عطوان : التحرك الأمريكي نحو روسيا استسلام واعتراف بالهزيمة في الحرب الأوكرانيّة
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
وقال عطوان..هذا التحرّك من قِبَل الرئيس ترامب نحو روسيا، ومُبادرته الاتّصال بالرئيس بوتين، ودعوته “مُحتمل” في الرياض، يُشكّل استِسلام أمريكا واعترافها بالهزيمة في الحرب الأوكرانيّة التي تدخل هذه الأيّام عامها الرّابع، ورفعها الرّايات البيضاء، والتخلّي عن أوروبا الحليف الاستراتيجي في حِلف “النّاتو” وطعنها في الظّهر بخنجرٍ مسموم.
ففي الوقت الذي تُقيم فيه الصين وروسيا ودول البريكس الحليفة سرادق الاحتِفالات والفرح، بدأت أوروبا في إقامة سرادق اللّطم وتقبّل العزاء بدُخول حِلف النّاتو والتّحالف الغربي مرحلة الغيبوبة والنّزع الأخير الذي يسبق الوفاة.
واضاف ..ما يُزعج أوروبا أنّ الرئيس ترامب برُكوعه أمام بوتين، أهانها وأذلّها، وأظهر أبشع أنواع الغباء في عِلم التّفاوض الاستراتيجي ليس بعدم إبلاغ قادتها بخطواته هذه مُسبقًا، والاتّفاق على استراتيجيّة مُوحّدة مُتّفق عليها كشُركاء في هذه الحرب، وإنّما أيضًا بتقديمه تنازلاتٍ كبيرةٍ جدًّا لروسيا حتّى قبل أن تبدأ المُفاوضات وأبرزها:
أوّلًا: رفض أي مُحاولة لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) باعتباره خِيارًا غير واقعي.
ثانيًا: يجب أن تُقدّم أوكرانيا تنازلات أرضيّة كبيرة، إدخال تعديلات على حُدودها رُضوخًا للمطالب الروسيّة، وعليها أن لا تُفكّر مُطلقًا بالعودة إلى حُدودها قبل عام 2014، ممّا يعني تنازلها عن شِبه جزيرة القرم، والإقليم الشّرقي الجنوبي الذي يضم مِنطقة دونباس ذات الأغلبيّة من أُصولٍ روسيّة.
ثالثًا: أمريكا التي يدّعي الرئيس ترامب أنّها قدّمت 350 مليار دولار لدعم المجهود الحربي في أوكرانيا ستُواصل الدّعم، ولكن ليس مجّانًا، فأوكرانيا تملك معادن نادرة، وتعتبر سلّة حُبوب أوروبا، وعليها أن تُسدّد لأمريكا كُل دولار حصلت عليه منها في الأعوام الثلاثة الماضية، إنّها عقليّة التّاجر الذي يرى الأُمور من زاويةِ الرّبح والخسارة.
وتابع ..ربّما سيكسب ترامب الصهيونيّة العالميّة العُنصريّة بدعمه لحرب الإبادة في قطاع غزة، وفتح التّرسانة العسكريّة الأمريكيّة الضّخمة أمام الجيش الإسرائيلي لدعم حُروبه ومجازره ضدّ العرب لإعادة تشكيل خرائط الشّرق الأوسط وِفق الأحلام التاريخيّة بإقامة إسرائيل الكُبرى، ولكنّه قد يشق التّحالف الغربي الأمريكي الأوروبي، وبما يُؤدّي إلى تدمير حِلف النّاتو، تنفيذًا لإملاءات مُعلّمه وسيّده بنيامين نتنياهو، والتّحالف اللّيكودي المُتطرّف الذي يتزعّمه الأخير، ولكن ربّما قد يخسر أمريكا نفسها في نهاية المطاف بسبب هذه السّياسات التي تُوصف بقمّة الغباء.
