبالغ طائلة من المال. ويعكس ارتفاع عائدات السندات الإسرائيلية تراجع ثقة المستثمرين في استقرارها الاقتصادي، وفقا للمصدر السابق.