أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب، مشيرًا إلى أننا نعيش في عالم متعدد الاتجاهات والأفكار، مما يستوجب التمسك بالهوية الوطنية والثوابت الدينية لمواجهة محاولات طمسها.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها جامعة كفر الشيخ اليوم تحت رعاية الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس الجامعة وحضور الدكتور محمد عبد العال نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب و الدكتورة أمانى شاكر نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة و العميد مصطفى شوقى للمستشار العسكرى للمحافظة والدكتور على صبرى أمين الجامعة والدكتور رشدى العدوى منسق عام الأنشطة الطلابية وعمداء الكليات واعضاء هيئة التدريس بالجامعة، حول "القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان أساس التعايش السلمى"، حيث أوضح الدكتور نظير أن العالم يشهد ترويجًا لمفاهيم مغلوطة حول الدين والحرية، وهو ما يستدعي التصدي له بالوعي والفهم الصحيح لمقاصد الشرائع السماوية، مؤكدًا أن الاختلاف في العقيدة لا يمنع من التعايش المشترك.

وأشار إلى أن العالم يواجه أزمة أخلاقيات في العديد من المهن، مما ينعكس سلبًا على استقرار المجتمعات، لافتًا إلى أن بعض القوى تسعى لإشعال الفتن بين الشعوب العربية وإضعاف وحدتها، وهو ما يستوجب التكاتف والتمسك بالقيم الدينية السامية.

وشدد على أن جميع الأديان تقوم على الخضوع والاستسلام لله تعالى، وأن المعنى الشرعي يختلف بين الأمم والجماعات وفق سياقاتها التاريخية والثقافية، إلا أن جوهر الرسالات السماوية يظل ثابتًا في الدعوة إلى الحق والخير.

وأضاف أن القيم الدينية الحقيقية تعزز من وحدة المجتمعات وتساهم في بناء حضارة قائمة على التسامح والتعايش، مؤكدًا أن التحدي الأكبر يكمن في فهم الأديان بعيدًا عن التحريف والتأويلات الخاطئة التي تؤدي إلى الانقسامات والصراعات. وشدد على ضرورة نشر الخطاب الديني المعتدل الذي يدعو إلى الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان المختلفة، انطلاقًا من المبادئ المشتركة التي تدعو إلى احترام الإنسان وكرامته.

كما أكد أن المؤسسات الدينية والعلمية عليها دور محوري في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز الوعي بقيم الوسطية والاعتدال، مشيرًا إلى أن التعايش السلمي لا يعني التنازل عن المبادئ، بل يتطلب إدراكًا حقيقيًا لحقوق الآخرين وواجباتهم. واختتم حديثه بالتأكيد على أن العالم بحاجة إلى نموذج حضاري يعكس القيم المشتركة بين الأديان، ويؤسس لعلاقات إنسانية قائمة على العدل والسلام.

واختتم الدكتور نظير حديثه بالتأكيد على أن الإسلام يدعو إلى الوسطية والاعتدال، وهو ما يتجلى في تعاليمه التي تحث على التعايش السلمي واحترام الآخر، مؤكدًا أن الرسالات السماوية تشترك في تقديس الله وتنزيهه عن المعاصي، مما يعكس وحدة المصدر الإلهي رغم تعدد التشريعات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية جامعة كفر الشيخ ندوة تثقيفية الخطاب الديني مكافحة التطرف الاستقرار التسامح الوسطية التعايش السلم المجتمعي تصحيح المفاهيم إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأوقاف تواجه الشائعات بخطة شاملة لتعزيز الوعي المجتمعي

ناقش الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقريرًا موسعًا قدمه الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، حول الخطوات التي تتخذها الوزارة لمواجهة الشائعات وتعزيز الوعي في مختلف أرجاء الجمهورية.

مدبولي شدد على أن مواجهة الشائعات لا تكون فقط عبر التصحيح، بل ببناء وعي قادر على فهم أبعادها وتقدير مخاطرها، وخصوصًا لدى الشباب والنشء، وذلك لتشكيل حاجز منيع يحمي المجتمع من تأثير هذه الظواهر السلبية.

التقرير تضمن عرضًا لمحاور متعددة، أهمها اعتماد خطة ممنهجة لمجابهة الشائعات عبر أدوات التوعية الحديثة، مثل إنتاج مقاطع فيديو وبوسترات توعوية بمشاركة الأئمة والواعظات، إلى جانب إشراك المواطنين بشكل مباشر في كشف الإشاعات والرد عليها، من خلال الخطب والدروس والندوات في المساجد المنتشرة على مستوى الجمهورية.

