توقعات بزلازل مدمرة في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
البلاد ــ وكالات
لم يكتف متنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس باستعادة تغريداته قبل الزلزال المدمر، الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير عام 2023، التي أعطته شهرة عالمية، لكنه يبدو أكثر تفاؤلاً بهذا الشهر.
وأطلق هوغربيتس- في فبراير الجاري- سلسلة من التوقعات التي تشير إلى مخاطر زلزالية مدمرة؛ ستطول ثلاث دول في البحر المتوسط، وهي تركيا واليونان وإيطاليا، بالإضافة إلى زلزال كبير قد يضرب منطقة الشام.
ولمع اسم هوغربيتس بعد الزلزال المدمر، الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير 2023، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص، وذلك بعد أن انتشرت تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توقع زلزالًا بقوة 7 درجات” لم يحدد موقعه أو توقيت حدوثه” قبل ثلاثة أيام من حدوثه، مستندًا إلى نظريته التي تربط بين الهندسة الناشئة عن حركة الأجرام السماوية، وعلاقتها بالنشاط الزلزالي على الأرض.
ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن إطلاق التوقعات، التي غالبًا ما كانت تخيب.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الرهانات الفاشلة والناجحة في الشرق الأوسط!
أي الرهانات سينجح وأيها سيفشل في الشرق الأوسط بعد التطورات الأخيرة التي عرفتها المنطقة ودخول فواعل ومتغيرات العدوان الصهيوني على إيران ساحة الحسابات الاستراتيجية؟
بالتعريف يتشكل الرهان الاستراتيجي من مجموعة المتغيرات والفواعل التي – وهي في حالاتها التفاعلية الديناميكية – يمكنها أن ترهن مستقبل دولة ما أو مجموعة دول أو منطقة في مدة زمنية محددة قد تمتد من سنتين إلى 25 سنة أو أكثر.
لذلك إذا أردنا حساب التفاعلات الحاصلة اليوم بين مختلف المتغيرات والتي قد يزيد عددها عن الخمسين والفواعل التي قد يزيد عددها عن العشرة، فإننا سنكون أمام مصفوفة مُركَّبة للغاية يصعب تفكيك مخرجاتها إلا من خلال أدوات تحليل متعددة يتحكم فيها عادة خبراء الاستشراف الاستراتيجي المُتمرِّسين.. لذلك ازداد عدد المتحدثين عن مآلات القضية الفلسطينية وإيران والدول الخليجية والكيان الصهيوني ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بكاملها في الآونة الأخيرة من دون جدوى، وتضاربت التوقعات إلى درجة أن أصبح في غير مقدور المُتَتبِّع للأوضاع التعرف على الصحيح من الخطأ فيها. ومنه زاد الغموض والارتياب، وبات من اللازم توضيح بعض المنطلقات الأساسية التي تُساعد على فهم الرهانات المستقبلية بشكل أوضح، من دون الزعم بالفصل في الموضوع.
– أولا: ينبغي عدم الخلط بين المتغيرات والفواعل في أي صراع، حيث أن الفاعل هو متغير لديه قدرة على اتخاذ القرارات، والمتغير هو عنصر في علاقة ديناميكية مع عنصر واحد آخر على الأقل. وهذا يجعلنا في حالة العدوان الصهيوني على إيران مثلا نكتشف بأن الكيان أراد ضرب إيران كفاعل وفشل وهو الآن بصدد التعامل مع المتغيرات المشكلة للنظام (العسكرية، السياسية، المجتمعية، الدينية، الدولية… وهي بالعشرات) ومنه نستبعد قدرته على الفوز برهان الهزيمة الكاملة لإيران.
ثانيا: عدم الوقوع في فخ التحليل من منطلق الفاعل الواحد لفهم الرهانات، كالقول أن الصراع الجاري حاليا محوره “اسرائيل” أو إيران (الذي استخلص منه البعض مغالطة “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين”)، لأن في ذلك إغفال متعمَّد ومقصود لطبيعة المعركة المُرَكَّبة الحالية في المنطقة بين الفواعل الغربيين والشرقيين (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا رمز التكتل الغربي)، (الصين، روسيا، باكستان رمز التكتل الشرقي) إضافة إلى الفواعل المحليين ذوي الأثر التابع (دول التطبيع والرافضة لذلك… الخ) وموقع فلسطين المركزي (وما يحدث في غزة بالتحديد) من كل ذلك، ومن شأن تجنب هذا الفخ التمكن من النظر لرهانات المنطقة من زوايا متعددة وليس من زاوية واحدة.
ثالثا: عدم الوقوع بالمثل في فخ التحليل من زاوية المتغير الواحد سواء أكان متعلقا بالمعتقدات والأفكار (شيعي، سني، فارسي، عربي، إسلامي، علماني… الخ) أو متعلقا بالقدرات العسكرية والاقتصادية والديمغرافية (قوات جوية، صاروخية، استخبارات، نفط، عدد سكان… الخ) أو غيرها من المتغيرات! وقد أخطأت الكثير من التحاليل المتعلقة بالرهانات فقط، لأنها لم تراع هذا الفخ!
ومنه نستخلص أن كل الرهانات المنطلقة من الفاعل الواحد أو المتغير الواحد إنما هي خاطئة منهجيا وعلينا اعتبارها من التخمين أو التحاليل المُتلاعَب بها، وبالعكس كلما كان التحليل مرَكَّبا شاملا لمختلف الأبعاد كلما اعتبرناه الأقرب للصواب.. وعلى كلٍ مِنَّا تحمل مسؤولية تدريب قدراته الإدراكية على الفهم الصحيح قبل أي موقف يتخذه…
الشروق الجزائرية