هل تملك ثمنها؟.. نشطاء يردون على تعهد ترامب بشراء غزة
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
ووفقا لحلقة 2025/2/10 من برنامج "شبكات"، فإن ترامب يتعامل مع هذا الوطن المملوك للفلسطينيين بمنطق تاجر العقارات الذي يعتقد أن كل أرض قابلة للبيع والشراء.
لكن -بحسب ما ذهبت إليه الحلقة- فإن المثير في تعاطي الرئيس الأميركي -الذي يواصل التأكيد على المضي قدما في مشروعه السياحي المأمول- هو أنه يتعامل مع بلاده وكأنها قدس الأقداس، بل إنه -ورغم ترامي أطراف الولايات المتحدة– يحاول توسيع رقعتها بضم دول، مثل كندا وجزيرة غرينلاند.
هذا التناقض في نظرة ترامب لقيمة الأرض الأميركية وترديده الدائم لشعار "أميركا أولا" يثيران كثيرا من التساؤلات بشأن مدى فهمه مبدأ تمسك الشعوب بأرضها.
لكن الموضوع -كما جاء في الحلقة ليس تجارة بحتة بالنسبة للرجل -الذي كان عازما خلال عهدته الأولى على تصفية قضية فلسطين- لأنها لو كانت مسألة شواطئ جميلة صالحة لجذب الناس من أنحاء العالم -كما يقول- لكانت شواطئ حيفا وعكا في فلسطين المحتلة (إسرائيل) أولى بهذه الريفييرا التي يعد العالم بها.
لذلك، فإن إمبراطور العقارات -كما يقول مقدم البرنامج- الذي لا يتوقف عن التلويح باستخدام القوة الأميركية لحل كل النزاعات السياسية حول العالم يريد اصطياد عصفورين بحجر واحد: يهجّر الفلسطينيين من أرضهم، ويتملك مشروعا يعتقد أنه سيدر عليه الكثير.
إعلانورغم الرفض الواضح من الدول العربية لمشروع ترامب الذي صدم حتى بعض الدوائر الأميركية فإن الرجل أكد في تصريحات من على متن طائرته الرئاسية أنه "ملتزم بشراء غزة وعدم إهمال الفلسطينيين وتوفير مساكن جميلة لهم".
غزة ليست عقارا
وأثار حديث ترامب ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي التي مالت في أغلبيتها إلى أن "أقوى رجل في العالم" -كما يصف نفسه- لن يتمكن من اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
وتعليقا على تصريحات الرئيس الأميركي كتب ناشط يدعى معتز "هل يقدر ترامب على شراء غزة؟ وهيشتريها من مين؟ وكم الثمن؟ غزة وأبطالها لا يستطيع العالم أجمع شراءهم".
كما كتبت سليمة "لن تستطيع شراء شبر من غزة، لأن ثمنه غالٍ عليك سيد ترامب"، في حين قال عبد العزيز "يجب الآن حل الأمم المتحدة وحل منظماتها في عالم لا يؤمن إلا بالقوة إذا نفذ ترامب مخططه في شراء غزه وتهجير شعبها".
وأخيرا، علق غازي بالقول "إلى السيد ترامب، ليس من حقك أن تصادر حرية الشعب الفلسطيني وتدعو إلى تهجيره من أرضه، ثم تعرض شراء غزة من أهلها، لأنك لا تعرف أن الأرض كالعرض عند أهل غزة، فوفّر فلوسك ليوم كريهة".
بدورها، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات ترامب، ووصفتها بـ"العبثية"، مؤكدة أنها "تعكس جهلا عميقا منه بفلسطين والمنطقة".
وقالت الحركة في بيان إن غزة "ليست عقارا يباع ويشترى، بل هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، والشعب الفلسطيني سيُفشل كل مخططات التهجير والترحيل".
10/2/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
"أكسيوس": تصريحات ترامب بشأن تغيير النظام في إيران تُربك موقف إدارته وتُخالف خطها المعلن
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا سياسيًا واسعًا بعدما ألمح لأول مرة إلى إمكانية تغيير النظام في إيران، في خضم التصعيد العسكري الحالي بين طهران وتل أبيب، والذي انضمت إليه واشنطن قبل 10 أيام، بشنها غارات جوية على ثلاث منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية.
وفي منشور مثير للجدل على منصته الخاصة "تروث سوشيال"، مساء الأحد، قال ترامب:
"ليس من الصحيح سياسيًا استخدام مصطلح تغيير النظام، ولكن إذا كان النظام الإيراني الحالي غير قادر على جعل إيران عظيمة مرة أخرى... لماذا لا يكون هناك تغيير في النظام؟"
وصف موقع "أكسيوس" الأمريكي تصريحات ترامب بأنها انعطافة لافتة عن الموقف المعلن لإدارته الحالية، التي شددت مرارًا وتكرارًا خلال الأيام الماضية على أن هدفها الوحيد يتمثل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، دون نية للتدخل في شكل الحكم الإيراني أو تغييره.
وفي تصريحات إعلامية متلفزة، أكّد نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس أن الرؤية الرسمية للإدارة الأمريكية لا تشمل تغيير النظام، موضحًا أن الأولوية هي التوصل إلى تسوية طويلة الأمد مع طهران لوقف برنامجها النووي.
تناقض واضح مع مواقف ترامب السابقة وانتقاداته للمحافظين الجددلفت أكسيوس إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة تتناقض مع مواقفه السابقة، حيث انتقد المحافظين الجدد داخل الحزب الجمهوري مرارًا على مدى سنوات، بسبب دعمهم لفكرة تغيير الأنظمة السياسية في كل من العراق وإيران ودول أخرى حول العالم، معتبرًا هذا النهج سببًا في تورط واشنطن في حروب طويلة الأمد ومكلفة.
ووفقًا للموقع، فإن عودة ترامب لطرح سيناريو تغيير النظام في إيران تعكس تصعيدًا خطابيًا يتزامن مع التوتر العسكري المتزايد، لكنها في الوقت ذاته تفتح الباب أمام خلاف داخلي في إدارة ترامب حول حدود التدخل الأمريكي في الصراع الإيراني الإسرائيلي.
إسرائيل تدعم تغيير النظام.. لكن لا مؤشرات على انتفاضة شعبية داخل إيران
أشار التقرير إلى أن تغيير النظام الإيراني يُعد هدفًا غير معلن للقيادة الإسرائيلية، منذ اندلاع المواجهة العسكرية مع طهران مطلع الشهر الجاري، حيث ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن إسقاط النظام الحاكم في طهران "قد يكون أحد نتائج هذه الحرب"، في إطار سعي تل أبيب لتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل نهائي.
وأكد أكسيوس إلى أن الواقع على الأرض يُظهر غياب أي حراك شعبي كبير أو انتفاضة داخلية ضد النظام الإيراني منذ بدء الحرب، بل على العكس، أشارت التقارير إلى وجود حالة من التوحد الوطني في إيران، حتى من بعض المعارضين للنظام، حيث تغلبت روح "الالتفاف حول العلم" في وجه ما يُوصف بأنه عدوان خارجي.