الجزيرة:
2025-05-18@16:28:37 GMT

قرية كويا بريف درعا تواجه الفقر والتصعيد الإسرائيلي

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

قرية كويا بريف درعا تواجه الفقر والتصعيد الإسرائيلي

درعا- بات أهالي القرى الحدودية مع الجولان السوري المحتل يعيشون على صفيح ساخن، جرّاء التصعيد الإسرائيلي المتواصل من خلال القصف أو التوغل البري، أو التهديد بنزع السلاح بالقوة.

ومنذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، عمدت إسرائيل إلى إلغاء "اتفاقية فصل القوات" (فض الاشتباك) الموقعة مع الجانب السوري عام 1974، وتوغلت بالمنطقة العازلة، وشنت غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية إستراتيجية.

والأحد الماضي، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي "بجعل المنطقة إلى الجنوب من دمشق منزوعة السلاح". وأردف "ولن نسمح للجيش السوري الجديد بالانتشار في هذه المنطقة، ولن نقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، على حد زعمه.

قريبا من التوغل

الجزيرة نت زارت قرية كويا في ريف درعا الغربي على حدود الجولان السوري، واستطلعت الواقع من كثب، في ظل التصعيد الإسرائيلي.

وكان نظام الأسد قد نصب حاجزا عسكريا قبل عشرات السنوات على مدخل البلدة، من أجل التدقيق في هويات العابرين، ولم يسمح بالدخول إلا لأهالي البلدة. أما الزائرون فكانوا بحاجة إلى كفالة من أحد الأهالي كي يتسنى لهم الدخول، باعتبارها منطقة حدودية حساسة.

إعلان

وصلنا إلى وادي اليرموك الفاصل بين الجانبين، وعلى مقربة من نقطة "الجزيرة" التي توغلت إليها قوات إسرائيلية بعد سقوط نظام الأسد وأقامت فيها نقطة تمركز.

مختار بلدة كويا عبد الرحمن المفلح يتحدث للجزيرة نت عن الانتهاكات الإسرائيلية (الجزيرة) تسليم السلاح

يقول مختار القرية عبد الرحمن المفلح، للجزيرة نت، إن الأهالي يشعرون بقلق بالغ جراء التصعيد الإسرائيلي وتزايد الإنذارات في المدة الأخيرة.
ووفق المفلح، فقد أرسل جيش الاحتلال طائرة مسيّرة مرفقة بمكبرات صوت بعد سقوط نظام الأسد تطالب المختار بالتوجه إلى الداخل الإسرائيلي لإبرام تفاهمات ما، إلا أنه رفض ولم يذهب.

لكنه أرسل رجلين اثنين من الأهالي "مشهود لهما بالسمعة الطيبة" ليتكلما باسم القرية، من دون أن يذكر اسميهما، فطلب الاحتلال منهما إبلاغ الأهالي بضرورة تسليم الأسلحة للجانب الإسرائيلي، "إلا أنهما رفضا الطلب قولا واحدا، وقالا إن السلاح لا يُسلم إلا للحكومة السورية الجديدة"، وفق المختار.

وعبّر المفلح عن استعداد أهل البلدة للانخراط بالجيش السوري الجديد وتسليم السلاح له فقط دون أي جهة أخرى. وأضاف أن الرجلين ذهبا إلى مدينة درعا والتقيا مسؤولين في الحكومة السورية وأبلغاها بفحوى الاجتماع مع الجانب الإسرائيلي.

مدير مدرسة كويا حمزة الحسين (يسار) يتحدث للجزيرة نت عن واقع البلدة في ظل التصعيد الإسرائيلي (الجزيرة) الفقر والتصعيد

وفي مناورة جديدة، عمدت إسرائيل إلى إرسال طائرات مسيّرة إلى قريتي جملة وعابدين المحاذيتين لبلدة كويا، تعرض على الأهالي تقديم مساعدات إغاثية وطبية مقابل إبرام تفاهمات معهم، إلا أنهم رفضوا كل العروض الإسرائيلية رغم الفقر المدقع، على حد قول المفلح.

وأشار المختار إلى أن أهالي البلدة من الطبقة الفقيرة، بل "المسحوقة"، حسب وصفه، جراء تهميشهم من قبل نظام الأسد، وهم يعتمدون على الزراعة التي أصبحت من دون أي مقومات إثر الحرب التي شنها النظام المخلوع على السوريين جميعهم.

