الاحتلال يواصل التصعيد في جنين ومخيمها
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة من محورها الغربي معززا بعدد من الدبابات، كما حاصرت قواته مخيم المدينة ومحيطه وأحرقت عددا من المنازل فيه.
يأتي ذلك في حين دعا زعيم حزب معسكر الدولة والوزير السابق بمجلس الحرب الإسرائيلي على غزة بيني غانتس إلى إرسال مزيد من القوات للقتال في الضفة وتعزيز الدفاع عن المستوطنات الإسرائيلية هناك.
وقالت بلدية جنين إن جيش الاحتلال يواصل شن حملات اعتقال واسعة في جنين وقرى المحافظة.
وأضافت أن الاحتلال هدم 120 منزلا كليا، وعشرات المنازل والمنشآت جزئيا، داخل مخيم جنين.
حظر تجوالكما يواصل جيش الاحتلال فرض حظر التجوال على بلدة قباطية، جنوب مدينة جنين، لليوم الثاني على التوالي.
وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات الاحتلال استولت على عدد من المنازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية، واعتقلت عددا من الأشخاص.
وقالت "سرايا القدس-كتيبة جنين" إن مقاتليها تصدوا فجر اليوم لقوات إسرائيلية في محاور القتال ببلدة السيلة الحارثية غرب جنين، وفجروا عبوات معدة مسبقا، محققين إصابات مؤكدة.
كما اقتحم جيش الاحتلال بلدتي اليامون وبرقين المجاورتين لبلدة قباطية جنوب مدينة جنين.
إعلانوقالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال تواصل عمليات التدمير الواسعة في بلدة برقين، منذ ساعات الصباح، مع انتشار واسع داخل البلدة.
وذكرت المصادر أن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية وجرافات صوب البلدة، ودمّر البنية التحتية في شوارع رئيسة عدة.
من ناحية أخرى، واصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها، نور شمس وطولكرم، لليوم الـ29 على التوالي.
وهدم الاحتلال أكثر من 10 منازل في مخيم نور شمس منذ بدء العدوان، كما تسبب في نزوح ما يقارب 9 آلاف مواطن، وتدمير البنية التحتية بالمخيم بشكل كلي.
وفي مخيم طولكرم، أعلنت لجنة المخيم أن الاحتلال هدم وفجر ما يقارب 50 منزلا تدميرا كليا، ونحو 500 منزل ومنشأة عامة دمرت تدميرا جزئيا، كما نزح منه نحو 11 ألف فلسطيني.
اعتقالاتعلى صعيد آخر، قال نادي الأسير الفلسطيني -في بيان له- إن إسرائيل اعتقلت نحو 365 فلسطينيا في محافظتي جنين وطولكرم، منذ بدء العدوان على شمالي الضفة.
وبيّن أن عمليات الاعتقال المتصاعدة والمستمرة يرافقها "عمليات إعدام ميداني، وإطلاق النار بشكل مباشر، أو التهديد بذلك، بالإضافة إلى الضرب المبرح، وعمليات التحقيق الميداني التي طالت المئات".
إلى جانب ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي اعتقل مواطنين فلسطينيين كرهائن في حين حول منازل إلى ثكنات عسكرية واستهدف منازل أخرى بالهدم والنسف والحرق، إضافة إلى عمليات تدمير متعمدة للبنى التحتية، وفق البيان.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي وسع منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي عملياته العسكرية -التي أطلق عليها اسم "السور الحديدي"- في مدن ومخيمات للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، خاصة بمحافظات جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا 61 شهيدا فلسطينيا وفق وزارة الصحة، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف، ودمار واسع في الممتلكات والمنازل والبنية تحتية.
إعلانكما صعد عناصره والمستوطنون الإسرائيليون منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، وهذا أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 923 فلسطينيا وإصابة نحو 7 آلاف شخص واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يحوّل بلدة سنجل في الضفة إلى سجن كبير
يشق سياج معدني بارتفاع خمسة أمتار الحافة الشرقية لبلدة سنجل الفلسطينية الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، حيث أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع الطرق المؤدية إليها عبر بوابات فولاذية ثقيلة وحواجز، باستثناء طريق واحد يخضع لحراسة مشددة من جنود إسرائيليين.
قال موسى شبانة (52 عامًا)، وهو أب لسبعة أطفال، بينما كان يراقب العمال يقيمون السياج وسط مشتل كان مصدر رزقه الوحيد: "سنجل الآن سجن كبير.. بالطبع، نحن الآن ممنوعون من الذهاب إلى المشتل. جميع الأشجار التي كنت أملكها أُحرقت وفُقدت. في النهاية، قطعوا سبل عيشنا".
لطالما اعتاد نحو 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية على الجدران ونقاط التفتيش التي أقامتها قوات الاحتلال، لكن كثيرين يقولون إن الحصار ازداد شدة منذ بداية الحرب ضد قطاع غزة، إذ تحولت القرى والبلدات إلى مناطق مغلقة.
ويُعد السياج حول سنجل مثالًا واضحًا على هذه السياسة التي يعتبر جيش الاحتلال إنها تهدف إلى "حماية طريق رام الله – نابلس السريع القريب"، بحسب ما ذكر تقرير لوكالة "رويترز".
وجاء في بيان للجيش: "في ضوء الحوادث المتكررة في هذه المنطقة، تقرر إقامة سياج لمنع إلقاء الحجارة على الطريق وتكرار الإخلال بالنظام العام، وبالتالي ضمان أمن المدنيين". وأضاف البيان أن السكان ما زال بإمكانهم الدخول والخروج عبر المدخل الوحيد، معتبرًا ذلك بمثابة "وصول حر".
عزل السكان
يضطر سكان سنجل الآن للسير أو القيادة عبر طرق ضيقة ومتعرجة للوصول إلى نقطة الدخول الوحيدة. وأغلقت بعض الطرق الداخلية بحيث بات على الأهالي عبور مسافات طويلة للوصول إلى سياراتهم المتوقفة على الجانب الآخر.
وقال بهاء فقاع، نائب رئيس البلدية، إن 8 آلاف نسمة أصبحوا محاصرين داخل مساحة لا تتجاوز عشرة أفدنة، معزولين عن ألفي فدان من الأراضي التي يملكونها. وأضاف: "هذه هي السياسة التي يتبعها جيش الاحتلال لترهيب الناس وكسر إرادة الشعب الفلسطيني".
وتعتبر "إسرائيل" أن الحواجز ضرورية لحماية المستوطنين اليهود الذين انتقلوا للعيش في الضفة الغربية منذ احتلالها عام 1967.
وقال إسرائيل غانتس، رئيس مجلس بنيامين الإقليمي الذي يشرف على 47 مستوطنة إسرائيلية في المنطقة التي تقع فيها سنجل: "إن رفع القيود المفروضة على العرب الفلسطينيين على نحو مطلق سيشجع على القتل الجماعي لليهود"، متهماً سكان البلدة بإلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف لمجرد أن المارة يهود.
ويعيش الآن نحو 700 ألف إسرائيلي في الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وتعتبر معظم دول العالم هذه المستوطنات انتهاكًا لاتفاقيات جنيف التي تحظر نقل السكان إلى أراضٍ محتلة، في حين تقول "إسرائيل" إنها قانونية ومبررة بسبب الروابط التاريخية والدينية.
وبعد عقود من الحديث عن قيام دولة فلسطينية، تضم الحكومة اليمينية الحالية في "إسرائيل" نشطاء استيطان يعلنون صراحة نيتهم ضم الضفة الغربية بأكملها.
تشديد القيود
عززت إسرائيل وجودها العسكري في الضفة الغربية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والحرب المدمرة في قطاع غزة، وفي ليلة واحدة أغلقت الطرق بأكوام التراب والصخور، ثم نصبت بوابات معدنية ثقيلة، عادةً باللون الأصفر أو البرتقالي، على مداخل القرى الفلسطينية.
كما أقام الجيش نقاط تفتيش دائمة جديدة، إضافة إلى "حواجز متنقلة" تظهر فجأة وبدون إنذار.
وقالت سناء علوان (52 عامًا)، وهي مدربة شخصية تقيم في سنجل، إن الطريق إلى رام الله كان يستغرق 20 دقيقة بالسيارة، لكنه الآن قد يصل إلى ثلاث ساعات في الاتجاه الواحد، دون أي ضمانة لعدم البقاء عالقة لساعات عند نقاط التفتيش. وأضافت: "نصف حياتنا على الطرق".
قال محمد جاموس (34 عامًا)، المقيم في رام الله، إنه كان يزور عائلته في أريحا أسبوعيًا، لكن مع طول الطريق صار لا يستطيع زيارتهم إلا مرة واحدة في الشهر.
واعتبر جيش الاحتلال إن قواته تعمل في "واقع أمني معقد"، وإنها تضطر لتغيير مواقع نقاط التفتيش باستمرار لمراقبة الحركة والتصدي للتهديدات.
لكن مسؤولين في السلطة الفلسطينية التي تمارس حكمًا ذاتيًا محدودًا يتهمون "إسرائيل" باستخدام هذه الإجراءات لخنق الاقتصاد وكسر إرادة الناس، ويحذرون من أن ذلك قد يدفع المزيد من الشباب إلى التعاطف مع المسلحين.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى الشهر الماضي: "إنهم يبذلون قصارى جهدهم لجعل الحياة صعبة للغاية على شعبنا".