محللون: هذه الأسباب تمنع نتنياهو وترامب من استئناف الحرب في غزة
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
يعتقد خبراء أن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفخيخ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لن تصل إلى شيء بسبب تغير الموقف المصري وتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهديداته.
ويرى هؤلاء أن نتنياهو دخل الاتفاق منذ البداية وهو عازم على عدم إكماله لكنه اصطدم بأن الرئيس الأميركي ألقى بالكرة في ملعب دول المنطقة التي أصبح دورها من القضية مختلفا عما كان عليه في السابق ولاسيما الموقف المصري.
وأمس الأربعاء، قالت وسائل إعلام إن إسرائيل قررت البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بشرط نزع سلاح المقاومة، في حين رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أي مقترح بنزع السلاح أو إبعادها من القطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائىلية إن مفاوضات المرحلة الثانية ستبدأ مع وصول المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف إلى إسرائيل. في حين قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو التزم بأن تتضمن المرحلة الثانية من الصفقة نزع السلاح في غزة ورفض خطة نقل السيطرة من حماس إلى السلطة الفلسطينية.
ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين فإن مشكلة نتنياهو تكمن في أنه دخل الحرب من أجل الحرب وليس من أجل خلق واقع سياسي معين، وأنه أيضا كان يعول على ترامب في إفشال الاتفاق بعد المرحلة الأولى وهو ما لم يحدث.
إعلانوحتى اللحظة، يعلن نتنياهو رفضه أي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية في حكم القطاع لكنه في الوقت نفسه لا يقدم البديل الذي يراه مناسبا، كما يقول جبارين.
وفي حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعول على ترامب لتقديم هذا البديل، فإن تراجع الأخير عن تهديداته وإلقائه كرة اللهب في ملعب الدول العربية لم يكن في حسابات نتنياهو، برأي جبارين.
ويتهم نتنياهو رئيسي الموساد والشاباك بإدارة مفاوضات الاتفاق على أساس تقديم تنالازت دون الحصول على شيء في المقابل، وهي -كما يقول جبارين- محاولة منه لتصوير الصفقة على أنها فاشلة بالنسبة لإسرائيل وأنه ليس مسؤولا عن الفشل.
غير أن المشكلة في رأي خالد صفوري رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية في واشنطن، لا تكمن في مواقف نتنياهو الرامية لتخريب الاتفاق بقدر ما هي في نظرة الرئيس الأميركي قصيرة الأمد للأمور.
فترامب، كما يقول صفوري، يتعامل مع المفاوضات السياسية بمنطق الصفقات العقارية، ومن ثم فقد كان مهتما فقط بالتوصل لاتفاق وليس بمواصلة تنفيذه لأنه يعتقد أن هذا الأمر منحه انتصارا لم يتمكن جو بايدن من تحقيقه.
كما أن اعتماد الرئيس الأميركي وثقته المفرطة في قدرات مبعوثه الخاص للمنطقة ليست في محلها، كما يقول صفوري- لأن ويتكوف أيضا لا يمتلك خبرة في السياسة وإنما في سوق العقارات.
وعلى هذا، فإن ترامب غير معني بإفشال الاتفاق وهو ما جعله يدفع نتنياهو نحو طرح شروط جديدة لم تكن موجودة عندما تم توقيع الصفقة، وفق صفوري، الذي أشار إلى خطورة المسؤولين الأميركيين الحاليين على قضية فلسطين ككل.
فهؤلاء المسؤولون -كما يقول المتحدث- يعتبرون إسرائيل أولوية حتى قبل الولايات المتحدة نفسها لأنهم ينتمون للمسيحية الصهيونية ومن ثم فهم يدفعون الرئيس لإطلاق يد إسرائيل من منطلقات عقائدية وليست سياسية.
إعلان
المقاومة تملك أوراق قوة
ومع ذلك، يعتقد المحلل السياسي أحمد الحيلة أن المقاومة والوسطاء لن يقبلوا بضم شروط جديدة للاتفاق في مرحلته الثانية، خصوصا بعدما التزم الجانب الفلسطيني بكل ما عليه في حين لم تلتزم إسرائيل بكل ما عليها.
ويرى الحيلة أن ترامب وويتكوف أيضا لا يرغبان في إفشال الاتفاق لأن هذا سيفتح الأبواب أمام أمور كثيرة قد لا يمكن توقعها، وهو ما دفع الرئيس الأميركي للتراجع عن خطة التهجير غالبا وإحالتها إلى الدول العربية.
ومع امتلاك المقاومة أوراق قوة في مقدمتها بقية الأسرى الأحياء وغالبيتهم من العسكريين، ستكون محاولة إضافة شروط جديدة لم يتم الاتفاق عليها مثل تسليم سلاح حماس أو إخراجها من المشهد، تراجعا إسرائيليا غير مقبول بنظر الوسطاء.
وخلص الحيلة إلى أن الموقف العربي الحالي وخصوصا الموقف المصري لم يعد كما كان في السابق لأن البدائل المطروحة ليست مقبولة أبدا بالنسبة له.
لكن صفوري يرى أن المواقف العربية غير موحدة وأن بعض المواقف تبدو قريبة للجانب الإسرائيلي والأميركي، ويرى أن هذا يساعد واشنطن وتل أبيب على عدم احترام الاتفاقات، ومن ثم فإن ورقة القوة الحقيقية تظل في يد حماس، برأيه.
وتتمثل هذه الورقة في الأسرى الأحياء والسلاح، وهما أمران لو تخلت عنهما المقاومة فإنها ستخسر كل شيء، كما يقول صفوري، مؤكدا أن المقاومة لا يمكنها قبول أي ضمانة مقابل إلقاء السلاح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی کما یقول فی حین
إقرأ أيضاً:
تذكر.. لدينا نووي قصة التراشق بين ميدفيديف وترامب
بشكل سريع ومفاجئ، تصاعدت سخونة الأجواء بين الولايات المتحدة وروسيا على وقع تصريحات حادة صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهة والرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف الذي يتولى حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي.
المثير أن لهجة ترامب منذ عودته للبيت الأبيض مطلع العام الجاري في ولاية جديدة، كانت تصالحية وودودة إلى حد كبير تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، لدرجة أثارت حيرة دول المعسكر الغربي التي تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تكون على الجانب المضاد لروسيا خصوصا فيما يتعلق بالحرب التي تخوضها الأخيرة ضد أوكرانيا الراغبة في الالتحاق بالركب الغربي بعد أن كانت في السابق جزءا من الاتحاد السوفياتي الذي ورثته روسيا.
لكن الحال انقلب في الأسابيع الماضية وبدأ ترامب في استخدام لهجة حادة تجاه موسكو حيث عبّر عما وصفه بـ"خيبة أمل كبيرة" بسبب استمرارها في ضرب أهداف مدنية في أوكرانيا، مضيفا أنه لم يعد مهتما بالحديث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وسريعا تصاعد التوتر ووصل إلى حد الحديث عن مهلة زمنية، حيث قال ترامب في منتصف يوليو/تموز إنه يمهل روسيا 50 يوما لإيقاف عملياتها العسكرية في أوكرانيا وإلا سيفرض عقوبات اقتصادية قاسية تشمل رسوما جمركية بنسبة 100% على واردات بلاده من روسيا وكذلك على مشتريات النفط منها.
وبعد أسبوعين فقط، إذا بترامب يقول إن مهلته لروسيا ستصبح 10 أيام، مشيرا إلى أنه لم يسمع أي رد من نظيره الروسي على إنذاره السابق واصفا ذلك بأنه "أمر معيب".
لكن الرد الروسي جاء أخيرا وإن لم يكن على لسان الرئيس بوتين، وإنما على لسان ديمتري ميدفيديف الذي كان رئيسا للبلاد بين عامي 2008 و2012، ولا يزال صاحب تأثير مهم في روسيا حيث يتولى حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي.
لسنا إسرائيل أو إيرانميدفيديف انتقد لهجة الإنذار من جانب ترامب وقال إنها تمثل تهديدا وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده (الولايات المتحدة)، وأضاف في منشور على منصة إكس أن "روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران"، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين الشهر الماضي، التي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل.
إعلانترامب بدوره لم يتأخر في الرد، وقال أمس الخميس إن ميدفيديف "يدخل منطقة خطرة جدا عبر تصريحاته التي يدلي بها"، مطالبا إياه بأن ينتبه لكلامه.
وحسب موقع روسيا اليوم، فقد وجّه الرئيس الأميركي كلاما أشبه بالتهديد إلى الرئيس الروسي السابق مبديا انزعاجه من تصريحاته، وكتب عبر منصة "تروث سوشيال": "أخبروا ميدفيديف، الرئيس السابق الفاشل لروسيا، الذي يعتقد أنه لا يزال رئيسا، أن يراقب كلماته. إنه يدخل منطقة خطيرة جدا!".
وبعد ساعات قليلة، عاد ميدفيديف بدوره إلى الرد بشكل ساخر معتبرا أن تعليق ترامب الغاضب يؤكد أن روسيا على حق وأنها تسير على الطريق الصحيح.
وطلب ميدفيديف من ترامب أن يتذكر أن موسكو تمتلك قدرات نووية تعود للحقبة السوفياتية والتي تعتبرها كملاذ أخير.
نشر غواصات نوويةوكأن ترامب لم يقبل أن تكون الكلمة الأخيرة صادرة عن المسؤول الروسي الكبير، حيث خرج قبل قليل (ظهر الجمعة بالتوقيت المحلي الأميركي) ليعلن أنه أمر بنشر غواصتين نوويتين في مناطق قريبة من روسيا ردا على تهديدات ميدفيديف.
وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "أمرت بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة تحسبا لأن تكون هذه التصريحات الحمقاء والتحريضية أكثر من مجرد تصريحات".
وحسب موقع "روسيا اليوم" كتب ميدفيديف على "تليغرام": "بصدد التهديدات التي وجهها ترامب إليّ عبر منصته "تروث" التي منعها هو من العمل في بلادنا.. إذا كانت كلمات رئيس روسيا السابق تثير رد فعل عصبيا بهذا الشكل من رئيس الولايات المتحدة "الجبار"، فهذا يعني أن روسيا على حق وتسير على الطريق الصحيح الذي اختارته لنفسها".
وأضاف: "أما بالنسبة لاقتصاد روسيا والهند الميتين واقترابي نحو منطقة خطرة، فليتذكر ترامب أفلامه المفضلة عن الموتى الأحياء، وكيف يمكن لليد المميتة غير الموجودة في الطبيعة أن تكون خطيرة".
ولكن ما هذه اليد المميتة التي استخدمها المسؤول الروسي الكبير في تحذيره لترامب؟
"اليد المميتة" كانت الاسم الرمزي لمبادرة ردت بها روسيا على مبادرة الدفاع الإستراتيجي الأميركية التي أعلنها الرئيس الأميركي رونالد ريغان في مارس/آذار من عام 1983 لإقامة نظام دفاع صاروخي واسع النطاق على الأرض وفي الفضاء قادر على اعتراض وتدمير الصواريخ السوفياتية الباليستية.
وحملت المبادرة اسم "حرب النجوم" على غرار فيلم بهذا الاسم كان قد ظهر على شاشات السينما قبل 6 سنوات من خطاب ريغان الذي أعلن فيه عن المبادرة الجديدة.
أما الرد المضاد من جانب روسيا فتمثل في إقامة ما يعرف بمنظومة "اليد الميتة" التي تضمنت إطلاق الصواريخ النووية السوفياتية حتى لو تمكن العدو من تدمير القيادة العليا للبلاد والاتصالات والقيادة العسكرية بأكملها.
وجاءت هذه المنظومة ضمن اتجاه عام يركز على تحييد التهديد عبر زيادة قدرة القوات النووية الإستراتيجية السوفياتية على التغلب على نظام الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات.
كما تضمنت إستراتيجية روسيا للرد على حرب النجوم التخطيط لزيادة أمن منصات إطلاق الصواريخ الباليستية وحاملات الصواريخ النووية الإستراتيجية، علاوة على تعزيز القدرات الشاملة لنظام التحكم في القوات الإستراتيجية السوفياتية.
إعلانلكن ما يجب الإشارة إليه في النهاية هو أن مبادرة الدفاع الإستراتيجي الأميركية لم تدخل حيز التنفيذ، وتسببت عقبات تقنية وعملية في تقليص البرنامج بعد 10 سنوات من الإعلان عنه.
فهل ينتهي الأمر إلى خفض التوتر بين أكبر قوتين في العالم أم نعود مجددا إلى عصر تسود فيه مصطلحات مثل حرب النجوم واليد المميتة وما إلى ذلك؟