تطرّق الوزير السابق القاضي محمد وسام المرتضى في كلمة له من المملكة العربية السعودية الى المخطّطات المراد تنفيذها ضد المنطقة وشعوبها وقال:" ترتفع أصوات قادة الاحتلال مع صوت راعيهم الأميركي في الجهر بمخططاتهم المتعلّقة بتهجير الفلسطينيين من غزّة والضفة إلى مصر والأردن والمملكة العربية السعودية".

تابع:" نحن هنا أمام فعل جنائي، تتعدّد أوصافه الجرمية: إذ يشكل أولًا جرم التهجير القسري الذي هو في تعريفه القانوني جريمة ضد الإنسانية نصّت عليها إيماءً وتصريحًا جميع التشريعات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

فلا يجوز قطعًا إبعاد شعبٍ جماعةً عن موطنه، فكيف إذا حصل ذلك من أجل صفقة عقارية. وهو يشكّل ثانيًا تعديًا سافرًا على سيادة دول مستقلة، وهو ثالثًا يبيح استمرار الاحتلال محاولًا تشريع وجوده بالقوة."

اضاف:" كانت ردّات الفعل العربية على هذه المخططات تاريخيةً وواضحةً في شجبها ورفضها. ذلك تبيّن من مواقف ولي عهد المملكة العربية السعودية الذي رفض هذا المخطّط من أساسه كما رفض أن تكون المملكة وطنًا بديلًا للفلسطينيين. وكذلك فعل دولة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي اعتبر أن هذه الدعوات تكشف حقيقة السياسة العدوانية الإسرائيلية العابرة للحدود ".

واردف:" الأنكى أن الكيان العنصري التوسّعي يريد المضي في هذا المشروع لمصلحة تثبيت وجوده في فلسطين، فيما يقاربه الرئيس الأميركي من زاوية الصفقة العقارية السياحية المربحة. إننا هنا إذن أمام أوضاع قانونية جنائية يجهر العدوان وداعموه بعزمهم على ارتكابها، ضاربين عرض الحائط بجميع المواثيق والتشريعات الأممية. ربما كان عملًا جيدًا، لمحاولة اجهاض ما يخطط لمنطقتنا وشعوبنا، اللجوء إلى المحاكم والمنظّمات الدولية طلبًا لتنفيذ أحكام القانون الدولي الإنساني بهذا الخصوص، والشكوى الفردية، لكن هذا وحده لا يكفي ما لم يقترن بخطة مقابلة علمية وعملية، تهدف إلى تعاون وتكاتف  عربي لإفشال هذا المخطط عبر القانون وايضاً عبر المقاومة بكل وجوهها، ولا سيما العسكرية منها".

ختم:" علينا كعرب ان نأخذ العبرة من القول المأثور "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض" فهل نحن  فاعلون قبل فوات الأوان، كما سأل رئيس مجلس النواب نبيه بري؟".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

اليمنيون يفتقدون للعيد وتعز تموت عطشا والحروب العابرة تعد بالمزيد من الخراب

لا شيء أكثر مرارة في اليمن هذه الأيام من العجز عن الشعور بالفرح في أقدس أعياد المسلمين وأعظمها على الإطلاق، عيد الأضحى المبارك.. لا يتعلق الأمر بانسداد الأفق السياسي أو باستمرار التوتر الأمني والاشتباكات المتقطعة وانفجارات الألغام والقنص المميت والاعتقالات فقط، ولكن هناك مظاهر لها علاقة مباشرة بعجز السلطة الشرعية وقوى ما دون الدولة المهيمنة في البلاد، وتتفاقم بشكل مخيف؛ لعل أكثرها خطورة شح المياه الذي يضرب مدينة مليونية مثل مدينة تعز ومحافظة ملاينية مثل محافظة تعز، والفقر الشديد جدا الذي يضرب البلاد كلها.

لقد تحول عيد الأضحى المبارك بالنسبة لسكان مدينة تعز وأجزاء من ريفها إلى جحيم حقيقي، إذ يقضي سكان المدينة ليلهم ونهارهم في طوابير طويلة للحصول على المياه التي يعاني معظمها من الملوحة، واقعين تحت تأثير الحصار المائي الذي تفرضه جماعة الحوثي من خلال سيطرتها على حقلين رئيسيين كانا يزودان المدينة بالمياه قبل العام 2014، والواقعين إلى الشمال منها، وانحسار قدرة الشبكة المغذية لسكان المدينة بالمياه إلى ما دون الـ10 في المائة.

وحتى في الآبار الواقعة تحت سيطرة السلطة المحلية الشرعية للمحافظة يواجه السكان مشكلة في الوصول إليها، نتيجة كلفتها العالية الناجمة عن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل صهاريج نقل المياه، في وقت يعاني سكان المدينة من شح مالي كبير نتيجة انقطاع المرتبات منذ نحو شهرين، وعدم كفايتها حتى لو صُرفت للموظفين والمعلمين بانتظام.

مظاهر الفشل العام تهيمن على البلاد، وتتجلى في العجز المخيف في قدرة اليمنيين سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، وهو عجز يحول دون تمكنهم من العيش بما يليق بكرامتهم الإنسانية، في ظل استشراء الفوضى، والحروب الوظيفية، وجبروت قوى ما دون الدولة وارتباطاتها السيئة بأجندات خارجية شديدة الخبث والمكر والطوية السيئة تجاه اليمن
تمثل مدينة تعز أنموذجا صارخا للمدن الكبيرة العطشى في هذا العالم، ويزيد من مأساتها أنها تعيش في ظل عجز سياسي واستراتيجي واقتصادي وفقر مائي وضغط سكاني هائل وفقر شديد، كلها صنعت مشكلة بالغة التعقيد لا يمكن حلها إلا عبر توفر تمويل استثماري كبير، يحتاج بالضرورة إلى استنهاض الشرعية ودورها، وحدوث تحول عجزي في سلوك مجلس القيادة الرئاسي ورئيسه، لأنه يدرك أكثر من غيره مأساة تعز التي ينتمي إليها وكان يشغل منصب مدير الأمن فيها حتى العام 2006.