وقال ..لا نعرف انعكاسات هذه السّياسات “الترامبيّة” المُفاجئة على الدّاخل الأمريكي ومُؤسّساته، والحزب الجمهوري على وجه الخُصوص، فالحرب في أوكرانيا لم يشتعل فتيلها لتدمير الإمبراطوريّة الروسيّة بضُوءٍ أخضر من الرئيس الأمريكي السّابق جو بايدن، وبقرارٍ شخصيٍّ منه وحزبه، وإنّما بقرارٍ من الدّولة الأمريكيّة العميقة، أو بمُوافقتها ودعمها على الأقل، فهل مُبادرة ترامب هذه بالرّكوع تحت أقدام الرئيس بوتين كانت من بناتِ أفكاره، وتمرّدًا على الدّولة العميقة الاستعماريّة الأمريكيّة أم بمُوافقتها؟
جون بولتون مُستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق في حُكومة ترامب الأولى، وأحد وجوه هذه الدّولة العميقة، قال في تغريدةٍ على منصّة “إكس” (تويتر سابقًا) “من غير المعقول أن نسمح لروسيا بتقويض سيادة أوكرانيا، وخيانة الأوكرانيين بالتّنازل عن أرضهم، وعن ضمان أمنهم وعُضويّتهم في حلف النّاتو قبل بدء المُفاوضات.. إنّه استسلامٌ فِعليٌّ من قِبَل ترامب للرئيس بوتين”.
واختتم ..ميدفيديف نائب الرئيس الروسي السّابق، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، قال في تغريدةٍ له على منصّة “تلغرام” قبل بضعة أسابيع إنّ انفتاح ترامب على روسيا، وتقاربه من بوتين قد يُؤدّي إلى اغتياله لأنّ هذا التّقارب يُشكّل خُروجًا على رغبة الدّولة العميقة الأمريكيّة، وقد يُواجه مصير الرئيس الأمريكي جون كيندي الذي اغتيل عام 1962 لارتكابه هذه “الخطيئة”.
نحن أبناء مِنطقة الشّرق الأوسط، ودولة فلسطين التاريخيّة تحديدًا، الذين نُعاني من حربِ الإبادة الإسرائيليّة في الضفّة والقطاع والمدعومة أمريكيًّا نتمنّى أنْ يتّسع الشّرخ بين التّحالف الأمريكيّ والأوروبيّ وبِما يُؤدّي إلى تفكيك حلف الناتو، ولن نذرف دمعة واحدة على اغتيال ترامب برصاصِ دولته العميقة (فخّار يكسّر بعضه)، بل قد يُقيم بعضنا أو مُعظمنا، سرادق الفرح في حال تحقّق حُلمنا الأبدي قي تفكيك امبراطوريّة الشّر الأمريكيّة، ولا نُبالغ إذا قُلنا إنّ “طُوفان الأقصى” لعب وسيلعب دورًا كبيرًا في هذه التطوّرات الحاليّة والقادمة، والعِبرة في النّهايات.. والأيّام بيننا.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: ة الأمریکی ة ة العمیقة الد ولة
إقرأ أيضاً:
الأغنياء الفاسدون فروا..ترامب الابن يهاجم أوكرانيا بعنف ويلمّح إلى إمكانية انسحاب والده من الوساطة
قال ترامب الابن: "بسبب الحرب، أصبح زيلينسكي شبه إله، خاصة لدى اليسار، حيث لم يكن يمكن أن يخطئ، وكان فوق كل لوم.. الرئيس الأوكراني يطيل أمد الحرب لأنه يعلم أنه لن يفوز في الانتخابات إذا انتهى القتال".
قال دونالد ترامب الابن، أكبر أبناء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن والده قد يتخلى عن دعم الولايات المتحدة للحرب في أوكرانيا، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال منتدى الدوحة، وهو تجمع كبير للمسؤولين الحكوميين وغيرهم من الفاعلين الدوليين.
وفي هجوم مطوّل على جدوى استمرار القتال، قال ترامب الابن إن "الأغنياء الفاسدون" في أوكرانيا غادروا البلاد، تاركين ما وصفه بـ "الطبقة الفقيرة" لخوض الحرب. وشدد على أن أوكرانيا تعاني منذ فترة طويلة من الفساد في صفوف المسؤولين الرسميين، وأن هذا الفساد يغذي الحرب في كل من موسكو وكييف.
كما وجه انتقادات إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يواجه تهديدًا سياسيًا بسبب تحقيق فساد شمل بعض كبار مساعديه، مثل أندري يرماك، الذي استقال مؤخرًا وكان غالبًا يقود المفاوضات الدولية لأوكرانيا.
وقال ترامب الابن: "بسبب الحرب، وبما أنه أحد أعظم المسوقين على الإطلاق، أصبح زيلينسكي شبه إله، خاصة لدى اليسار، حيث لم يكن يمكن أن يخطئ، وكان فوق كل لوم". وأضاف أن زيلينسكي "يطيل أمد الحرب لأنه يعلم أنه لن يفوز في الانتخابات إذا انتهى القتال"، مؤكدًا أن أوكرانيا "أكثر فسادًا بكثير من روسيا".
ورغم أنه لا يشغل أي منصب رسمي داخل إدارة والده، فإن ترامب الابن يُعدّ شخصية محورية في حركة "ماغا"، لا سيما في وقت يضغط فيه فريق التفاوض التابع لوالده على كييف للتخلي عن جزء من أراضيها.
Related بوتين يستعد لتلقّي عرض أميركي مباشر لوقف الحرب في اوكرانيا.. ما تفاصيله؟خطوة جديدة في ملف الفساد في اوكرانيا.. زيلينسكي يفرض عقوبات أحد المقربين منهمجموعة السبع تتعهد تقديم دعم عسكري "طويل الأمد" لاوكرانيا في مواجهة روسياواتهم ترامب الابن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بأن العقوبات الأوروبية ضد روسيا لم تنجح، لأنها رفعت أسعار النفط، ما مكّن روسيا من تمويل حربها، واصفًا الخطة الأوروبية بأنها مجرد ''انتظار إفلاس روسيا''.
وأضاف أن خلال جولاته الانتخابية في 2022، لم يصادف سوى ثلاثة أشخاص اعتبروا حرب أوكرانيا من بين أهم عشر قضايا، مؤكدًا أن "خطر القوارب الفنزويلية التي تنقل مخدر الفنتانيل إلى الولايات المتحدة أكبر بكثير وأكثر وضوحًا من أي شيء يحدث في أوكرانيا أو روسيا".
وادعى ترامب الابن أنه لاحظ خلال يوم واحد في صيف هذا العام في موناكو أن 50% من السيارات الفاخرة تحمل لوحات أوكرانية، مستنكراً: "هل تعتقدون أن هذه الثروة جُمعت داخل أوكرانيا؟".
وأضاف: "نسمع كل الشائعات عمّا يجري عندما نرى كل لوحة ترقيم في موناكو أوكرانية، الأغنياء فرّوا وتركوا ما يعتبرونه الطبقة الفقيرة لتقاتل.. لم يكن هناك حافز لإنهاء الحرب، طالما أن قطار المال مستمر وكانوا يسرقون ولا أحد يدقق أو يراقب".
وعند سؤاله عن إمكانية أن يتخلى والده عن دعم الحرب تمامًا، قال: "ربما يفعل"، مضيفًا أن والده "أحد أكثر الشخصيات غير المتوقعة في السياسة".
كما دافع عن حملة والده العسكرية ضد "عصابات المخدرات"، بما في ذلك الضربات الجوية ضد القوارب في الكاريبي، مؤكدًا أن الوفيات الأمريكية بسبب هذه العصابات لا يمكن تجاهلها.
وضحك ترامب الابن عند سؤاله عن ترشح والده لفترة رئاسية ثالثة، وهو ما لا يسمح به الدستور، وقال: "سنرى ما سيحدث"، مضيفًا أن رفض الرئيس استبعاد ذلك قد يكون مجرد "تلاعب".
وقال: "من المضحك مشاهدة رؤوس اليساريين تنفجر في كل مرة يطرح فيها هذا الموضوع".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة