دُنُوّ قيام الدولة الفلسطينيَّة
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
إسرائيل كما هي في راهنها دولة مهزومة، وإن بدَت منتصرة
نتيجة التطورات الأخيرة على الصعيد العالمي، ومنها نتائج "طوفان الأقصى"، وتعنت قادة إسرائيل في رفض الوجود الفلسطيني خاصة حماس، وخطاب الرئيس الأمريكي العلني لتهجير سكَّان غزة، وقد يطال هذا أيضاً سكان الضفة، لم يعد في نظر كثيرين مُهمّاً الحديث عن قيام دولة فلسطينية- كاملة السيادة أو حتى ناقصة ومنزوعة السلاح، ومكلفة بحماية أمن إسرائيل ـ بقدر ما يجب التركيز على بقاء الفلسطينيين على أرضهم، كحالة وجودية، وليس حضوراً وطنيّاً وسياسيّاً".الرأي السابق، إن تحقق، معناه الاكتفاء بجانب من الحياة بغض النظر على ما فيها من مأساة وإبادة، وبذلك تنتهي الأطروحات الداعية ــ بناء على الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، ومقترح "مبادرة السّلام العربية العام 2002" ـ لقيام دولة فلسطينية متجاورة ومتعايشة مع إسرائيل على حدود عام 1967.
من ناحية أخرى، فإن كل الموقف الإسرائيلية والأمريكية الراهنة، قبل وصول ترامب إلى الحكم وبعده، تؤكد تبدّد حُلم إقامة دولة فلسطينية، حتى لو لم تكن عاصمتها القدس الشرقية، من منطلق أن إسرائيل هي المنتصرة بعد إبادة عشرات الآلاف من سكان غزة، وقد جاء هذا واضحاً في تصويت الكنيست الإسرائيلي ــ في 17 يوليو (تموز) 2024 ـ بأغلبية ساحقة على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية.
يعتقد المتطرفون من قادة إسرائيل، وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، بعد الدعم الذي تلقته إسرائيل من الرئيس ترامب ـ أنه من الضروري التخلص من مسألة الصراع بينها وبين العرب، من خلال انهاء القضية الفلسطينية نفسها، باعتبارها هي العائق الذي يحول دون تحٌقق أمرين:
الأول القيام بدورها في المنطقة والقبول بها، بل والطموح إلى أن تكون قائدة وشريكاً فاعلاً في صناعة كل القرارات في الشرق الأوسط. والثاني إنهاء تحمل العرب أعباء القضية الفلسطينية. هذا الموقف الإسرائيلي، الذي انتقل من السّر إلى العلن، ومن التصور السياسي إلى الواقع العملي، ليس غريباً من ناحية الدعوة إليه، وإنما هو مُدهش من حيث الحقائق الموجودة على الأرض، والتي تدفع جميعها إلى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الوجود.
وهذا لن يكون إلا إذا تمّ احتواء هذا الشعب في أرض يقيم عليها، وإسرائيل وأمريكا تدركان ذلك، لذا يسعيان لتهجيره إلى دولة أخرى، ليس فقط لأنه من الصعب إنهاء وجوده، وقد حاولا خلال العقود الماضية، وإنما لأن إسرائيل كما هي في راهنها دولة مهزومة، وإن بدَت منتصرة باستعمالها للقوة المفرطة تجاه المدنيين، وكل المعطيات والشواهد تبين أنها لم تعد تملك "الرعب" لوحدها في المنطقة، بل أن جبهتها الداخلية منهارة بالكامل.
عمليّاً لو استطاعت إسرائيل إبادة الشعب الفلسطيني كله على غرار ما قام به الأمريكيون تجاه الهنود الحمر ما ترددت لحظة، لأجل أن تخلو لها الأرض من سكانها الأصليين، لكنها تعرف أن مصيرها مرهون لجهة بقائها بحياة الفلسطينيين، خاصة وأنهم اليوم هم الأقوى في صناعة الحدث محليّاً وعالميّاً، فإن رضوا عنها قبل بها العالم المتحضر كله، وإن رفضوها ـ كما هو حادث الآن ـ رُبِطت بحبل من الناس قد يمدُّها بالقوة لحين من الزمن، فتتوحش وتتغول كما هي اليوم، لكنه في الوقت ذاته يسحب فعلها نحو الفناء.
لذلك ننتهي إلى القول إن الموقف الأمريكي ـ الإسرائيلي الرّاهن بتهجير الفلسطينيين في زُخْرُفِهِ القوْلي وصناعته الإجرامية يوحي بدنو إقامة الدولة الفلسطينية ـ مجهولة الشكل ـ في أمد قريب من الزمن الحالي، وهذا ليس أمنية، بل سيكون هدفاً محققاً، لأن الفلسطينيين ـ على كل أرضهم ــ يتمتعون بثلاث صفات ذات طابع فعلي: الصمود والصبر والمواجهة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل دولة فلسطینیة
إقرأ أيضاً:
وقفات شعبية في السبعين بالعاصمة نصرةً للشعب الفلسطيني
الثورة نت/..
شهدت مديرية السبعين في أمانة العاصمة اليوم، وقفات شعبية تضامنية مع الشعب الفلسطيني المظلوم ونصرة لغزة، والاستنفار لمواجهة العدو الصهيوني المجرم.
وردد المشاركون في الوقفات، شعارات البراءة من أعداء الله والتعبئة والجهاد والنفير لمواجهة العدو.. مؤكدين على الجاهزية والاستعداد لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” واسناد ونصرة الأشقاء في غزة حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عنهم.
واستنكروا بأشد العبارات استمرار العدو الصهيوني الأمريكي في ارتكاب أبشع المجازر وجرائم الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، في ظل صمت وتخاذل عربي وإسلامي مشين.
وجددوا تفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والجهوزية لتنفيذ كل ما يتخذه من خيارات حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار على غزة، مؤكدين الثبات على الموقف الداعم والمناصر للأشقاء في غزة وفلسطين ومواجهة قوى الطغيان والاستكبار مهما كانت التحديات والتضحيات.
وحملت بيانات صادر عن الوقفات، أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب مسؤولية جرائم الإبادة واستخدام التجويع كسلاح إبادة ضد الشعب الفلسطيني، في جريمة نكراء تسقط كل أكاذيب المزايدين بشعارات وعناوين الحقوق والحريات.
كما حملت الصامتين والمتخاذلين من حكام الأنظمة العربية مسؤولية تمادي العدو بالاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم، مؤكدة استمرار الأنشطة التعبوية المناهضة للعدوان الصهيوني الأمريكي ومخططات الاستباحة للأمة ومقدساتها.
وباركت البيانات، المرحلة الرابعة من تصعيد القوات المسلحة دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني المظلوم لردع العدو الغاصب، مشيرة إلى ما يتعرض له أبناء غزة من جرائم قتل وترويع وتجويع ممنهج من الداخل ومحاصرة الخيانات من الخارج.