5 أسئلة يجيب عنها 5 خبراء فلسطينيون حول مستقبل فلسطين
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية آراء 5 باحثين ومحللين فلسطينيين حول 5 أسئلة تتعلق بالمستقبل السياسي للشعب الفلسطيني، ودور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية في الحكومة القادمة، والمؤثرات السياسية التي قد تحدد مصير قيام دولة فلسطينية.
وضم النقاش مدير معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية رجاء خالدي، وأستاذة العلوم السياسية في جامعة ماساتشوستس في بوسطن ليلى فرسخ، والباحثة من المركز العربي في واشنطن دانا الكرد، والأستاذة في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة عبير بركات، ومدير مركز بال ثينك للدراسات الإستراتيجية في القاهرة عمر شعبان.
أكد خالدي أن العاملين الرئيسيين حاليا هما السياسات الإسرائيلية وما تقرر إسرائيل فعله، بجانب هيكل الحكم الفلسطيني الحالي. وشدد على أن الانقسام بين غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى أزمة الشرعية التي تعاني منها المؤسسات القائمة، يشكلان عقبات كبيرة.
واتفقت فرسخ مع هذا الرأي، مضيفة أن للقوى الإقليمية مثل مصر وقطر والولايات المتحدة دورا حاسما أيضا، ولفتت بدورها إلى دور السلطة الفلسطينية في القضية، وقالت إن أفعال السلطة من تفكيك المجتمع الفلسطيني والفشل في توحيده "لا يمكن أن تغتفر".
إعلانوأضافت الأستاذة الجامعية أن شرعية السلطة الفلسطينية تأتي من الخارج بدعم إسرائيلي وأميركي بدلا من دعم شعبي فلسطيني، وأن على الفلسطينيين تولي زمام أمرهم.
وسلطت الكرد الضوء على منظمة التحرير الفلسطينية، التي "فقدت شرعيتها ولم تعد تمثل الشعب الفلسطيني" حسب الباحثة التي ترى كذلك أن على الفلسطينيين أخذ زمام أمورهم بأيديهم، والاستعانة بالدعم الدولي للتحرر من القيود السياسية الحالية.
2. هل يمكن إصلاح السلطة الفلسطينية؟ وما دورها في الدولة الفلسطينية المستقبلية؟أكدت بركات أن الفلسطينيين يرغبون في حكومة قائمة على العدالة والخبرة وليس على الولاء الفصائلي، ورفضت فكرة أن تعود السلطة الفلسطينية إلى غزة تحت تأثير إسرائيلي أو أميركي، مطالبة بحكومة فلسطينية تجعل الشعب الفلسطيني ومشاكله أولويتها.
وبدوره، رأى خالدي أن السلطة الفلسطينية قد "عفا عليها الزمن"، مستشهدا بفقدانها لمكانتها القانونية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لأية اتفاقيات معها، متنبئا، في الوقت ذاته، بأن تبقى حماس جزءا رئيسيا من حكم الشعب الفلسطيني في المستقبل، بالرغم من أن الحرب أنهكتها، على حد تعبيره.
أما الكرد فانتقدت حصر النقاش حول الحكم الفلسطيني المستقبلي في الضفة الغربية وغزة فقط، مشيرة إلى ضرورة التفكير كذلك في الفلسطينيين المقيمين في القدس والأراضي المحتلة والشتات الفلسطيني، والذين غالبا ما يتم استبعادهم من المناقشات السياسية حول الحكم.
وأقرت فرسخ بدور المؤسسات القائمة، ولا سيما منظمة التحرير الفلسطينية، ولكنها أوضحت أنها تحتاج إلى إصلاح، وأشارت إلى أن إسرائيل اغتالت على مدى العقود الماضية قادة فلسطين حيثما وجدوا، مما جعل التنظيم السياسي أكثر صعوبة.
3. ما دور حماس في مستقبل القيادة الفلسطينية؟أكدت بركات أن حماس جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني ويجب أن يكون لها دور في الحكومة الفلسطينية المستقبلية، وإن لم يتضمن ذلك سيطرة مطلقة، وترى أن أيديولوجية الحركة في المقاومة ستستمر بغض النظر عن قوتها العسكرية.
إعلانأما شعبان فيرى أن المقاربة العسكرية لم تعد مجدية، ويتوقع أن تمنع القوى الإقليمية حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية، ويقترح أن تتحول حماس إلى منظمة سياسية واجتماعية.
وأشارت فرسخ إلى أن حماس تطورت مع مرور الوقت وأظهرت مرونة سياسية، إلا أنها ترى أن قرارات الحركة كان لها دور في معاناة الفلسطينيين.
4. ما ملامح القيادة الفلسطينية المتوقعة في المستقبل؟ذكر شعبان أن انتخابات 2021 التي لم تجر شهدت تسجيل 36 قائمة انتخابية، منها 26 قائمة يقودها شباب، ولفت إلى أن غالبية الفلسطينيين دون الـ30 ولا تجمعهم علاقة سياسية مع حماس أو السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن الانتخابات أمر بالغ الأهمية لاستقرار المنطقة ويجب أن يدعمها المجتمع الدولي.
