NYT: لماذا يواصل سعر الذهب تحطيم الأرقام القياسية؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريراً، تحدّثت فيه عن ارتفاع أسعار الذهب بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، الذي يرجع لعدة عوامل أهمها رفض الرسوم الجمركية.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه: "تم تداول الذهب مؤخرًا بأكثر من 2,900 دولار للأونصة في الشهر الأول من ولاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الثانية، مسجّلا ارتفاعا بنسبة حوالي 12% هذا العام مقارنة بمكاسب العام الماضي التي وصلت إلى نسبة 27%، وسط توقعات العديد من الاستراتيجيين بالمزيد من المكاسب في المستقبل".
وأوضح التقرير: "في خطاب تنصيبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "تبدأ الحقبة الذهبية لأمريكا الآن". منذ ذلك الحين، سُجّل طلب كبير على الذهب في نيويورك، مركز تداول العقود المستقبلية عالميًا، ما أدى إلى فترات انتظار طويلة لإخراج السبائك من خزائن لندن، حيث يقع السوق الفيزيائي للذهب".
"قد زاد مخزون الذهب في بورصة السلع في نيويورك بنسبة تزيد عن 70% منذ بداية العام" بحسب التقرير نفسه، مردفا أن "الذهب أصبح يحظى باهتمام أكبر، حيث قال ترامب، الأربعاء: "إن المسؤولين في إدارته سيذهبون إلى فورت نوكس، القاعدة العسكرية التي تحتفظ بنصف احتياطيات وزارة الخزانة من الذهب، للتأكد من أن الذهب موجود هناك"، فيما قال وزير الخزانة، سكوت بيسنت، لاحقًا: إن الذهب موجود.
وتابع التقرير: "يُعتبر الذهب من الأصول الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات الاضطرابات، لكن أسواق الأسهم الأمريكية استمرت في تحطيم الأرقام القياسية. ومن أبرز العوامل لارتفاع سعر الذهب المخاوف بشأن السياسات الاقتصادية لإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المتعلقة بفرض رسوم جمركية والتي قد تؤدي إلى تضخم أقوى، وتفاقم التوترات الجيوسياسية".
وقال محلل السلع في بنك "يو بي إس" السويسري، جيوفاني ستاونووفو، إنه: "قد تم دفع هذه التحركات مؤخرًا منذ انتخاب دونالد ترامب"، مضيفاً أنّ: "هناك بحثا عن الأصول التي يُنظر إليها على أنها غير مرتبطة بالأسواق الأخرى، والتي تُعتبر بمثابة أصول تأمين، منوهاً بأن الذهب ليس مثاليًا لهذه الغاية".
لكنه أشار إلى أنّ: "اعتقاد المستثمرين بأن الوقت الحالي هو الأنسب للاحتفاظ بالذهب، قد دعم الطلب على المعدن الثمين".
هل تلوح حرب تجارية في الأفق؟
في الوقت الذي هدّد فيه ترامب بفرض رسوم جمركية معاكسة على دول أخرى، والذي يقلب قواعد التجارة العالمية ويؤدي إلى اندلاع حرب تجارية شاملة، سيكون الذهب هو الأداة الأفضل أداءً، وذلك وفقًا لمعظم مديري الصناديق العالميين الذين تم استطلاع آرائهم مؤخرًا من قبل بنك أوف أمريكا.
حسب لويز ستريت، الاستراتيجية في مجلس الذهب العالمي في لندن، فإن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية على التضخم والنمو الاقتصادي أدى لارتفاع سعر الذهب. كما أن المخاوف من فرض الرسوم الجمركية على واردات الذهب قد يؤدي إلى تخزينه في الولايات المتحدة ما دفع بنك "يو بي إس" لرفع توقعاته لسعر الذهب لتصل إلى 3,000 دولار للأونصة بنهاية العام.
اختلال الطلب عبر الأطلسي؟
عادة ما يكون سعر الذهب في نيويورك ولندن متقاربًا، ولكن في الآونة الأخيرة اتّسعت هذه الفجوة، إذ أصبح سعر الذهب في نيويورك أعلى بشكل كبير، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الطلب المرتبط بمخاوف من فرض رسوم جمركية. فقد قام التجار الذين يسعون للاستفادة من فرق السعر بنقل الذهب من لندن إلى نيويورك، حيث تم نقل الذهب من خزائن بريطانيا، مثل بنك إنجلترا، الذي يمتلك أكثر من 400,000 سبيكة ذهب، وهو أحد أكبر المخزونات في العالم.
وأبرز التقرير: "من بين الأمور التي تساهم في اختناقات النقل في سوق الذهب هي أن المستودعات في نيويورك التي يستخدمها تجار الذهب تقبل فقط سبائك الذهب ذات حجم ووزن معين. تمر شحنات الذهب من لندن أولاً عبر سويسرا، موطن أكبر مصافي الذهب في العالم، ويتم صهرها وإعادة تشكيلها إلى أشكال أصغر ثم إرسالها إلى نيويورك. وهذا البطء في شحن سبائك الذهب يساهم في ارتفاع أسعاره في الولايات المتحدة، وإن كان مؤقتًا".
