الكونغو الديمقراطية: المتمردون على أبواب بوكافو وحالة من الذعر والخوف تسود المدينة
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
اجتاحت حالة من الذعر والخوف مدينة بوكافو يوم السبت مع فرار السكان والجنود بالآلاف، حيث تدافعوا للهروب من التقدم الوشيك للمتمردين الذين تدعمهم رواندا.
في صباح اليوم التالي لدخول مقاتلي حركة 23 مارس ضواحي بوكافو غصت بعض الشوارع بالمدنيين الذين حاولوا مغادرة المدينة فيما عمد بعض اللصوص إلى ملء أكياس الدقيق بما نهبوه من متاع.
لكن يبدو أن حركة 23 مارس لم تكن قد سيطرت بعد السبت على بوكافو بشكل حاسم. ولم تعلن الحركة عن تقدمها كما حدث في اليوم السابق عندما سيطرت على مطار خارج المدينة.
وقال ألكسيس بيسيموا، أحد سكان بوكافو، إن الهدوء النسبي عاد مع توقف المعارك المسلحة بعد خروج القوات الكونغولية من المدينة وتوجهها جنوبًا.
وقال في اتصال هاتفي مع وكالة أسوشيتد برس: "لم نعد نسمع أزيز الرصاص كما كنا في النهار".
وتعد المدينة ثاني أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 1.3 مليون نسمة وتقع على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب مدينة غوما التي تقع تحت سيطرة المتمردين.
وقال السكان إنهم صُدموا لرؤية الجثث المحترقة التي تحولت إلى رماد وتناثرت في الشوارع وهي تعود لمدنيين كانوا ضحية اللصوص الذين ملأوا الفراغ الذي تركه الجنود الكونغوليون بعد أن تخلوا عن مواقعهم.
وقال آلان إيراغي، من بين السكان الذين لاذوا بالفرار السبت بحثًا عن الأمان: "لقد أضرموا النار في الذخيرة التي لم يتمكنوا من أخذها معهم".
وأظهرت التقارير ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي مصانع المنطقة وقد تم نهبها كما أُفرغت السجون أيضا. ولا زالت شبكة الكهرباء تعمل وخطوط الاتصالات مفتوحة في معظم الأماكن.
وقال أحد سكان أحد الأحياء التي تتعرض للنهب لوكالة أسوشيتد برس:"إنها وصمة عار. بعض المواطنين ذهبوا ضحية رصاصات طائشة. حتى أن بعض الجنود الذين لا يزالون موجودين في المدينة متورطون بشكل جماعي في حالات النهب هذه".
Relatedاليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقراطية الكونغو الديمقراطية: اشتداد المعارك في غوما بين حركة "إم 23" وقوات حكومية وأخرى تابعة للأمم المتحدةجمهورية الكونغو الديمقراطية في قبضة العنف من جديد: أكثر من 40 قتيلاً في هجوم إرهابي قتل واغتصاب وتجنيد قسري.. الكونغو الديمقراطية "أسوأ مكان للأطفال" بحسب اليونسيفالكونغو الديمقراطية: غوما تحت سيطرة المسلحين … دمار ونهب والصليب الأحمر يساهم في إنقاذ المتضررين13 قتيلاً من قوات حفظ السلام الدولية في اشتباكات عنيفة في شرق الكونغو الديمقراطيةوعن حالة الفوضى التي تشهدها بوكافو، أعلن تحالف نهر الكونغو، وهو تحالف من الجماعات المتمردة يضم حركة 23 مارس، أن المسؤولية تقع على القوات الكونغولية وحلفائها من الميليشيات المحلية وبوروندي المجاورة.
وقال لورانس كانيوكا، المتحدث باسم التحالف، في بيان يوم السبت: "ندعو السكان إلى الحفاظ على مدينتهم وألا يستسلموا للذعر".
وناشد بيير باهيزي، حاكم بوكافو الجديد الذي نصبه المتمردون، سكان المدينة بالتزام الهدوء وتنظيم أنفسهم لإعادة النظام، قائلا: "يجب ألا نترك السلطة في يد الشارع".
