كيف نُقنع الخارج بالاستمرار في مساعدة لبنان؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
على رغم الموقف الواضح والصريح لعدد من الإعلاميين، الذين لا يزالون يحترمون مهنتهم ويقدّسون رسالتهم، مما تعرّضوا له من الشركة المنظّمة لحفل الفنان عمرو دياب، رغم التبريرات اللاحقة، فإن الذين يراقبون الوضع اللبناني من الخارج بقلق و"يعتلون همّ اللبنانيين" شاهدوا حفل هذا الفنان، هذا "الزحف البشري"، وأطلعوا على ما صُرف فيه من أموال طائلة كان يُقال لهم إنها غير متوافرة لدرجة أن المستمع إلى ما يتعرّض له اللبنانيون من أزمات وإذلال وفقر وجوع أدمعت عيناهم، ولم يتمكّنوا من كبت مشاعرهم تجاه هذا الشعب المعذّب، وتعاطفهم معه إلى أقصى الحدود.
ولكن بعدما شاهدوا ما لم يشاهدوه من قبل استولت عليهم الدهشة والاستغراب، ولم يستوعبوا للوهلة الأولى أن ما يشاهدونه يحصل في البلد، الذي قيل لهم عنه إنه ينهار وينازع، واقتصاده في حال يرثى لها، وشعبه يجوع. فكيف يكون هذا الشعب، الذي "زحف" كثيرون منه بالثياب البيضاء لحضور حفلة لا يعود ريعها أو بعض منها لأعمال خيرية، أو لمساعدة من ليس في معجنه كسرة خبز، أو حتى لسداد ما يتوجّب على هذا الفنان من ضرائب لمصلحة الخزينة اللبنانية . فكيف يمكن بعد هذا الحفل، الذي كان ناجحًا جدًّا، وحصد أرباحًا قُدّرت بمئات الآف الدولارات، أن نقنع الذين كانوا حتى الأمس القريب يتعاطفون مع لبنان، ويرسلون إلى مختلف فئات الشعب اللبناني، ومن دون تمييز وتفرقة ما يستطيعون إليه سبيلًا من مساعدات "فلس الأرملة"، بالاستمرار في وقوفهم إلى جانب من هم حقيقة في حاجة إلى هذا الدعم الانساني، وأن يدفعوا غيرهم إلى مدّ يد المساعدة لشعب يُسام بكل هذا العذاب؟ وهذا لا يعني بالطبع أننا ضد الفرح، وضد ثقافة حب الحياة، أو ضد الحفلات الفنية التي "تجتاح" لبنان بعرضه وطوله، وقد كنّا أول الذين شجعوا على القيام بمثل هكذا حفلات ترفيهية ترّوح عن النفس وتبعد الحزن، الذي يخيّم على المنازل، التي تفتقد هذه الأيام الحارة لقليل من "برودة" محرومة منها بفعل غياب "كهرباء الدولة".
أذكر أنه في خلال الحرب القذرة، التي لم يوفرّ أذاها لا البشر ولا الحجر، زار وزير خارجية المانيا (لم أعد أذكر اسمه) بيروت للاطلاع على ما يحتاج إليه اللبنانيون من مساعدات ممكنة لكي يستطيعوا أن يصمدوا في وجه الأعاصير والمؤامرات، فرأى أن في عاصمة لبنان، الذي قيل له إنه يتعذّب كثيرًا، عددًا من سيارات "المرسيدس" يفوق أعداد السيارات الموجودة في المانيا كلها، وهي مصنّعة محليًا. وبعد هذه المشاهد قطع زيارته وعاد مسرعًا إلى بلاده، ولم يعد إليه إلاّ سائحًا. صحيح أن الشعب اللبناني يحب "الكّيف والبسط والفرفشة"، وهو لا يترك مناسبة إلاّ ويكون مشاركًا فيها، حتى ولو اضطّر إلى الاستدانة، ولكن ما هو عكس ذلك هو الأصحّ. فلـ "الكيف والبسط والفرفشة" أوقات، ولكن لا يُخفى أن ثمة أناسًا، وأنا أعرف منهم كثيرين، ينامون من دون عشاء ليوفرّوا ما تبقّى في معجنهم لأولادهم. والأهمّ من كل هذا أن هذه "الظواهر"، التي ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لن تدوم، وهي كفقاعات الصابون، لا تلبث أن تتلاشى، حيث تظهر حقيقة الوضع بما فيه من بشاعات، وقد سارعت وزارة البيئة إلى لمّ ما تركه جمهور عمرو دياب من قاذورات وبقايا خلفتها "حضارة القمصان البيضاء". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مراسم استقبال رسمية للرئيس اللبناني في مصر
بثت قناة إكسترا نيوز، بث مباشر لـ المراسم الرسمية لاستقبال الرئيس اللبناني في مصر، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظيره اللبناني ويبحثان تعزيز العلاقات واستعادة الاستقرار الإقليمي.