الأوقاف تواصل المجالس العلمية بالمساجد وتطلق المجلس الـ 33 لشرح السيرة النبويةوزير الأوقاف يستقبل رئيس الجالية الأذربيجانية بمصر..ويؤكد عمق العلاقات الثنائية

وأشار الأزهري إلى أن تطور الإعلام الرقمي فرض واقعًا جديدًا، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة لترويج المعلومات الكاذبة، ما دفع الوزارة لإطلاق منصات إلكترونية في كافة المديريات، وتشكيل وحدات دعوة رقمية نشطة على تطبيقات مثل فيسبوك، تويتر، تيليجرام، وتيك توك.

كما تضمنت الخطة دورات وورش عمل تدريبية للأئمة والواعظات لتأهيلهم في مجال تفنيد الإشاعات بالمنطق والعلم، إلى جانب إطلاق مجلات رقمية مثل "منبر الإسلام" و"وقاية"، التي تركز على معالجة الفكر المنحرف والخطاب التحريضي.

وفي سياق موازٍ، أكد الوزير استمرار حملة "صحح مفاهيمك" التي تتناول مجموعة من القضايا المؤثرة على وعي المجتمع مثل الإدمان، الانتحار، التنمر، الرشوة، والعنف ضد الأطفال، وغيرها من السلوكيات السلبية، مشيرًا إلى توظيف الوسائل التفاعلية الحديثة لجعل الخطاب الدعوي أكثر تأثيرًا وشمولًا.

ومن بين أبرز المبادرات، أطلقت الوزارة بالتعاون مع وزارة الاتصالات "منصة الأوقاف الرقمية"، وهي منصة شاملة توفر محتوى علميًا وثقافيًا ودينيًا بلغة عصرية، وتستهدف كافة فئات المجتمع، بما في ذلك الأطفال، عبر تقديم محتوى ترفيهي يحمل القيم الأخلاقية والإسلامية.

كما أنشأت الوزارة قسمًا خاصًا على منصتها الرقمية لمواجهة "التطرف اللاديني"، عبر مجموعة من المقالات والمضامين التي تعالج ظاهرة الشائعات فكريًا ونفسيًا.

واختتم الأزهري تقريره بعرض سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي تم تنفيذها على مدار العام، أبرزها حملات دعوية موحدة تناولت خطر الشائعات في خطب الجمعة، ومشاركات إعلامية عبر برامج تلفزيونية وصحفية بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام والصحافة، بالإضافة إلى حملة إعلامية موسعة عبر منصات الوزارة الرقمية.

وأكد وزير الأوقاف التزام الوزارة بمواصلة جهودها التوعوية كجزء من رسالتها الأساسية في نشر ثقافة الوعي، وتحصين المجتمع من كل فكر هدام أو إشاعة مغرضة تهدد استقراره.

طباعة شارك وزارة الأوقاف الشائعات مصطفى مدبولي المنصات الرقمية الوعي المجتمعي

مقالات مشابهة

  • أحيلت للتحقيق في الجامعة.. سعاد صالح تثير الجدل من جديد والمؤسسات الدينية ترد عليها
  • وزير التعليم العالي يكرم الدكتور منصور حسن لمجهوداته خلال فترة رئاسته لجامعة بني سويف
  • لتعزيز الإعلام الجامعي.. حلوان الأهلية تطلق مشروعها الإعلامى الرقمى
  • وزير التعليم العالي: جامعة كفر الشيخ الأهلية نموذج متكامل لـ التعليم الذكي
  • تعليم يواكب المستقبل.. افتتاح جامعة كفر الشيخ الأهلية وفق أحدث البرامج الدراسية
  • وزير التعليم العالي ومحافظ كفر الشيخ ورئيس الجامعة يفتتحون مقر جامعة كفر الشيخ الأهلية
  • كيف تواكب المؤسسات الدينية الذكاء الاصطناعي دون تفريط في الفتوى؟ مفتي الجمهورية يُجيب
  • الأوقاف: قوافل دعوية تجوب المحافظات لمواجهة التنمر وتصحيح المفاهيم المغلوطة
  • مفتي الجمهورية ناعيا الدكتور مصطفى فياض: كان من كبار علماء عصره
  • الأوقاف تواجه الشائعات بخطة شاملة لتعزيز الوعي المجتمعي