الجزيرة:
2025-07-04@05:35:20 GMT

مفاجأة علمية.. اكتشاف كيفية تغلب الدماغ على الخوف

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

مفاجأة علمية.. اكتشاف كيفية تغلب الدماغ على الخوف

في دراسة رائدة نشرت بدورية "ساينس" المرموقة، أعلن فريق بحثي بقيادة علماء من كلية لندن الجامعية عن كشفهم الآليات الدماغية الدقيقة التي تمكن الحيوانات من التغلب على المخاوف الغريزية، الأمر الذي يمكن أن يسهم في فهم كيفية تفاعل البشر مع الخوف.

يولد البشر والحيوانات بردود فعل فطرية لمحفزات معينة، مثل الضوضاء العالية أو الأشياء التي تقترب بسرعة، ردود الفعل الغريزية هذه ضرورية للبقاء، لأنها تدفع بنا إلى سلوكيات دفاعية فورية، فمثلا ستجري فورا أو تلقي بنفسك جانبا مع صوت قادم بسرعة ناحيتك، مثلما تنتفض من مقعدك إذا استمعت حفيفا أسفلك، ظنا منك أنه ثعبان قريب.

على الرغم من أن الدراسة أجريت على الفئران، فإن النتائج لها آثار كبيرة على صحة الإنسان (شترستوك) قمع الخوف

في هذا السياق، كانت هناك دائما ملاحظة بحثية مهمة، وهي أنه من خلال الخبرة، يمكن للأفراد تعلم قمع هذه الاستجابات التلقائية عندما يثبت أن التهديدات المتصورة غير ضارة.

على سبيل المثال، قد يخاف الأطفال في البداية من الانفجارات الصاخبة للألعاب النارية ويجرون ناحية أمهاتهم ويبكون، ولكن بمرور الوقت، يتعلمون الاستمتاع بها كجزء من الاحتفالات أو الأفراح.

ظلت الآليات العصبية التي تكمن وراء هذه القدرة على التغلب على المخاوف الغريزية بعيدة المنال إلى حد كبير، ولكن الفريق البحثي الذي نشر الدراسة الجديدة صمم تجربة مبتكرة باستخدام الفئران لاستكشاف كيفية تعلم الدماغ قمع استجابات الخوف.

إعلان

في التجارب، قدم الباحثون للفئران ظلا متحركا بسبب شيء يتحرك من الأعلى، يحاكي مفترسًا جويًّا يقترب (الصقر مثلا أو العقاب)، وهو شيء معروف بأنه يحفز إلى رد فعل فطري فوري لدى الفئران، يتضمن أن يهرب الفأر فورا ويتخفى تحت أي شيء.

في بداية التجارب، بحثت الفئران غريزيا عن مأوى عند مواجهة هذا التهديد البصري، ولكن مع التعرض المتكرر وعدم وجود خطر حقيقي، تعلمت الفئران أن تظل هادئة بدلاً من الفرار، وقد قدم هذا السلوك نموذجًا لدراسة قمع الاستجابة للخوف، ما يعني أن أدمغتهم تعلمت أن تقمع ردود الفعل الفورية تلك، وتوقف خط سيرها.

قد يساعد ذلك العلماء على تطوير فهم أفضل أو علاجات لاضطرابات عدة تتعلق بمسارات الخوف في الدماغ، ويأتي على رأسها القلق والرهاب واضطراب ما بعد الصدمة (شترستوك) النواة الركبية الوحشية

وكانت الأعمال البحثية السابقة قد حددت جزءا محددا من منطقة في الدماغ سميت "النواة الركبية الوحشية" على أنها تلعب دورًا في قمع ردود الفعل من هذا النوع عندما تكون نشطة.

تتلقى هذه المنطقة مدخلات قوية من المناطق البصرية في القشرة المخية، ما يعني أنه حينما ترى العينان شيئا مثيرا للخوف، يتم تفعيل المناطق البصرية في القشرة المخية، والتي تفعل بدورها النواة الركبية الوحشية، مما يدفع لسلوك مستجيب للخوف، كالهروب مثلا، وقد افترض الباحثون منذ سنوات أن هذا المسار العصبي قد يكون مشاركًا كذلك في تعلم عدم الخوف من التهديد البصري.

