مستشرق إسرائيلي: شعورنا بالفشل غير مسبوق والحرب أثبتت عدم إمكانية محو حماس
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، تتزايد تساؤلات الإسرائيليين عن سبب شعور الفلسطينيين بالنصر رغم مشاهد الدمار المحيطة بهم، واستشهاد عشرات الآلاف منهم.
وعن هذا قال رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، مايكل ميلشتاين: إن "حرب السيوف الحديدية (حرب الإبادة) تنضم لسلسلة من الصراعات في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي التي تنتهي بطريقة معقدة".
وأضاف ميلشتاين في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل تحقق إنجازات استراتيجية ونجاحات عسكرية، لكنها تشعر بالمرارة وحتى الفشل، رغم معاناة الفلسطينيين ضربات قاسية وخسائر عسكرية، لكنهم ينظرون للحرب باعتبارها إنجازا تاريخياً، لاسيما وأن إسرائيل شعرت بالأذى والمفاجأة".
وأوضح أن "هذا الأمر تكرر في حرب سيناء 1956، التي كانت، مثل الحرب الحالية، مصحوبة بضغوط أميركية على إسرائيل، لتنفيذ انسحاب إقليمي، وإنهاء الصراع، وكذلك في حرب 1973، والانتفاضة الثانية 2000، وحرب لبنان الثانية 2006، وعملية الجرف الصامد (تصاعد العدوان على غزة عام 2014)".
وأشار إلى أن "الذاكرة الجماعية العربية ترى هذه الحروب باعتبارها إنجازات نتجت عن إظهار التضحية، والقدرة على تحمل الخسائر البشرية الكبيرة، فضلا عن الصمود الذي لم يسمح لإسرائيل بإعلان النصر الكامل، وبعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع حماس، تكمن جهودها لترسيخ رواية في أذهان الجمهور مفادها أن نتنياهو أعلن في السابع من أكتوبر أن هدفه تدمير الحركة، ولكن بعد 15 شهرا اضطر لتوقيع اتفاق معها، بمعنى آخر، فإنه اعترف بحكم الأمر الواقع بأنها العامل المهيمن في غزة، دون أن يكون هناك بديل لها".
وأوضح أن "هناك شعور مماثل يسود بين قطاعات كبيرة من الجمهور في غزة، رغم معاناتهم غير المسبوقة، فإنهم يرون في اتفاق وقف إطلاق النار، وهجوم السابع من أكتوبر، إنجازات وطنية، ويعتقد معظم الفلسطينيين أنه هجوم على أهداف عسكرية، ولم يصاحبه جرائم، ولم نجد مثقفا فلسطينيا بارزا أو زعيما سياسيا أو إعلاميا يتحدث عن الندم والخجل والمسؤولية فيما يتصل بها".
واعتبر أن هناك "رؤية أخرى يمكن استخلاصها من هجوم السابع من أكتوبر، وهي أن الفلسطينيين والإسرائيليين، مقتنعون بأن حماس ليست حادثا عابرا في التاريخ الفلسطيني، بل نتيجة لعدم وجود مفاوضات سياسية، أو بسبب الصعوبات الاقتصادية، وأن أعضاءها ليسوا غرباء منعزلين عن المجتمع الذي يعملون فيه، بل جزء لا يتجزأ منه، مندمجون فيه، وهو يؤثر فيهم، ويمثلون أجزاء كبيرة منه، وبالتالي فإن هذه الحركة لا يمكن محوها، كما زعم العديد من الإسرائيليين".
وأكد أنه "منذ السابع من أكتوبر لا يوجد انقسام حاد بين الحركة والجمهور الفلسطيني، وهي الصورة التي تحاول حماس نفسها تسويقها، بما يعزز مكانتها في النظام الفلسطيني، والتصور الذي يقدس استمرار النضال ضد الاحتلال، مما يجعل من هذه المواجهة الأصعب في تاريخ الصراع الإسرائيلي العربي، وقُتل خلالها عشرات آلاف الفلسطينيين، جعلت من حماس قوة عظمى".
ولفت إلى أن "حرب غزة التي قتل فيها الآلاف من سكانها، ودمّر القطاع، انتهت بعداء غير مسبوق، وطموحات محمومة للانتقام من إسرائيل، وليس مستغربا ألا نسمع أي أصوات، أثناء الحرب وبعدها، تدعو للتخلي عن طريق المواجهة، في ظل هشاشة النقاش حول الدولة الفلسطينية نظرا للضعف العميق الذي تعانيه السلطة الفلسطينية، كما أن فكرة الدولة الواحدة خيال خطير سيؤدي لواقع بلقاني دموي، وسيشكل سيناريو متفجر متمثل بالاختلاط الديمغرافي والجغرافي الكامل بين الشعبين، وسيكون أكثر خطورة".
ومن ناحية أخرى، قال مراسل ذات الصحيفة للشؤون الفلسطينية، عيناف حلبي: إن "العالم سرعان ما نسي أهوال هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وتمسك بالصور القادمة من غزة للأطفال الجائعين، والرضع الذين يموتون من البرد، والغزيين الذين فقدوا ممتلكاتهم وأرواحهم، وحماس التي ستعود للسلطة بسرعة كبيرة، ومن بقي في غزة من قياداتها العسكرية والسياسية سيستمرون بإدارة شؤون القطاع، وكأن شيئا لم يكن، بعد أن نجحت بتجنيد أكثر من أربعة آلاف عنصر جديد، رأينا بعضا منهم في شوارع غزة حيث احتفل الآلاف خلال تسليم الأسيرات".
