الغارديان: ترامب يسعى لإعادة تشكيل العالم لكن النتيجة لن تعجبه
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
قالت صحيفة الغارديان، إن إحدى الطرق التي يعمل بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتشتيت الانتباه، هي جذب الأنظار دائما إلى الولايات المتحدة، وقوتها الكبيرة في ترهيب وتهديد الدول الأخرى، بالثقل المالي الهائل، وعبر مؤسسات القوة الناعمة والمساعدات.
وقالت في تقرير ترجمته "عربي21": "لكن في الوقت نفسه الذي يعرض فيه ترامب أجندته على المسرح العالمي، فإنه يسحب الولايات المتحدة من العالم ويقلل من دورها إلى عظامها العارية قوة إمبريالية تختار بشكل صارخ كيفية المشاركة بناء على تحالفاتها ومصالحها".
ولفتت إلى أن "أموال دافعي الضرائب الأمريكيين ثمينة للغاية من ناحية، لكن من ناحية أخرى يمكن إنفاقها بإسراف على مقترحات للاستيلاء على منطقة بأكملها في غزة وإرسال مليارات الدولارات كمساعدات لإسرائيل، إن هذا ليس انعزالية، بل هو انفرادية".
وبهذا تنسحب الولايات المتحدة، على الرغم من هيمنتها على العناوين الرئيسية، من عالم كانت تتراجع عنه لفترة طويلة كقوة أخلاقية وعسكرية واقتصادية إلى المشاركة الانتقائية.
وأضافت: "نهاية التاريخ في أوائل التسعينيات، عندما كان من المتوقع أن تبشر نهاية الحرب الباردة بعالم جديد تهيمن فيه القيم الرأسمالية الليبرالية في ظل العولمة والتجارة الحرة، وتزدهر الديمقراطية مع انهيار الاتحاد السوفييتي وأنظمته الاستبدادية في جميع أنحاء أوروبا الشرقية. ولكن في العقود الثلاثة التي تلت ذلك، توسعت الولايات المتحدة ثم انهارت على نفسها".
لقد بدأت البلاد تلك الفترة بعدة عمليات نشر وحملات عسكرية نشطة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا تحت ستار ترسيخ الأمن والحقوق الديمقراطية، فضلا عن نظام قوي من العقوبات التي يتم الالتزام بها على نطاق واسع على الأحزاب المنحرفة. وانتهت بانسحاب متسرع من أفغانستان مع عدم تحقيق أي من أهدافها، وخفض القوات في العراق ومجموعة من السفارات الفارغة في جميع أنحاء العالم.
وفي السابع من تشرين الأول/ أكتوبر2023، لم يكن للولايات المتحدة أي سفراء لدى الاحتلال أو مصر أو لبنان. وكان السبب الرئيسي وراء ذلك هو حرب العراق، حيث امتص المستنقع الذي وجدت الولايات المتحدة نفسها فيه الأكسجين من أجندة السياسة الخارجية للإدارة.
وقبل بضعة أشهر من تولي ترامب السلطة لولاية ثانية، أخبر أحد المخضرمين في السياسة الخارجية في واشنطن أن وزارة الخارجية عالقة في الماضي، وغير قادرة على التمحور وإتقان دورها الجديد في العالم، وقارن حنينها المجمد بـ "مشاهدة أفلام رعاة البقر القديمة بشكل متكرر".
إن السبب الرئيسي وراء هذا التراجع في قدرة الولايات المتحدة على الإكراه والإقناع هو نفس العولمة التي كانت لتجعل الولايات المتحدة رئيسا تنفيذيا لشركة العالم، ونشر أخلاقها الاقتصادية والسياسية. لقد شكلت حرية حركة رأس المال، وخفض الحواجز أمام التجارة، وإلغاء القيود التنظيمية على العمالة الرخيصة، وتنويع مصادر الدخل الوطني، عالما لم يعد من الممكن تقسيمه إلى محاور شر" معزولة وخارجة عن القانون وأنظمة مطيعة.
