نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية آراء 5 باحثين ومحللين فلسطينيين حول 5 أسئلة تتعلق بالمستقبل السياسي للشعب الفلسطيني، ودور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية في الحكومة القادمة، والمؤثرات السياسية التي قد تحدد مصير قيام دولة فلسطينية.

وضم النقاش مدير معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية رجاء خالدي، وأستاذة العلوم السياسية في جامعة ماساتشوستس في بوسطن ليلى فرسخ، والباحثة من المركز العربي في واشنطن دانا الكرد، والأستاذة في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة عبير بركات، ومدير مركز بال ثينك للدراسات الإستراتيجية في القاهرة عمر شعبان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النسيان يتهدد آلاف السوريين ببريطانيا بعد تجميد طلبات لجوئهمlist 2 of 2وول ستريت جورنال: هذا ما يتطلبه الأمر لإعادة بناء غزةend of list 1. ما العوامل التي تشكل المستقبل السياسي للفلسطينيين اليوم؟

أكد خالدي أن العاملين الرئيسيين حاليا هما السياسات الإسرائيلية وما تقرر إسرائيل فعله، بجانب هيكل الحكم الفلسطيني الحالي. وشدد على أن الانقسام بين غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى أزمة الشرعية التي تعاني منها المؤسسات القائمة، يشكلان عقبات كبيرة.

واتفقت فرسخ مع هذا الرأي، مضيفة أن للقوى الإقليمية مثل مصر وقطر والولايات المتحدة دورا حاسما أيضا، ولفتت بدورها إلى دور السلطة الفلسطينية في القضية، وقالت إن أفعال السلطة من تفكيك المجتمع الفلسطيني والفشل في توحيده "لا يمكن أن تغتفر".

إعلان

وأضافت الأستاذة الجامعية أن شرعية السلطة الفلسطينية تأتي من الخارج بدعم إسرائيلي وأميركي بدلا من دعم شعبي فلسطيني، وأن على الفلسطينيين تولي زمام أمرهم.

وسلطت الكرد الضوء على منظمة التحرير الفلسطينية، التي "فقدت شرعيتها ولم تعد تمثل الشعب الفلسطيني" حسب الباحثة التي ترى كذلك أن على الفلسطينيين أخذ زمام أمورهم بأيديهم، والاستعانة بالدعم الدولي للتحرر من القيود السياسية الحالية.

2. هل يمكن إصلاح السلطة الفلسطينية؟ وما دورها في الدولة الفلسطينية المستقبلية؟

أكدت بركات أن الفلسطينيين يرغبون في حكومة قائمة على العدالة والخبرة وليس على الولاء الفصائلي، ورفضت فكرة أن تعود السلطة الفلسطينية إلى غزة تحت تأثير إسرائيلي أو أميركي، مطالبة بحكومة فلسطينية تجعل الشعب الفلسطيني ومشاكله أولويتها.

وبدوره، رأى خالدي أن السلطة الفلسطينية قد "عفا عليها الزمن"، مستشهدا بفقدانها لمكانتها القانونية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لأية اتفاقيات معها، متنبئا، في الوقت ذاته، بأن تبقى حماس جزءا رئيسيا من حكم الشعب الفلسطيني في المستقبل، بالرغم من أن الحرب أنهكتها، على حد تعبيره.

أما الكرد فانتقدت حصر النقاش حول الحكم الفلسطيني المستقبلي في الضفة الغربية وغزة فقط، مشيرة إلى ضرورة التفكير كذلك في الفلسطينيين المقيمين في القدس والأراضي المحتلة والشتات الفلسطيني، والذين غالبا ما يتم استبعادهم من المناقشات السياسية حول الحكم.

وأقرت فرسخ بدور المؤسسات القائمة، ولا سيما منظمة التحرير الفلسطينية، ولكنها أوضحت أنها تحتاج إلى إصلاح، وأشارت إلى أن إسرائيل اغتالت على مدى العقود الماضية قادة فلسطين حيثما وجدوا، مما جعل التنظيم السياسي أكثر صعوبة.

3. ما دور حماس في مستقبل القيادة الفلسطينية؟

أكدت بركات أن حماس جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني ويجب أن يكون لها دور في الحكومة الفلسطينية المستقبلية، وإن لم يتضمن ذلك سيطرة مطلقة، وترى أن أيديولوجية الحركة في المقاومة ستستمر بغض النظر عن قوتها العسكرية.

إعلان

أما شعبان فيرى أن المقاربة العسكرية لم تعد مجدية، ويتوقع أن تمنع القوى الإقليمية حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية، ويقترح أن تتحول حماس إلى منظمة سياسية واجتماعية.