وأضاف حلبي في مقال ترجمته "عربي21" أنه "يمكن للإسرائيليين القول بصوت حازم وواثق، أن هذا ما سيكون عليه قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، أما الإسرائيليين فسيستمرون بالعيش مع ندبة السابع من أكتوبر، مع الصور القاسية والمرعبة، والمختطفين الذين ماتوا، والقليلين الذين ما زالوا على قيد الحياة، أما من بقي منهم أحياء، فسيعيشون مع الصدمات واليأس، ومع جيش فقد جنوده، ووضع اقتصادي صعب يؤثر علينا جميعًا، فيما أثارت هذه الحرب العديد من الأسئلة والمخاوف الإسرائيلية، لأن حماس تمتلك ذخيرة لا حصر لها، بجانب أموال وتمويل لا ينضب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الإسرائيليين حماس الاحتلال إسرائيل حماس غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من أکتوبر فی غزة
إقرأ أيضاً:
أمريكا والحرب الضارية…!
أثارت تصريحات "ترامب" بشأن الحرب بين إسرائيل، وإيران تساؤلات عدة حول الموقف الأمريكى الحقيقى منها، وما إذا كانت نية "ترامب" تميل حقًّا إلى وقفها كونها تمثل خطرًا جسيمًا على حلفائه العرب وغير العرب فى المنطقة فى حال توسعها أو خروجها عن نطاق السيطرة. ويظل الهدف المضمر من تلك الحرب لا يختلف عن هدف إسرائيل المعلن وهو تدمير البرنامج والمنشآت النووية الإيرانية، وإضعاف النظام السياسى الإيرانى وربما الإطاحة به.
لقد سارعت الإدارة الأمريكية منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة 13 يونيو الجارى إلى التأكيد على النأي بنفسها عن المشاركة الفعلية فيها. ورغم أنها ساعدت إسرائيل فى اعتراض الصواريخ أوضحت واشنطن أن حكومة "نتنياهو" تتصرف بمفردها فى الهجوم على إيران، وأن واشنطن كانت على علم بموعده، ووافقت على تنفيذه.
وكان قد نقل عبر الإعلام أن إدارة "ترامب" أبلغت حلفاءها فى المنطقة بعدم اعتزامها الانخراط الفعلي فى الحرب بين إسرائيل وإيران ما لم تقدم طهران على استهداف قواعد، أو مصالح أمريكية فى منطقة الخليج. ورغم تنديد بعض قادة الدول العربية والإسلامية بالهجوم الإسرائيلي على إيران، وتوجيه دعوات لضبط النفس، ومناشدات بخفض التصعيد فإن تصريحات "ترامب" اكتست صبغة تحذيرية وخطيرة على نحو متصاعد خلال الأيام الماضية. ففى أحدث منشوراته قال "ترامب"- وكأن الصراع قائم بين واشنطن وطهران-: (إن صبر الولايات المتحدة الأمريكية من إيران بدأ ينعدم)، مطالبًا إيران بـ(الاستسلام غير المشروط)، وأضاف قائلاً: (نعرف تمامًا أين يختبئ المرشد الأعلى فى إيران، هو هدف سهل، ولن نقضى عليه على الأقل فى الوقت الحالى).
لقد بدا للعالم اليوم أن "ترامب" بدأ يغلق الباب أمام الفرص الدبلوماسية الداعية لوقف الحرب.
جاء ذلك بعد تصريحات أدلى بها لشبكة (سى إن إن) الأمريكية بعد عودته من مؤتمر مجموعة الدول السبع فى كندا قال فيها: (إن الستين يومًا التى أمهلها لإيران انتهت دون إبرام أى اتفاق)، وأضاف: (إيران لا تكسب هذه الحرب، ويجب عليها الانخراط فى التفاوض على الفور قبل فوات الأوان). وعلى غرار الجيش الإسرائيلى دعا "ترامب" سكان العاصمة طهران إلى إخلائها فورًا. وبادر بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومى الأمريكى أعلنت القوات الأمريكية من خلاله نقل 28 طائرة للتزود بالوقود إلى المنطقة، وعشرات المقاتلات، فيما أبحرت حاملة الطائرات (يو إس إس نيميتز) من بحر الصين الجنوبى باتجاه المنطقة. كما أرسلت بريطانيا ودول غربية طائرات حربية إلى قبرص تحسبًا لأى تصعيد يقتضى مساعدة أوروبية عسكرية فعلية للجهد العسكري الإسرائيلي.
ولهذا قد لا تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية استهداف إيران للمصالح والقواعد الأمريكية فى الشرق الأوسط لتتدخل إلى جانب إسرائيل، وتأكد ذلك من خلال لهجة ترامب وتهديداته وتحذيراته التى تشى طبقًا للمحليين بأن الساعات والأيام القليلة الماضية قد لا تكون فاصلة فى تاريخ المنطقة. ولهذا سارعت الصحف الإسرائيلية تصدرها صحيفة "جيروزاليم بوست" فدعت الرئيس "ترامب" إلى مساعدة إسرائيل فى إتمام تفكيك نظام خامنئي. ولقد أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن تدمير قاعات تخصيب اليورانيوم فى (نطنز)، بالإضافة إلى مخابئ صواريخ الحرس الثورى الإسلامى. وهو ما دعا الصحافة إلى أن يعتريها التعجب، من الصمود، بالإضافة إلى مخابئ صواريخ الحرس الثوري الإسلامي. أما ما أثار التعجب فهو صمود "آية الله خامنئي" الذي شبهته الصحافة بـ"ظلام الصحراء".ِ