أولى جلسات محاكمة «حمو بيكا» في قضية سلاح.. غدًا
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
تنظر المحكمة المختصة بالقاهرة، غدًا الثلاثاء، في أولى جلسات نظر محاكمة مطرب المهرجانات حمو بيكا على خليفة اتهامه بحيازة سلاح أبيض بمنطقة الزمالك بالقاهرة.
كانت جهات التحقيق المختصة، قررت حبس مطرب المهرجانات حمو بيكا شهرين، وذلك بعد رفض الاستئناف على إخلاء سبيله، والتصالح مع نقابة المهن الموسيقية، وترحيله لتنفيذ الحكم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله.
في وقت سابق، كانت قد ألقت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة القبض على مؤدي أغاني المهرجانات حمو بيكا لهروبه من تنفيذ أحكام، وكان بحوزته سلاح أبيض أثناء ضبطه في منطقة الزمالك.
وردت معلومات لأجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة بهروب حمو بيكا من تنفيذ أحكام قضائية وتواجده بمنطقة الزمالك بدائرة قسم قصر النيل.
وعلى الفور، انتقلت أجهزة الأمن إلى مكان تواجده وتم ضبطه واقتياده إلى قسم الشرطة، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله، والعرض على النيابة العامة لتولي التحقيقات.
اقرأ أيضاًالمشدد لعامل لاتهامه وآخرين بقتل آخر وتعدى بالضرب على ربة منزل بالقليوبية
أحد ضحايا منصة FBC بالفيوم: عملت قرض واشتركت لكن اتنصب عليا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار الحوادث أخبار المحاكمات الأسبوع حمو بيكا حوادث حوادث الأسبوع قضية قضية سلاح محاكمة محاكمة مطرب المهرجانات حمو بيكا محكمة مطرب المهرجانات حمو بيكا حمو بیکا
إقرأ أيضاً:
المقابر أولى بالزيارة.. حين يستقبل الغزيون العيد على عتبات الفقد
قاسٍ هو العيد على أم محمد السحار، قاسٍ كأنما تصحو فيه على ألف نداء من الغياب. تجلس بثوبها الأسود على حافة قبرٍ هشّ، تحيطه الأعشاب البرية والأنقاض، لكنها لا ترى إلا وجوهًا أربعة محفورة في الذاكرة.. وجوه أبنائها الذين اختطفهم العدوان الصهيوني من بين يديها، واحدًا تلو الآخر، وكأنها كانت في سباق مستمر مع الموت، ولم تفز إلا بوهم الذكرى.
بصوت مرتجف تروي لـ«عُمان»: «في صباح عيد الأضحى المبارك الماضي، جلسنا سويًّا على مائدة الفسيخ وقلاية البندورة.. كانوا يمازحونني، يضحكون بصوتٍ عالٍ، ويتبادلون الطرائف. اليوم أجلس وحدي، آتيهم بفسيخ بارد وحزن حار، أقرأ الفاتحة وأستودعهم للسماء».
قصة أم الشهداء الأربعة
أحمد، الابن الأكبر، طبيب لم يغادر ميدانه. استشهد وهو يضمّد جراح الغزيين في مستشفى العودة، شمال قطاع غزة. تذكره أمه وهي تشير إلى صورة له موضوعة على القبر: «كنت أصرخ عليه عبر الهاتف: خليك بالبيت.. الدنيا نار! يرد عليّ: ما بقدر.. المرضى أولى. جاءني بعد ساعات ملفوفًا بالكفن، لا صوت، لا ضحكة، لا وداع».
ثم جاء صلاح، رجل الأمن الذي وقف على باب بيته حين باغتته طائرة حربية، فقضى قبل أن يرى طفله الوحيد يمشي على قدميه. «قال لي قبل يومين: ماما، العيد هالسنة غير.. رح نعمل حفلة كبيرة. وكان صادق.. بس حفلة الشهداء، مش الأحياء»، تقولها وتكتم دمعة خشيت أن تنهار.
