صدى البلد:
2025-12-14@20:29:24 GMT

حكم التهنئة بدخول شهر رمضان.. هل تجوز شرعا؟

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم التهنئة بدخول شهر رمضان؟ وهل يجوز تقديم المعايدات بين الأفراد للتهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك من خلال ألفاظٍ محددة؟

حكم التهنئة بدخول شهر رمضان

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن حكم التهنئة بدخول شهر رمضان، إن يجوز شرعًا التهنئة بحلول شهر رمضان المعظم بكلِّ ما يفيد الدعاء بالخير والبركة وتعاقب الأزمنة من أيام وشهور وأعوام، وتقبل الطاعات من الألفاظ والعبارات، كما تجوز بتبادل الزيارة بين الأهل والأصدقاء والأحبة.

دعاء استقبال شهر رمضان.. ردده الآن يأتيك الخير من حيث لا تحتسبالمفتي: شهر رمضان المبارك نفحة إلهية ومنحة ربانية يتجلى فيها الصفاء الروحي

وأكدت أنه من المقرر شرعًا جواز الفرح والسرور بقدوم مواسم الخير والأعياد والمناسبات، خاصة الدينية لِمَا فيها من الطاعات والبركات والتذكير بأيام الله الطيبات، وذلك كالاحتفال بالأعياد والأعوام وقدوم بعض الشهور والأيام التي لها خصوصية دينية؛ لارتباطها بشعائر وأحداث عظيمة في الإسلام.

ومن بين تلك المناسبات الدينية المهمة والمعظمة في الشريعة الإسلامية والمستوجبة لإعلان الفرحة وعموم البهجة وانشراح الصدر وسكينة النفس حلول شهر رمضان المبارك؛ لِمَا فيه من تَنَزُل الرحمات والنفحات والمغفرة للذنوب والعتق من النيران، وكلُّ هذا من رحمة الله تعالى وفضله الذي يستدعي الفرح والسرور؛ امتثالا لعموم قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58].

تهنئة النبي بدخول شهر رمضان

وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه أنَّ هناك بعض الأزمنة كالأيام والليالي والشهور تتنزل فيها الخيرات، وتقبل فيها الدعوات، وترفع فيها الدرجات، ولذا ينبغي للمسلم اغتنامها بفعل الطاعات والدعاء لنفسه ولغيره بالخيرات، والدليل على ذلك: حديث محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا فَلَا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا» رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" و"المعجم الكبير".

وأوضحت أن من المظاهر المتعارف عليها بين المسلمين إعلان الفرحة والسرور بقدوم شهر رمضان المبارك، وتقديم التهاني للغير والدعاء له بالخير والبركة ودوام تعاقب الأيام والأعوام عليه وعلى أهله بالسعادة التامة.

كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يزف البشارة لأصحابه رضوان الله عليهم بقدومِ شهر رمضان المعظم؛ فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر يومٍ مِن شعبان فقال: «يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيهِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حَضَر رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قد جاءكم رمضان، شهرٌ مباركٌ، افْتَرَضَ الله عليكم صيامه، تُفْتَحُ فيه أبواب الجنة، ويُغْلَقُ فيه أبواب الجحيم، وَتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمَ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند".

كيفية التهنئة بدخول شهر رمضان

وذكرت دار الإفتاء أن التهنئة بحلول شهر رمضان تجوز بوجوه كثيرة ومتنوعة، منها ما هو لفظيٌّ يفيد معنى حلول البركة، وما يكون بلفظ الدعاء بتقبل الطاعات، ومنها ما يكون عن طريق المصافحة، ومنها ما يكون من خلال الزيارة والانتقال لأجل تقديم التهنئة، ومنها ما يكون بإرسال برقيات التهنئة عبر الرسائل الإلكترونية كالرسائل المكتوبة ومقاطع الفيديو ونحوها، أو تقديم ذلك عبر الاتصال الهاتفي وغيرها من الوسائل الحديثة.

وتابعت: والشأن في ذلك أنه من الوسائل والأسباب التي تؤدي إلى تقوية الروابط الاجتماعية والدينية والعلاقات الإنسانية، وقد تقرر في قواعد الفقه أن "للوسائل حكم المقاصد"، فما يتوصل به إلى الواجب فهو واجب، وما يتوصل به إلى مُحَرَّمٍ فهو مُحَرَّمٌ، وما يتوصل به إلى المندوب فهو مندوب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الشريعة الإسلامية شهر رمضان حكم التهنئة بدخول شهر رمضان صلى الله علیه وآله وسلم شهر رمضان المبارک شهر رمضان ا ما یکون

إقرأ أيضاً:

حكم الدعاء بقول: «اللهم بحق نبيك» .. يسري جبر يوضح

أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن الدعاء بقول الإنسان: «اللهم بحق نبيك محمد صلى الله عليه وسلم» دعاءٌ جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، موضحًا أن الاعتراض على هذه الصيغة نابع من فهمٍ قاصر لمقامات الأنبياء، وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمعنى “الحق” عند الله سبحانه وتعالى. 

وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال لقاء تلفزيوني اليوم، أن النبي صلى الله عليه وسلم له حقٌّ عند مولاه، وهو حق الشفاعة، وحق القبول، وحق الجاه العظيم الذي أكرمه الله به، مشددًا على أن هذا الحق ليس من باب الوجوب العقلي على الله تعالى، فالله سبحانه لا يجب عليه شيء عقلًا، وإنما هو حق تفضلٍ وإحسانٍ أوجبه الله على نفسه كرامةً لنبيه، كما أوجب على نفسه إجابة دعاء المؤمنين بقوله: «ادعوني أستجب لكم»، فإذا كان هذا الوعد عامًا للمؤمنين، فما بالك بالصالحين، ثم الأولياء، ثم العلماء، ثم الأنبياء، ثم الرسل، ثم برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خصه الله بالشفاعة العظمى يوم القيامة حين يقول جميع الأنبياء: «نفسي نفسي»، ويقول هو وحده: «أنا لها».

أكاديمية الأزهر تختتم برنامج “إعداد الداعية المعاصر" بمشاركة ست دولٍ عربية وآسيوية وأفريقيةمدير عام الجامع الأزهر يتفقد الدراسة بأروقة الصعيدأحكام الطهارة والوضوء في أوقات البرد الشديد .. مركز الأزهر العالمي يكشف عنهاقافلة جامعة الأزهر بالواحات البحرية تقدم خدمات طبية وتنموية شاملة وإشادة بالجهود

وأشار عالم الأزهر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه علّم الأمة هذا المعنى، مستشهدًا بما رواه ابن ماجه في دعاء الذهاب إلى المسجد، حيث قال النبي: «اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق محمد عليك»، موضحًا أن النبي سأل الله بحقه على الله، وهو دليل صريح على جواز هذا الأسلوب في الدعاء، وأن له حق الشفاعة والقبول والنصرة والرعاية والعناية.

وبيّن الدكتور يسري جبر أن من الأدعية النبوية الثابتة قوله صلى الله عليه وسلم: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين»، موضحًا أن الاستغاثة هنا بالرحمة، والرحمة التي أرسلها الله إلى العالمين هي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين»، فالنبي هو الرحمة المتعينة في الأكوان، وهو المظهر الأعظم لرحمة الله في الخلق، ولذلك كان من المشروع استحضار هذا المعنى عند الدعاء.

وأضاف أن رحمة الله التي وسعت كل شيء قد جعل الله لها تجليات في الخلق، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم هذه التجليات، وهو الرحمة المهداة، مشيرًا إلى أن أهل العلم والذوق تكلموا عن هذا المعنى عبر القرون، ومنهم الإمام الجزولي في «دلائل الخيرات» حين عبّر عن النبي بأنه رحمة الله المتعينة في العالمين.

وأكد الدكتور يسري جبر أن القول بأن النبي ليس له حق عند الله قولٌ باطل، بدليل ما ثبت في الصحيح من حديث النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين قال: «هل تدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟»، فبيّن أن للعباد حقًا على الله إذا وفوا بما أمرهم به، فإذا كان هذا حقًّا لعامة المؤمنين، فكيف يُنكر أن يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو إمام المرسلين وسيد ولد آدم – حقٌّ أعظم وأجل عند ربه.

وأكد على أن على المسلم ألا يلتفت إلى اعتراضات الجهلة، وأن يرجع في دينه إلى النصوص الشرعية وفهم أهل العلم، وأن يعرف مقام النبي صلى الله عليه وسلم حق المعرفة، فتعظيمه وتعظيم جاهه ومكانته من تعظيم الله، والنصوص الصحيحة دالة على جواز التوسل والدعاء بحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والله تعالى أعلم.

طباعة شارك يسري جبر الأزهر الشريف حكم الدعاء ب«اللهم بحق نبيك»

مقالات مشابهة

  • د. عادل القليعي يكتب: دعونا نعمل .. لا تلتفتوا للشائعات!
  • جزء من المهر.. عالم بـ الأزهر: كتابة قائمة المنقولات الزوجية لا حرج فيها شرعا
  • نور على نور
  • قصر النهار.. أسباب سهولة العبادات في الشتاء
  • أجمل رسائل التهنئة والمعايدة بمناسبة رأس السنة الميلادية 2026
  • أجمل كلمات التهنئة بشهر رجب الفضيل 1447
  • حكم الدعاء بقول: «اللهم بحق نبيك» .. يسري جبر يوضح
  • هل حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره
  • خطيب الأوقاف: التطرف الرياضي مذموم شرعا ويجعل صاحبه يستحل الحرام
  • هل يستجاب الدعاء وقت نزول الأمطار؟.. الإفتاء تجيب