وأشارت فرسخ إلى أن حماس تطورت مع مرور الوقت وأظهرت مرونة سياسية، إلا أنها ترى أن قرارات الحركة كان لها دور في معاناة الفلسطينيين.

4. ما ملامح القيادة الفلسطينية المتوقعة في المستقبل؟

ذكر شعبان أن انتخابات 2021 التي لم تجر شهدت تسجيل 36 قائمة انتخابية، منها 26 قائمة يقودها شباب، ولفت إلى أن غالبية الفلسطينيين دون الـ30 ولا تجمعهم علاقة سياسية مع حماس أو السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن الانتخابات أمر بالغ الأهمية لاستقرار المنطقة ويجب أن يدعمها المجتمع الدولي.

وسلط خالدي الضوء على الفجوة العمرية في القيادة الفلسطينية، مشيرا إلى أن قيادة السلطة الفلسطينية يهيمن عليها أفراد تزيد أعمارهم عن الـ70 عاما، في حين أن الفلسطينيين الأصغر سنا مستبعدون بشكل منهجي من مناصب السلطة، ودعا إلى نظام سياسي يسمح بمشاركة الشباب.

ويرى خالدي أن حماس أثبتت قدرتها على مواجهة إسرائيل، وهو ما يعتبره بعض الفلسطينيين درسا سياسيا مهما، ويقترح إيجاد سبل لدمج حماس في إطار سياسي لا يعتمد على المقاومة المسلحة.

5. ما الخطوات التالية؟ هل هي الانتخابات؟

يقول شعبان إنه ليس من الممكن إقامة انتخابات الآن، إلا أنه من المتوقع ظهور قيادة جديدة في المستقبل القريب، ولن تشمل -برأيه- الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولا حماس.

أما فرسخ فلفتت، في هذا الصدد، إلى قوة حضور المجتمع المدني الفلسطيني، وترى أنه يجب إنشاء آليات ديمقراطية تسمح بمشاركة الشباب في تشكيل مستقبلهم.

وأشارت الكرد إلى تنامي النقاش في أوساط الشباب الفلسطيني حول عدم فعالية حل الدولتين، خصوصا في ظل رؤية المجتمع الدولي الحالية، والتي لا تعطي الفلسطينيين أي سيادة حقيقية ولا هي تلبي احتياجاتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات السلطة الفلسطینیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يماطل وواشنطن تصمت .. هل بدأت مرحلة تكريس حدود جديدة داخل غزة؟|خبير يجيب

 تتزايد التساؤلات حول مستقبل قطاع غزة في ظل تصريحات إسرائيلية جديدة تشير إلى إمكانية تحويل ترتيبات مؤقتة إلى واقع دائم. 

ومع استمرار الغموض المحيط بالمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحلال السلام، تعالت المخاوف الدولية من أن يصبح "الخط الأصفر" حدا فعليا يفصل القطاع، بما ينسف جوهر الاتفاق ويفتح الباب أمام تغييرات جغرافية وأمنية غير مسبوقة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينية، إن سمحت واشنطن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجنب الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مستغلا أزمة جثامين الرهائن كذريعة للتنصل من الالتزامات التي جرى التوافق عليها خلال اجتماعات شرم الشيخ. 

وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن يبدو أن نتنياهو حصل على وقت إضافي يتيح له المماطلة وتحقيق مكاسب سياسية داخلية، بينما يستمر سكان غزة في مواجهة الإجراءات اليومية التي يفرضها الاحتلال وما تخلفه من معاناة متواصلة.

وأشار أبو لحية، إلى أن يشهد قطاع غزة خروقات إسرائيلية يومية تتناقض بشكل صارخ مع ما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ، سواء فيما يتعلق بوقف الانتهاكات أو الالتزام بالإجراءات الإنسانية المفروضة.

وتابع: "ورغم أن فتح معبر رفح يعد جزءا أساسيا من المرحلة الأولى للاتفاق، لا تزال إسرائيل تمتنع عن فتحه سواء لخروج الفلسطينيين أو لعودة العالقين في الخارج، في تحد مباشر لبنود التفاهمات.

واختتم: "وتكشف المخاوف الفلسطينية التي كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى لإنشاء  الخط داخل القطاع، خشية من تحوله من إجراء مؤقت إلى واقع دائم، وهو ما تعززه عمليات النسف اليومية التي ينفذها جيش الاحتلال داخل المنطقة الصفراء، في مؤشر واضح على رغبة إسرائيل بفرض سيطرة طويلة الأمد".

وأثار حديث مسؤولين إسرائيليين عن اعتماد "الخط الحدودي الجديد" مع غزة، قلقا واسعا بشأن مستقبل القطاع ومآل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذات البنود العشرين الهادفة لإحلال السلام. 

وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن دبلوماسيين عبّروا عن مخاوفهم من أن يؤدي هذا التوجه إلى تقسيم غزة، خاصة بعدما اعتبرت إسرائيل "الخط الأصفر" بمثابة حدود جديدة بينها وبين القطاع، في ظل الغموض الذي يكتنف المرحلة الثانية من الاتفاق.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، قد وصف في تصريحاته الصحفية الأحد، الخط الأصفر ، الذي انسحب إليه الجيش بعد وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، بأنه "الخط الحدودي الجديد". 

وقال: "إسرائيل تمارس السيطرة العملية على أجزاء واسعة من قطاع غزة، وسنبقى على هذه الخطوط الدفاعية. الخط الأصفر هو الخط الحدودي الجديد، ويعمل كخط دفاعي متقدم لمجتمعنا وخط للنشاط العملياتي".

ولم يقدم زامير تفاصيل إضافية، رغم أن تصريحاته تأتي في وقت تتعاظم فيه الضبابية بشأن تنفيذ المراحل التالية من خطة ترامب، والتي تتضمن نزع سلاح حركة حماس، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، واستبدالها بقوات استقرار دولية.

وبحسب الاتفاق بين حماس وإسرائيل، فإن "الخط الأصفر"  الذي يقسم غزة إلى نحو نصفين، كان يفترض أن يتراجع عنه الجيش الإسرائيلي تدريجيا مع تقدم تنفيذ خطة السلام، إلا أن مرور ما يقارب الشهرين على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ زاد من مخاوف دبلوماسيين يرون أن التقسيم قد يتحول إلى واقع دائم.

ويأتي ذلك في وقت تبحث فيه جهات سياسية وعسكرية إسرائيلية خططًا لإعادة إعمار الجزء الخاضع لسيطرة إسرائيل، مما قد يعني تجاهل احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في باقي القطاع.

وفي سياق متصل، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، بأن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار  والمتعلقة بتسليم حماس جميع الرهائن الأحياء والقتلى باتت على وشك الانتهاء، مضيفا: "المرحلة الثانية يمكن أن تبدأ هذا الشهر".

وقد سلمت حركة حماس الرهائن الأحياء في أكتوبر، وأعادت منذ ذلك الحين رفات جميع الرهائن القتلى باستثناء رهينة واحدة.

ومع ذلك، أبدى نتنياهو خلال اجتماعه مع السفراء الإسرائيليين شكوكه حيال قدرة قوة الاستقرار الدولية المقرر نشرها في غزة على تنفيذ مهمة نزع سلاح حماس، موضحا أن إسرائيل "ستتولى المهمة" إذا فشلت القوة الدولية في ذلك.

وزير الخارجية يؤكد أهمية سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزةتركيا تعلن جاهزيتها لانتشار شرطي محتمل مع قوة دولية في غزة

والجدير بالذكر، أن لا تزال العديد من تفاصيل هذه القوة، بما يشمل آلية عملها، وولايتها، والدول المشاركة فيها غير واضحة حتى اللحظة.

وفي المقابل، أكدت حركة حماس استعدادها لـ "تجميد أو تخزين" ترسانتها من الأسلحة في إطار وقف إطلاق النار، كجزء من عملية أشمل تفضي في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية.

الغمري : الجماعات تستغل معونات غزة لتحقيق مكاسب شخصية وتمويل أنشطة مشبوهةالخارجية: أهمية تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لعودة السلطة لقطاع غزة طباعة شارك غزة نتنياهو ترامب قطاع غزة الاحتلال الولايات المتحدة واشنطن

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • الرقب: السلطة الفلسطينية الخيار الوحيد.. وحماية غزة ضرورة وطنية
  • نتنياهو يماطل وواشنطن تصمت .. هل بدأت مرحلة تكريس حدود جديدة داخل غزة؟|خبير يجيب
  • مجلس النواب يشارك في مائدة خبراء لتعزيز «المساواة» بين الجنسين
  • في تعطيل المهام الفلسطينية العاجلة
  • الخارجية: أهمية تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لعودة السلطة لقطاع غزة
  • إعلام عبري: لن يدخل المناطق الخضراء برفح إلا العائلات الفلسطينية التي لا ترتبط بحماس
  • الأمن الفلسطيني: سنذهب إلى غزة فور استقرار الوضع لإجراء الانتخابات
  • كيف يتزايد النفوذ السعودي داخل الساحة الفلسطينية؟.. تقرير إسرائيلي يرصد التغير