إعلان

وقال إن الأهالي عمدوا إلى حفر بئر بالبلدة على نفقتهم الخاصة للحصول على مياه للشرب، إلا أن البئر حاليا معطلة نتيجة غلاء أسعار المحروقات.

وأعرب المفلح عن استعداد الأهالي للانخراط بالعمل مع الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع، مشيدا بالسياسة التي تنتهجها القيادة، والتي تتطلب مزيدا من الصبر والوقت لتدارك المرحلة، وفق قوله.

وعلى طرف الوادي الفاصل، التقت الجزيرة نت مع الأستاذ حمزة الحسين مدير مدرسة كويا البلد الذي قال إن الوضع أصبح صعبا في البلدة لسببين اثنين: الفقر المدقع، والتصعيد الإسرائيلي وتهديدات الاحتلال باجتياح المنطقة.

وأكد الحسين أن إسرائيل تحاول تعكير فرحة سقوط نظام الأسد، من خلال الممارسات الاستفزازية، مشيرا إلى إجماع أهالي البلدة على عدم التعامل مع الاحتلال.

وتحاول إسرائيل إشغال أهالي البلدة بالاستفزازات، على وقع المرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد، والتي يتطلع فيها السوريون إلى إعادة إعمار بلدهم، كما يقول الحسين.

الجريح ماهر الحسين يتحدث للجزيرة نت عن إصابته برصاص إسرائيلي خلال مشاركته بمظاهرة سلمية (الجزيرة) جريح برصاص إسرائيلي

الزائر إلى القرية سيلاحظ الواقع المتردي للبنية التحتية، حيث بدت الشوارع هشة، والبيوت بدائية جراء التهميش على مدار عقود.

وأشار الحسين بيده إلى منزل، قائلا إنه يعود لجريح سوري من أهالي البلدة، أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء مشاركته في مظاهرة رافضة للتصعيد بالمنطقة، مؤكدا أنه يرقد حاليا في مستشفى درعا الوطني.

في المستشفى، التقت الجزيرة نت الشاب الجريح ماهر الحسين (20 عاما) المصاب بفخذه الأيسر. وقال إنه أصيب برصاص إسرائيلي أثناء مشاركته بمظاهرة سلمية في 20 ديسمبر/كانون الأول 2024، خضع على إثرها لعمليات جراحية عدة.

قال الشاب إن المظاهرة كانت سلمية وضمن الأراضي السورية، ولم يتم تجاوز الحدود، بل إن الجيش الإسرائيلي عمد إلى إطلاق الرصاص من نقطة "الجزيرة" على المتظاهرين بهدف تفريقهم وإنهاء أي مظاهر احتجاجية بالمنطقة.

إعلان

ومن على سريره، كشف الحسين عن مكان الإصابة الذي بدا ملتهبا جدا، لدرجة أنه لا يقوى على النهوض، ويسعى الأطباء حاليا لإزالة الالتهاب، تمهيدا لإجراء عملية تركيب الصفائح المعدنية.

وأشار إلى أنه دفع نحو 70 مليون ليرة سورية جراء إصابته بالرصاص الإسرائيلي (ما يعادل 700 دولار أميركي= 14 ضعفا لراتب الموظف السوري)، وهو ما أرهقه على الصعيد المادي.

وأكد أنه ما زال بحاجة إلى مبلغ 30 مليون ليرة لاستكمال العلاج، وهو ما يفوق قدرة العائلة، لا سيما أنه البكر، ومعيل للعائلة إلى جانب والده.

وادي اليرموك الفاصل بين كويا بريف درعا الغربي والجولان السوري المحتل (الجزيرة)

وفجر 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام المخلوع من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

واستغلت إسرائيل هذه التطورات وشنّت مئات الغارات الجوية دمرت على إثرها طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحاء سوريا.

وتقرر في اتفاقية 1974 انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ جنوبي سوريا، إضافة إلى مساحة نحو 25 كلم مربعا تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي تم احتلالها في حرب 5 يونيو/حزيران 1967.

