حكايات المؤسِّسين (1): لماذا أثار المضي قدمًا في تأسيس السودان الجديد غضبهم؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
قابل بعضُ كُتَّاب الأسافير تقديمي لميثاق التحالف السوداني التأسيسي (تأسيس) بأنه إساءةٌ لتاريخ عائلتي الناصع! لماذا؟ هل لأنني كنتُ من المؤسِّسين لميثاق يطمس عند تطبيقه مظاهر الطبقية والتهميش والعنصرية والجهوية؟ تلك الجريمة التي دأب مثقفو وأحزاب السودان على ارتكابها منذ الاستقلال؟
كانت حيثياتُ الذين هاجموني غريبةً للغاية.
- "لقد أسأتَ لتاريخك الناصع بانضمامك لميثاقٍ يعترف بأنّ الغرابةَ، والمساليت، والأمبررو، والمسيرية، والأنقسنا، والبرون، والبشاريين، وغيرهم، بشرٌ لهم حقُّ العيش تحت الشمس."
- "لقد أسأتَ لتاريخك الناصع لأنك تعمل تحت إمرة الجنجويد، السلاح الذي أتى إلى الدنيا السودانية من الجحيم الأبدي."
- "لقد أسأتَ لتاريخك الناصع عندما رفضتَ أن تسجِّل في بيانات الخيانة بأن من هم دون البيت الهاشمي حشراتٌ ضارّة سامة يجب سحقها."
فكتبتُ لأحدهم:
يا أخي، خطر ببالي وأنا أقرأ ما كتبتَ ذلك "الطيش" و"التخلف" الذي يعاني منه السودان منذ أن تفتَّحت عيناي. تذكّرتُ سخرية أهل العاصمة من النوبيين حين صمدوا أمام جبروت عبود؛ سخِروا من لسان الحلفاويين المعوج، ولم يُبدوا اهتمامًا بمَن سُجِن أو قُتِل، أو مَن تعرَّض للترحيل الإجباري.
لقد كنتُ في ساحة النضال منذ وعيتُ، وزرتُ وعملتُ في ٨٨ دولةً في العالم، ولم أرَ شعبًا بائسًا منكسِرًا متخلّفًا كشعب السودان! دائمًا تحت بُوت العساكر، دائمًا مهاجرًا إلى بلاد الخليج ليقتات الفتات، دائمًا يعاني من مثقفين فارغين وجبناء. وأخيرًا، قابعٌ في مذلةٍ تحت تأثير إعلام الكيزان الذين أنفقوا حتى الآن تسعة مليارات دولار ليظلَّ الناسُ أسرى دينٍ ليس دين الله، وعنصريةٍ لا ينتمون إليها عِرقًا ولا جينيًا!
لهذا اجتمعنا - نحن عددٌ غيرُ قليلٍ من المدنيين - وكتبنا ميثاقًا ودستورًا لم يُشارك فيه سوانا. ثم تقدَّمنا بمقترحٍ لحكومةٍ مدنية على أراضٍ خارجةٍ عن سيطرة الكيزان. وسنطوف بالميثاق على كل الدول الحرّة الديمقراطية، وحتى الشمولية مثل روسيا والصين. ولعلَّ البعض تأذّى عنصريًا لأن كتّاب هذا الميثاق ومفكريه لم يقتصروا على الفئة التي سيطرت على السودان منذ الاستقلال وتسبّبت في تخلفه.
لا تقعوا ضحايا إعلام الكيزان. إن شئتم، اقرأوا الميثاق الذي أسميناه "ميثاق مشروع تأسيس السودان الجديد"، الممتد من حلفا إلى بورتسودان، ومن الفاشر إلى الكرمك، وصولًا إلى خور يابوس. تعالوا واتبعونا بعد قراءته، فهذا خيرٌ لكم وخيرٌ للسودان الموحَّد.
أو استمرّوا في ملءِ الصحائف بالضجيج - كعهدكم منذ عام ١٩٥٦ - حتى صار السودان أكثر دولةٍ متخلّفةٍ في العالم.
نواصل...
د. أحمد التجاني سيد أحمد
٢١ فبراير ٢٠٢٥
نيروبي، كينيا
Sent from my iPhone
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس يُطلق سلسلة حكايات الشجرة المغروسة في اجتماع الأربعاء بالإسكندرية
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من كنيسة القديسين مكسيموس ودوماديوس والقوي الأنبا موسى بشارع ٤٥ حي العصافرة بالإسكندرية.