ولاختبار هذه الفرضية، أجرى الفريق تجارب قاموا خلالها بتعطيل عدة مناطق من أدمغة الفئران مع تكرار التجارب نفسها، وتبين أن بعض المناطق من القشرة البصرية ضرورية بالفعل لعملية التعلم، لكن تبين كذلك أن "النواة الركبية الوحشية" امتلكت أهمية كبرى، حيث تخزن الذكريات المستحثة بالتعلم والتي مكّنت الحيوانات من قمع ردود الفعل الخائفة.

إعلان مستقبل الخوف

واصل الباحثون التحقيق في الآليات الخلوية والجزيئية التي تكمن وراء عملية التعلم هذه. ووجدوا أن تعلم قمع استجابات الخوف ينطوي على زيادة النشاط العصبي في خلايا عصبية محددة داخل النواة الركبية الوحشية، وقد تم تحفيز هذا النشاط المتزايد من خلال إطلاق مواد كيميائية معروفة بتنظيم الحالة المزاجية والذاكرة (سميت الإندوكانابينويدات)، وبالتالي قمع رد الفعل الحادث بسبب الخوف.

وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت على الفئران، فإن النتائج لها آثار كبيرة على صحة الإنسان، حيث يوجد مسار شبيه في أدمغة البشر أيضًا، مما يشير إلى أن آليات مماثلة قد تلعب دورًا في تنظيم البشر للخوف.

سيساعد ذلك العلماء على تطوير فهم أفضل أو علاجات لاضطرابات عدة تتعلق بمسارات الخوف في الدماغ، ويأتي على رأسها القلق والرهاب واضطراب ما بعد الصدمة، والتي تصيب نسبا لا بأس بها من البشر وتؤثر سلبيا على نشاطاتهم اليومية، بحسب بيان صحفي رسمي صادر من كلية لندن الجامعية.

وإلى جانب ذلك، فإن نتائج هذه الدراسة والدراسات المستقبلية عن الأمر، قد تمكن العلماء تصميم برامج تدريبية ومركبات كيميائية تساعد البشر على قمع استجابات الخوف الغريزية في المواقف عالية الضغط (مثل القتال في المعارك أو التعرض للحوادث)، ورغم أن ذلك يظل حتى الآن في نطاق التخمين، فإن الباب يظل مفتوحًا لتطوير مثل هذه الإمكانات يوما ما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ردود الفعل

إقرأ أيضاً:

“النشاط الثقافي المدرسي…من الهامش إلى قلب الفعل التربوي”

تتحدث الأستاذة والخبيرة التربوية في قطاع التربية في هذا الحوار، عن أهمية دمج النشاط الثقافي ضمن المناهج التربوية لما لها من أهمية كبيرة تعكس بالايجاب حب التلميذ للتعلم وتعزيز قدراتع ومساعدته على ابراز مواهبه وتطويرها. في البداية من هي أسية عثمانية؟

أسية عثمانية هي أستاذة، مربية و خبيرة تربوية بخبرة ميدانية تمتد لأكثر من عشرين سنة في قطاع التربية الوطنية، متخصصة في تنشيط الحياة المدرسية. وتطوير الأنشطة اللاصفية، وباحثة مهتمة بقضايا التربية والثقافة المدرسية.
حاملة لشهادات جامعية وعضو فاعل في عدة ورشات تربوية إصلاحية. على المستوى المحلي والجهوي.
ساهمت في تأطير عدد من الفعاليات المدرسية والتظاهرات الثقافية الوطنية. وتُعرف بدفاعها المستمر عن ضرورة دمج البعد الثقافي ضمن المناهج التعليمية.
صدر لها مؤخرًا كتاب بعنوان: “النشاط الثقافي المدرسي: من الممارسة إلى الرؤية”، وهو عمل توثيقي وتوجيهي يُعد الأول من نوعه. في رصد وتطوير الممارسة الثقافية داخل الوسط المدرسي الجزائري.

 صدر لكم مؤخرًا كتاب بعنوان “النشاط الثقافي المدرسي”، ما الذي حفزكم على تأليفه؟

أشكر لكم هذا السؤال الجوهري. في الحقيقة، ما حفزني لتأليف هذا الكتاب هو قناعتي الراسخة بأن المدرسة ليست مجرد فضاء لتحصيل المعارف الأكاديمية. بل هي بيئة لبناء الإنسان في أبعاده المتكاملة. وقد لاحظت من خلال تجربتي الميدانية أن النشاط الثقافي  “رغم أهميته البيداغوجية والتربوية. ” لا يزال يُمارس في الكثير من المؤسسات على الهامش، وبشكل موسمي، أو يُنظر إليه على أنه ترف أو فائض تربوي. لذلك، جاء هذا العمل في محاولة لإعادة الاعتبار لهذا المجال الحيوي. ختى يضعه في سياقه الحقيقي كمكوّن أساسي في المنهاج التربوي .

 ما هي المقاربة التي اعتمدتموها في معالجة موضوع النشاط الثقافي في مؤلفكم؟

اعتمدت مقاربة مزدوجة: أولًا، تأصيل علمي يعتمد على المرجعيات التربوية الحديثة والتشريعات الوطنية والدولية. وثانيًا، استثمار الممارسة الميدانية التي راكمتها في قطاع التربية والتعليم، سواء في تأطير الأنشطة أو في تقييم أثرها… حاولت أن أجعل من الكتاب مرجعًا عمليًا لا يُخاطب فقط أهل الاختصاص. بل أيضًا الفاعلين التربويين من معلمين، مكونين، مدراء، ومفتشين، وحتى أولياء الأمور.

 ما هي الإضافة التي جاء بها الكتاب مقارنة بما هو متوفر في الساحة التربوية؟

في الحقيقة الاضافة الأولى هي توفر هذا النوع  من المؤلفات على مستوى مكتباتنا اماالإضافة الأساسية للكتاب. فتتمثل في كونه يدمج بين الجانب النظري والبعد التطبيقي. لم أكتف بعرض الإطار العام للنشاط الثقافي. بل ذهبت إلى تقديم نماذج ملموسة لتخطيط الأنشطة، آليات التقييم، استراتيجيات الإدماج البيداغوجي. ودور التنسيق بين الفاعلين. كما سلطت الضوء على العلاقة بين النشاط الثقافي والتحصيل الدراسي.الصحة النفسية، ترسيخ القيم الوطنية، وبناء شخصية التلميذ. وهي أبعاد غالبًا ما يتم تجاهلها في مراجعنا التربوية التقليدية.

 ورد في الكتاب إشارات إلى انسجام النشاط الثقافي مع التوجهات العليا للدولة، هل يمكنكم التوضيح؟

بالطبع. إذا عدنا إلى الخطابات الرسمية، لا سيما برنامج رئيس الجمهورية، نلاحظ تأكيدًا واضحًا على إعادة الاعتبار للمدرسة الجزائرية. وبناء مدرسة الجودة والمواطنة. والنشاط الثقافي هو أحد الأذرع الأساسية لتحقيق هذه الرؤية، لأنه يساهم في تعزيز الانتماء، وتطوير المهارات الناعمة، وبناء مواطن فاعل ومنفتح. كما أن الوزارة الوصية. من خلال استراتيجيتها الجديدة. أولت أهمية خاصة للأنشطة اللاصفية كجزء من العملية التربوية المتكاملة، وهو ما حاولت ترجمته بشكل ممنهج في فصول الكتاب.

 في تصوركم، ما الشروط الضرورية لترقية النشاط الثقافي داخل المدرسة الجزائرية؟

أولًا، يجب أن يُدرج النشاط الثقافي ضمن المشروع البيداغوجي للمؤسسة، وأن يُعامل بنفس الجدية التي تُعامل بها المواد الدراسية. ثانيًا، لا بد من توفير التأطير المتخصص، أي تكوين المعلمين والمشرفين على تنشيط الفعل الثقافي داخل المدرسة. ثالثًا، منح الحرية البيداغوجية لممارسة هذا النشاط دون قيود إدارية خانقة. وأخيرًا. خلق شراكات محلية مع المجتمع المدني، دور الثقافة، البلديات. والمكتبات العمومية، حتى تتحول المدرسة إلى مركز إشعاع ثقافي حقيقي.

