صحيفة الاتحاد:
2025-05-28@08:23:22 GMT

لوحات نورة الهاشمي.. تتغنّى بالموروث

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

خولة علي (أبوظبي) 
تستلهم الفنانة التشكيلية نورة الهاشمي أعمالها من الموروث البيئي المحلي، وتفاصيل الحياة اليومية، وتتفاعل لوحاتها مع البيئة المحيطة، وتستعرض جمال الصحراء، بسحرها وصفائها. تغوص في أعماق الحياة التقليدية التي تميز المجتمع الإماراتي، وتظهر التراث بشكل يتماشى مع متطلبات الفن المعاصر. ومن خلال هذا التمازج في أعمالها، تسهم في تعزيز الموروث وترسيخ الهوية الإماراتية في نفوس الأجيال.

روح التراث
تركز الفنانة نورة الهاشمي على عناصر التراث الشعبي، من فنون الصيد والفروسية إلى الحياة اليومية التي عاشها الأجداد. فكل لوحة تحمل في طياتها جزءاً من الحكايات القديمة، حيث تجمع بين الألوان الترابية والعناصر التراثية، لتشكل مشاهد تلقي بظلالها على الذاكرة الإماراتية، وتبقي على روح التراث حية ومتجددة. وحتى تتنوع تقنياتها في تنفيذ لوحاتها، تستخدم الألوان الزيتية والمائية بطريقة مبتكرة، إضافة إلى الأكريليك، مما يضفي على لوحاتها بعداً بصرياً غنياً يعكس تنوع رؤيتها الفنية.
مهارات الهاشمي المتنوعة في الفنون تجعلها تتنقل بسلاسة بين مختلف الوسائط الفنية، من الرسم إلى النحت، لتظهر تنوعاً غنياً في أسلوبها. فكل عمل لها هو بمثابة رحلة بين التقنيات، يظهر شغفها بالفن ورؤيتها الخاصة التي تثير الإعجاب في كل معرض تشارك فيه.

بيئة ثرية 
الفن بالنسبة للهاشمي ليس مجرد تعبير عن الأفكار، بل رحلة تجسد الواقع، وتلامس الذاكرة، وتؤكد أن كل إمارة من إمارات الدولة تحمل في طياتها تفاصيل غنية وثقافة أصيلة يلتقطها الفنان ليقدم لوحاته بأسلوب مميز. ففي إمارة أبوظبي يستلهم الفنان إبداعه من مكونات صحرائها الواسعة، حيث تلتقي الرمال مع السماء في مشهد بديع، وتستدعي صورة الظبي الذي يقطع الأفق في رحلته الصامتة عبر الصحراء. من هنا تنطلق الهاشمي لتمزج بين القنص والصيد والفروسية، وتستحضر في لوحاتها جمال تلك الفنون التراثية، بأسلوب كلاسيكي واقعي يعكس أصالة المكان ويجسد تفاصيله بدقة. 

مصدر للإلهام
وترى الهاشمي، أن مدينة دبي، تعد مثالاً للتوازن بين الحداثة والماضي، فهي تنبض بالحياة والتطور، حيث تجد في أبنيتها العصرية والقديمة مصدراً مهماً للإلهام، ليستوحي الفنان من تمازج الأنماط المعمارية في المدينة لوحات تجريدية تعكس الروح التجارية الحديثة، وفي الوقت نفسه تحفظ ذاكرة المكان التراثية. 
أما في الشارقة، فيسكن الفن الإسلامي والروحانيات في كل زاوية، وتجد الخط العربي مرجعاً لا غنى عنه، لافتة إلى أن هذا التنوع الثقافي بين إمارات الدولة يفتح أمام الفنانين آفاقاً واسعة للإبداع، ويمنحهم فرصة لتقديم فن يعكس تناغم الماضي والحاضر.

أخبار ذات صلة الإمارات تبدأ صيانة شبكات الصرف الصحي المتضررة في خان يونس سيف بن زايد: الابتكار الرقمي جزء لا يتجزأ من مستقبل أجيالنا

اكتساب الخبرات
عن مكانة وأهمية الفن محلياً، تشير الهاشمي إلى أن الفنون في الإمارات تحظى باهتمام كبير، لما لها من أهمية في إثراء المشهد الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، وترى أن تعدد المعارض الفنية التي تحتضنها الإمارات، مثل آرت دبي وبينالي الشارقة ومعرض الصيد والفروسية في أبوظبي، تجمع كبار الفنانين من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز مكانة الدولة كمركز فني عالمي، لافتة إلى أن هذه المعارض لا تقتصر على عرض الأعمال الفنية فقط، بل تسهم أيضاً في نشر الوعي الثقافي والفني بين الجمهور، وتشجع الأجيال الجديدة على اكتشاف عالم الفنون، من خلال اكتساب الخبرات من فنانين محليين وعالميين.

انفتاح ثقافي
تتحدث الفنانة التشكيلية نورة الهاشمي عن أهمية انتشار المراكز والمعاهد الفنية التي تقدم برامج تعليمية وورش عمل للفنانين الناشئين، مما يتيح لهم تطوير مهاراتهم وتوسيع آفاقهم. وتقول: هذه المراكز منصات لتبادل الأفكار والخبرات بين الفنانين المحليين والدوليين، مما يعزز التنوع الفني والثقافي في المجتمع الإماراتي. وهذا الاهتمام المتزايد، يؤدي إلى تعزيز دور الفنون في تنمية المجتمع، مما يسهم في الحفاظ على التراث الإماراتي ويشجع على الانفتاح على ثقافات العالم.

بصمة خاصة
شاركت نورة الهاشمي في عدة معارض فنية على المستويين المحلي والدولي، وعكست من خلال أعمالها ثراء التراث الإماراتي وجمالياته الفريدة، واستطاعت أن تجذب الأنظار وتترك بصمة خاصة في تلك المعارض، مقدمة لوحات تروي أصالة التراث وأمجاد الماضي وتفرد الهوية الإماراتية لتصل إلى الجمهور بمختلف ثقافاته.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اللوحات الفنية الفن التشكيلي الفنون التشكيلية الإمارات الموروث الإماراتي الموروث التراث التراث الإماراتي التراث الشعبي

إقرأ أيضاً:

بينالي الفنون الإسلامية يختتم نسخته الثانية في جدة

المناطق_واس

أسدلت مؤسسة بينالي الدرعية الستار على النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية، التي أقيمت في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، واستمرت أربعة شهور، من 25 يناير إلى 25 مايو 2025، حملت هذه النسخة عنوان “وما بينهما”، ونجحت في تعزيز مكانة البينالي بوصفها منصة عالمية رائدة في احتضان وإبراز روائع الفنون الإسلامية.

وخلال المنتدى الختامي للبينالي، أعلن معالي مساعد وزير الثقافة نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة بينالي الدرعية الأستاذ راكان الطوق، عن إطلاق عدد من المبادرات التي تهدف لاستثمار العلاقات الوثيقة التي تربط البينالي مع شبكة واسعة من المؤسسات الثقافية حول العالم من خلال معرض المدار، أحد أبرز أقسام البينالي، وستشمل هذه المبادرات تنظيم مشاريع بحثية مشتركة، وتطوير منصة رقمية لأرشفة التحف والأعمال المعروضة، وعقد مؤتمرات في المملكة ومختلف أرجاء العالم بالتعاون مع المؤسسات الشريكة؛ وذلك بهدف بناء شبكة معرفية متنامية تعزز من جهود البحث وتبادل الخبرات في مختلف مجالات الفنون الإسلامية.

أخبار قد تهمك الأمير سعود بن جلوي يستقبل رئيس هيئة الأمر بالمعروف بجدة 25 مايو 2025 - 1:19 مساءً مطار جدة يستقبل أولى رحلات حجاج بريطانيا 24 مايو 2025 - 5:09 مساءً

وامتدادًا للنجاح الكبير الذي حققته النسخة الافتتاحية عام 2023، فقد شهدت نسخة هذا العام توسعًا لافتًا، إذ احتضنت أكثر من (500) تحفة تاريخية وعمل فني معاصر، عُرضت في خمس صالات عرض رئيسة وعدد من المساحات الخارجية، بمساحة إجمالية تزيد عن (100,000) متر مربع، وبمشاركة أكثر من (30) مؤسسة فنية وثقافية من (21) دولة، وأكثر من (30) فنانًا معاصرًا قدموا (29) عملًا جديدًا بتكليف خاص من مؤسسة بينالي الدرعية، ليقدم البينالي لزواره رحلة فريدة من نوعها في استكشاف أبعاد الإيمان والتاريخ والتراث المادي.
وشكّلت هذه النسخة محطة بارزة في تاريخ المعرض، بعرضها كسوة الكعبة المشرفة كاملة لأول مرة خارج مكة المكرمة، إلى جانب مجموعة نادرة من التحف الإسلامية من مكة المكرمة والمدينة المنورة، فيما شكل العمل الفائز بجائزة “المصلى” – بتصميم تحالف يقوده إستوديو إيست للهندسة المعمارية – جزءًا محوريًّا من المساحات الخارجية، وتميّز باستخدام بقايا أشجار النخيل في بنائه، واستيحاء تصميمه من فنون النسيج التقليدية.

وعرضت أجزاء كاملة من التصميم الفائز بجائزة المصلى في معرض بعنوان “عابر متجذر”، أقيم بالتزامن مع المعرض الدولي التاسع عشر للعمارة -بينالي البندقية-، وهو ما أبرز مرونة هذا العمل المعماري الفريد من نوعه، وقابليته للتفكيك وإعادة التركيب والاستخدام بشكل متكرر.

وأسهم البينالي في إثراء المشهد الثقافي في جدة، من خلال تنظيم زيارات مدرسية متعددة، وتفعيل المساحات المشتركة بمشاركة شركات محلية، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، وبمساهمة فاعلة من شركاء من القطاع الخاص، وشهد البرنامج الثقافي انطلاقة منتدى “طُرُق: نكهات ومسارات”، الذي استعرض تنوع الموروث الثقافي لفنون الطهي وتاريخها، إلى جانب معرض MADE في نسخته الأولى، الذي جمع نخبة من المصممين العالميين في حوارات حول اتجاهات التصميم المعاصر وعلاقته بالإرث الفني الإسلامي.

واستقبل البرنامج التعليمي أكثر من (23,110) من الطلاب والطالبات، في حين شارك أكثر من (15,021) زائرًا في (446) فعالية ثقافية، شملت جولات فنية، وجلسات حوارية، ومنتديات، وورش عمل اجتماعية.

وأكدت الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية آية البكري أن النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية تجاوزت التوقعات من حيث الحجم والتأثير، مبينة أن مشاركة العديد من المؤسسات الثقافية البارزة حول العالم، والأعمال الفنية المميزة التي قدمها الفنانون المشاركون، إضافة إلى كل ما قدمه فريق المديرين الفنيين، كانت كلها عوامل مؤثرة في تسليط الضوء على الثراء والتنوع الكبير الذي يميز التراث الفني الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف لوحات صخرية عمرها 2500 عام في الصين
  • تامر عاشور يعتذر عن ارتباطاته الفنية بعد خضوعه لعملية جراحية
  • أمانة الفنون بحزب الجبهة تحذر من خطورة إغلاق قصور الثقافة
  • يتجوّل بـرابيد من دون لوحات... الأمن داهمه وهذا ما ضبط داخلها (صورة)
  • بينالي الفنون الإسلامية يختتم نسخته الثانية في جدة
  • 19 فنانا يعرضون أعمالهم في النسخة الثانية من معرض سطوع بدار الفنون الموسيقية
  • مد تشغيل القطار الخفيف لحفلَي العاصمة الإدارية
  • افتتاح "معرض استديو الفن" لطلبة ماجستير الفنون بجامعة السلطان قابوس
  • نورة المسلماني.. خريجة بالأمس ومعلّمة اليوم في مدارس الدمج بالدوحة
  • نورة فطيس الأمين العام المؤسس للرابطة العربية للأمن السيبراني، خلال CAISEC’25: حماية الفضاء السيبراني العربي مسؤولية سيادية تتطلب ضميرًا رقميًا جماعيًا