لم تكن القارة الإفريقية يوماً غائبة عن فلسطين، فقد كانت دائماً تشكل الرصيد السياسي للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية منذ ستينات القرن الماضي، يوم كانت مصر تقود حركات التحرر العالمية، وخصوصاً الإفريقية، ثم وهن هذا الدور بعد اتفاقات كامب ديفيد، حيث تمكنت إسرائيل من تحقيق اختراقات في القارة السمراء وإقامة علاقات دبلوماسية وأمنية واقتصادية مع العديد من الدول، إلى درجة المطالبة بعضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي، حيث تمكنت عام 2021 من الحصول على هذه الصفة، لكن تم طردها لاحقاً بسبب مخالفة شروط عضويتها كمراقب لشروط ميثاق الاتحاد الإفريقي بسبب استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وفي القمة الـ38 للاتحاد الإفريقي التي اختتمت أمس الأول في أديس أبابا وشارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفة مراقب، أعاد القادة الأفارقة التزامهم التاريخي بدعم القضية الفلسطينية، ورفضهم السياسات الإسرائيلية، في تصحيح لمسار حاولت إسرائيل تثبيته كنهج سياسي إفريقي جديد يتناقض مع ثوابت القارة، ومع ما قدمته من تضحيات للتخلص من ربقة العنصرية والاستعمار المتماهي مع إسرائيل.
ولأن القارة الإفريقية تشكل عمق الأمن القومي العالم العربي فقد كان لا بد من لجم الاندفاعة الإسرائيلية والحول دون تمدد نفوذها بما يشكله ذلك من خطر على المصالح العربية. وقد كانت القرارات التي صدرت عن القمة تمثل ترجمة للمواقف الإفريقية التاريخية تجاه القضايا الفلسطينية، إذ أكد القادة الأفارقة رفضهم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ودعوا إلى إنهاء جميع أشكال التعامل مع إسرائيل، ومحاكمتها دولياً «لأنها ترتكب إبادة جماعية في حق الفلسطينيين»، كما أكدوا أن حل الدولتين «هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار». وندد القادة «بالعدوان الإسرائيلي الهمجي» على قطاع غزة، كما رفضوا انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي واستهدافها المدنيين والبنية التحتية. واعتبر القادة الأفارقة أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم «مخالف للقانون الدولي».
كما تشكل دعوة الدول الإفريقية إلى وقف تعاونها مع إسرائيل حتى تنهي احتلالها وعدوانها على فلسطين خطوة متقدمة على طريق محاصرة إسرائيل وتجريدها من الشرعية الدولية، واعتبارها «دولة منبوذة».
إن إفريقيا في بيان قمتها الأخير تترجم موقف الزعيم الأممي الإفريقي نلسون مانديلا الذي قال «نعلم جيداً أن حريتنا تبقى ناقصة من دون نيل الفلسطينيين حريتهم»، كما أنها تؤكد أن نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه وتقديمه التضحيات هو استمرار لنضال الشعب الإفريقي ضد الاستعمار والعنصرية.
كما أن هذا الموقف يشكل رافعة للموقف العربي في وقت نحتاج فيه إلى كل صوت يرتفع مؤيداً للنضال الفلسطيني ورافضاً لحرب الإبادة ولمؤامرة التهجير التي يرسم خيوطها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة
إقرأ أيضاً:
كرة السلة الجزائرية 3×3 تواصل التألق في المحافل الإفريقية
واصل المنتخب الجزائري لكرة السلة 3×3 (فئة الشباب - ذكور) تألقه في منافسات دوري الأمم الإفريقي، بعد أن توّج بلقب التوقف الثالث من الدورة.
والتي احتضنتها دولة البنين، عقب فوزه في المباراة النهائية، أمس الخميس، على منتخب ساحل العاج بنتيجة 21-15.
هذا الانتصار منح المنتخب الجزائري دفعة قوية في الترتيب العام المؤقت بعد ثلاثة توقفات، حيث يتصدر القائمة برصيد 280 نقطة، متقدمًا على كل من: ساحل العاج: 230 نقطة أوغندا: 195 نقطة
منافسة محتدمة لدى السيدات
أما على مستوى منتخب الإناث، فتحتل الجزائر المركز الرابع بعد نهاية التوقف الثالث، برصيد 190 نقطة، في ترتيب يشهد منافسة قوية بين عدة منتخبات إفريقية على بطاقات التأهل.
خطوة نحو العالمية
هذا الإنجاز يؤكد التطور الكبير الذي تعرفه كرة السلة الجزائرية في فئة 3×3، ويعكس العمل المنهجي الذي تقوم به الاتحادية الجزائرية للعبة في دعم المواهب الشابة، استعدادًا للاستحقاقات القارية والعالمية المقبلة، وعلى رأسها كأس العالم لفئة أقل من 23 سنة.