نبذة عن حركة 23 مارستعد حركة 23 مارس، وهي جماعة متمردة مدعومة بحوالي 4000 جندي من رواندا المجاورة، أبرز جماعة من بين أكثر من 100 جماعة تتصارع للسيطرة على شرق الكونغو الغني بالمعادن.
وقد أدى توسعها جنوبًا إلى السيطرة على كمية أكبر من الأراضي التي استولى عليها المتمردون في السابق وأصبح يشكل تحديًا غير مسبوق للحكومة المركزية في كينشاسا. وقد يؤدي الاستيلاء على بوكافو إلى التفاتة من المجتمع الدولي المنشغل بالعديد من الصراعات العالمية. وقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم السبت إلى وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب حركة 23 مارس من بوكافو وإلى عودة آمنة للسلطات الكونغولية إلى المدينة.
قتلى ونازحون بمئات الآلافوقد خلف التمرد الجاري في مقتل ما يقرب من 3,000 شخص في شرق الكونغو إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين الذين تقطعت بهم السبل. وقالت الأمم المتحدة والسلطات الكونغولية إن ما لا يقل عن 350,000 نازح أصبحوا بدون مأوى.
ولا يبدو أي تباطؤ في وتيرة تقدم المتمردين. إذ زعموا الجمعة أنهم استولوا على مطار بوكافو، الواقع في بلدة شمال المدينة.
ولم تتمكن وكالة أسوشيتد برس من تأكيد الجهة التي تسيطر على المطار ذي الأهمية الاستراتيجية، والذي تستخدمه القوات الكونغولية لإعادة تموين القوات والمنظمات الإنسانية لإدخال المساعدات. وقال تحالف نهر الكونغو يوم السبت إن حركة 23 مارس سيطرت على المطار لمنع القوات الكونغولية من شن غارات جوية ضد المدنيين.
ولم يعلق المسؤولون الحكوميون وقادة المجتمع المدني المحليون على الفور، على الرغم من أن وزارة الاتصالات في الكونغو قالت إن المتمردين انتهكوا اتفاقات وقف إطلاق النار وهاجموا القوات الكونغولية التي تعمل على تجنب الدخول في حرب المدن والعنف في بوكافو.
تأتي التقارير عن أعمال النهب والفوضى بعد يوم واحد من تصريح السكان لوكالة أسوشيتد برس بأن الجنود في كافومو - بلدة المطار شمال بوكافو - قد تخلوا عن مواقعهم متجهين نحو المدينة. تعكس سلسلة الأحداث ما حدث الشهر الماضي في الفترة التي سبقت استيلاء حركة 23 مارس على غوما.
ويعكس تقدم المتمردين الحالة التي يوجد عليها الجيش الكونغولي رغم عديده وعتاده. إذ يعاني من قصور في التدريب والتنسيق وثمة تقارير عديدة تتحدث عن الفساد المستشري داخله.
ملف الكونغو الديمقراطية على جدول أعمال الاتحاد الإفريقيكان الصراع في هذا البلد من بين أهم بنود جدول أعمال قمة الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا يوم السبت، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن النزاع قد يتحول إلى حريق إقليمي.
وقال غوتيريش أمام قمة الاتحاد الأفريقي: "يجب تجنب التصعيد الإقليمي بأي ثمن". "يجب احترام سيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية وسلامة أراضيها".
ومع ذلك، كان القادة الأفارقة والمجتمع الدولي مترددين في اتخاذ إجراءات حاسمة ضد حركة 23 مارس أو رواندا.
ورغم أن المسؤول الأممي قال إن حل النزاع يكمن في أفريقيا، إلا أن القادة الأفارقة يختلفون حول كيفية حل النزاع بطريقة ترضي الأطراف المتحاربة.
وعلى الرغم من الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار، إلا أن التمرد أشعل التوترات التاريخية داخل منطقة البحيرات العظمى. وتنتشر قوات من بوروندي والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي لدعم القوات الكونغولية. كما تقاتل القوات الأوغندية جماعات متمردة أخرى في مناطق أخرى داخل شرق الكونغو، حيث تم الإبلاغ عن هجمات على المدنيين في الأشهر الأخيرة.