وسلط خالدي الضوء على الفجوة العمرية في القيادة الفلسطينية، مشيرا إلى أن قيادة السلطة الفلسطينية يهيمن عليها أفراد تزيد أعمارهم عن الـ70 عاما، في حين أن الفلسطينيين الأصغر سنا مستبعدون بشكل منهجي من مناصب السلطة، ودعا إلى نظام سياسي يسمح بمشاركة الشباب.
ويرى خالدي أن حماس أثبتت قدرتها على مواجهة إسرائيل، وهو ما يعتبره بعض الفلسطينيين درسا سياسيا مهما، ويقترح إيجاد سبل لدمج حماس في إطار سياسي لا يعتمد على المقاومة المسلحة.
5. ما الخطوات التالية؟ هل هي الانتخابات؟يقول شعبان إنه ليس من الممكن إقامة انتخابات الآن، إلا أنه من المتوقع ظهور قيادة جديدة في المستقبل القريب، ولن تشمل -برأيه- الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولا حماس.
أما فرسخ فلفتت، في هذا الصدد، إلى قوة حضور المجتمع المدني الفلسطيني، وترى أنه يجب إنشاء آليات ديمقراطية تسمح بمشاركة الشباب في تشكيل مستقبلهم.
وأشارت الكرد إلى تنامي النقاش في أوساط الشباب الفلسطيني حول عدم فعالية حل الدولتين، خصوصا في ظل رؤية المجتمع الدولي الحالية، والتي لا تعطي الفلسطينيين أي سيادة حقيقية ولا هي تلبي احتياجاتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات السلطة الفلسطینیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد خطوة باريس الجريئة.. هل تسير بريطانيا على خُطى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطين؟
في تطور دبلوماسي لافت، أعلنت فرنسا رسميًا عزمها الاعتراف الكامل بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة، وذلك في إطار جهودها لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن القنصل الفرنسي في القدس سلّم رسالة رسمية من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى السلطة الفلسطينية، تتضمن نية باريس إعلان هذا الاعتراف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
ويأتي هذا القرار الفرنسي في وقت حاسم، إذ أشار ماكرون في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إلى أن اعتراف بلاده بفلسطين يمثل "تجسيدًا لإرادة الشعب الفرنسي في تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن "لا بديل عن إقامة دولة فلسطينية".
وأرفق الرئيس الفرنسي تغريدته بنص الرسالة الموجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مشددًا على الحاجة العاجلة لإنهاء الحرب في غزة، وتقديم المساعدة الإنسانية للسكان.
ووفقًا لتحليل أجرته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، فقد اعترفت حتى الآن 142 دولة على الأقل بدولة فلسطين.
فرنسا تسلّم رسالة ماكرون الرسمية إلى السلطة الفلسطينية تمهيدًا للاعتراف الكامل بدولة فلسطين
مهاجما خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطين.. روبيو: خدمة لدعاية حماس وصفعة لضحايا 7 أكتوبر
ومنذ مايو الماضي، انضمت دول مثل أيرلندا، إسبانيا، النرويج، وسلوفينيا إلى قائمة الدول المعترفة، فيما أشار رئيس وزراء مالطا مؤخرًا إلى نية بلاده اتخاذ خطوة مماثلة في المستقبل القريب.
وفي سياق متصل، يُعقد الأسبوع المقبل مؤتمر دولي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك للترويج لفكرة "إحياء حل الدولتين"، بقيادة فرنسا والمملكة العربية السعودية.
وقد تأجل المؤتمر سابقًا بسبب التوترات الأمنية الإقليمية، أبرزها ما سُمّي بـ"حرب الأيام الاثني عشر" بين إسرائيل وإيران.
ردود الفعل الإسرائيلية جاءت سريعة وغاضبة، إذ وصفت مصادر رسمية القرار الفرنسي بأنه "بقعة سوداء في التاريخ"، معتبرة أنه يشكل مكافأة لحركات مسلحة ويضعف موقف إسرائيل الأمني، وسط تخوف من أن يُشجع هذا الإعلان دولاً أخرى على السير في الاتجاه ذاته.
من جهتها، رحّبت السلطة الفلسطينية بالخطوة، وصرّح نائب رئيسها حسين الشيخ بأن "الاعتراف الفرنسي يشكّل دعمًا واضحًا للحقوق الفلسطينية"، ودعا إلى ضمان إعادة إعمار غزة ونزع سلاح الفصائل المسلحة، في إشارة إلى ضرورة التهيئة لمرحلة سياسية جديدة تشمل الأمن والاستقرار.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة الفرنسية تأتي في وقت حرج تشهده القضية الفلسطينية، وتعكس تحركًا دبلوماسيًا أوروبيًا أكثر جرأة تجاه إعادة إحياء حل الدولتين، في مواجهة الجمود الطويل في مسار المفاوضات وانهيار الأفق السياسي منذ سنوات.