نص كلمة الرئيس خلال المؤتمر الصحفي: بسم الله الرحمن الرحيم أخى العزيز، الرئيس العماد جوزاف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة، السيدات والسادة الحضور، أستهل كلمتى، بالترحيب بأخى الرئيس "جوزاف عون"، رئيس الجمهورية اللبنانية الذى يحل ضيفا عزيزا في بلده الثاني "مصر"، تلك الزيارة، التى تحمل فى طياتها رمزية خاصة، فهى تجسد متانة العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين بلدينا، وتعكس ترابطا يمتد عبر العصور إذ لطالما شكلت مصر ولبنان، نموذجا فريدا، للأخوة العربية الحقيقية.
الحضور الكرام، تأتى زيارة الرئيس "عون"، فى مرحلة دقيقة وظرف إقليمى شديد التعقيد لتؤكد عمق العلاقات "المصرية - اللبنانية"، وصلابتها على كافة المستويات .. وتعكس الترابط الوثيق بين الشعبين والحكومتين.
ولقد مثلت مباحثاتنا اليوم، فرصة ثمينة لتبادل الرؤى، مع أخى فخامة الرئيس، حول سبل تعزيز التعاون بين بلدينا، لاسيما فى المجالات الاقتصادية والتجارية.
وأكدنا حرصنا، على دعم جهود لبنان فى إعادة الإعمار، من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية الرائدة، فى هذا المجال.
كما شددت على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان .. سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلى، أو صون سيادته الكاملة .. ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضى اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها.
وفى هذا السياق، تواصل مصر مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فورى وغير مشروط، من كامل الأراضى اللبنانية .. واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار
مجلس الأمن رقم "1701".. دون انتقائية.. بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها .. وتعزيز دور الجيش اللبنانى، فى فرض نفوذه جنوب "نهر الليطانى".
كما أجدد اليوم، دعوة المجتمع الدولى، لتحمل مسئولياته تجاه إعادة إعمار لبنان .. وأحث الهيئات الدولية والجهات المانحة، على المشاركة بفاعلية فى هذا الجهد .. لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعى،على طريق السلام والتعايش والمحبة فى المنطقة.
السيدات والسادة،
لقد تطرقت مباحثاتى، مع أخى الرئيس "عون" كذلك، إلى تطورات الأوضاع فى قطاع غزة .. حيث أكدنا ضرورة إنهاء العدوان على القطاع فورا، واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح كافة الرهائن والأسرى .. مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية، بشكل عاجل .. لتلبية الاحتياجات الملحة، للمدنيين الأبرياء فى غزة.
كما جددنا التأكيد، على موقف مصر ولبنان الراسخ والداعم للقضية الفلسطينية ..مع رفض أى محاولات تهجير للفلسطينيين،أو تصفية قضيتهم العادلة.
ومن هذا المنبر، ندعو المجتمع الدولى، إلى حشد الجهود الدولية والموارد، لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وتمكين السلطة الفلسطينية.. من العودة إلى القطاع والعمل على توسيع الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية" كون هذا المسار، هو الضامن الوحيد، للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار فى المنطقة.
تناولت مباحثاتنا أيضا، الملفات الإقليمية الملحة، وعلى رأسها الوضع فى سوريا الشقيقة .. حيث جددنا دعمنا الكامل للشعب السورى الشقيق وأكدنا ضرورة أن تكون العملية السياسية، خلال الفترة الانتقالية.. شاملة وغير إقصائية .. مع استمرار جهود مكافحة الإرهاب، ورفض أى مظاهر للطائفية أو التقسيم.
كما شددنا على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، على السيادة السورية .. وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضى السورية المحتلة، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
أخى الرئيس، فى ختام كلمتى، أؤكد لكم، أن مصر ستظل إلى جانب لبنان ، وإلى جانبكم، وإلى جانب الحكومة اللبنانية، فى كل المساعى الرامية، إلى الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، بما يلبى تطلعات شعبه النبيل .. ولنعمل معا من أجل تعزيز علاقاتنا الثنائية فى كافة المجالات .. ليستعيد لبنان دوره العريق، كمنارة للثقافة والتنوير فى المشرق.. والعالم العربى.
لقد كان التواصل بين مصر ولبنان إيجابياً يهدف إلى التنمية والحضارة… فقد كان هناك تواصل بين المصريين القدماء والفينيقيين… وفي العصر الراهن كانت مصر من أوائل الدول منذ الأربعينات التي أقامت علاقات مع لبنان… ومصر ولبنان لديهما جهد مشترك عبر السنوات الماضية في مجال الثقافة والكتابة والشعر … السيد الرئيس… نحن داعمون لك ونتمنى لك كل التوفيق.