بحضر العظة، عدد من الآباء الأساقفة والكهنة وأبناء الكنيسة، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وصلى قداسته صلوات العشية، بمشاركة أصحاب النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزة، والأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرق الإسكندرية، والأنبا أرشليدس الأسقف العام والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية والاباء كهنة الكنيسة وبعض من الآباء كهنة الإسكندرية، بمشاركة خورس شمامسة الكنيسة وأعداد غفيرة من الشعب امتلأت بهم الكنيسة .
أكثر من 12 ألف أسرة.. كنيسة الإسكندرية الأكبر تستقبل قداسة الباباوقبل العظة قدم كهنة وخدام الكنيسة بعض الفقرات احتفالاً بزيارة قداسة البابا الأولى للكنيسة، وقدمت إحدى الخادمات قصيدة شعرية وشرح القس موسى جمال كاهن الكنيسة، الكثافة السكانية التي تزيد عن 12000 أسرة كواحدة من أكبر كنائس الإسكندرية من حيث الكثافة السكانية وقدم القمص بموا غالي كاهن الكنيسة نبذة عن تاريخ الكنيسة وتأسيسها وعرض القس يوناثان محفوظ خدمات الكنيسة وأهمها مشروع تطوير خدمة الأنبا أبرآم لخدمة إخوة الرب والأسر المستورة.
وأخيرًا رحب نيافة الانبا باڤلي بقداسة البابا، موضحًا دور الكنيسة الهام الذي تشارك وتحمل مع أجهزة الدولة هموم الوطن من خلال تقديم خدمات طبية وتعليمية لكل أطياف المجتمع المصري.
وقبل بدء العظة عبّر قداسته عن بالغ فرحته في وجوده بالكنيسة وعن حفاوة الاستقبال ، وايضًا لقائه بأعداد غفيرة من شعب المنطقة في السرادق المقام بالأرض المجاورة للكنيسة وكل الفقرات التي تم عرضها قبل وبعد صلوات العشية وشكر نيافة الأنبا باڤلي على كلمته وبالأخص توجه الكنيسة للاهتمام بالتعليم والصحة وبناء المدارس والمستشفيات مؤكدًا على دور الكنيسة في مشاركة الوطن وصيانته.
وبدأ قداسة البابا سلسلة جديدة بعنوان "حكايات الشجرة المغروسة"، وحدّد الفترة الزمنية من عام ٢٥١م. وحتى عام ٤٥١م.، والتي تبدأ بميلاد القديس الأنبا أنطونيوس "أبو الرهبان" وتنتهي بالعام الذي انقسمت فيه الكنيسة، وتناول أوّل حلقات السلسلة اليوم عن "حكايات إيماننا القوي الذي نحياه" من خلال الأصحاح السابع عشر في سِفر إرميا والآيات (٧، ٨)، والأصحاح الخامس من رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى والآيات (١ - ٤)، وأوضح أن المقصود بالشجرة هو الكنيسة وشعبها.
وأشار قداسته إلى معنى الإيمان المسيحي كالآتي:الإيمان هو ارتباط صميمي بشخص حي هو الله والانتماء إليه باعتباره مصدر حياتنا ووجودنا، لذلك الإيمان هو:
- إدراك كياني حي لوجود الله.
- علاقة شخصية بين الإنسان وبين مسيحه.
- يتحوّل لدى الإنسان إلى حياة، "أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي" (مز ٢٣: ٤).
وأضاف: مَنْ هو المؤمن المسيحي؟
١- الذي الله هو محور حياته، "يا رب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ".
٢- الذي يحفظ الوصية، "وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ" (١تي ١: ٥).
٣- الله يسكن في قلبه على الدوام، "يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي" (أم ٢٣: ٢٦).
٤- إيمانه أرثوذكسي (مستقيم)، استقامة الفكر والعقيدة والسلوك، "اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ" (عب ١٣: ٧).
وقدّم قداسة البابا: كيف يعيش الإنسان الإيمان المسيحي باستمرار؟
- الله يسعى إلى الإنسان دائمًا لأنه يحبه، ويحترم حريته، "نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا" (١يو ٤: ١٩).
- أن يعيش الإنسان التوبة، "«هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ»" (لو ١٩: ٨).
واختتم قداسته بالآية: "لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا" (١يو ٥: ٤).