مظاهر الفشل العام تهيمن على البلاد، وتتجلى في العجز المخيف في قدرة اليمنيين سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، وهو عجز يحول دون تمكنهم من العيش بما يليق بكرامتهم الإنسانية، في ظل استشراء الفوضى، والحروب الوظيفية، وجبروت قوى ما دون الدولة وارتباطاتها السيئة بأجندات خارجية شديدة الخبث والمكر والطوية السيئة تجاه اليمن ودوره وموقعه ووحدته وقوته الجيوسياسية الكامنة.

أمام هذا الثقل الهائل من المعاناة والدمار المعيشي والعجز الحاد، يبدو أن القوى الخارجية المهينة قررت أخذ قسط طويل من الراحة مستأنسة بحالة الاستسلام المهينة للقوى اليمنية، في حين تفقد الأمم المتحدة فضيلة ترتيب الأولويات في ضمن أجندتها المكلفة ماليا، إذ ينصب اهتمام المنظمة ومبعوثها إلى اليمن ومعهما مجلس الأمن على قضية واحدة يُراد لها أن تصرف الأنظارَ عما سواها، وهي قضية احتجاز الحوثيين لعدد من العاملين في المنظمات الدولية في صنعاء، وهي قضية إنسانية في غاية الأهمية، لكنها تبقى فرعية أمام مظاهر الفشل الذي أصاب الجهد الأممي، وأبقى اليمن وشعبه في وضع أمني واقتصادي ومعيشي لا يمكن احتماله، في وقت تراجعت فيه التمويلات الدولية لجهود الاستجابة للاحتياجات المعيشية الضرورية لليمنيين.

دور الأمم المتحدة ومبعوثها يتراجع بصورة كبيرة، وباتا يقتاتان على فرص الهدوء المتقطعة التي تطل بعد كل هدنة تفرضها واشنطن أو حرب عابرة للحدود
لا نبالغ إذا قلنا إن دور الأمم المتحدة ومبعوثها يتراجع بصورة كبيرة، وباتا يقتاتان على فرص الهدوء المتقطعة التي تطل بعد كل هدنة تفرضها واشنطن أو حرب عابرة للحدود. فبعد توقف الضربات الأمريكية، باشر المبعوث هانس غروندبيرغ في إجراء لقاءات في كل من الرياض ومسقط؛ شملت حتى مسؤولين إيرانيين كانوا متواجدين في العاصمة العمانية، أصدر بعدها بيانات أوحت بأن هذا الحدث سيكون له ما بعده وأن عجلة العمل من أجل العودة إلى خارطة الطريق باتت متاحة الآن.

في تقديري أن هذا الجهد لا معنى له إذا كان يطمح إلى عودة الجميع إلى خارطة الطريق التي فرضها بايدن، وأغرقها بالمنح السخية لجماعة الحوثي على خلفية علاقة متوترة له ولحزبه آنذاك مع القيادة السعودية. وعليه، فإن الأمم المتحدة ومبعوثها يخفيان حقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت عملا عدائيا واحدا فقط، وأبقت على أعمال عدائية أخرى شديدة التأثير وعلى رأسها العقوبات.

صحيح أن تلك الأعمال موجهة ظاهريا ضد جماعة الحوثي وتخصم من مكاسبها، خصوصا المكاسب التي كانت تنطوي عليها خارطة الطريق على المستويات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، لكن العقوبات يبدو أنها تؤثر في جانبها الاقتصادي والمالي على قطاع واسع من اليمنيين، حتى أولئك الواقعين خارج سيطرة جماعة الحوثيين، ويتجلى ذلك بوضوح في العقيدات التي يواجهها اليمنيون في الداخل والخارج فيما يخص المعاملات المالية والتحويلات.

وثمة حرب مفتوحة طرفها الآخر الكيان الصهيوني الذي تحدث قادته مؤخرا عن توفر معطيات استخبارية ميدانية في اليمن، قد تُبقي عدوان هذا الكيان مفتوحا، ضمن مواجهة استدعتها الحرب الوظيفية للحوثيين.

x.com/yaseentamimi68

مقالات مشابهة

  • سفير المملكة بالسودان: السعودية ستبقى سندًا للسودان وأهله
  • وزير الاستثمار يرأس وفد المملكة في قمة الشراكة والاستثمار السعودية – البريطانية في “مانشن هاوس” بلندن
  • تعرف على قانون التمرد الذي فعّله ترامب وحالات استخدامه السابقة
  • وزير الاتصالات يبحث مع سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
  • المملكة تسرّع خطواتها نحو النقل الكهربائي ضمن مبادرة "السعودية الخضراء"
  • مركز "شمس": استهداف الاحتلال للطواقم الطبية في غزة جرائم حرب تستدعي الملاحقة
  • وزارة الاعلام السعودية تبرز ريادة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج
  • الخارجية الإسبانية تستدعي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد
  • رئيس اللجنة الكشفية العربية يشيد بتميز المملكة في تنظيم حج 1446هـ
  • اليمنيون يفتقدون للعيد وتعز تموت عطشا والحروب العابرة تعد بالمزيد من الخراب