أما أمجد، فقد رحل وهو يحمل خبزًا لأسرته النازحة قسرًا إلى مركز إيواء «اليمن الحزين». لم يعد الخبز، ولم يعد أمجد. «كنت أنتظر خبز العيد، لكن وصلني وجهه.. باردًا، مثل رغيف لم يُخبَز قط»، تهمس الأم وتشد على مسبحتها.
وآخرهم كان إبراهيم، عائدًا من جنوب القطاع إلى شماله بعد أن حاول الفرار من القصف.. لكن الصواريخ لم تترك له نجاة. «كل يومين، كانوا يجيبوا لي خبر واحد.. صرت أخاف من طرق الباب، من صوت الهاتف، من ضوء الفجر»، تقول وهي تنظر إلى القبر المشترك الذي ضم أبناءها الأربعة ووالدهم، كأنهم في قاعة الانتظار الأخيرة.
المقابر.. أولى بالزيارة من العيدية
في أول أيام عيد الأضحى المبارك، بينما تلبس المدن ثوب الفرح، ترتدي غزة كفن الحزن. تتقاطر العائلات نحو المقابر بدل الحدائق، يحملون الورود لا الهدايا، يتبادلون العبرات لا التهاني. النساء ينثرن الزهور، الرجال يقرأون الفاتحة، الأطفال يسألون عن معنى «شهيد».
في «مقبرة الشيخ رضوان» بمدينة غزة، كان المشهد أقرب إلى صلاة جماعية للغائبين. لا أحد يوزع الحلوى، لكن الجميع يتناول وجعًا مريرًا مشتركًا.
«العيد صار مناسبة نزور فيها من فارقونا.. مش نحتفل باللي معنا»، يقول الحاج أبو سامر عبدالعال خلال حديثه لـ«عُمان»، والذي فقد زوجته وابنته في قصف بيتهم في حي الشجاعية.
يقف الرجل الخمسيني أمام قبر زوجته ويخاطبها كأنها تسمعه: «يا أم سامر، جبتلك فستان العيد اللي كنتي بدك تلبسيه.. ما لحقتي تلبسيه، بس حطيته على قبرك.. الله يعوض عليك في الجنة».
العيد هنا لم يعد عيدًا، بل تاريخًا مؤرّخًا بالحزن، يكتب فيه الغزيون أسماء شهدائهم، ويحدثونهم عن الأحوال، عن القصف الأخير، عن الجراح الجديدة التي تتوالى بلا توقف.
رنا.. العيد المذبوح عند باب البيت
رنا الشرفا، فتاة في الرابعة عشرة من عمرها، كانت تنتظر العيد كما تنتظر الزهرة المطر. جهزت ملابسها، رتبت جدائلها، وأعدّت «عيديتها» لتوزيعها على إخوتها الصغار. في تلك الليلة، سقط صاروخ على بيت جيرانهم، فانهار حائط على والدها.
تروي لـ«عُمان» وهي ترتجف: «كنت أحضر الحناء لأمي وأضحك، وفجأة سمعت صوت الموت. صراخ، تراب، دم، وكنت أركض وأنا حافية.. ثم رأيته. كان أبي لا يتحرك. لم أقل وداعًا».
تغالب دموعها وتكمل: «العيد صار مثل كابوس. كل سنة نحاول نحتفل، بس في حدا ناقص.. دايمًا في صورة محطوطة على الطاولة بدل وجه». تقول رنا إنها كتبت رسالة ووضعتها تحت وسادة والدها في القبر: «كتبت له فيها: بابا، اشتريت لك العطر اللي كنت تحبه.. بس راح يبقى معايا. ما حدا يقدر يتعطر به غيرك».
أبو نضال.. «التهنئة أصبحت للعزاء»
في خان يونس، جلس عبدالله ابو شبيكة على كومة من الركام حيث كان بيته. كان يأمل أن يجتمع بأبنائه الثلاثة وزوجته في هذا العيد، بعدما نزحوا إلى خيمة في منطقة المواصي، قرب شاطئ بحر خانيونس، هربًا من القصف على المنازل. لكن صواريخ الاحتلال لاحقتهم، فاستشهدوا جميعًا في قصف استهدف المخيم الذي احتموا به، ليصلوه إليه في نعوش بدلًا من أن يعودوا إليه أحياء.