وقالت الصحيفة إن المجتمع الدولي منقسم الآن إلى دول تتمتع بثقل اقتصادي وتحالفات تجارية عالمية، ودول لا تمتلك أي منهما، ولكنها الآن لديها المزيد من الخيارات لتصبح دولا تابعة بعيدا عن مجال نفوذ الولايات المتحدة. ومع وجود ترامب في السلطة، فإن سحب الاستثمارات من سياسات إدارته المتقلبة وغير الموثوقة والتحول نحو حلفاء أكثر استقرارا سيكون الخيار الحكيم لأي حكومة تتمتع بهذه القدرة على "التحوط".
وهكذا يأخذ الولايات المتحدة معه، مضطربة وغير مستقرة، إلى عالم حيث يتم تقويض قدرتها على دفع أي أجندة ترغب فيها في أي وقت بشكل متزايد بسبب انهيارها الأخلاقي والسياسي، وصعود دول وترتيبات أخرى تعيد كتابة النظام العالمي. إنها نهاية نهاية التاريخ.
ورأت أن فصلا جديدا يبدأ الآن، فصل أكثر ازدحاما، حيث أصبحت السلطة السياسية أكثر قابلية للاستيلاء عليها، وقد يعمل ترامب، من خلال الانسحاب من أجزاء وتأكيد نفسه بقوة في أجزاء أخرى، على خلق فراغ واستفزاز في آن واحد من شأنه أن يحفز هذه العملية.
والمفارقة هنا هي أنه مع إلقاء ترامب بظلال داكنة كبيرة، فإن المزيد والمزيد من العالم يخرج من ظل الولايات المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب العالمي غزة امريكا غزة العالم ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
هل تراجعت الولايات المتحدة عن شرط نزع سلاح المقاومة في غزة؟
أنقرة (زمان التركية) – تقول تقارير إن الإدارة الأمريكية تخلت عن شرط إلقاء حركة حماس لسلاحها، كشرط لوقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل تطالبان منذ فترة طويلة بإلقاء حركة حماس لسلاحها مقابل إقرار وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وذكر موقع العربي الجديد أن الوسطاء الأمريكيين أبلغوا الوسطاء المصريين بإمكانية تناول قضية نزع سلاح حماس في مرحلة لاحقًا نظرا لوجوده ضرورة عاجلة للتوصل لوقف إطلاق نار.
وذكر مصدر مصري مطلع على المفاوضات أن المسؤولين الأمريكيين منفتحون على إرجاء عملية نزع سلاح حماس إلى ما بعد تطبيق وقف إطلاق النار.
وأوضح المصدر أن المسؤولين الأمريكيين أدركوا أن نفي القيادات والمقاتلين بحركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى خارج القطاع أمر غير عمي نظرا لمخاوف الدول المرشحة لاستقبالهم وكثرة عدد الأشخاص الذين تريد إسرائيل إبعادهم عن القطاع (يتراوح بين 3آلاف و5 آلاف)
وتطالب الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن 21 رهينة إسرائيلية لا تزال على قيد الحياة وتسليم الجثامين لدى حماس دفعة واحدة.
وتشير التقارير الاستخباراتية إلى مقتل ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين بعد استئناف اسرائيل للقتال في الثامن عشر من مارس/ آذار، كما أصيب الأسير عيدان ألسكندر الذي يحمل الجنسية الأمريكية خلال غارة جوية اسرائيلية وسط مخاوف على حياته.
وتزامن موقف الولايات المتحدة المشار إليه مع المرحلة التي قررت فيه حكومة بنيامين نتنياهو زيادة الضغوط العسكرية بقطاع غزة. وأثارت خطة نتنياهو لتصعيد الهجمات على قطاع غزة انتقادات عائلات الأسرى الاسرائيليين.
وتُثار أنباء مؤخرًا عن تدهور العلاقات بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس اوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو.
هذا وتخطط إسرائيل لبدء هجمات جديدة على قطاع غزة حال عدم تحقيق أي تقدم في المفاوضات حتى انتهاء جولة ترامب بالشرق الأوسط وذلك في إطار القرار الصادر عن اجتماع مجلس الوزراء الأمني الأخير. ومن المنتظر أن تنتهي جولة ترامب بالشرق الأوسط في السادس عشر من مايو الجاري.
Tags: الحرب الاسرائيلية على قطاع غزةالمقاومة الفلسطينيةبنيامين نتنياهوحركة حماسدونالد ترامب