التحول بعيدًا عن الدولار؟
ذكرت الصحيفة أنّ: "سعر الذهب قد شهد ارتفاعًا خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك بسبب تزايد شراء الذهب من قبل البنوك المركزية، حيث اشترت البنوك المركزية أكثر من 1,000 طن متري من الذهب سنويًا، منذ عام 2022، وهو معدل مرتفع جداً، وفقًا لمجلس الذهب العالمي".
واسترسلت بأن: "مصرف غولدمان ساكس، قد قام مؤخرًا بترقية توقعاته إلى 3,100 دولار للأونصة هذا العام"، مشيرا إلى طلب البنك المركزي. وبالنسبة لبعض البنوك المركزية، تعدّ هذه المشتريات وسيلة لتنويع احتياطياتها وتقليل اعتمادها على الدولار وسندات الخزانة الأمريكية والأصول المالية الأخرى.
وكان بنك بولندا المركزي من أكبر المشترين في السنوات الأخيرة، مع خطط لزيادة احتياطي الذهب إلى 20%. ويتضمن المشترون الكبار الآخرين البنوك المركزية في كل من الصين والهند وتركيا.
وختم التقرير بالقول إنّه: "بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في أوائل عام 2022، تم تجميد احتياطيات البنك المركزي الروسي من الأصول المقومة بالدولار واليورو، وهو إجراء عقابي غير مسبوق استهدف النظام المالي الدولي".
وقال ستونوفو من بنك يو بي إس: "لقد أثار ذلك بعض المخاوف بين البنوك المركزية أو الحكومات من أنها قد تكون التالية. وهذا أحد الأسباب التي جعلت البنوك المركزية العامل المهيمن في دفع سعر الذهب نحو مستويات قياسية مرتفعة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الذهب ترامب الذهب في نيويورك خزائن لندن الذهب ترامب الذهب في نيويورك خزائن لندن المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنوک المرکزیة دونالد ترامب فی نیویورک سعر الذهب الذهب فی الذهب من مؤخر ا
إقرأ أيضاً:
المزاج الانتخابي يتغير.. لماذا يخسر ترامب جزءًا من مؤيديه؟
مع انطلاق ولايته الثانية، دخل دونالد ترامب البيت الأبيض مدعومًا بزخم غير مسبوق، بعد انتخابات 2024 التي حصد فيها مستويات تاريخية من التأييد، لكن هذا المشهد لم يلبث أن تبدّل، إذ بدأت مؤشرات التراجع تظهر تباعًا، ومعها بدأ التحالف الذي حمل ترامب إلى الفوز يبدو أقل تماسكًا مما كان عليه.
اليوم، لا يقتصر التآكل على الأرقام فقط، بل يتجلى أيضًا في الانقسامات داخل فضاء المؤثرين والداعمين له عبر الإنترنت، وفي غضب ناخبين عبّروا عنه في انتخابات محلية امتدت من نيوجيرسي إلى تينيسي.
وبحسب تقرير لموقع "فوكس" الأمريكي، ثمة ثلاث نظريات رئيسية تتداولها استطلاعات الرأي والفاعلون السياسيون لتفسير هذا التراجع، تشكل إطارًا لفهم ما يجري في أوساط مؤيدي ترامب.
1. نظرية الناخبين "منخفضي الإقبال"تنطلق هذه النظرية من فرضية أن انخفاض مستويات التأييد لترامب يُعزى أساسًا إلى طبيعة الناخبين الذين استقطبهم في العام 2024: ناخبون مستقلون "منخفضو الإقبال"، أقل ارتباطًا بالسياسة، أصغر سنًا وأكثر تنوعًا عرقيًا، ويتأثرون بالظروف العامة أكثر من متابعتهم اليومية للأخبار أو الفضائح السياسية.
باتريك روفيني، الشريك المؤسس لشركة "إيشيلون إنسايتس"، والمستطلع والاستراتيجي الجمهوري، ومؤلف كتاب "حزب الشعب" الصادر عام 2023، يرفض فكرة أن حركة "ماغا" نفسها تتفكك. برأيه، الكثير من الخلافات داخل الحزب الجمهوري، بما فيها الصدامات العلنية بين ترامب وبعض الشخصيات الجمهورية، تعكس انشغالًا نخبويًا منفصلًا عن واقع الناخبين. ويؤكد أن مستوى الدعم داخل القاعدة الأساسية لترامب بقي مرتفعًا منذ يناير.
ويرى روفيني أن الانخفاض في الأرقام العامة يأتي أساسًا من مستقلين "منخفضي الإقبال" صوّتوا لترامب في 2024، لكنهم غير منخرطين سياسيًا، لا يتابعون الأخبار بانتظام، ويشعرون بتأثيرات الإدارة بشكل عابر. وبما أنهم ناخبون متأرجحون بطبيعتهم، فإن نسب التأييد العامة تتقلب معهم، على نحو مشابه لما يحدث مع فئات شابة لم تطور بعد ارتباطات حزبية راسخة.
