بوابة الوفد:
2025-05-21@05:36:37 GMT

هذا زمن التملّق!

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

عفوًا.. لا حديث اليوم فى السياسة، أو حديث الساعة حول رفع الحد الأدنى للأجور، ولا حتى رفع الأسعار!! فنحن نعيش فى زمن عجيب، نهتم  فيه بكلام الناس أحيانًا ونتجاهل مشاعرهم أحيانًا أخرى. عجبى على زمن أصبح فيه الكذب ذكاء، والطيبة غباء، والتملّق إخلاصًا، ذلك الأمر الذى دفعنى للتشويق للكتابة فى هذا الموضوع هو انتشار ظاهرة التملق والنفاق بين الناس بصورة مُبالغ فيها، خاصة فى بيئات العمل المُختلفة.


> حيثما يوجد مدير أو رئيس مؤسسة عمل يوجد شخص «متملق ومنافق» هكذا أصبح واقع حالنا فى هذا الزمان. والتملق، كما هو معروف، هو التقرب إلى صاحب السُلطة، ومدحه والثناء واظهار الإخلاص له والتفانى فى خدمته، بهدف تحقيق مصلحة أو منفعة مادية أو معنوية، آجله أو عاجلة. هذا المنافق أو المتملق عادة ما يحب ان يتولى كل الأعمال الإدارية، ولا يمكن لهذا المنافق ان يتركها لغيره مهما كان الثمن! وهو فى الغالب يكون شخصًا شديد الذكاء، خفيف الحركة، حاد البصر ولماحًا بشكل مذهل، ودائمًا تجده يقف على أطراف أصابعه فى انتظار ظهو ريد مديره (ولى نعمته) لتقبيلها ثلاث مرات!!
> وصفة التملق عادة ما تكون امتدادًا طبيعيًا لصفة الغدر والخيانة، فالشخص الذى يتواجد معك بالساعات فى مكان العمل ويظهر لك المحبة والمودة، وفى نفس الوقت يحاول أن ينتهز أول فرصة ليطعنك فى ظهرك أمام مديرك. هذا المتملق عادةً ما تكون لديه استعداد غير طبيعى فى أن يتلقى المهانة والشتائم من رؤسائه فى العمل دون أن يشعر بالإهانة بل تجده يبتسم اثناء تلقيه أقصى العبارات الجارحة على مرأى من الناس، ولا يحرك ساكنًا فى سبيل ألا يغضب عليه مديره ولى نعمته. وقد تمتد به هذه التنازلات لخدمة مديره خارج العمل فى أمور خاصة!!
> ومهما حاول « المتملق» أن يظهر للناس بأن لا شيء يهمه سوى وصوله إلى هدفه، إلا انه فى قرارة نفسه يعى تمامًا انه لا يستحق ما حصل عليه عن جدارة. يوقن أشد اليقين بأن نفسه ذليلة، حيث يستيقظ كل صباح ليبدأ يومًا جديدًا بعدم احترام ذاته. ولكن هيهات، الاحترام يُعطى لمن يستحقه وليس لمن يطلبه!!
> المتملقون فى الغالب الأعم يتصفون بصفات تميزهم عن غيرهم، اذ نجد المتملق انسانًا ضعيف الامكانيات والتجارب، أو لديه صفات فشل يسعى لاخفائها بهذا النفاق المُذل، وعموما، المتملق أو المنافق هو شخص غير سوى فى شخصيته المريضة!!
> فى الواقع، المجاملة فن يجيده الحريصون على العلاقات الاجتماعية السليمة، أما التملق داء فهل له دواء؟! شخصيًا، لدى القناعة أن المجاملة أسهل وأسرع وسيلة للوصول إلى قلوب الناس وينتابنى كثيرًا من أن تتحول المجاملة  فى هذا الزمان إلى صورة من صور الكذب والنفاق، الذى يستخدمه البعض لتحقيق مصلحة شخصية تحت شعار المرحلة «الغاية تبرر الوسيلة» ومبدأ «تملق لتتألق»!
> عزيزى «المتملق»، سأتركك فقط مع نفسك الذليلة وحياتك التى دائمًا ينقصها شيء ما، وأيامك ولياليك المليئة بعدم الاحترام، وضميرك المُعذب ليلًا نهارًا عن كل ما اقترفه لسانك!! 
وفى النهاية، نسأل الله اللطف والرحمة من الحال الذى نحن فيه من التملق والنفاق الرخيص!
آَخِر شَوْكَشَة

لا تُبالغ فى المُجاملة حتى لا تسقط فى «بئر النفاق»، ولا تُبالغ فى الصراحة حتى لا تسقط فى «وحل الوقاحة»!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد زكى رفع الحد الأدنى للأجور الاعمال الادارية

إقرأ أيضاً:

أيمن الرقب: تعليق بريطانيا للتعاون التجارى مع اسرائيل يؤكد أن العالم بدأ كشف جرائم الاحتلال

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن البيان المشترك الفرنسى البريطانى الكندى وهو تطور مهم فى الموقف الأوروبى بالنسبة للقضية الفلسطينية، والفضل لمصر فى تغير الموقف الفرنسى بعد زيارة ماكرون للقاهرة والمنطقة .

وتابع الرقب خلال مداخلة فى برنامج "الساعة 6"، الذى تقدمه الإعلامية عزة مصطفى على قناة الحياة أن تصريح رئيس حزب الديمقراطيين يائير جولان الذى اتهم جيش الاحتلال بانه يتحمل مسؤولية أن إسرائيل تفقد ثقتها فى المجتمع الدولى، لذا رأينا الهجوم الشرس من المعارضة والحكومة على يائير جولان، لأنه لأول مرة شخص يقول الحقيقة داخل إسرائيل.

وأضاف الرقب أن تعليق بريطانيا للتعاون التجارى مع الاحتلال الإسرائيلى واستدعاء السفير الإسرائيلى من قبل الخارجية البريطانية يؤكد أن العالم بدأ يكتشف جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى.

طباعة شارك ايمن الرقب اسرائيل فرنسا حزب الديمقراطيين

مقالات مشابهة

  • تحرير الخرطوم
  • أيمن الرقب: تعليق بريطانيا للتعاون التجارى مع اسرائيل يؤكد أن العالم بدأ كشف جرائم الاحتلال
  • محافظ أسوان يستعرض معدلات الإنجاز بمشروعات حياة كريمة
  • نسرين طافش تثير الجدل بإطلالة جريئة
  • مصرع شخص إثر انقلاب تروسيكل شرق قناة السويس بالإسماعيلية
  • فى ذكرى وفاته.. موقف طريف جمع بين سمير غانم ودلال عبد العزيز
  • محمد عبد الرحمن عن بريستيج: الاختلاف في الآراء معناه إن العمل كويس وعمل حالة
  • هل يتسبب أجر الخادمة في انفصال زوج وزوجته بالقاهرة الجديدة.. اعرف التفاصيل
  • رباب ممتاز: أحمد العوضي ملقحش على ياسمين عبدالعزيز وفهد البطل كسر الدنيا – فيديو
  • بودكاست يوسف السنوسي