وفي تلك الحرب، احتلت إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان جنوب غربي سوريا، بما في ذلك أجزاء من سفوح جبل الشيخ، ثم أعلنت ضمها إليها في 1981، وهو ما لا تعترف به الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التصعید الإسرائیلی أهالی البلدة نظام الأسد للجزیرة نت سقوط نظام إلا أن

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت ترصد حالات سوء التغذية بين أطفال غزة

غزة – تنشغل أخصائية التغذية سوزان معروف بفحص عشرات الأطفال الذين وصلوا مستشفى أصدقاء المريض في مدينة غزة للاشتباه بإصابتهم بمضاعفات سوء التغذية، بعد أن ظهرت عليهم أعراض الهزال ونقص الوزن، حيث تمنع إسرائيل منذ بداية مارس/آذار الماضي دخول الغذاء والدواء لسكان قطاع غزة.

وينتظر الآباء والأمهات في طابور طويل للاطمئنان على صحة أطفالهم التي شهدت انتكاسة بسبب فقدانهم الغذاء الصحي، وغياب الفواكه والخضراوات واللحوم ومشتقات الألبان من الأسواق، في وقت تصاعدت فيه تحذيرات هيئات محلية ودولية متخصصة في رعاية الأطفال من كارثة وشيكة تطال ما يزيد عن 70 ألف طفل في غزة.

على سرير الفحص، تظهر أجساد أطفال دون الخمس سنين نحيلة جدا، بعدما تطورت الأعراض على عدد منهم ولم تعد تقوى أقدامهم على حملهم.

المرض ومضاعفاته

تقول الأخصائية سوزان معروف، للجزيرة نت، إن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر زاد علامات سوء التغذية لدى الأطفال في غزة، وتزايدت أعداد المرتادين للقسم الذي استحدثه مستشفى أصدقاء المريض في يونيو/حزيران الماضي، لمتابعة الحالة الصحية للأطفال الذين يتعرضون للتجويع.

وأكدت أن أعراض سوء التغذية انتقلت بحالات كثيرة من المرحلة البسيطة إلى المتوسطة، ووصلت إلى الحادة لبعضهم، الذين يعانون نقصا شديدا في الوزن وضعفا في الحركة وهزال الجسم، واصفرار البشرة، وتكسر الأظافر.

إعلان

وتجتهد سوزان لمنح الأطفال ما تبقى لدى المستشفى من مكملات غذائية، بعدما نفد البسكويت عالي الطاقة، وأوشك مخزون الحليب الذي كانت تعتمد عليه في العلاج على النفاد، مما يُصعِّب مهمتها.

اخصائية التغذية سوزان معروف خلال فحص أحد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية (الجزيرة)

وتقول سوزان إن عدم توفر الغذاء الصحي وغياب العلاج اللازم للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يؤخر شفاءهم، ما ينذر بمزيد من المضاعفات التي تلاحق أجسادهم الهزيلة، وتضيف أن نسبة سوء التغذية ارتفعت لدى الأطفال لأكثر من 10% في الأيام الأخيرة.

ولفتت المختصة الغذائية إلى أن الأطفال دون الخمس سنوات من الفئات الهشة، وتكمن أهمية هذه المرحلة العمرية في بناء أجسادهم للمستقبل، لكن فقدان العناصر الغذائية من فيتامينات وبروتينات يمنع نموهم بشكل سليم.

وحذرت من أن استمرار إغلاق معابر قطاع غزة سيزيد من تدهور صحة الأطفال بشكل مخيف، ويخطر بانتشار المزيد من الأمراض بسرعة، وارتفاع معدلات سوء التغذية.

محاولة الإنقاذ

وعلى أسرَّة المرض داخل القسم المخصص من المستشفى ذاته، ترقد أجساد صغيرة يسيطر عليها الهزال الشديد، لتلقي العلاج الذي يساعدهم على استعادة عافيتهم.

تقول والدة الطفلة سهام -التي أتمت عامها الأول وهي تتنقل من مستشفى لآخر بحثا عن الرعاية- "بعد شهرين من ولادتها بدأت تظهر علامات تردي وضعها الصحي، حتى قرَّر الأطباء إخضاعها للمتابعة داخل المستشفى بسبب تدهور حالتها".

ويظهر الاصفرار جليا على وجه الرضيعة الشاحب، والتي ترفض تناول أيا من الطعام المعلب الشحيح أصلا في الأسواق، ما يبقيها نائمة لساعات طويلة، في ظل غياب الغذاء الصحي الذي يساعدها على الشفاء.

وعلى سرير مجاور تبدو علامات المرض على الطفلة سلام (7 سنوات)، التي لم تعد تقوى على المشي بعد أن انتفخت قدماها، وأصابها الهزال، حتى اكتشف الأطباء أن السبب يعود لنقص البروتين، وباشروا بتقديم العلاج والمدعِّمات الغذائية حتى تستعيد وزنها.

وتحرص الطواقم الطبية على تقديم العلاج بانتظام للطفلة الرضيعة سلام، للتغلّب على انخفاض الوزن الشديد الذي أدى لضعف شديد في يديها وقدميها.

أطفال في قسم سوء التغذية بمستشفى أصدقاء المريض في غزة يواجهون الموت (الجزيرة) توقف النمو

ويشرح طبيب الأطفال محمد أبو شمالة السبب الرئيس لسوء التغذية قائلا إنه يكمن في نقص الكمية المطلوبة من السعرات الحرارية التي يتناولها الأطفال لقلة الغذاء المتوفر في غزة.

إعلان

وعبّر أبو شمالة، في حديثه للجزيرة نت، عن خشيته على حياة الأطفال دون الخامسة، لأن سوء التغذية يؤثر على نموهم مستقبلا، وقد يصيبهم بأمراض في أوقات لاحقة من أعمارهم.

وتعمل أقسام سوء التغذية في مشافي غزة وفق المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية من خلال قياس الوزن والطول وحجم الذراع، وعليه، يتم التعامل مع الأطفال الذين يحتاجون الرعاية، سواء بالمتابعة الميدانية أو بمبيتهم داخل المستشفيات حال كانوا يعانون من سوء تغذية حاد.

وأكد الطبيب أبو شمالة أن سوء التغذية انتشر بين جميع الفئات العمرية بسبب قلة الموارد الغذائية، محذرا من زيادته والتسبب بمضاعفات أكبر على الأطفال والتأثير على مناعتهم حال استمرار إغلاق المعابر.

ولفت إلى أن المكمِّلات الغذائية التي يقدمها الأطباء كبديل عن الخضراوات والفواكه والغذاء الصحي للمصابين بسوء التغذية لم تعد موجودة، والأدوية نفدت من جميع المستشفيات، ما يعيق تعافي الحالات المرضية، وحذر من أن استمرار الأوضاع على هذا الحال ربما يؤدي لوفاة المزيد من الأطفال.

بانتظار الموت

وحسب آخر إحصائية صادرة عن الجهات الحكومية في غزة، فإن 65 ألف طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية، وذلك بعد إعلان وزارة الصحة -في وقت سابق- ارتفاع عدد الوفيات نتيجة سوء التغذية إلى 57 طفلا.

وحذر تقرير مشترك صادر عن صندوق الأمم المتحدة للأطفال "اليونيسيف" وبرنامج الغذاء العالمي من كارثة وشيكة، إذ يواجه 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أُم خطر سوء التغذية، ويحتاجون لعلاج عاجل.

وقال التقرير إن مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي توصلت إلى أن 470 ألف شخص في غزة يواجهون الجوع، كما أن جميع السكان يعانون انعداما شديدا في الأمن الغذائي.

وحثت المنظمتان الدوليتان جميع الأطراف على تلبية احتياجات المدنيين والسماح للمساعدات بدخول غزة فورا، والوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني.

إعلان

مقالات مشابهة

  • رئيس بعثة مفوضية شؤون اللاجئين في سوريا: 500 ألف لاجئ عادوا إلى البلاد منذ سقوط نظام الأسد
  • الدفاع المدني: فرق الإطفاء تعمل على إخماد حريق في منطقة وادي الأشعري بريف درعا
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية فلسطيني في قرية بروقين
  • عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش قتل مسلحا في قرية بورقين بالضفة ويتم التحقق إذا كان هو منفذ العملية قرب سلفيت
  • عاجل. اشتباكات في حلب.. أول مواجهة مباشرة بين الأمن السوري و"داعش" منذ سقوط نظام الأسد
  • بسبب خطأ من المصنع .. آلاف الشاحنات من فورد تواجه عيوبا خطيرة
  • استشهاد فتى برصاص الاحتلال في البلدة القديمة من القدس 
  • إسرائيل تعلن تدمير بنى تحتية في المواني اليمنية وتجدد تحذيراتها من التواجد فيها
  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على ميناءي الحديدة والصليف
  • الجزيرة نت ترصد حالات سوء التغذية بين أطفال غزة