أكد الدكتور إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون بواشنطن، أن هناك رفضًا واسعًا داخل الولايات المتحدة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بتهجير الفلسطينيين، وفقًا لنتائج استطلاعات رأي حديثة.

رفض شعبي واسع داخل أمريكا

وأوضح خلال مداخلة ببرنامج «الحياة اليوم»، وتقدمه الإعلامية لبنى عسل، على قناة «الحياة»، أن 64% من الناخبين الأمريكيين يعارضون هذه الخطة، بينما ترتفع النسبة إلى 85% بين الديمقراطيين، في حين أن المستقلين، الذين يشكلون أكبر شريحة من الناخبين، أبدوا معارضة كبيرة لها أيضًا، أما بين الجمهوريين، فقد أظهر الاستطلاع انقسامًا واضحًا، حيث أيّدها 46%، بينما عارضها 43%.

معارضة من الجاليات والكونجرس

وأشار إلى أن الرفض لم يقتصر على الرأي العام فقط، بل امتد إلى قيادات الجاليات العربية واليهودية والمسلمة في أمريكا، حيث وصفت منظمات يهودية وأعضاء في مجلس اليهود للشؤون العامة المقترحات بأنها «سخيفة وغير إنسانية»، كما اعتبرها أعضاء ديمقراطيون في الكونجرس انتهاكًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي، مما يزيد من فرص التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.

انقسام داخل الحزب الجمهوري

وأضاف أن بعض الجمهوريين البارزين أيضًا انتقدوا موقف ترامب، ومن بينهم السيناتور ران بول، بالإضافة إلى راجهام، وهو أحد المقربين من الرئيس، حيث حذروا من أن الطرد القسري سيؤدي إلى معاناة إنسانية كبيرة وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي.

ترامب تحت ضغوط داخلية وخارجية

وحول تصريحات ترامب الأخيرة بشأن دعم الولايات المتحدة لأي قرار تتخذه إسرائيل بشأن المحتجزين الفلسطينيين، قال غريب إن الرئيس يواجه ضغوطًا متزايدة من مؤيديه في الداخل الأمريكي، مما يجعله يبعث رسائل متناقضة، فتارةً يعلن دعمًا غير مشروط لإسرائيل، وتارةً أخرى يلمح إلى إمكانية تعديل مواقفه استجابة للرفض الشعبي المتصاعد.

وأشار إلى أن هذا التردد ليس جديدًا، حيث شهدت إدارة ترامب مراجعات مشابهة في قضايا دولية أخرى، مثل أوكرانيا، عندما بدأت بعض مواقف كبار المسؤولين تتغير بعد الانتقادات الدولية والضغوط الداخلية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن استمرار المعارضة داخل الكونجرس والمجتمع الأمريكي قد يجبر صانعي القرار على إعادة تقييم هذه الخطة المثيرة للجدل، خاصة مع تصاعد المخاوف من تأثيرها على المصالح الأمريكية والاستقرار الإقليمي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دونالد ترامب المعارضة الأمريكية الكونجرس السياسة الدولية

إقرأ أيضاً:

NYT: كيف كشفت أزمة الأسير ألكسندر عن شرخ في علاقات واشنطن وتل أبيب؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالا، للمحللة المختصة بالشؤون الإسرائيلية لدى مجموعة الأزمات الدولية، ميراف زونسزين، قالت فيه: "عندما أُطلق سراح عيدان ألكسندر، وهو جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية والإسرائيلية، من حماس، بدت الصور التي رافقت إطلاق سراحه وكأنها عملية أمريكية وقعت بالصدفة في إسرائيل".

وأوضحت زونسزين، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "المفاوض الأمريكي بشأن الأسرى، آدم بوهلر، الذي أجرى محادثات مباشرة مع حماس في أذار/ مارس، هو من رافق والدة ألكسندر في الرحلة من منزلها في أمريكا إلى إسرائيل، وكان المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، هو من سلّمها هاتفا للتحدث مع ابنها لحظة إطلاق سراحه".

وتابع المقال: "سلّطت عناوين الأخبار، الضوء، على مكالمة الرئيس ترامب الهاتفية مع ألكسندر. كانت الرسالة واضحة:  ترامب، وليس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو من أخرج الجندي الإسرائيلي من غزة".

وأضاف: "هذه ليست إدارة ترامب التي كان  نتنياهو ينتظرها بفارغ الصبر. ففي كل قضية استراتيجية وجيوسياسية مهمة تقريبا تهم إسرائيل (من السعي إلى اتفاق نووي جديد مع إيران إلى وقف إطلاق النار مع الحوثيين، ومن احتضان النظام السوري الجديد إلى التفاوض مباشرة مع حماس بشأن إطلاق سراح الأسرى)، لا يتجاوز  ترامب إسرائيل فحسب، بل يتحرك في اتجاه مختلف تماما عما كان سيختاره  نتنياهو".

"لقد همشت الإدارة الأمريكية إسرائيل مرارا وتكرارا. وبذلك، تمكن  ترامب وفريقه من فضح سياسة التدمير الإسرائيلية وإخفاقات زعيم إسرائيل، الذي كان نجاحه الوحيد هو البقاء في السلطة، عبر مواصلة الحرب المستمرة" استرسل المقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".


وأبرز: "هذا لا يعني أن هناك أزمة مفتوحة بين  ترامب ونتنياهو، أو أنّ إسرائيل فقدت الولايات المتحدة كأقوى حليف لها أو حتى أن ترامب سيجبر إسرائيل على وقف الحرب في غزة. في الواقع، في غزة، تركت الولايات المتحدة ائتلاف نتنياهو وشأنه في الغالب".

ومضى بالقول: "عندما جلس نتنياهو مع ترامب في المكتب البيضاوي في شباط/ فبراير، بعد فرض وقف إطلاق النار في غزة، تلقى هو وائتلافه اليميني المتطرف هدية فكرة ترامب "ريفييرا غزة"، والتي منحت الشرعية لفكرة النزوح الجماعي للفلسطينيين من غزة. إذ قدمت إدارة ترامب منذ ذلك الحين المزيد من الدعم والأسلحة لإسرائيل، بما فيها القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي حظرها الرئيس جو بايدن، وقيل إنها طرحت فكرة نقل مليون فلسطيني إلى ليبيا".

وأردف: "لكن ترامب يتحدث عن "إنهاء هذه الحرب الوحشية للغاية"، بينما يعد  نتنياهو الآن علنا، بالسيطرة على جميع أجزاء غزة، والنصر الكامل"، مشيرا إلى أنه: "منذ أن انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار في آذار/ مارس، قُتل أكثر من 3000 من سكان غزة، جلهم مدنيون. وأدت سياسة إسرائيل لتجويع مليوني نسمة من سكان غزة المتبقين، وهو ما أقر به  ترامب عند مغادرته منطقة الخليج في 16 أيار/ مايو، رغم أنه لم يمنع حدوثه".

ووفقا للمقال فإنّ: "إسرائيل لا تزال بعيدة كل البعد عن تحقيق النصر. ففي 18 أيار/ مايو، وبعد أكثر من شهرين من تجميد جميع المساعدات إلى غزة، بزعم استفادة حماس منها، وافق  نتنياهو على مضض على دخول مساعدات رمزية فورا بعد أن حذرت الولايات المتحدة والجيش الإسرائيلي من أن القطاع على شفا مجاعة شاملة".

"الآن، أصدرت بريطانيا وفرنسا وكندا، بيانا، يهدّد باتخاذ إجراءات عقابية، بما في ذلك فرض عقوبات على إسرائيل، إذا لم توقف هجومها العسكري المتجدد وتسمح فورا بدخول المزيد من المساعدات" تابع المقال ذاته.


وأضاف: "نتنياهو يجد نفسه في مأزق متزايد. لم يعد بإمكانه إلقاء اللوم على إدارة بايدن لعرقلتها له في غزة كسبب لعجزه عن هزيمة حماس. كما لم يعد بإمكانه إلقاء اللوم على وزير دفاعه أو رئيس أركان جيشه أو من يقودون فريق التفاوض، أو حتى على أحد كبار قادة حماس، محمد السنوار، الذي أفادت التقارير أنّ: إسرائيل استهدفته في 13 أيار/ مايو".

وأورد بأنّ: "هناك أزمة بين جنود الاحتياط الذين يعانون من مزيج من التعب وانعدام الدافع لعملية لا يعتقدون أنها ستحقق أهدافها، ويتفاقم ذلك بسبب مطالبة شركاء الائتلاف المتشددون بقانون لإعفاء ناخبيهم من الخدمة العسكرية. غالبية الجمهور الإسرائيلي وكتلة من رؤساء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية السابقين يفضلون صفقة أسرى لإنهاء الحرب. لقد لجأوا مباشرة للضغط على  ترامب، على أمل أن يجبر  نتنياهو على ذلك، كما فعل الرئيس لتأمين إطلاق سراح  ألكسندر". 

وأضاف: "يبدو أن البيت الأبيض قد رأى أخيرا  نتنياهو على حقيقته: زعيم إسرائيلي ضعيف لا يملك ما يقدمه لترامب، الذي يبدو مهتما بالأعمال التجارية، وجائزة نوبل للسلام. أكثر من اهتمامه بمواصلة تمويل حرب لا نهاية لها".

وأكد: "هذا تحوّل كبير. فبعد فوز  ترامب في الانتخابات، رأى نتنياهو حليفا يدخل البيت الأبيض. فهو، في نهاية المطاف، الرئيس نفسه الذي اعترف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في ولايته الأولى. وهو الرئيس نفسه الذي حمى نتنياهو، منذ عودته إلى منصبه، من مذكرة اعتقاله الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بفرض عقوبات على المحكمة والإشراف على حملة لقمع حرية التعبير وتفكيك النشاط المؤيد للفلسطينيين في الولايات المتحدة".

"الآن، أصبح الرئيس هو من ترك  نتنياهو يبدو أكثر عزلة وإذلالا وعجزا من أي وقت مضى" أبرز المقال ذاته، مردفا بأنّه: "قبل بضعة أشهر، بدت إسرائيل وكأنها تُحقق مكاسب تاريخية في صراعها المستمر منذ عقود على الهيمنة في الشرق الأوسط: سحقت حزب الله في لبنان، وتركت إيران عُرضة للخطر، وساهمت في سقوط نظام الأسد في سوريا".


واختتم المقال بالقول: "أما اليوم، أصبحت إسرائيل مجرد صدفة. لم يبقَ للبلاد سوى جيش ماهر في المراقبة والتدمير، وقائد أتقن فن البقاء السياسي من خلال سحق المعارضة والتلاعب بالروايات. تحالف نتنياهو، المؤلف من مستوطنين يمينيين متطرفين ويهود متشددين، متماسك لأنه لا يملك ملاذا آخر".

واستطرد: "لا يزال السؤال مطروحا حول ما إذا كان  ترامب سيُجبر نتنياهو أخيرا على إنهاء الحرب على غزة، لكن قدرة إسرائيل على توجيه دفّة الحوار أو تشكيل ديناميكيات المنطقة قد تضاءلت بشكل كبير بسبب حملتها التي لا نهاية لها".

وأضاف: "ما يُسوّقه نتنياهو لم يعد له من يشتريه. يبدو في هذه الأيام محاصرا. السؤال هو كيف سيخرج من هذا المأزق هذه المرة وكم من الأرواح ستزهق بعد ذلك".

مقالات مشابهة

  • أمل الحناوي: 7 دول أوروبية تؤكد أن تهجير الفلسطينيين جريمة حرب
  • الأونروا تطالب بتدخل دولي لمنع تهجير الفلسطينيين من غزة
  • استطلاع: الغالبية العظمى من الإسرائيليين يريدون تهجير الفلسطينيين من غزة
  • استطلاع: 82% من الإسرائيليين يريدون تهجير الفلسطينيين من غزة
  • وزير الخارجية العراقي ينفي نقل رسالة من الرئيس الأمريكي إلى إيران
  • حقيقة أدلة ترامب ضد جنوب أفريقيا.. هل ضلل الرئيس الأمريكي العالم؟
  • NYT: كيف كشفت أزمة الأسير ألكسندر عن شرخ في علاقات واشنطن وتل أبيب؟
  • أستاذ علاقات دولية: تحول أوروبي حاسم ضد الممارسات الإسرائيلية الكارثية بغزة
  • الرئيس السيسي لرئيس الوزراء البريطاني: نرفض تصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين
  • أول تعليق من الرئيس الأمريكي على حادث السفارة الإسرائيلية في واشنطن