إلى أي مدى تؤمنون بأثر النشاط الثقافي على تحسين النتائج الدراسية للتلاميذ؟

أؤمن به إيمانًا عميقًا. الدراسات الحديثة، سواء في الجزائر أو عالميًا، أثبتت أن التلاميذ المشاركين في الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية يحققون نتائج أفضل. ويتمتعون بصحة نفسية أكثر استقرارًا. والسبب بسيط: هذه الأنشطة تخلق نوعًا من التوازن النفسي والاجتماعي. وتُنمي مهارات التواصل، وتكسر الرتابة، وتُحفز الإبداع. كما أنها توفر فرصًا للتعبير الذاتي والتفوق خارج القاعة الصفية، مما يعزز الثقة بالنفس والانتماء للمدرسة.

 ما الرسالة التي يحملها كتابكم، وما الذي تطمحون لتحقيقه من خلاله؟

???? الرسالة الأساسية أن الثقافة ليست هامشًا، بل قلب المدرسة النابض. وأن كل تلميذ يحق له أن يجد فضاء يعبر فيه عن ذاته. ويكتشف مواهبه، ويُبني شخصيته المتفردة. أطمح من خلال هذا الكتاب إلى إحداث تغيير حقيقي في نظرتنا للنشاط الثقافي.بدءًا من الإدارة المركزية، مرورًا بالمدرسة، وصولًا إلى الأسرة. وأرجو أن يكون هذا المؤلف أداة عملية بيد الفاعلين التربويين، ودعوة صريحة للمسؤولين إلى تخصيص موارد أكبر ودعم مؤسساتي أوضح لهذا المجال.

 هل من مشاريع مستقبلية في هذا الإطار؟

نعم، أفكر في إعداد دليل تربوي تطبيقي موجه لمدراء المدارس ومنشطي النوادي الثقافية، يتضمن نماذج جاهزة قابلة للتكييف حسب السياقات الميدانية كما أطمح إلى تنظيم ملتقى وطني بالشراكة مع هيئات أكاديمية ومجتمع مدني. لفتح نقاش واسع حول هذا الموضوع. وأتمنى أن أُمنح فرصة أكبر على مستوى المؤسسات التكوينية للمساهمة في تطوير هذا الجانب الذي أؤمن بأنه مفتاح الإصلاح التربوي الحقيقي.

كلمة أخيرة تخاطبون بها القارئ وصناع القرار؟

أقول للقارئ: لا تنظر إلى المدرسة كجدران وصفوف فقط، بل كمجتمع حيّ يُفترض أن يصنع الإنسان. ولصنّاع القرار، أقول: إن الاستثمار في الثقافة داخل المدرسة ليس ترفًا. بل هو صمام أمان لمستقبل الوطن. كل دينار يُنفق على النشاط الثقافي هو دينار يُوفر لاحقًا في مكافحة العنف، والتسرب. والتطرف، والانحراف. فلتكن مدرستنا بيتًا للعلم، والهوية، والجمال.

مقالات مشابهة

  • الحملة ضد جبريل ومناوي الفعل الخطأ في الزمن الخطأ
  • آرني سلوت يودّع جوتا رسالة حزينة لعائلته: لن تمشوا وحدكم أبدًا
  • الحرب تلتهم الأرواح!
  • «عمره 80 ألف عام».. اكتشاف أثري في الإمارات يعيد كتابة تاريخ البشر الأوائل
  • إرادة البقاء
  • مفاجأة علمية.. الجينات تعيد رسم الرابط بين مصر القديمة والهلال الخصيب
  • الخوف من الذكاء الاصطناعي
  • قرقاش: الإمارات ستواصل العمل لإنهاء الحرب الوحشية في السودان
  • “النشاط الثقافي المدرسي…من الهامش إلى قلب الفعل التربوي”
  • تغلب عليه 4/ 3 في مباراة ماراثونية.. الهلال يزيح المان سيتي من طريقه إلى دور الثمانية بكأس العالم للأندية