تربط هذه المقاربة تراجع شعبية ترامب مباشرة بالاقتصاد وكلفة المعيشة، معتبرة أن الرئيس يخسر تأييد فئات وضعت "القدرة على تحمّل التكاليف" في صدارة أولوياتها، وأن التحول السياسي لديها انعكاس مباشر للضغوط الاقتصادية.
لاكشيا جاين، محلل الانتخابات ورئيس قسم البيانات في منصة ذا أرجومنت، يشير إلى أن تقلب هؤلاء الناخبين ليس عشوائيًا، بل تحركه الضغوط المعيشية. ففي استطلاعات أجراها لصالح "ذا أرجومنت"، سُجلت مكاسب للديمقراطيين مقابل خسائر لترامب بين غير البيض، ومن هم دون 45 عامًا، وغير الحاصلين على تعليم جامعي، ما يوحي بأن موجة 2026 المحتملة قد تعكس نمط انتخابات 2018.
وتظهر كلفة المعيشة هنا كعامل حاسم: ستة من كل عشرة ناخبين صنفوها ضمن أهم قضيتين في حياتهم، ومعها تتزايد مشاعر الاستياء من طريقة تعامل ترامب مع الملف. ووفق تقديرات جاين، انتقلت فئة الناخبين الذين يضعون كلفة المعيشة ضمن أولويتين من دعم ترامب بفارق ست نقاط إلى عدم الموافقة عليه بفارق 13 نقطة، وهو التحول الأكبر بين مختلف الفئات.
الاستطلاعات تكشف أيضًا أن حتى الجمهوريين غير راضين عن الوضع الاقتصادي، ومنقسمون حول تحميل ترامب المسؤولية، فيما يعبّر الناخبون عن مشاعر سلبية واسعة حيال ارتفاع أسعار الغذاء والسكن والخدمات والرعاية الصحية. هذا السياق يفسر تحولات في مواقف اللاتينيين والشباب الذين رأى بعضهم في ترامب خيارًا لمرة واحدة لتحسين أوضاعهم، قبل أن يتجهوا نحو الديمقراطيين حين لم يلمسوا تحسنًا ملموسًا.
تذهب النظرية الثالثة إلى أبعد من مسألة الانخراط السياسي أو الاقتصاد، لتفترض وجود شريحة داخل التحالف الجمهوري صوّتت لترامب في 2024، لكنها لا تشبه القاعدة التقليدية للحزب، وقد لا تبقى ضمن التحالف مستقبلًا.
تعتمد هذه القراءة على دراسة لمعهد مانهاتن المحافظ، تقسم تحالف ترامب إلى "جمهوريين أساسيين" يشكلون نحو ثلثي القاعدة، وهم محافظون ثابتون يتبنون ركائز "ماغا"، وإلى "منضمين جدد" يشكلون نحو 30%، يحملون آراء تتصادم مع الأغلبية المتشددة داخل الحزب.
بحسب جيسي آرم، مؤلف دراسة معهد مانهاتن، هؤلاء المنضمون الجدد أصغر سنًا وأكثر تنوعًا عرقيًا، وأكثر احتمالًا لأن يكونوا قد صوّتوا للديمقراطيين في مراحل قريبة. وهم أقل محافظة في ملفات عدة، إذ يؤيدون حقوق الإجهاض، ويدعمون أجندة أكثر انفتاحًا للهجرة، ويتبنون مواقف اجتماعية أكثر تقدمية، فيما تعارض غالبية منهم الرسوم الجمركية.
70% من الجمهوريين الأساسيين سيصوّتون "بالتأكيد" لمرشح جمهوري في انتخابات 2026، مقابل 56% فقط من المنضمين الجدد دراسة لمعهد مانهاتنويصف آرم هذه الفئة بأنها تضم ناخبين انتقلوا من أوباما إلى ترامب أو من بايدن إلى ترامب، وأن سياساتهم تمتد "على كامل الخريطة". كما يلفت إلى تداخلها مع الفئتين السابقتين، من حيث الاهتمام بالقدرة على تحمّل التكاليف، انخفاض الانخراط السياسي، السن الأصغر، واحتمال أعلى لأن تضم ناخبين من السود أو اللاتينيين وجمهوريين جدد.
والمؤشر الأكثر دلالة على أن هذه الشريحة أقل استعدادًا للبقاء ضمن الصف الجمهوري مستقبلًا هو ما أشرات إليه الدراسة من أرقام: 70% من الجمهوريين الأساسيين سيصوّتون "بالتأكيد" لمرشح جمهوري في انتخابات 2026، مقابل 56% فقط من المنضمين الجدد، ما يفتح الباب أمام تساؤلات أوسع حول مستقبل التحالف الذي حمل ترامب إلى السلطة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة