تعطيل الدور الرقابي : أزمة سياسية أم منهج مقصود؟
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
17 فبراير، 2025
بغداد/المسلة:
مهند الخزرجي
يُعَدّ مجلس النواب العراقي السلطة التشريعية والرقابية الأعلى في البلاد، إذ يتمتع بصلاحيات واسعة لمساءلة الحكومة، ومراقبة أدائها، وضمان تطبيق القوانين بما يخدم المصلحة العامة. إلا أن الدور الرقابي للمجلس يواجه تحديات متزايدة، جعلته في كثير من الأحيان عاجزًا عن أداء وظيفته الدستورية بشكل فعال.
وهناك أسباب واضحة لتعطيل الدور الرقابي للمجلس عكسها تراجع الأداء عبر الدورات البرلمانية الخمس المتتالية من بين تلك الأسباب التوافقات السياسية والمحاصصة مما جعل العديد من القرارات والملفات خاضعة للمساومات السياسية ، حيث تمنع المصالح الحزبية فتح ملفات الفساد أو مساءلة شخصيات تنتمي إلى كتل متنفذة. فالضغوط الحزبية والتدخلات الخارجية وجهت القرارات الرقابية بما يتماشى مع مصالحها. كما أن التدخلات الإقليمية والدولية تؤثر أحيانًا على استقلالية القرار البرلماني، خاصة في القضايا ذات البعد الاستراتيجي.
وعلى الرغم من توفر الأدوات الدستورية للمساءلة، مثل الاستجواب وسحب الثقة، إلا أن ضعف الإرادة السياسية وعدم الجدية في محاسبة الفاسدين جعلت هذه الآليات شبه معطلة. فكثيرًا ما تتحول جلسات الاستجواب إلى استعراضات إعلامية، دون أن تترتب عليها قرارات حقيقية.
يرافق ذلك التعطيل المتعمد للجلسات البرلمانية حيث يشهد مجلس النواب في كثير من الأحيان مقاطعات متكررة للجلسات، إما بسبب خلافات سياسية، أو لضمان عدم تمرير قرارات معينة. كما أن بعض الكتل تعمد إلى عرقلة النصاب القانوني عند طرح ملفات حساسة، مثل الفساد وضعف الشفافية. إذ إن بعض النواب يتورطون في صفقات مشبوهة، أو يتم استخدامهم كأدوات لحماية شخصيات متهمة بالفساد، مما يُفرغ الدور الرقابي من مضمونه الحقيقي.
النتائج والتداعيات وسبل تفعيل الدور الرقابي
لقد ترتب على الداء الرقابي المتعثر لمجلس النواب ؛ ضعف ثقة المواطن بالمؤسسات الديمقراطية، حيث يرى الشعب أن المجلس لا يقوم بمهامه في حماية المال العام ومكافحة الفساد. كما ان غياب الرقابة الفاعلة شجع على المزيد من الفساد وسوء الإدارة، مما يؤدي إلى تراجع الخدمات، وهدر الأموال العامة، وتعطيل مشاريع التنمية.
اضافة إلى ذلك ادى ضعف الرقابة البرلمانية، إلى ان تتجه الحكومة نحو التفرد بالقرار، مما افقدنا التوازن بين السلطات، وقلل من المساءلة الحقيقية لصناع القرار.
ولاجل تفعيل الدور الرقابي لمجلس النواب لابد من:
1. إصلاح النظام البرلماني وتقليل تأثير المحاصصة الحزبية على عمل المجلس.
2. تعزيز استقلالية النواب عن الأحزاب من خلال تشريعات تمنع التأثير السياسي على الدور الرقابي.
3. فرض إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الفساد داخل المؤسسة التشريعية.
4. تعزيز الشفافية من خلال نشر تقارير دورية عن الأداء الرقابي للمجلس.
5. تفعيل الدور الإعلامي في تسليط الضوء على القضايا الرقابية وإجبار النواب على تحمل مسؤولياتهم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الدور الرقابی
إقرأ أيضاً:
من البشت إلى قيصر.. شبكات ترصد احتفاء عربيا بالهوية وتحولات سياسية
وتناول البرنامج إشادة مغردين بإدراج منظمة اليونسكو عناصر من الثقافة العربية في قائمة التراث العالمي غير المادي.
وشملت الإضافات الرداء العربي العريق "البشت" والقفطان المغربي التقليدي وطبق الكشري المصري، إضافة إلى الدان الحضرمي اليمني والديوانية الكويتية وشجرة المهراس الأردنية ولعبة المحيبس العراقية الرمضانية.
واعتبر المغردون هذا الإدراج اعترافا دوليا بعمق الهوية العربية وتراثها الممتد لقرون.
وفي سياق متصل، رصد البرنامج تفاعل السوريين مع موافقة الكونغرس الأميركي على إلغاء قانون قيصر ضمن موازنة الدفاع البالغة 900 مليار دولار.
وخرج السوريون للشوارع احتفالا بإنهاء العقوبات المفروضة منذ 2019 على نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وسط توقعات بعودة الاستثمارات وانتعاش الاقتصاد السوري.
كما سلط البرنامج الضوء على احتجاز واشنطن لناقلة نفط فنزويلية محملة بمليون برميل في عملية عسكرية بحرية.
وانقسمت آراء المغردين بين من اعتبرها جزءا من محاربة الإرهاب، ومن رأى فيها انتهاكا للقانون الدولي ومحاولة للسيطرة على موارد فنزويلا الطبيعية، بينما دانت كاراكاس العملية واعتبرتها نهبا لثروات البلاد.
تقديم: لين البديري
Published On 11/12/202511/12/2025|آخر تحديث: 21:38 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:38 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