«ما لحقت أبوسهم. أتوا بهم ملفوفين بالكفن. قالوا لي: هؤلاء أولادك. ما صدقت.. أمسكت بيد واحد، كانت دافئة.. قلت ممكن أن يكون حيا، لكن كان الإعتقاد وهم».
يقول بحسرة، ثم يكمل: «العيد في غزة مثل جنازة موسمية. نغسل وجوهنا بدموعنا، نرتدي السواد، ونتبادل العزاء بدل التهاني».
يرى أن المجازر لم تترك مجالاً للحياة: «حتى الأطفال ما عادوا يطلبوا عيدية.. صاروا يسألوا: متى رح نلحق بابا؟».
سارة.. «أنا العيد الذي لم يأتِ»
سارة حسن، أمٌ شابة فقدت زوجها وطفلتها الرضيعة في قصف على مستشفى الشفاء. تقول: «جئت أضع الطفلة في الحضانة، ما لحقت أرجع.. قصفوا المكان. زوجي كان هناك.. عايدني برسالة صوتية قبل دقائق من استشهاده».
تمسح دمعة تسقط على خدها وتضيف: «العيد صار رقمًا يضاف إلى الحزن.. صار محطة نحكي فيها لمن فقدناهم كم اشتقنا».
تقول إن ابنتها كانت تدعى «عيد»؛ لأنها وُلدت في أول أيام العيد قبل عامين، ولكنها رحلت قبل أن تكمل عامها الثاني: «دفنت معها العيد، والفرح، وقلبي».
الطفل يحيى.. «العيد؟ يعني نروح نزور أخوي»
يحيى أبو العبد، طفل في الثامنة، فقد شقيقه التوأم في غارة على منزلهما. سُئل عن معنى العيد، فأجاب ببساطة: «العيد يعني نلبس تياب حلوة ونروح نزور أخوي في القبر.. ماما بتبكي وأنا بقرأ له سورة يس».
يحيى يحتفظ بلعبة صغيرة قال إنها كانت لأخيه: «ما بلعب فيها.. هي إله، مش إلي. بحطها كل عيد على قبره».
رغم صغر سنه، يشعر بثقل الفقد، ويقول: «كنت أضحك كتير، بس بعد ما راح، ضحكتي راحت»
العيد الذي لم يأتِ بعد
«هيهات أن ينهي الموت الحكاية».. هكذا تهمس أم محمد وهي ترفع يدها بالدعاء على قبر أبنائها. بالنسبة لها، لا قيمة للزينة ولا طعم للحلوى، فالعيد الحقيقي مؤجل حتى اللقاء. اللقاء الذي تصفه بـ«عيد لا قصف فيه ولا ألم»، حيث ترى أبناءها الأربعة من جديد.
في غزة، لا يموت العيد تمامًا، لكنه ينام تحت الركام، ينتظر صحوة لا تشوبها صافرات إنذار. وبينما يحتفل العالم، تظل غزة على عهدها.. تمشي فوق الجراح، وتغني للغائبين: «لن ننساكم.. العيد قادم لا محالة، وسنحتفل معكم، هناك، حيث لا حروب».
العيد في غزة.. بين الفقد والصمود
العيد في غزة لم يعد مناسبة دينية فحسب، بل لحظة للتماس العاطفي العميق مع الغياب. في كل بيت حكاية شهيد، وفي كل شارع ذكرى صاروخ، وفي كل قلب مكان فارغ لم يملأه الزمن. المقابر تحولت إلى ساحات لقاء، والزائرون يحملون الدعاء بدل التهاني، والدعاء هنا ليس ترفًا روحيًا بل تمسّكًا بما تبقى من إنسانية.
تبدلت طقوس العيد في غزة؛ مائدة الفطور باتت بلا ضحكات، الحدائق استُبدلت بالمقابر، الهدايا استُبدلت بصور الشهداء، وحتى تكبيرات العيد صارت تختنق بالبكاء. ومع ذلك، يظل الغزيون متمسكين بطوق الحياة، يزرعون الزهور على القبور، يروون الحكايات لأطفالهم، ويحفظون أسماء الشهداء كأنها أنشودة وطن لا ينكسر.