تشهد الضفة الغربية منذ نحو 28 يومًا «4 أسابيع»، واحدة من أضخم العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي والتي يُطلق عليها «السور الحديدي»، إذ أسفرت عن أكبر موجة من النزوح للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عقود، والذين تخطوا 40 ألف فلسطيني، بسبب الاقتحامات والاعتقالات وهدم منازل الشهداء، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

أكبر موجة نزوح في الضفة الغربية

كشفت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي المكثف في الضفة الغربية المحتلة خلال الأسابيع الأخيرة أدت إلى نزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني، في موجة تهجير هي الأكبر منذ عقود.

ووفقًا للتقرير، فإن هذا النزوح غير المسبوق في الأراضي المحتلة يُعد الأكبر منذ حرب عام 1967، إذ اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية بعد يومين فقط من إعلان وقف إطلاق النار مع حماس، مدينة جنين وأعلنت حملة عسكرية واسعة بزعم استهداف المسلحين، وبالوصول إلى اليوم 28 يوما، نزح نحو 90% من سكان المدينة والمخيم.

على خلاف العمليات العسكرية السابقة، توسعت قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل أكبر وأعمق هذه المرة، إذ امتدت التوغلات العسكرية إلى طولكرم، الفارعة، ونور شمس، ما أدى إلى تشريد آلاف العائلات الفلسطينية.

وشبَّه الفلسطينيون هذه الموجة بـ«نكبة جديدة»، في إشارة إلى نكبة عام 1948 التي أدت إلى تهجير 700 ألف فلسطيني قسرًا وإنشاء مخيمات اللاجئين، التي تتعرض اليوم للهجمات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي.

مجزرة في الفارعة

نتيجة العمليات العسكرية، استشهد 3 فلسطينيين، لم تُعرف هويتهم بعد، بسبب حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلًا في مخيم الفارعة جنوب طوباس، فيما اعتُقل شابان آخران خلال العملية، وفق ما نقل قناة القاهرة الاخبارية.

ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية، فإن جيش الاحتلال استهدف المنزل بالرصاص والقذائف، ما أدى إلى استشهاد الثلاثة، ثم قام باختطاف جثامينهم بعد انتهاء العملية.

وأكدت مصادر طبية لـ«وفا» أن طواقم الإسعاف دخلت المنزل بعد انسحاب قوات الاحتلال، وعثرت على أشلاء وآثار دماء داخله، ما يشير إلى أن العملية كانت عنيفة للغاية.

كما اعتقلت قوات الاحتلال شابين خلال مداهمة أحد النوادي الرياضية بالقرب من المنزل المحاصر في المخيم، وهما أحمد نبيل صبح، وحكم محمد الخطيب.

بذلك يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 59 شهيدًا منذ أن وسع جيش الاحتلال عدوانه في مخيمات شمالي الضفة الغربية في 21 يناير الماضي، وإلى 920 شهيدًا منذ بدء الحرب على غزة.

اقتحامات واعتداءات في مدن الضفة

واقتحمت قوات الاحتلال، مساء الأربعاء، مدينة قلقيلية من مدخلها الجنوبي، حيث جابت شوارعها وتمركزت في منطقة صوفين، كما داهمت عدة منازل فلسطينية دون أن يبلغ عن اعتقالات أو إصابات.

بينما أصيب شابان فلسطينيان (24 و22 عامًا) بجروح ورضوض، نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليهما خلال اقتحام بلدة بيت فوريك شرق نابلس، إذ تم نقلهما إلى المستشفى من قبل طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر.

وفي بلدة بيتا جنوب نابلس، أصيب طفل يبلغ من العمر 15 عامًا برصاص الاحتلال في الفخذ، خلال مواجهات اندلعت مع القوات الإسرائيلية التي اقتحمت البلدة وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قصرة جنوب نابلس، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق بسبب إطلاق كثيف لقنابل الغاز السام والصوت.

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، وداهمت منزل محمود التميمي، والد الشهيد قصي التميمي.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال مزَّقت صور الشهيد في المنزل والشوارع المحيطة به، وهددت العائلة بالاعتقال في حال تصوير أي اقتحامات جديدة للقرية.

في قرية حوسان غرب بيت لحم، أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، نتيجة إطلاق قنابل الغاز السام والصوت من قبل قوات الاحتلال خلال اقتحامها مناطق «المطينة» ومحيط المدارس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الضفة الغربية السور الحديدي اسرائيل جيش الاحتلال مخيم جنين مدينة نابلس اقتحمت قوات الاحتلال الاحتلال الإسرائیلی العملیات العسکریة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الإسرائيلي من الضفة الغربية: حركة الاستيطان ستستمر

زار وزير الدفاع إسرائيل يسرائيل كاتس مستوطنة سا-نور شمال الضفة الغربية يوم الجمعة برفقة عدد من المسئولين الإسرائليين، وذلك بعد وقت قصير من موافقة الحكومة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في المنطقة.

ووصف كاتس هذه الخطوة بأنها "لحظة تاريخية للمستوطنات"، اعتبر كاتس القرار ردًا قويًا وإشارةً إلى القادة الدوليين، بحسب ما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست.

كما رفض إمكانية فرض عقوبات خارجية ردًا على السياسة الإسرائيلية قائلا: "لا تهددونا بالعقوبات - لن نركع، ولن نخضع للتهديدات".

وأضاف: "ستستمر حركة الاستيطان في الضفة الغربية في النمو، وستزدهر دولة إسرائيل وتزدهر".

انتقد كاتس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخرين ممن يؤيدون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلاً إن مثل هذه الجهود ستكون بلا معنى: "إنها أيضاً رسالة واضحة إلى ماكرون وحلفائه".

وأعلن كاتس: "قد تعترفون بدولة فلسطينية على الورق، لكن هذه الورقة ستنتهي في مزبلة التاريخ".

طباعة شارك وزير الدفاع الإسرائيلي الضفة الغربية حركة الاستيطان وزير الدفاع إسرائيل يسرائيل كاتس السياسة الإسرائيلية الاستيطان في الضفة الغربية الرئيس الفرنسي ماكرون

مقالات مشابهة

  • بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة.. هزة أرضية في الضفة الغربية
  • «وفا»: الاحتلال الإسرائيلي يداهم عدة مناطق بالضفة الغربية واستشهاد 8 فلسطينيين في خان يونس
  • قوات الاحتلال تشن حملة اقتحامات واعتقالات بجنين ونابلس
  • الجيش الإسرائيلي يعتقل أسيرين محررين بالضفة من صفقة التبادل الأخيرة
  • قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات.. وتصدم حافلة حجّاج في الضفة الغربية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي من الضفة الغربية: حركة الاستيطان ستستمر
  • "الوعي" يدين قرار الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء 22 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة
  • قوات الاحتلال تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية
  • خارجية النواب ترفض قرار الاحتلال الإسرائيلي إنشاء مستوطنات في الضفة الغربية
  • مصر تدين قرار الاحتلال الإسرائيلي بالموافقة على إنشاء ٢٢ مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة