اختارت صحيفة غارديان لسلسلة "كتاب الأسبوع" كتاب الصحفي والروائي المصري الكندي عمر العقاد، الذي يسلط الضوء على التناقضات الأخلاقية في صميم الليبرالية الغربية، خصوصا بعد الأهوال التي شهدها أهل غزة والعالم واقف يتفرج.

وأشار الكاتب في الصحيفة البريطانية شون أوهاغن إلى أن عنوان الكتاب "يوما ما، سيكون الجميع ضد ما حصل" يطرح تساؤلات عن حقيقة ما تعنيه القيم الغربية أمام القتلى من الرضع والأطفال المشوهين والمصابين بصدمات نفسية والعائلات والمجتمعات التي تم محوها في غزة وفي صراعات أخرى حول العالم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دبلوماسي إسرائيلي: 4 سيناريوهات لما قد يحدث بغزة في الأسابيع القادمةlist 2 of 2نيويورك تايمز: ترامب يفضل الولاء الشخصي على الكفاءةend of list

ووفق أوهاغن، الذي تولى مراجعة الكتاب، ينبع العنوان من تغريدة كتبها العقاد في 2023 أثناء قصف إسرائيلي مكثف على القطاع، ومفادها أنه "في يوم ما، عندما يصبح من الآمن تسمية الشيء ووصفه بما هو عليه، وعندما يفوت الأوان لمحاسبة أي شخص، سيدعي الجميع أنهم كانوا ضد ما حصل".

كتاب عمر العقاد بعنوان "يوما ما، سيكون الجميع ضد ما حصل" (الجزيرة)

وقال أوهاغن إن العقاد تأمل في كتابه بتجربته مع الغرب، إذ إنه ولد في مصر وترعرع في كندا ويعيش الآن في الولايات المتحدة، وينتقد الصحفي المصري الكندي بشدة فكرة الليبرالية الغربية، مؤكدا أن التزام الغرب المزعوم بحقوق الإنسان يظهر على حقيقته أمام "الواقع الوحشي" الذي تفرضه نزاعات مثل التي في غزة.

وعلق العقاد على هويته المعقدة قائلا إن "الوطنية بالنسبة لي تنبع من حياة مختلفة تماما عن التي منحني إياها الحظ، فأنا أعيش الآن في كنف العالم الذي يطلق الصواريخ على غزة، والواقع هو أن هذا الجانب سيكون دائما أكثر أمانا".

ويرى أوهاغن أن النقطة المحورية في الكتاب المؤلف من 10 أجزاء هي غزة، إذ يؤكد العقاد أن الخسائر البشرية والأرواح التي أزهقت في فلسطين يربطها حبل وثيق بالصمت الغربي المطبق أمام إسرائيل، ويتحسر الكاتب على أن العالم الغربي سيعارض هذا الصمت بعد فوات الأوان.

إعلان

ووفق أوهاغن، يتحدى كتاب العقاد مفهوم الحياد الصحفي، إذ يرى أن على الصحفيين تحريض الشعوب ضد الصمت والسلطة، ويتجلى هذا النقاش في عمل العقاد الصحفي على تغطية الحرب في أفغانستان ومحاكمات سجن غوانتانامو والربيع العربي في مصر، حيث اختبر بنفسه التنازلات الأخلاقية الناتجة عن التقارير المحايدة أمام الأزمات الإنسانية والظلم.

ويضيف العقاد في كتابه أن تحقيق مهمة الصحفي الحر المتمثلة بالتحريض ضد الصمت أمام الأهوال، تولاها الصحفيون الفلسطينيون بجانب المواطنين العاديين باستخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث وثقوا "الهجمات المميتة على المستشفيات والمدارس والضواحي والخيام الواهية".

ووفق مراجعة الكتاب، أشاد العقاد برموز مثل معتز عزايزة ووائل الدحدوح وغيرهم ممن وثقوا أهوال الحرب على الرغم من استشهاد أقاربهم وأحبائهم.

وأورد أوهاغن أن العقاد يروي في كتابه مقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب (5 سنوات) بشكل مؤثر -والتي قتلتها دبابة إسرائيلية بعد محاصرتها في مركبة محاطة بجثامين أفراد عائلتها- ويقول "لقد رفعت هند سماعة الهاتف وتوسلت طلبا للمساعدة، وبكت وقالت إنها بللت نفسها، لقد كانت في الخامسة من عمرها، أي كلمة تصف ما شعرت به هذه الطفلة؟".

وخلص أوهاغن إلى أن كتاب العقاد يجبر القراء على التعامل مع حقيقة أن "القيم الغربية" قد لا تكون بالأخلاقية أو الاتزان أو العدل أو الثبات الذي تصور عليه، واختتم الكاتب مراجعته باقتباس من العقاد بأن "ضحايا هذه المعضلة لا يموتون ويختفون بسهولة دون أثر، بل يحفرون آبارا في قلوب الأحياء، يعيشون فيها أبد الدهر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

وثيقة من 2010 .. أحمد موسى يفضح مخططًا إسرائيليًا خطيرًا

كشف الإعلامي أحمد موسى، عن الأسباب الرئيسية التي تقف وراء تعرض مصر لعدد كبير من الحملات والشائعات خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أنه لا توجد دولة في العالم تواجه هذا الكم من الهجمات، سواء من الداخل أو الخارج.

أحمد موسى: لا بدائل عن قناة السويس التي تستقبل أكبر الحاويات في العالممش عايزين إذن حد.. أحمد موسى: إحنا بنعمل محطة نووية لإنتاج الكهرباءالرئيس السيسي بطل .. أحمد موسى: نفذنا مشروعات تحلية المياه دون التنازل عن شبر من أراضيناأحمد موسى يكشف موقفا تاريخيا لمصر أمام مخطط إسرائيلي خبيث

وقال أحمد موسى، خلال تقديمه برنامج «على مسئوليتي»، والمذاع عبر قناة «صدى البلد»، إن السبب الرئيسي وراء هذه الحملات هو خلق الفوضى، وذلك من أجل أمريكا وإسرائيل لتحقيق حلم الذي تم نشره تفاصيله منذ 15 عامًا.

وأضاف أحمد موسى أن هناك وثيقة عمرها 15 عامًا، توضح أن الهدف الأساسي منها هو زعزعة الاستقرار داخل مصر، مشيرًا إلى أن هذا المخطط سبق أحداث 2011 بعام كامل.

وعرض موسى خلال البرنامج تقريرًا قديمًا نشرته جريدة «المصري اليوم» بتاريخ 28 يناير 2010، بعنوان: «المصري اليوم تنشر دراسة إسرائيلية خطيرة: الأمريكيون ينتظرون خليفة مبارك لإعلان الدولة الفلسطينية في سيناء»، مضيفًا: "الكلام دا قبل أحداث يناير بعام كامل".

وأشار أحمد موسى إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان قد تحدث معه خلال لقاء جمعهما عام 2015، وتطرقا إلى جزء بسيط من أهداف تلك الوثيقة.

وأردف موسى: "هناك مسئول أمريكي اطلع على الدراسة والمشروع الإسرائيلي، قال للمسؤولين في تل أبيب يجب عليهم الانتظار حتى يأتي وريث مبارك"، موضحًا أن "في يناير 2010، عرض اللواء جيورا أيلاند، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، المشروع المقترح لاستضافة دول عربية للفلسطينيين".

بنود الخطة الإسرائيلية كما كشفها أحمد موسى:

تتنازل مصر عن 720 كم من أراضي سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المقترحة، وتتمثل هذه الأراضي في مستطيل طوله 24 كم ويمتد بطول الساحل من رفح غربًا حتى حدود مدينة العريش.
تمثل هذه المنطقة 12% من مساحة الضفة الغربية، وفي مقابلها يتنازل الفلسطينيون عن 12% من مساحة الضفة لصالح الضم الإسرائيلي.


تحصل مصر على أراضٍ من إسرائيل جنوب غرب النقب، بمساحة قد تصل إلى 720 كم أيضًا، إضافة إلى مزايا اقتصادية كبيرة.

وأضاف موسى أن عدد سكان غزة يبلغ حاليًا نحو 1.5 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.5 مليون نسمة في عام 2020، ومع المساحة المحدودة للقطاع، لا يمكن بناء اقتصاد مستقر أو ميناء بحجم فعّال، ما يجعل من المستحيل تحقيق تنمية مستدامة في غزة.

وذكر أحمد موسى المكاسب المصرية كما وردت في الدراسة:

مقابل استعداد مصر للتنازل عن 720 كم من أراضيها للفلسطينيين (وليس لإسرائيل)، فإنها ستحصل على الآتي:

مبدأ الأرض مقابل الأرض: مصر تتسلم قطعة أرض من إسرائيل في صحراء النقب.


لتحقيق الربط الجغرافي مع القسم الشرقي من الشرق الأوسط، ستسمح تل أبيب لمصر بشق نفق يربط بين مصر والأردن.
بين الميناء الجوي الجديد في غزة الكبرى والميناء البحري الجديد (كلاهما على المتوسط)، وحتى النفق المصري الأردني، سيتم إنشاء:

خط سكك حديدية

طريق سريع

أنبوب نفط

ثم تتفرع هذه الخطوط من النفق إلى الأردن، العراق، السعودية، ودول الخليج، مقابل حصول مصر على نصيبها من الجمارك والرسوم.

وأشار أحمد موسى إلى أن مصر تواجه مشكلة مياه تتفاقم يوميًا، مع زيادة سكانية مستمرة، وتناقص حاد في مصادر المياه العذبة، حيث يعتمد نحو 50% من المصريين على الزراعة.

واختتم موسى حديثه عن الوثيقة قائلًا إن مصر لن تتمكن من الحفاظ على بقائها واستمرارها بعد جيل أو اثنين دون حل جذري لأزمة المياه، مشيرًا إلى أن العالم سيقرر ضخ استثمارات كبرى في مصر في مجالات تحلية وتنقية المياه، مقابل هذا "الكرم" المصري، وضمان استقرار الإقليم بالكامل.

طباعة شارك أحمد موسى موسى اخبار التوك شو مصر وثيقة

مقالات مشابهة

  • غارديان: أرقام صادمة عن كراهية الإسلام في بريطانيا
  • وثيقة من 2010 .. أحمد موسى يفضح مخططًا إسرائيليًا خطيرًا
  • مصطفى بكري يشارك في احتفالية المنتدى المصري لتنمية القيم بذكرى ثورة 23 يوليو
  • ماذا طلب وزير الماليّة من كتاب العدل؟
  • نائب بولندي ينتقد موقف بلاده من جريمة الابادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة
  • دعوى قضائية لـ إلزام التيك توك بالضوابط والمعايير الأخلاقية
  • مآسي أطفال غزة تتضاعف مع ازدياد حالات بتر الأطراف بسبب عدوان الاحتلال
  • إسرائيل تعمل على تغيير النظام القانوني الذي يحكم الضفة الغربية لتسريع الضم
  • حب محرم ونهاية مأساوية.. القصة الكاملة لفتاة الصف التي ألقت رضيعها أمام المسجد
  • أستاذ طب نفسى : العولمة والعصر الرقمي تسببا في خلل عميق بمنظومة القيم والأخلاق