في إيتوري، على بعد مئات الكيلومترات شمالاً حيث تتقدم حركة 23 مارس، تطارد القوات الأوغندية عناصر من القوات الديمقراطية المتحالفة الإسلامية التوجه.
وقد شهد القتال تصعيدًا حادًا يوم السبت. وقد أبلغ موهوزي كاينيروغابا، القائد العسكري الأوغندي الأعلى، جميع القوات المسلحة في عاصمة المقاطعة بأن أمامهم 24 ساعة للاستسلام، وحذر من أن هذه المنطقة ستصبح تحت سيطرة الجيش الأوغندي قريبًا.
وقال كاينيروغابا في منشور على موقع X: "إذا لم يفعلوا ذلك، سنعتبرهم أعداء ونهاجمهم"، دون أن يسمي القوات الأخرى.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لقطات جوية تُظهر حجم الدمار في جباليا بشمال غزة بعد 16 شهراً من العمليات العسكرية الإسرائيلية أحمد الشرع يصل اللاذقية معقل آل الأسد في أول زيارة له منذ الإطاحة بالنظام.. فكيف استقبلته المدينة؟ الأمم المتحدة: المتمردون في رواندا يجبرون 110 آلاف نازح شرق الكونغو على الفرار مجددًا أوغندامنظمة الأمم المتحدةجمهورية الكونغو الديموقراطيةالاتحاد الأفريقيروانداالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب مؤتمر ميونيخ للأمن قطاع غزة روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب مؤتمر ميونيخ للأمن قطاع غزة روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي أوغندا منظمة الأمم المتحدة جمهورية الكونغو الديموقراطية الاتحاد الأفريقي رواندا دونالد ترامب قطاع غزة مؤتمر ميونيخ للأمن روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة إنسانية فولوديمير زيلينسكي إسرائيل أوكرانيا محادثات مفاوضات حركة حماس سوريا جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة یعرض الآنNext شرق الکونغو أسوشیتد برس حرکة 23 مارس یوم السبت
إقرأ أيضاً:
حقوق الإنسان كما تُمارس في عُمان
يختلف العالم في التعاطي مع حقوق الإنسان، ويحكم هذا التعاطي الكثير من المحددات الثقافية والأيديولوجية. فهناك من يعلي من شأن الشعارات وهناك من يعطي التطبيق العملي للحقوق أولوية كبرى وهناك من يجمع بين الجانبين، وهناك من يتعامل مع حقوق الإنسان بازدواجية وطنية وجغرافية وأيديولوجية ولونية.
ويبقى أن جوهر حقوق الإنسان يتمثل في صون كرامته وتحسين سبل حياته والاستمرار في توسيع خياراته.. وهذا الأمر لا يحتاج إلى تنافس مفاهيمي بقدر ما يحتاج إلى دولة تعمل على أساس أن الإنسان هو غاية كل ما تقوم به، وما تسنه من قوانين وتشريعات. وكل الحقوق الواردة في القوانين والشرائع الدولية تقاس بمقدار أثرها على حياة الناس وبمقدار عدالتها في التطبيق وعدم التمييز على أساس الجغرافيا أو الدين أو العرق أو اللون، فالخدمة تصبح حقا حين تكون مضمونة الإتاحة، واضحة الإجراء، قابلة للمساءلة.
وتبذل سلطنة عُمان إمكانياتها لتحويل حقوق الإنسان إلى واقع حياتي من شأنه أن يرتقي بحياة الإنسان ومعيشته، ويفتح أمامه الكثير من الخيارات والآفاق عبر توفير التعليم المدرسي والجامعي والتقني والتدريب. وتضع الدولة تطوير ذلك والرقي به في مقدمة أولوياتها الوطنية. وكذلك تبذل جهودا كبيرة في تطوير القطاع الصحي وجعله متاحا بالقرب من الجميع قدر الإمكان، بل إنها تعمل بلا كلل في توفير الأمان الصحي عبر برامج التحصين ضد الكثير من الأمراض السارية والمزمنة وتوفير اللقاحات بشكل مجاني. وما حدث خلال جائحة فيروس كورونا يعطي درسا راسخا في هذا الجانب؛ فرغم غلاء وصعوبة الحصول على اللقاحات في تلك اللحظة الصعبة من لحظات التاريخ إلا أن الدولة أخذت على عاتقها توفيره للجميع عمانيين ووافدين في تطبيق عملي لحقوق الإنسان الصحية في لحظة فارقة.
ومن بين الحقوق التي تحرص عُمان على توفيرها للإنسان موضوع الحماية الاجتماعية والرعاية، وتوفير بيئة آمنة وصالحة للحياة في سياقها البيئي أو سياقها الأمني، وتوفير الخدمات لتكون مجاورة لمكان استقرار الجميع. وحق الإنسان في حفظ وصون تراثه وتاريخه وتثبيته في بيئته الجغرافية. وتعتني عُمان بحق بناء وتطوير البنية الأساسية وإيصالها لكل مكان في الجغرافية العمانية الصعبة والمعقدة. ولا تنظر الدولة لهذه الخطوط من التنمية في معزل عن حق الصحة والتعليم، فهي لا توفر فقط الصحة والتعليم ولكنها، أيضا، تسهل الوصول لها عبر شبكة تنمية متطورة وحديثة؛ فهي وسيلة ليصل بها الإنسان إلى مدرسته وجامعته ومقر عمله أو أي مؤسسة حكومية أو خاصة تربطه بها أي مصلحة.
وتعمل الدولة على تطوير الحقوق السياسية المستمدة من ثقافة المجتمع وتاريخه مثل حقه في التعبير عن رأيه والمشاركة السياسية عبر المجالس المتخصصة، وتسعى إلى تطوير آلياتها بما يدعم الاستقرار ويُوسّع المشاركة ضمن الأطر المؤسسية.
وعندما تكرس وسائل الإعلام جهودها لمناقشة كل هذا في خطابها الإعلامي فهي تذهب مباشرة إلى الجانب العملي التطبيقي منها بعيدا عن الاستغراق في الشعارات التي لا تصمد أمام التطبيق العملي. ولهذا، من يختزل حقوق الإنسان في اللغة والخطاب قد لا يرى العمل اليومي حقا؛ لأنه يبحث عن الشعار لا عن الأثر. وعندما تناقش الصحافة قصورا في أي من هذه الخدمات فهي في الحقيقة تناقش قصورا في هذه الحقوق وفي آليات تطبيقها وممارستها.
لكن هذه الصورة ليست معزولة عن التحديات، فكل منظومة خدمات تواجه الكثير من الضغوطات، ضغوطات السكان، وتنوع الاحتياجات، وتقلب الموارد، وتفاوت المناطق.. وتفاوت الثقافات في التعامل مع بعض الحقوق وحدودها وفهم معناها. لكن معيار الحقوق هنا يقرأ من خلال فهم ما إذا كانت السياسات تسير نحو توسيع حياة الناس أم تضييقها؟ هل تُنظَّم الموارد بحيث تُقدم الضروريات بوصفها ضمانات، أم تُترك لتنازع الحظوظ؟
ولذلك نستطيع أن نقرأ حقوق الإنسان في عُمان من هذه الزاوية العملية، الزاوية التي ترى فيها الدولة الإنسان مركزا لكل ما تقوم به. وهذا منجز، ويحتاج إلى حماية، وحمايته تتحقق عبر تحسين جودة هذه الحقوق، التعليم والصحة والقضاء وما يتضمنه من عدالة، وتوفير فرص عمل لحياة كريمة، والصحافة والخدمات الأساسية الأخرى التي تحولت اليوم إلى خدمات لا غنى عنها مثلها مثل التعليم والصحة. وكل إنجاز من هذه الإنجازات يقرب الدولة من حياة الإنسان. وحين يناقش كل هذا، في سياق التطوير أو في سياق الحماية إنما تناقش حقوق الإنسان ولكن بمعنى معيشي وليس معنى شعاراتي.